كوبتك أنسرز اللوجو كوبتك أنسرز اللوجو
تسجيل دخولتسجيل

كوبتك أنسرز

كوبتك أنسرز القائمة

  • مواقعنا
    • كوبتك أنسرز (ع)
    • كوبتك أنسرز (En)
    • كوبتك ويكي (En)
  • تابعنا
    • Facebook
    • YouTube
    • Twitter
    • SoundCloud
    • Instagram
  • من نحن؟
  • عن الموقع
  • تواصل معنا
بحث
أسأل سؤال

قائمة الموبيل

غلق
أسأل سؤال
  • مواقعنا
    • كوبتك أنسرز (ع)
    • كوبتك أنسرز (En)
    • كوبتك ويكي (En)
  • تابعنا
    • Facebook
    • YouTube
    • Twitter
    • SoundCloud
    • Instagram
  • من نحن؟
  • عن الموقع
  • تواصل معنا

شارك المعرفة اللاهوتية مع الجميع.

أول وأكبر موقع للأسئلة والأجوبة المسيحية والذي يخدم جموع الشعب الناطقين باللغة العربية في كل بقاع العالم.

تسجيل عضوية جديدة

Youssef Fayez

اسأل Youssef Fayez
0‫متابع
6ألفسؤال
الرئيسة/ Youssef Fayez/إجابات
  • عن
  • أسئلة
  • ‫التصويتات
  • إجابات
  • أفضل إجابات
  • ‫الأسئلة الموجهة للعضو
  • مقالات
  • تعليقات
  • ‫الأسئلة المتابعة
  • ‫‫‫‫الإجابات المتابعة
  • ‫‫‫‫المقالات المتابعة
  • ‫‫‫‫التعليقات المتابعة
  1. سأل: مارس 21, 2020

    هل كانت حروب بني إسرائيل من أجل نشر الدين اليهودي؟

    Youssef Fayez

    Youssef Fayez

    • Cairo, مصر
    • 6ألف سؤال
    • 17 ‫إجابة
    • 0 أفضل إجابة
    زيارة الملف الشخصي
    Youssef Fayez
    ‫أضاف ‫‫إجابة يوم مارس 21, 2020 في 1:13 am

    الحقيقة أن هذه مغالطة كبيرة، وليس لها أي سند في الكتاب المقدَّس على الإطلاق، وبالرجوع إلى إجابة السؤال السابق (س 858) يتضح تمامًا سبب حروب بني إسرائيل، فما هي إلاَّ سيف العدالة الإلهي يقتص من المذنبين الطغاة، الذين صعد شرهم إلى عنان السماء. وكل ما أراده الدكتور السقا أن يُبرّر الحروب التي قام بها رس‫اقرأ المزيد

    الحقيقة أن هذه مغالطة كبيرة، وليس لها أي سند في الكتاب المقدَّس على الإطلاق، وبالرجوع إلى إجابة السؤال السابق (س 858) يتضح تمامًا سبب حروب بني إسرائيل، فما هي إلاَّ سيف العدالة الإلهي يقتص من المذنبين الطغاة، الذين صعد شرهم إلى عنان السماء. وكل ما أراده الدكتور السقا أن يُبرّر الحروب التي قام بها رسول الإسلام لنشر الدعوة بالسيف، فأراد أن يجعل لهذه الحروب وضع مماثل سابق، فقال أن الهدف من الحروب الإسرائيلية ما هو إلاَّ نشر الدين اليهودي بالسيف، وبهذا يساوي بين حروب يشوع بن نون وحروب رسول الإسلام، فكليهما كان لنشر الدين الجديد، وهذا ضد الحقيقة، ولا توجد آية واحدة في الكتاب المقدَّس يستشف منها أن حروب اليهود كانت لنشر ديانتهم.

    _____

    (1) نقد التوراة ص 288.

    (2) نقد التوراة ص 289.

    ‫قراءة أقل
    • شارك
      شارك
      • شارك على فيسبوك
      • شارك على تويتر
      • شارك على لينكد إن
      • شارك على واتس آب
  2. سأل: مارس 21, 2020

    كيف يأمر الله بإبادة شعوب كنعان؟ وهل هذا الأمر بالإبادة نسخ وصية “لا تقتل”؟

    Youssef Fayez

    Youssef Fayez

    • Cairo, مصر
    • 6ألف سؤال
    • 17 ‫إجابة
    • 0 أفضل إجابة
    زيارة الملف الشخصي
    Youssef Fayez
    ‫أضاف ‫‫إجابة يوم مارس 21, 2020 في 1:12 am

    مع الترفع عن الأسلوب الهابط لبعض النُقَّاد نقول سبق الإجابة على هذه التساؤلات(6)، ومع هذا نعيد طرح الموضوع مع إضافات جديدة: 1- لماذا أمر الله بإبادة هذه الشعوب: أ - لأن شر هذه الشعوب قد وصل إلى أقصى مداه، بل إلى منتهاه، فقد دب الفساد في هذه الشعوب مثل السرطان، حتى وصل الأمر بهم إلى تقديم أطفالهم ذبا‫اقرأ المزيد

    مع الترفع عن الأسلوب الهابط لبعض النُقَّاد نقول سبق الإجابة على هذه التساؤلات(6)، ومع هذا نعيد طرح الموضوع مع إضافات جديدة:

    1- لماذا أمر الله بإبادة هذه الشعوب:

    أ – لأن شر هذه الشعوب قد وصل إلى أقصى مداه، بل إلى منتهاه، فقد دب الفساد في هذه الشعوب مثل السرطان، حتى وصل الأمر بهم إلى تقديم أطفالهم ذبائح بشرية للأصنام، كما ارتكبت كاهنات المعابد الرذيلة في أبشع صورها تحت مسمى العبادة، ولهذا لم يكن هناك حل غير استئصال هذه الشعوب، كما أباد الرب البشرية من قبل بالطوفان، كما أباد سدوم وعمورة بالنار والكبريت، وجاء ذكر هذا وذاك في القرآن، ولم يعترض ناقد من النُقَّاد المسلمين، ولأجل نفس الأسباب صدر الحكم الإلهي بتحريم هذه الشعوب (تث 20: 16 – 18) أي إفناءها بالتمام والكمال ليس من جهة البشر فقط، بل حتى من جهة الممتلكات وإن حوت معادن نفيسة فمآلها للحريق، لأنها تدنست ببشاعة الخطية والرذيلة، ويشرح ج. ت. مانلي G. T. Manley معنى التحريم فيقول ” من المهم أن ندرك المعنى الكامل لكلمة ” محرَّم”. المحرَّم هنا هو الشيء أو الشخص المخصص لعبادة الآلهة الغريبة. وهذه مكروهة كما يجب أن تُكره الخطية، لأنها مفسودة ومفسدة، كرداء يحمل الوباء لا يستحق إلاَّ الحريق، لئلا يقع الحرمْ على أولئك الذين يستحيونهم”(7).

    وجاء في كتاب السنن القويم ” تُحرّمهم أي تقتلهم وتفنيهم. وليس في هذا ما يُعترض به على الدين الإلهي بأنه يحلّل قتل الخارجين عنه، فإن الله أراد أن يهلك أولئك الأمم بواسطة إسرائيل، وله أن يُميت من شاء بالمرض أو بغيره. وكان الإسرائيليون مأمورون بذلك بدون أن يحلَّ لهم أن يقتلوا غيرهم، ولو كان دين الله يُحلّل قتل المخالف بالدين لجاز لهم أن يقتلوا كل من ليس بيهودي، والواقع غير ذلك، فالكتاب خالٍ من ذلك، وأمر الله هنا محصور بقتل من أراد إفناءهم. وما قيل على هؤلاء يُقال على الأمم الذين حاربهم موسى وقتلهم كعماليق وسيحون وعوج وغيرهم وعلى ما أتاه القضاة وداود في محاربة الفلسطينيين (2 صم 5: 19)”(8).

    ولو بدا هذا الحكم أنه قاسيًا لكنه كان في جانب الحق، وإن كان القاضي الأرضي يُوقِع حكم الإعدام على الإنسان المجرم، فهل لا يحق لله الخالق واهب الحياة أن ينتزع هذه الحياة من أولئك الأشرار؟! ويقول القمص تادرس يعقوب ” كانت هذه الشعوب عنيفة للغاية تقدم الأطفال مُحرَقة للآلهة وتتقدم النساء والفتيات للزنا لحساب الآلهة الوثنية مع رجاسات أخرى بشعة، لذا كانت تمثل خطرًا على انحراف شعب الله (تث 20: 18) لم يستخدم (الله) مع (هذه) الأمم أية رحمة، لأن الفساد قد تفشى ودمر سكانها أبديتهم بأنفسهم، وصار الأمر خطيرًا حتى بالنسبة لشعب إسرائيل متى احتلوها إن بقيت أية آثار لعبادتهم”(9).

    ب – كم أطال الله أناته على هذه الشعوب، فمنذ عصر إبراهيم وما قبله وهم يرتكبون الشر ويشربون الإثم كالماء، ومع ذلك فإن الله قال لإبراهيم أنه سينتظر عليهم أربعمائة سنة أخرى ” لأن ذنب الأموريين ليس إلى الأبد كاملًا” (تك 15: 16) وعندما استوفوا شرورهم كان لا بُد أن يجوز فيهم سيف العدالة الإلهيَّة.

    جـ- أصدر الله حكمه بإبادة تلك الشعوب حتى لا يفسدوا الشعب العبراني بعبادتهم النجسة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وقد أوضح الله هذه الحقيقة قائلا ً لشعبه إسرائيل ” تحرّمهم. لا تقطع لهم عهدًا ولا تشفق عليهم. ولا تصاهرهم. بنتك لا تعطِ لابنه وبنته لا تأخذ لأبنك. لأنه يرد ابنك من ورائي فيعبد آلهة أُخرى فيحمى غضب الرب عليكم ويهلككم سريعًا” (تث 7: 3، 4).. ” لكي لا يعلموكم أن تعملوا حسب جميع أرجاسهم التي عملوا لآلهتهم فتخطئوا إلى الرب إلهكم” (تث 20: 18).. ” لا تقطع معهم ولا مع آلهتهم عهدًا. لا يسكنوا في أرضك لئلا يجعلوك تخطئ إليَّ” (خر 23: 32، 33) فقد كان من الضروري الحفاظ على قدسية هذا الشعب الذي اختاره الله ليتجسد منه. وإن كان حكم التحريم (الإبادة الشاملة) هنا ثقيل على تلك الأذان التي تربت على تعاليم السيد المسيح بمحبة الأعداء والصفح والمغفرة (مت 5: 43 – 48) ولكن يجب ألاَّ ننسى أنه متى تعرضت الأمة للخطر فمن حق الحاكم إعلان حالة الطوارئ والحرب، وحيث أن هذه الشعوب كانت مصدر خطر حقيقي على شعب الله، ولأن مكيالها كان قد امتلأ وفاض، لذلك صدر الحكم الإلهي بإبادة تلك الشعوب. ولو تأملنا هذا الحكم فإننا نلاحظ أن الله هو الذي له الحق في إنهاء حياة الإنسان في الوقت الذي يراه، وهذه الشعوب كانت جميعها ستموت وتنتهي، فما فعله الله هو أنه ركز لحظات الموت لهذا العدد الغفير، ولم يمهلهم في الحياة بسبب كثرة شرورهم.

    د – كلف الله شعبه بتنفيذ هذا الحكم الإلهي العادل على هذه الشعوب التي حان موعد القصاص منها، ويقول هنري تشارلس ماكنتوش ” إن إسرائيل دُعي ليحارب حروب الرب في اللحظة التي وطأت فيها أقدام بني إسرائيل أرض كنعان بدأت الحرب على أشدها مع سكانها الذين قُضي عليهم قضاءً مبرمًا {وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيبًا فلا تستبق منهم نسمة} وهذا الحكم قاطع وصريح. فنسل إبراهيم لم يعطيهم الرب أرض كنعان نصيبًا لهم فقط، وإنما استخدمهم في يده كآلات لتنفيذ قضاءه العادل على سكان الأرض المذنبين الذين بلغ شرهم عنان السماء وضجت الأرض من إثمهم”(10).

    وقد كلَّف الله شعبه بتنفيذ الحكم الإلهي العادل، حتى يكون عظة عملية قوية تحدثهم عن بشاعة ونهاية الشر، حتى لا يسقط هذا الشعب في هذه الرذائل فتكون نهايته كنهايتهم ” بكل هذه لا تتنجسوا لأنه بكل هذه قد تنجَّس الشعوب الذين أنا طاردهم من أمامكم” (لا 18: 24).. ” فتحفظون جميع فرائضي وجميع أحكامي وتعملوها لكي لا تقذفكم الأرض التي أنا آتٍ بكم إليها لتسكنوا فيها” (لا 20: 22) ومع كل هذا فقد انحرف الشعب نحو هذه العبادة النجسة، فسرى عليهم الحكم ذاته الذي سبق وسرى على شعوب الأرض، وطُردوا من أرضهم، وسيقوا في السبي، وتعرضوا للإبادة الجزئية، وقال المرنم عن بني إسرائيل “ لم يستأصلوا الأمم الذين قال لهم الرب عنهم. بل اختلطوا بالأمم وتعلموا أعمالهم. وعبدوا أصنامهم فصارت لهم شركًا وذبحوا بنيهم وبناتهم للأوثان. وأهرقوا دمًا زكيًا دم بنيهم وبناتهم الذين ذبحوهم لأصنام كنعان وتدنست الأرض بالدماء. وتنجسوا بأعمالهم وزنوا بأفعالهم. فحمى غضب الرب على شعبه وكره ميراثهم وأسلمهم ليد الأمم وتسلط عليهم مبغضوهم. وضغطهم أعداؤهم فذُلوا تحت يدهم” (مز 106: 34 – 42) فكم وكم لو لم تصدر هذه الأوامر الإلهيَّة لهم بالاقتصاص من هذه الشعوب؟.

    هـ- عندما زاد شر العالم في القديم حكم الله بفناء كل العالم بالطوفان بكل ما فيه من رجال ونساء وأطفال وحيوانات وطيور، ولم ينجو غير نوح وأسرته، وجاء ذكر هذا الطوفان في القرآن مرارًا وتكرارًا ” ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر. وفجرنا الأرض عيونًا” (القمر 11، 12) وأيضًا ورد الخبر في سور الأعراف 64، ويونس 63، والعنكبوت 140. إلخ وبسبب شر مدينتي سدوم وعمورة حكم الله عليهما بالدمار، فاحترقتا بكل ما فيهما من رجال ونساء وأطفال وحيوانات وطيور ولم ينجو غير لوط وإبنتيه، وجاء ذكر ذلك في القرآن أيضًا ” فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل” (هود 82).. ” إنا مُنزلون على أهل هذه القرية رجزًا من السماء بما كان يفسقون” (العنكبوت 34).. ” وأمطرنا عليهم مطرًا فأنظر كيف كانت عاقبة المجرمين” (الأعراف 84) ولم يعترض واحد من النُقَّاد المسلمين على هذا أو ذاك، فلماذا يعترضون على إبادة شعوب كنعان..؟!

    و – لماذا لا يصدق هؤلاء النُقَّاد أن الله وعدهم بهذه الأرض، وقد جاء هذا في القرآن الذي يؤمنون به، حيث ذكر دعوة موسى لقومه لدخول الأرض المقدَّسة بحسب الأمر الإلهي، وخوفهم من سكانها ولذلك أتاههم الله في صحراء سيناء أربعين سنة قبل أن يدخلهم الأرض المقدَّسة فقال ” وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكًا وأتاكم ما لم يؤتِ أحد من العالمين. يا قوم ادخلوا الأرض المقدَّسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبون خاسرين. قالوا يا موسى أن فيها قومًا جبارين وإنَّا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنَّا داخلون. قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين. قالوا يا موسى إنَّا لن ندخلها أبدًا ماداموا فيها فأذهب أنت وربك فقاتلا إنَّا هنا قاعدون. قال ربي إني لا أملك إلاَّ نفسي وأخي فأفرق بيننا وبين القوم الفاسقين. قال فإنها مُحرَّمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض” (المائدة 20 – 26) فقوله ” أدخلوا الأرض المقدَّسة التي كتب الله لكم ” تتحدث بوضوح عن الوعد الإلهي للشعب العبراني بامتلاك الأرض التي كتب الله لهم، وقول الجاسوسان (يشوع بن نون وكالب بن يفنه) ” أدخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون ” يؤكد المشيئة الإلهيَّة في إهلاك هذه الشعوب الوثنية، وكيف يمتلكون الأرض إن لم يبيدوا سكانها؟! وإنني أتعجب من عاطف عبد الغني والدكتور مصطفى محمود والدكتور محمد عمارة وغيرهم من الذين يهاجمون التوراة بما سجله القرآن، هل يعلمون ويهاجمون ما يعتقدون به، أم أنهم يجهلون ويهاجمون ما يعتقدون به أيضًا.

    ز – الأمر الإلهي بإبادة هذه الشعوب كان أمرًا استثنائيًا خاص بمدن أرض كنعان، وله ما يبرره، وهو أن شر هذه الشعوب قد صعد إلى عنان السماء، ولكيما يحل شعب الله محل هؤلاء الشعوب الذين لفظتهم الأرض، فكان هذا القانون العسكري أشبه بقانون الطوارئ. أما الحالة العامة والقانون السائد في العهد القديم فهو قانون السلام ونبذ الحروب، ولذلك أوصى الله بمحبة الكل ” لا تكره أدوميًا لأنه أخوك. لا تكره مصريًا لأنك كنت نزيلًا في أرضه” (تث 23: 7) وأوصى الله شعبه قائلًا ” إذا صادفت ثور عدوك أو حماره شاردًا ترده إليه” (خر 23: 4) وجاء في العهد القديم أيضًا ” إن جاع عدوك فاطعمه خبزًا وإن عطش فاسقه ماء. فإنك تجمع جمرًا على رأسه والرب يجازيك” (أم 25: 21، 22) وعندما أعطى الله لشعبه الوصايا العشر كان من بينها وصية ” لا تقتل” (خر 20: 13) فقد نهى الله عن القتل سواء كان الضحية يهوديًا أو أمميًا، فهذه هي القاعدة العامة. أما الاستثناء فهو ما حدث مع شعوب كنعان بسبب كثرة شرورهم التي صعدت إلى عنان السماء، ولكيما لا يغووا شعب الله المقدَّس ” لكي لا يعلموكم أن تعملوا حسب أرجاسهم التي عملوا لآلهتهم. فتخطئوا إلى الرب إلهكم” (تث 20: 18).

    ويقول القمص تادرس يعقوب ” وضعت هذه الشريعة الخاصة بالحروب إلى حين يملك الشعب عوض الأمم الوثنية. لكن فكر الله، واضح حتى في العهد القديم أنه لا يريد الحروب بل السلام. وكما يقول المرتل مسبحًا أعمال الله الفائقة: “مُسكّن الحروب إلى أقصى الأرض، يكسر القوس ويقطع الرمح. المركبات يحرقها بالنار. كفوا وأعلموا إني أنا الله” (مز 46: 8 – 10) وجاء في رؤية لإشعياء النبي عن عمل المسيا: “ويكون في آخر الأيام أن جبل بيت الرب يكون ثابتًا في رأس الجبال.. وتجري إليه كل الأمم.. فيطبعون سيوفهم ورماحهم مناجل. لا ترفع أمة على أمة سيفًا، ولا يتعلمون الحرب فيما بعد” (أش 2: 2 – 4) وفي ميلاد السيد المسيح قيل “على الأرض السلام وبالناس المسرة” (لو 2: 14)”(11).

    2- ردًا على عاطف عبد الغني أود أن أذكر الآتي:

    أ – أعطى الله وصية ” لا تقتل ” ليست كوصية مُطلقة بل كان لها استثناءات، فمثلًا أمر الله بقتل القاتل ” سافك دم الإنسان بالإنسان يُسفك دمه” (تك 9: 6) كما أمر الله بقتل الرجل الذي كسر وصية السبت ” فقال الرب لموسى قتلًا يُقتل الرجل” (عد 15: 35).. إذًا وصية ” لا تقتل ” لها حدود وليست مُطلقة، وإلاَّ ساد الإجرام والفساد، فحيث لا رادع يفعل المجرم ما بدى له، ويتحوَّل المجتمع الإنساني إلى غابة.

    ب- قال الناقد ” فمن الذي أوحى إلى موسى بعد ذلك بأوامر القتل والاغتصاب”؟ فمن أين أتى الناقد بفعل الاغتصاب؟! فالكتاب المقدَّس كله منزّه عن هذا، ومن المستحيل أن تشتم منه رائحة الاغتصاب قط، بل جاءت الوصية حاسمة ” لا تزنِ ” ومطلقة، فمن يزني مع امرأة أو بهيمة يُقتل قتلًا (لا 20: 10 – 16) فإن كان الله يقاوم الزنا ويحرمه ويجعل عقوبته الموت، فهل يُعقل أن يأمر شعبه بالاغتصاب؟!! كلاَّ.. إنما هو عنصرية الناقد وتحيّزه، وهذا أمر اعتاد عليه النُقَّاد، فمثلًا يقول ناجح المعموري ” وتتضح نبرة العرقية الخاصة باختيار العبران فقط شعبًا ليهوه كي يمنحهم تفويضًا إلهيًّا {أحرقوا جميع مدنهم بمساكنهم وجميع حصونهم بالنار} (عد 31: 10) أو {أحرقوا حتى بنيهم وبناتهم بالنار} أو..”(12) مع أن الله لم يأمر قط بحرق أبناء وبنات الشعوب الوثنية، إنما هذه الشعوب هي التي أحرقت أطفالها ولذلك حق عليها العقاب الإلهي، وجاء النص في سفر التثنية يحذر إسرائيل من رجاسات الأمم ” لا تعمل هكذا للرب إلهك لأنهم قد عملوا لآلهتهم كل رجس لدى الرب مما يكرههُ إذ أحرقوا حتى بنيهم وبناتهم بالنار لآلهتهم” (تث 12: 31).

    وفي سياق حديثه يقول أيضًا ناجح المعموري أن يهوه كان ” بحاجة إلى تقدمات كلية وشاملة، ولم تعد التقدمات أو المعاقبات المُنفَذة في صحراء سيناء كافية، من أجل إشعاره بسلطته كرب للحرب والدمار. فإنه ما عاد مقتنعًا بذلك، بل يريد مدينة كاملة تُقدَم له قربانًا {فضربًا تضرب سكان تلك المدينة بحد السيف وتحرّمها بكل ما فيها مع بهائمها بحد السيف. تجمع كل أمتعتها إلى وسط ساحاتها وتحرق بالنار المدينة وكل أمتعتها كاملة للرب إلهك} (تث 13: 15 – 16)”(13) وحيث أن الناقد يتحدث عن تفويض يهوه لشعبه للاقتصاص من الأمم، فالمفهوم من الناقد أن المدينة موضع الحديث هي من مدن الأمم، وهذا يخالف الحقيقة، لأن المدينة المقصودة هنا هي مدينة يهودية مرتدة، ولم يوضح الناقد الحقيقة ” إن سمعت عن إحدى مدنك التي يعطيك الرب إلهك لتسكن فيها قولًا. قد خرج أناس بنو لئيم من وسطك وطوَّحوا سكان مدينتهم قائلين نذهب ونعبد آلهة أخرى لم تعرفوها. وفحصت وفتشت وسألت جيدًا وإذا الأمر صحيح وأكيد قد عُمل ذلك الرجس في وسطك. فضربًا تضرب سكان تلك المدينة بحد السيف وتحرّمها بكل ما فيها مع بهائمها بحد السيف. تجمع كل أمتعتها إلى وسط ساحتها وتُحرق بالنار المدينة وكل أمتعتها..” (تث 12: 12 – 17). والنص السابق يثبت بشكل قاطع أن الله ليس إلهًا عنصريًا وليس لديه محاباة، ويرفض الشر تمامًا. كما أن يهوه ليس رب للحرب والدمار بل إله رؤوف أطال أناته جدًا على هؤلاء الفاسدين، حتى استوفوا مكيالهم فحقت عليهم العقوبة، وكان لا بُد أن يجري عليهم سيف العدل الإلهي، وقد أفضنا في شرح هذه القضية(14).

    جـ- قول الناقد بأن الكهنة هم الذين نسخوا وصية ” لا تقتل ” بما كتبوه في (تث 20: 10 – 20) قول مردود عليه لأن موسى هو الكاتب الوحيد للتوراة باستثناء الإصحاح الأخير، وقد ناقشنا هذا الموضوع بإستفاضة(15).

    3- قاد الله البشرية نحو طريق الكمال، ففي العهد القديم إذ أراد الله أن يُحجم الشر الذي كان مستشريًا حينذاك قال ” نفسًا بنفس وعينًا بعين وسنًا بسن” (خر 21: 23، 24) ولكن في العهد الجديد عصر النعمة والحق طالب الله الإنسان بالتسامح إلى درجة محبة الأعداء ” أحبوا أعداءكم” (مت 5: 44).. ” إن كان ممكنًا حسب طاقتكم سالموا جميع الناس” (رو 12: 18) فما كان متبعًا في القديم مع البشرية في طفولتها وعصيانها، لم نعد الآن في احتياج إليه، فمثلًا في القديم وصلت عقوبة الزنا إلى حد الرجم ليُظهر الله مدى بشاعة هذه الخطية، أما الآن وقد إستنارت أذهان عقولنا بمعرفة الروح القدس لم نعد نحتاج إلى مثل هذه العقوبة لندرك مدى بشاعة هذه الخطية.

    4- لماذا يعيب عاطف عبد الغني وغيره على بني إسرائيل دخولهم الأرض المقدَّسة والاقتصاص من أهلها، بينما يقبلون الغزوات التي حدثت في صدر الإسلام، فقد قاد الرسول وأصحابه 82 غزوة، ويقول الدكتور السيد عبد العزيز سالم أنه عندما حاصر الرسول بني قريطة اليهود أبدوا استسلامهم على أن يحكمهم أسعد بن معاذ ” فحكم أسعد بن معاذ فيهم بحكم رسول الله وهو أن تُقتل الرجال وتُقسم الأموال، وتُسبي الذراري والنساء، فأمر بهم الرسول فسيقوا جماعات إلى موضع سوق المدينة حيث حُفرت لهم خنادق، ثم أمر الرسول فضُربت أعناقهم في تلك الخنادق. وبلغ عدد القتلى منهم ما بين 600 و700 يهودي”(16).

    فعجبًا لهؤلاء النُقَّاد الذين يكيلون بمكيالين، ويتجاهلون تمامًا الغزوات وكيف اغتنى منها الصحابة، ويذكر الكاتب الكبير الصادق الأستاذ فرج فودة ثروات خمسة من كبار الصحابة المُبشَرين بالجنة ” كان لعثمان بن عفان عند خازنه يوم قُتل ثلاثون ألف درهم وخمسمائة ألف درهم وخمسون ومائة ألف دينار فانتهت وذهبت.. كانت قيمة ما ترك الزبير واحد وخمسين أو اثنين وخمسين ألف ألف.. وسعد ابن أبي وقاص.. ترك يوم مات ألف وخمسين ألف درهم.. قيمة ما ترك طلخة بن عبيد الله.. ثلاثين ألف ألف درهم.. ترك عبد الرحمن بن عوف.. وكان فيما ترك ذهب قُطع بالفؤوس حتى مَجُلت أيدي الرجال منه”(17) ويكفي أن نشير إلى ضحايا حروب الردة، فقد قتل خالد بن الوليد من بني حنيفة المرتدين فقط واحد وعشرين ألف رجل(18) وفي موقعة اليرموك قتل خالد بن الوليد مائة وعشرين ألفًا من الجيش البيزنطي(19).. إلخ.

    _____

    (1) البهريز جـ4 س140.

    (2) أساطير التوراة ص 41، 42.

    (3) راجع أساطير التوراة ص 40.

    (4) التوراة ص 27.

    (5) أورده نصحي خليل شنودة – مقالات وتصحيح المفاهيم جـ2 ص 22.

    (6) فيرجى الرجوع إلى إجابة س828.

    (7) مركز المطبوعات المسيحية – تفسير الكتاب المقدَّس جـ 1 ص 422.

    (8) السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم جـ 2 ص 389.

    (9) تفسير سفر التثنية ص 408، 409.

    (10) مذكرات على سفر التثنية ص 549.

    (11) تفسير سفر التثنية ص 397، 398.

    (12) أقنعة التوراة ص 190.

    (13) المرجع السابق ص 190، 191.

    (14) فيُرجى الرجوع إلى مدارس النقد جـ2 من س108 إلى س111 ص 237 – 276، وأيضًا يُرجى الرجوع إلى إجابة السؤال رقم 865.

    (15) راجع مدارس النقد جـ 1 س280.

    (16) تاريخ الدولة العربية – تاريخ العرب منذ ظهور الإسلام حتى سقوط الدولة الأموية ص 99.

    (17) الحقيقة الغائبة ص 53، 54 .

    (18) راجع تاريخ الدولة العربية ص 179.

    (19) راجع الطبري جـ 4 ص 34.

    ‫قراءة أقل
    • شارك
      شارك
      • شارك على فيسبوك
      • شارك على تويتر
      • شارك على لينكد إن
      • شارك على واتس آب
  3. سأل: مارس 21, 2020

    ما معنى “لا تنقل تخم صاحبك” (تث 19: 4)؟ وما جدوى هذا الأمر الذي اهتم به الله حتى يوصي به؟

    Youssef Fayez

    Youssef Fayez

    • Cairo, مصر
    • 6ألف سؤال
    • 17 ‫إجابة
    • 0 أفضل إجابة
    زيارة الملف الشخصي
    Youssef Fayez
    ‫أضاف ‫‫إجابة يوم مارس 21, 2020 في 1:11 am

    1- أوصى الله شعبه بأنهم عندما يمتلكون الأرض ويقتسمونها أن كل إنسان يحافظ على نصيبه، وأيضًا لا يجور على نصيب جاره، فقال " لا تنقل تخم صاحبك الذي نصبه الأولون في نصيبك الذي تناله في الأرض التي يعطيك الرب إلهك لكي تمتلكها" (تث 19: 14) وتكررت الوصية " ملعون من ينقل تخم صاحبه" (تث 27: 16).. " لا تنقل الت‫اقرأ المزيد

    1- أوصى الله شعبه بأنهم عندما يمتلكون الأرض ويقتسمونها أن كل إنسان يحافظ على نصيبه، وأيضًا لا يجور على نصيب جاره، فقال ” لا تنقل تخم صاحبك الذي نصبه الأولون في نصيبك الذي تناله في الأرض التي يعطيك الرب إلهك لكي تمتلكها” (تث 19: 14) وتكررت الوصية ” ملعون من ينقل تخم صاحبه” (تث 27: 16).. ” لا تنقل التخم القديم الذي وضعه آباؤك” (أم 22: 28) وعاتب الله شعب يهوذا قائلًا “صارت رؤساء يهوذا كناقلي التخوم فأسكب عليهم سخطي كالماء” (هو 5: 10).

    2- كان كل شخص يحدد حدود ملكيته من الأرض عن طريق كومة من الأحجار أو حجر ضخم، وكان يُنقش على هذه الأحجار اللعنات التي تقع على من ينقل هذا التخم، فالله هو الذي حدَّد لكل سبط ولكل شخص ملكيته، فمن يغتصب جزءًا من أرض غيره فأنه يتحدى إرادة الله، كما أن هناك ارتباط بين ممتلكات الإنسان وحياته، ولذلك جاءت هذه الوصية بعد وصية سفك الدم، وتكرَّرت في قائمة اللعنات التي تقع على الخطايا التي يرتكبها الإنسان في السر (تث 27) فحتى لو تم نقل التخم في السر فإن الله العالِم بالخفايا يعاقب على هذه الخطية. وقد اهتم الله جدًا بأن يحتفظ كل سبط بأرضه، حتى لا يصير سبطًا غني وآخر فقير، ولذلك كان يحدث فكاك للأرض في سنة اليوبيل، أي تعود إلى صاحبها الذي باعها، وقد تعلَّم الشعب كيف يتمسك بنصيبه الذي أخذه من الله، وهذا ما عبَّر عنه نابوت اليزراعيلي قائلًا “حاشا لي من قبل الرب أن اعطيك ميراث آبائي” (1 مل 21: 3) وهو يعلم أن ثمن تمسكه بميراث آبائه الموت رجمًا، وهو ما حدث له بالفعل.

    3- يقول القمص تادرس يعقوب ” كان نقل علامات حدود الأرض لاغتصاب جزء من نصيب الغير لا يقل خطورة عن سفك دم برئ، سر ما حملته أرض الموعد من رمز للحياة السماوية الموعود بها.. موضوع الأرض التي ينالها كل سبط كميراث دائم له تمثل بالنسبة له حياة أو موت، فمن يحرك العلامات التي تحدد أرضه ليغتصب جزء من أرض أخيه يكون كمن قد اغتصب منه بركة الرب التي هي حياته، أو كمن اغتصب ميراث العهد.. يعطينا الله درسًا هامًا وهو أن يدرك كل إنسان حدوده وملكيته، محترمًا حقوق الغير وممتلكاتهم. نقل التخم عمل فيه عدم أمانة، فإنه خداع وطمع وإصابة الآخرين بالأضرار”(1).

    4- يقول هنري تشارلس ماكنتوش أن هذه الآية ” تكشف لنا عن قلب إلهنا المحب، وتدلنا على تداخل إلهنا العجيب في جميع ظروف شعبه المحبوب، فلا يجوز الاعتداء على التخم والحدود بأي حال من الأحوال، ونصيب كل فرد من بني إسرائيل يجب أن يبقى مصانًا طبقًا للتحديد الذي نصَّبه الأولون من قديم. فالرب أعطى الأرض لإسرائيل، وليس ذلك فقط بل قسَّم لكل سبط ولكل عائلة نصيبها الخاص بها.. ولهذا فلا يوجد احتمال لتصادم المصالح، ولا يوجد مجال لأن يتداخل الواحد مع الآخر في نصيبه الخاص به، ولا يوجد كذلك محل للنزاع أو التقاضي بشأن الملكية.. وكل واحد من بني إسرائيل كان يعتبر نفسه حائزًا لأرض مملوكة لإله إسرائيل، لأنه عينه عليهم بالرضى، وفي هذا تعزية قوية لشعب الرب الذي يستطيع أن يجلس آمنًا على كل واحد تحت كرمته وتينته، ليتمتع بالنصيب الذي قسَّمه له إله إبراهيم وإسحق ويعقوب”(2).

    _____

    (1) تفسير سفر التثنية ص 392.

    (2) مذكرات على سفر التثنية ص 542.

    ‫قراءة أقل
    • شارك
      شارك
      • شارك على فيسبوك
      • شارك على تويتر
      • شارك على لينكد إن
      • شارك على واتس آب
  4. سأل: مارس 21, 2020

    هل “أُقيم لهم نبيًا من وسط أخوتك مثلك” يعتبر نبوءة عن رسول الإسلام؟

    Youssef Fayez

    Youssef Fayez

    • Cairo, مصر
    • 6ألف سؤال
    • 17 ‫إجابة
    • 0 أفضل إجابة
    زيارة الملف الشخصي
    Youssef Fayez
    ‫أضاف ‫‫إجابة يوم مارس 21, 2020 في 1:10 am

    نظرًا لتكرار هذا السؤال في كثير من كتب النقد، لذلك دعنا يا صديقي نستفيض في الإجابة عليه، وذلك من خلال ثلاث محاور: أولًا: المفهوم الصحيح لهذه النبوءة (تث 18: 15 - 18). ثانيًا: الرد على المفهوم الخاطئ للنبوءة. ثالثًا: التشابهات بين موسى والسيد المسيح. أولًا: المفهوم الصحيح لهذه النبوءة (تث 18: 15 - 18‫اقرأ المزيد

    نظرًا لتكرار هذا السؤال في كثير من كتب النقد، لذلك دعنا يا صديقي نستفيض في الإجابة عليه، وذلك من خلال ثلاث محاور:

    أولًا: المفهوم الصحيح لهذه النبوءة (تث 18: 15 – 18).

    ثانيًا: الرد على المفهوم الخاطئ للنبوءة.

    ثالثًا: التشابهات بين موسى والسيد المسيح.

    أولًا: المفهوم الصحيح لهذه النبوءة (تث 18: 15 – 18)

    تناول مُعظم النُقَّاد آية واحدة من هذه النبوءة (تث 18: 18) وأغفلوا عن قصد الآيات السابقة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. لأن النبوءة عندما تقرأ بكاملها فإنها تشرح نفسها وتوضح الحقيقة جلية، فالنبوءة تقول ” يقيم لك الرب إلهك نبيًا من وسطك من إخوتك مثلي. له تسمعون حسب كل ما طلبت من الرب إلهك في حوريب يوم الاجتماع قائلًا لا أعود أسمع صوت الرب إلهي ولا أرى هذه النار العظيمة أيضًا لئلا أموت. قال لي الرب قد أحسنوا فيما تكلموا. أُقيم لهم نبيًا من وسط أخوتهم مثلك وأجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به. ويكون أن الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي أنا أطالبه” (تث 18: 15 – 19) وفي هذه النبوءة نلاحظ:

    1- أن النبوءة موجهة لبني إسرائيل، أي أن هذا النبي سيكون نبيًا لبني إسرائيل، لذلك قال ” يقيم لك الرب إلهك ” فقوله ” لك ” تعني لشعب إسرائيل وليس لشعب آخر مثل الشعب العربي أو غيره.

    2- تحدد النبوءة النبي بأنه من وسط إٍسرائيل ” من وسطك ” أي أنه سيكون يهوديًا وليس إسماعيليًا.

    3- تؤكد النبوءة أن النبي سيكون من نسل يعقوب بن إسحق ” من أخوتك مثلي“.

    ويقول القس عبد المسيح بسيط ” قد وردت الكلمة ” من أخوتك ” في السفر عشرين مرة واسْتُخْدِمَت بخمس طرق:

    (1) استخدمت 14 مرة للأسباط الاثني عشر باعتبارهم أخوة بعضهم لبعض.

    (2) مرة واحدة عن اللاويين، سبط لاوي، باعتبارهم أيضًا أخوة.

    (3) مرتين عن الأدوميين، نسل عيسو الملَّقب بأدوم، شقيق يعقوب التوأم.

    (4) مرة واحدة عن الأخوة بمعناها الحرفي ” إذا سكن أخوة معًا” (تث 25: 5).

    (5) مرتين في هذه النبوءة.

    ولم تُستخدم ولا مرة واحدة، لا في هذا السفر ولا في غيره من أسفار الكتاب المقدَّس، عن أبناء إسماعيل كأخوة لبني إسرائيل. ومن ثم يكون معنى الأخوة بحسب مفهوم ومنطق وتطبيق الكتاب المقدَّس وقواعد تفسيره هذه الأخوة بالمفهوم.. الذي يعني بقية الأسباط، فالأسباط هم الأخوة الأقرب بعضهم لبعض، حيث قال الله لهم ” إذا بيع لك أخوك العبراني أو أختك العبرانية وخدمك ست سنين ففي السنة السابقة تطلقه حرًّا من عندك” (تث 15: 12)”(4).

    ويقول الأخ الإكليريكي عادل حنا عوض – إكليريكية طنطا ” لو أردنا أن نُوجد لبني يعقوب أخوة سنجدهم بنو عيسو الأخ الشقيق والتوأم ليعقوب، فبنو عيسو (أدوم) هم الأحق بأن يُدعوا أخوة لبني إسرائيل، وليس بنو إسماعيل الأخ غير الشقيق لإسحق، ولاسيما أنه كان هناك أخوة آخرون لإسحق من قطورة وهم زمران ويقشان ومدان ومديان ويشباق وشوحا (تك 25: 1) فالنبوءة تسلط الضوء على بني يعقوب وليس بني إسحق. ثم لماذا يسعى هؤلاء النُقَّاد لإثبات نبوءة رسول الإسلام من الكتاب المقدَّس في الوقت الذي يتهمونه بالتحريف؟!!”(5).

    ولا يمكن أن نغفل أن الكتاب المقدَّس يفسر نفسه بنفسه، فالسيد المسيح شهد أن هذه النبوءة تخصه لذلك قال لليهود ” لأنكم لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقونني لأنه هو كتب عني” (يو 5: 46) وفهم فيلبس أن هذه النبوءة تنطبق على يسوع لذلك قال لنثنائيل ” وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة” (يو 1: 45). وأوضح الإنجيل بأجلي بيان بأن السيد المسيح هو موضوع هذه النبوءة، وأنه هو النبي الآتي إلى العالم:

    † ” فقالت الجموع هذا يسوع النبي الذي من ناصرة الجليل” (مت 21: 11).

    † ” فلما رأى الناس الآية التي صنعها يسوع قالوا هذا هو بالحقيقة النبي الآتي إلى العالم” (يو 6: 14).

    † ” فكثيرون من الجمع لما سمعوا هذا الكلام قالوا هذا بالحقيقة هو النبي” (يو 7: 40).

    † ” فإن موسى قال للآباء أن نبيًا مثلي سيقيم الرب إلهكم من أخوتكم. له تسمعون في كل ما يكلمكم به. ويكون أن كل نفس لا تسمع لذلك النبي تُباد من الشعب” (أع 3: 22، 23).

    † ” هذا هو موسى الذي قال لبني إسرائيل نبيًا مثلي سيقيم لكم الرب إلهكم من أخوتكم له تسمعون” (أع 7: 37).

    فهل بعد كل هذه النصوص وكل هذا الوضوح يتماحك ناقد ويقول أنها تنطبق على شخص آخر غير السيد المسيح..؟! وماذا تفعل لشخص يقصد أن يتغافل كل هذه النصوص، مثله مثل من ينكر الشمس في رابعة النهار..؟! أنه يتحمل وزر نفسه وخطيته على رأسه.

    ثانيًا: الرد على المفهوم الخاطئ للنبوءة:

    دعنا يا صديقي نورد الحجج التي اعتمد عليها النُقَّاد في قولهم بأن التوراة تنبأت عن شخص آخر غير السيد المسيح، ونُجيب على هذه الحجج واحدة فواحدة:

    1- قال دكتور احمد حجازي السقا أن هذا النبي هو شخص عادي مثل موسى تمامًا، بينما يعتقد المسيحيون أن السيد المسيح هو الله(6).

    تعليق: حقًا أن إيماننا في السيد المسيح أنه هو هو الله المتأنس من أجل خلاص جنس البشر، ولكن هذا لا ينفي عنه أنه رسول لأنه مُرسل من الله الآب من أجل خلاصنا، ولكنه ليس مجرد رسول، بل هو رب كل الرسل، وهو أيضًا نبي لأنه قد أنبأ بأمور مستقبلية مثل خراب أورشليم وانتشار الكرازة باسمه في العالم كله وإلى انقضاء الدهر ومجيئه الثاني. ولكنه ليس مجرد نبي فحسب، بل هو رب كل الأنبياء، فالنبي الذي أشار إليه موسى النبي هو هو السيد المسيح في إحدى وظائفه.

    2- قال دكتور السقا أن هذا النبي موضع النبوءة من أخوة اليهود، أي من نسل إسماعيل، لأن إسماعيل أبو العرب، أخ لإسحق أبو اليهود، فأُعتبر العرب أخوة لليهود (راجع نقد التوراة ص 199) وأضاف علاء أبو بكر أن إسماعيل كان له بركة مثل إسحق، فقد قال عنه الله ” سأجعله أمة عظيمة” (تك 21: 17 – 21) كما قال عاطف عبد الغني أن التوراة اعتبرت بنو عيسو أخوة لليهود ” لا تكره أدوميًا لأنه أخوك“.

    تعليق: بالإضافة إلى ما ذكرناه سابقًا عن انطباق النبوءة على السيد المسيح، نقول قول موسى النبي ” من وسطك ” أي من وسط بني إسرائيل، كما أوضح الله صفات ملك المستقبل أنه سيكون من وسط أخوتك، أي من بني إسرائيل ” متى أتيتَ إلى الأرض التي يُعطيك الرب إلهك، وامتلكتها وسكنت فيها فإن قلتَ أجعل عليَّ ملكًا كجميع الأمم الذين حولي. فإنك تجعل عليك ملكًا الذي يختاره الرب إلهك. من وسط أخوتك تجعل عليك ملكًا. لا يحل لك أن تجعل عليك رجلًا أجنبيًا ليس هو أخاك” (تث 17: 14، 15) إذًا ” من وسط أخوتك ” أي من أبناء يعقوب بن إسحق، وهذا ما حدث بالضبط لجميع الملوك الذين ملكوا على بني إسرائيل من شاول بن قيس إلى قبيل مجيء السيد المسيح جميعهم كانوا من اليهود، ولم يكن واحدًا منهم من بني إسماعيل، وقبيل مجيء السيد المسيح ملك هيرودس الكبير وهو من نسل أدوم (عيسو) وقد تهوَّد، وبملكه بدأت نبوءة يعقوب في التحقُّق عندما قال بأن المسيا المنتظر سيأتي عندما يزول الحكم عن يهوذا ” لا يزول قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى يأتي شيلون وله يكون خضوع الشعوب” (تك 49: 10).

    وقد صرَّحت التوراة مرارًا وتكرارًا أن اليهود أخوة بعضهم لبعض، فمثلًا قال موسى لسبطي رأوبين وجاد ونصف سبط منسى الذين استقروا شرق الأردن ” تعبرون أمام أخوتكم بني إسرائيل” (تث 3: 18) كما قال عن الفقير العبراني ” إن كان فيك فقير.. لا تقبض يدك عن أخيك الفقير” (تث 15: 17).. ” لا تظلم أجيرًا مسكينًا وفقيرًا من أخوتك أو من الغرباء الذين في أرضك” (تث 24: 14).

    3- يقول دكتور السقا أن من صفات النبي الآتي أنه مُشرّع ” له تسمعون ” بينما نصت التوراة على أنه لا نبي آخر شرّع في بني إسرائيل مثل موسى (تث 34: 10) (راجع نقد التوراة ص 199) وأضاف علاء أبو بكر أن السيد المسيح لم يكن قاضيًا، بدليل أنه قال للذي طلب منه أن يُقسّم الميراث بينه وبين أخيه ” من أقامني عليكما قاضيًا أو مقسّمًا ” ولم يكن السيد المسيح أيضًا صاحب شريعة (مت 5: 17، 18).

    تعليق: أ- كتب يشوع في سفر التثنية خبر وفاة موسى النبي، ثم عقب قائلًا ” ولم يقم بعد نبي في إسرائيل مثل موسى“ (تث 34: 10) وقد أوضح لماذا قال هذا؟ لأن موسى تميَّز عن بقية الأنبياء ليس باستلام الشريعة فقط، ولكن بالأولى لأنه كان يكلم الله وجهًا لوجه ” الذي عرفه الرب وجهًا لوجه” (تث 34: 10) بينما أوضح القرآن بأن رسول الإسلام له أمثال كثيرين فقال له ” إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهرون وسليمان وأتينا داود زبورًا” (النساء 163) بينما شهد القرآن أيضًا أن موسى قد تميَّز عن جميع الأنبياء بأن الله كان يكلمه وجهًا لوجه فلم يدرجه ضمن القائمة السابقة بل قال عنه ” وكلَّم الله موسى تكليمًا” (النساء 164) وبذلك أفرد موسى وميَّزه عن سائر الأنبياء.

    ب- عندما كتب يشوع ” لم يقم بعد ” قصد بـ”بعد” أي إلى هذه اللحظة التي كتب فيها يشوع، إذًا النص لا يقف حائلًا أمام قيام نبي آخر في إسرائيل بعد فترة يشوع كاتب النص، وهذا ما حدث عندما جاء السيد المسيح من بني إسرائيل.

    جـ- ردًا على القول بأن السيد المسيح لم يكن قاضيًا ولا صاحب شريعة، نقول أن السيد المسيح جاء بشريعة النعمة والحق، وقد أوضح ذلك في الموعظة على الجبل عندما قال ” قيل للقدماء لا تقتل. ومن قتل يكون مستوجب الحكم. وأما أنا فأقول لكم.. قد سمعتم أنه قيل للقدماء لا تزن. وأما أنا فأقول لكم.. وقيل من طلق امرأته فليعطها كتاب طلاق. وأما أنا فأقول لكم.. سمعتم أنه قيل للقدماء لا تحنث بل أوفِ للرب أقسامك. وأما أنا فأقول لكم.. قد سمعتم أنه قيل عين بعين وسن بسن. وأما أنا فأقول لكم.. سمعتم أنه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك. وأما أنا فأقول لكم..” (مت 5: 21 – 48).

    4- قال الناقد أن النبي الآتي مثل موسى الذي قال عنه الكتاب ” ولم يقم بعد نبي في إسرائيل مثل موسى الذي عرفه الرب وجهًا لوجه في جميع الآيات والعجائب التي أرسله الرب ليعملها في أرض مصر بفرعون وجميع عبيده. وفي كل أرضه وفي كل اليد الشديدة وكل المخاوف العظيمة التي صنعها موسى أمام أعين جميع إسرائيل” (تث 34: 10 – 12) فقال الدكتور السقا ” فهذا النص يحدد المثلية:

    أ – في الآيات والعجائب. ب- وفي كل اليد الشديدة. جـ- وفي كل المخاوف العظيمة. وأين من هذا عيسى وهو لم يحارب، ولم يحرّر بني إسرائيل من الرومان كما حرَّر موسى بني إسرائيل من فرعون..؟ وأين هذا من قول الله تعالى لنبي الإسلام (صلعم) {والله يعصمك من الناس} وهو قد حرَّر العرب من نفوذ فارس والروم. وحرَّر أرض كنعان أيضًا من الروم، وفتح عمر بن الخطاب أمير المؤمنين رضي الله عنه للمسجد الأقصى سنة 636م شاهد على ذلك”(7). وأضاف علاء أبو بكر أن رسول الإسلام كان مثل موسى في الولادة الطبيعية، وفي الزواج، وفي الإنجاب، وفي الموت والبقاء في القبر.

    تعليق: عندما نقول أن هناك تشابه بين النبي الآتي وموسى النبي، فالمقصود أن هذا التشابه في بعض الجوانب، وليس في كل الجوانب، وإلاَّ كان الآتي هو هو موسى النبي للمرة الثانية، فإن قال النُقَّاد أن رسول الإسلام شابه موسى في الآيات والعجائب فإن هذا غير حقيقي.. لماذا؟ لأن الله أجرى على يد موسى معجزات وعجائب لم يشهدها العالم من قبل، مثل الضربات العشر، وشق البحر الأحمر، وتفجير الماء من صخرة صماء.. إلخ بينما يعترف رسول الإسلام بأنه مُنع من إتيان المعجزات والآيات لأن الأنبياء الذين جاءوا من قبل عملوا المعجزات والشعب كذَّبهم ” وما مُنِعنا أن نُرسَل بالآيات إلاَّ أن كذَّب بها الأولون” (سورة الإسراء 59).

    وإن قال البعض أن رسول الإسلام شابه موسى النبي تمامًا في الحروب والغزوات والفتوحات، نقول أن موسى حارب عماليق لأن عماليق تعدى أولًا على شعب الله. كما أن حروب موسى كانت محدودة، ولم يكن الهدف منها الدعوة للدين (اليهودية) بينما كان الهدف والقصد من الفتوحات الإسلامية نشر الدين الجديد، والحروب التي قام بها موسى النبي كانت بأوامر إلهيَّة نظرًا لزيادة وتفاقم شر هذه الشعوب، حتى أنهم كانوا يقدمون أطفالهم ذبائح بشرية لآلهتهم الوثنية، وأيضًا لو أخذنا الحروب مقياس ووجه شبه فإن الحروب لم تميّز موسى كما ميَّزت يشوع بن نون الذي حارب شعوب كنعان وقتل عشرات الملوك.

    أما القول بأن رسول الإسلام شابه موسى من جهة الولادة الطبيعية والزواج والإنجاب والموت.. إلخ فهذه أمور عادية لا يتميَّز فيها إنسان عن آخر، فالبشر جميعًا في مثل هذه الأمور سواسية، ولا تعد علامات مميزة تفصل بين شخص وآخر.

    ويقول الأخ الإكليريكي عاصم عاطف يوسف – إكليريكية شبين الكوم ” أنا أريد أن أسأل الناقد: هل كون المسيح لم يكن رجل حرب ولم يكن متزوجًا، ولم ينجب ومات مصلوبًا، ودُفن وقام يجعله ليس هو النبي الموعود..؟! التشابه بين موسى والسيد المسيح كبير جدًا ويغطي مجمل أحداث حياتهما، وهي أمور روحانية تليق بالسيد المسيح الإله المتجسد ونبيه موسى النبي، وليس أمورًا جسدية تليق بالعبد، وهل الماديات والمحسوسات والنكاح والإنجاب تؤكد صدق النبوءة؟!!”(8).

    5- قال دكتور السقا أن النبي الآتي ينسخ شريعة موسى ” له تسمعون ” بينما السيد المسيح لم ينسخ شريعة موسى، بل تلخصت مهمته في الدعوة النبويَّة والاستعداد للدخول في ملكوت السموات ملكوت نبي الإسلام والذين معه.. كان المسيح مُتبعًا للتوراة، ومصدقًا لها. أما نبي الإسلام فمع أنه كان مُصدّقًا أيضًا على التوراة، لكنه كان مُصحّحًا ومُهيمنًا عليها {وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مُصدّقًا لما بين يديك من الكتاب ومهيمنًا عليه}(9).

    تعليق: هذا تأويل خاطئ لقول الكتاب ” له تسمعون“، فلو وضعنا الآية ” يقيم لك الرب إلهك نبيًا من وسطك من أخوتك مثلي له تسمعون” (تث 18: 15) وتأملناها نلاحظ كما قلنا سابقًا عبارة ” يقيم لك ” أي يقيم لبني إسرائيل، ورسول الإسلام لم يأتِ لبني إسرائيل، وعبارة ” له تسمعون ” أي أن بني إسرائيل هم الذين سيسمعون وهذا لم يحدث بالنسبة لرسول الإسلام، وإن قال ناقد وأيضًا لم يستمع بنو إسرائيل للسيد المسيح لأنه مكتوب ” إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله ” نقول أن الكنيسة الأولى تكوَّنت من آلاف اليهود الذين سمعوا للسيد المسيح والكرازة باسمه، كما أن الآية التالية أوضحت تمامًا من هم الذين يستمعون للنبي الآتي ” حسب كل ما طلبت من الرب إلهك في حوريب يوم الاجتماع قائلًا لا أعود أسمع صوت الرب إلهي” (تث 18: 16) وبالرجوع إلى سفر الخروج (خر 19: 14 – 20: 21) نجد القصة كاملة، فعندما حلَّ الله على الجبل كان المنظر مرعبًا للغاية فخاف الشعب ” وقالوا لموسى تكلم أنت معنا فنسمع. ولا يتكلم معنا الله لئلا نموت” (خر 20: 19) إذًا من هم الذين سيسمعون النبي الآتي ” له تسمعون “؟ هل بني إسرائيل الذين خشوا من قبل سماع الصوت الإلهي من على الجبل، أم العرب الذين ليس لهم شأن بهذا الحدث (ولا لهم في الطور ولا في الطحين)..؟! إذًا من صفات النبي الآتي أن يأتي من بني إسرائيل وهم يسمعون له، أما رسول الإسلام فقد ناصبه اليهود العداء، وهو انتقم منهم شر نقمة، واسألوا بني قريطة إن كنتم لا تعلمون؟!

    6- قال الدكتور السقا من مواصفات النبي الآتي أنه أمي لا يعرف القراءة ولا الكتابة، وتكون رسالته من فمه ” وأجعل كلامي في فمه“: “والعرب أمة أميَّة ما تكتب وما تحسب، لدرجة أن اليهود كتبوا عنهم على لسان الله عز وجل {هم أغاروني بما ليس إلهًا. أغاظوني بأباطيلهم، فأنا أغيّرهم بما ليس شعبًا بأمة غبية أغيظهم} (تث 32: 21) وهذه الأمة هي أمة العرب من إسماعيل، لأن إسماعيل له بركة منصوص عليها في سفر التكوين.. أما عيسى عليه السلام فقد نشأ في بيئة علمية حضارية متحدثة، ورثت الكتاب، ووعت علوم الفرس واليونان والرومان، وأنه هو نفسه كان ربيًّا من رابي اليهود العظام.. وكان على وجه الخصوص قارئًا وكاتبًا، فقد حكى لوقا عنه {ودخل المجمع حسب عادته يوم السبت وقام ليقرأ..} (لو 4: 16 – 19)”(10).

    تعليق: أ – ما المقصود بقول النبوءة ” أجعل كلامي في فمه “..؟ المقصود أن النبي لا يتكلم من عندياته بل يتكلم بما يريده الله، وليس المقصود أن هذا النبي يكون أميًّا لا يقرأ ولا يكتب، والعبارة السابقة تنطبق على جميع الأنبياء الذين خرجوا من إسرائيل، ومعظمهم كان يعرف القراءة والكتابة، وقد قال الله لإشعياء النبي ” قد جعلت أقوالي في فمك” (أش 51: 16) وقال لأرميا النبي ” ها قد جعلت كلامي في فمك” (أر 1: 9) كما قال السيد المسيح لرسله الأطهار ” لستم أنتم المتكلمين بل روح أبيكم الذي يتكلم فيكم” (مت 10: 20).

    ب- نسب السيد المسيح كلامه لله الآب وأكد على هذا الأمر مرارًا وتكرارًا. فقال ” لأني لم أتكلم من نفسي لكن الآب الذي أرسلني هو أعطاني وصية.. فما أتكلم أنا به فكما قال لي الآب هكذا أتكلم” (يو 12: 49، 50).. ” الكلام الذي أكلمكم به لست أتكلم به من نفسي لكن الآب الحال فيَّ هو يعمل الأعمال” (يو 14: 10).. ” والكلام الذي تسمعونه ليس لي بل للآب الذي أرسلني” (يو 14: 24).

    جـ- يقول القس عبد المسيح بسيط ” كيف تكون هناك مماثلة بين (موسى) المتكلم والذي تهذَّب بكل حكمة المصريين، والأمي الذي يقولون أنه لا يعرف القراءة والكتابة؟!”(11).

    د – تقول الأخت الإكليريكية روض عاطف يوسف(12) ” عبارة (أجعل كلامي في فمه) تنطبق على السيد المسيح، فمع أن السيد المسيح هو كلمة الله، إلاَّ أنه في تجسده خضع لإرادة الآب السماوي، التي هي واحدة مع إرادته، لهذا لا نعجب أنهم قالوا عنه “ كيف هذا يعرف الكتب وهو لم يتعلم. أجابهم يسوع وقال تعليمي ليس لي بل للذي أرسلني. إن شاء أحد يعمل مشيئته يعرف التعليم هل هو من الله أم أتكلم أنا من نفسي. من يتكلم من نفسه يطلب مجد نفسه. وأما من يطلب مجد الذي أرسله فهو صادق وليس فيه ظلم” (يو 7: 15 – 18). وتكملة الآية (فيكلمهم بكل ما أوصيه به) أي يكون أمينًا في إبلاغ الرسالة كما كان موسى، وإن كان الكتاب يجزم بأنه لم يقم ولن يقم نبيًا مثل موسى، فكيف يقيم الله نبيًا مثل موسى إلاَّ إذا كان ربه وقد صار مثله بالتجسد؟!”(13).

    هـ- بقى أن نشير إلى المقصود بالأمة الغبية ” بأمة غبية أغيظهم ” فهي كل أمة تعبد الأوثان، لأن عبادة الأوثان تعتبر نوعًا من الغباء، وقد أشار إلى هذه الآية معلمنا بولس الرسول في معرض حديثه عن البشارة للأمم الوثنية وكرازة الرسل لهم، مقابل رفض اليهود لهذه البشارة، فقال ” لكني أقول ألعلَّ إسرائيل لم يعلم. أولًا موسى يقول أنا أُغيركم بما ليس أمَّةً – بأمَّة غبية أغيظكم.. أما من جهة إسرائيل فيقول طول النهار بسطت يديَّ إلى شعب معاند ومقاوم” (رو 10: 19، 20) [راجع أيضًا تي 3: 3، 1كو 6: 11، أف 2: 1، كو 1: 21، 3: 7، 1بط 4: 3].

    7- قال الدكتور السقا أن النبي الآتي يكون أمينًا في الوحي لا يزيد عليه ولا ينقص منه ” يكلمهم بكل ما أوصيه به ” وهذا لا يعني أن عيسى لم يكن أمينًا على الوحي، بل كان أمينًا ومعصومًا من الخطأ، وأنه لنبي عظيم، ولكن النصارى من بعده لم يحترموا وصاياه، كما إحترم المسلمون وصايا نبيهم(14).

    تعليق: الدكتور السقا يتكلم ويرد على نفسه، فقد كان من المفروض أن يورد وجه الشبه بين موسى النبي ورسول الإسلام، على أن لا يتوفر وجه الشبه هذا في السيد المسيح، فذكر الأمانة في إبلاغ الرسالة، لكنه لم يجرؤ أن يتهم السيد المسيح بعدم الأمانة لئلا يخالف القرآن الذي شهد للسيد المسيح، فتماحك بحجة أن المسيحيين (الأردياء) لم يحترموا وصايا السيد المسيح كما إحترم المسلمون وصايا رسولهم، وتغافل ملايين الشهداء المسيحيين الذي قُتلوا من أجل تمسكهم بكل حرف نطق به السيد المسيح، لأنهم لا يؤمنون بمبدأ التقيَّة (أي يُظهرون في وقت الشدة غير ما يبطنون) أسلموا حياتهم للموت في رضى، بل وكانوا يحبون جلاديهم ويصلون من أجلهم، ومن أجل شهادتهم المسيحية هذه اجتذبوا العالم كله ورائهم، وقوَّضوا أركان الإمبراطورية الرومانية، وصدق من قال أن دماء الشهداء بذار الإيمان. وأيضًا تغافل الدكتور السقا من الجانب الآخر كثرة عدد المسلمين الذي إرتدوا عن الإسلام بعد موت الرسول، ولم يعودوا إليه إلاَّ بالسيف من خلال حروب الردة، التي تم فيها تجريد أحد عشر لواءًا على رأسها خالد بن الوليد.. واسألوا أهل الذكر إن كنتم تتغافلون.

    8- قال الدكتور السقا من مواصفات النبي الآتي أنه لا يُقتل بيد أعدائه، بينما قال النصارى في أناجيلهم أن المسيح عيسى بن مريم قتله اليهود وصلبوه. أما نبي الإسلام فقد مات على فراشه موتًا طبيعيًا مثل موسى النبي، وأضاف علاء أبو بكر قائلًا أن رسول الإسلام لم يُهان ولم يُبصق على وجهه، وعندما مات لم يُبعث من الموت في اليوم الثالث، ولم ينزل للجحيم، ولم يتحمل خطايا البشر(15).

    تعليق: قلنا أن النبي الآتي يشبه موسى في بعض الأمور، وليس في كل الأمور، وإلاَّ كان هناك تطابق وتكرار لشخصية بعينها، وأن يكون موسى هو النبي الآتي متخفيًا، أو النبي الآتي هو موسى مستعلنًا، ولكنهما في الحقيقة هما شخصان بينهما أوجه شبه كبيرة وهذا ما سنتناوله في المحور الثالث، وأيضًا بينهما أوجه خلاف، فالسيد المسيح هو الإله المتأنس، الذي وُلد من العذراء مريم بدون زرع بشر، وقام بأعمال ومعجزات لا يفعلها إلاَّ الله ذاته مثل معجزات الخلق، وصُلب ومات وقُبر، وقام من بين الأموات بقوته الذاتية منتصرًا على الشيطان والخطية والموت لحساب البشرية، وكل هذه وغيرها أوجه خلاف بينه وبين موسى النبي.

    9 – قال الدكتور السقا من مواصفات النبي الآتي أنه يتحدث عن أمور غيبية، وهذه الأمور تحدث في المستقبل.

    تعليق: لم يوضح الناقد نبوءات رسول الإسلام، أين وردت؟ ومتى تحققت؟ بينما تنبأ السيد المسيح عن خراب أورشليم، وأعطى وصفًا كاملًا لحصار المدينة، وصعوبة وقسوة تلك الأيام، وكل هذا تحقق على يد تيطس الوالي الروماني سنة 70م، وتحدث عن انتشار الكرازة في العالم كله وهذا ما نراه الآن.

    10- قال الدكتور السقا من مواصفات النبي الآتي أنه سيقضي على اليهود قضاءً مبرمًا ” كل نفس لا تسمع لذلك النبي تُباد ” والتاريخ يشهد أن نبي الإسلام قد انتصر عليهم.. أما المسيح عيسى عليه السلام فلم يكن ملكًا على قومه، ولم يؤذ أحدًا من اليهود، وظل اليهود من بعده في أرض كنعان مدة طويلة(16).

    تعليق: أ – حمَّل الناقد النص فوق ما ينبغي، فأين وردت عبارة أن النبي سيقضي على اليهود قضاءً مبرمًا؟ فهوذا الكتاب المقدَّس ليطلع عليه الناقد من أوله إلى آخره، وليبرز لنا ما يؤيد قوله بأن هذا النبي الآتي سيقضي على اليهود..!!

    ب – جاء في نص النبوءة قول الله ذاته ” قال لي الرب قد أحسنوا.. ويكون أن الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به بأسمي أنا أطالبه” (تث 18: 16، 18) فهل ضمير ” أنا ” يعود على الله أم على النبي..؟! واضح أنه يعود على الله الذي يدين الإنسان على عدم إيمانه بالسيد المسيح، وقال ” أنا أطالبه ” أي أنا أدينه، وهذا ينطبق على أي شخص لا يستمع لتعاليم السيد المسيح سواء كان يهوديًا أو غير يهوي.

    جـ- قول الناقد بأن ” كل نفس لا تسمع لذلك النبي تُباد ” لم ترد في نص النبوءة، إنما وردت في تفسير النبوءة في سفر الأعمال (أع 3: 23) والعبارة واضحة تمامًا، ولم تشر لا من قريب ولا من بعيد لانتقام النبي الآتي من نفوس اليهود الذين لا يسمعون له.. لاحظ الفعل ” تُباد ” في صيغة المبني للمجهول، ولم تذكر قط أن النبي هو الذي سيبيدها، كما أن معنى الإبادة هنا ليست التصفية الجسدية، إنما الإقصاء عن الحياة الروحية، فلم تعد تلك النفس ضمن شعب الله المؤمن.

    11- قال بعض النُقَّاد أن رسول الإسلام شابه موسى في أن كل منهما نشأ في بيت أعدائه، وتنبأ بين عبدَّة الأصنام، وكان مُهدَّدًا بالقتل، وهرب من وجه أعدائه، فموسى هرب إلى سيناء ورسول الإسلام هاجر إلى المدينة.

    تعليق: يقول القس عبد المسيح بسيط ” أما الخلاف بين موسى ونبي المسلمين فهو خلاف جوهري يقطع بعدم التماثل بينهما، سواء من جهة الشخصيتين أو من جهة التماثل النبوي المقصود أصلًا في النبوءة:

    1- فموسى جاء من شعب الله المختار ونبي المسلمين جاء من العرب.

    2- موسى وُلد في مصر وهو في مكة.

    3- موسى حفظه الله من خطر الموت الذي أحدق به وقت ميلاده وهو لا.

    4- موسى كلم الله وجهًا لوجه وفمًا لفم وتناقش مع الله وسمع صوت الله ورأى شبه مجده، وهو لا.

    5- أجرى الله على يد موسى عشرات المعجزات التي شاهدها عشرات الآلاف من بني إسرائيل والمصريين، وهو لا.

    6- موسى عبر ببني إسرائيل البحر الأحمر ولم يغرق منهم أحد، كما أطعمهم الله عن طريقه بالمن والسلوى الذي نزل من السماء، وهو لا.

    7- تربى موسى في قصر فرعون كأمير وتعلم بكل حكمة المصريين، وهو حسب الاعتقاد الإسلامي العام أُمي لا يقرأ ولا يكتب 0

    8- مات موسى ميتة طبيعية وحرس الملاك ميخائيل قبره، وهو لا..

    9- موسى توفى وعمر 120 سنة وهو توفى وعمره 63 سنة”(17).

    12- قال بعض النُقَّاد بأن كل من موسى ورسول الإسلام بدأ رسالته في سن الأربعين، بينما بدأ السيد المسيح رسالته في سنة الثلاثين من عمره.

    تعليق: هذه مغالطة، لأن موسى لم يبدأ رسالته في سن الأربعين، فكل ما فعله في هذا السن أنه قتل المصري، فهل قتل المصري يعتبر بداية رسالة موسى، أم تبدأ رسالة موسى عندما أرسله ربه ليخلص شعبه؟! لقد بدأ موسى رسالته عقب عودته إلى مصر وهو في الثمانين من عمره.

    ثالثًا: التشابهات بين موسى والسيد المسيح:

    ما أكثر أوجه الشبه بين موسى النبي والسيد المسيح، ونذكر منها ما يلي:

    1- كليهما من إسرائيل: فموسى بن عمرام بن قهات بن لاوي بن يعقوب (خر 6: 16-20).

    والسيد المسيح من سبط يهوذا بن يعقوب (مت 1: 1 – 16).

    وسبق أن قال الله لإبراهيم ” ولكن عهدي أقيمه مع إسحق الذي تلده لك سارة” (تك 17: 21) وقال القرآن ” ووهبنا له إسحق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوءة والكتاب” (العنكبوت 27).

    2– أمور أحاطت بميلادهما: خُتن موسى في اليوم الثامن من ميلاده بحسب الشريعة، وكذلك السيد المسيح.

    وعندما وُلد موسى كان فرعون قد أصدر أمرًا بقتل كل الأطفال الذكور من بني إسرائيل (خر 1: 22) ولذلك أخفته أمه ثلاثة أشهر عن أعين فرعون (خر 2: 2) وعندما وُلد السيد المسيح أراد هيرودس الملك أن يهلكه، وعندما فشل في هذا أصدر أمره بقتل أطفال بيت لحم (مت 2: 16).

    3- الهروب: هرب موسى من وجه فرعون الذي كان يريد قتله (خر 2: 15). وهرب السيد المسيح من وجه هيرودس الذي أراد قتله (مت 2: 13 – 15).

    4– مكانة مصر: وُلد موسى النبي في أرض مصر وعاش فيها أربعين عامًا (خر 2) ثم عاد إليها وأخرج الشعب من عبودية فرعون.

    والسيد المسيح هرب من وجه هيرودس وآتى إلى مصر وعاش فيها عدة سنوات حتى موت هيرودس الملك (مت 2: 13 – 23).

    5– التخلي وافتقاد الشعب: خرج موسى النبي من القصر ليفتقد أخوته وينظر في أثقالهم (خر 2: 11) وأبى موسى أن يُدعى ابنًا لابنه فرعون مفضلًا بالأحرى أن يذل مع شعب الله (عب 11: 23 – 26).

    وتجسد السيد المسيح ليفتقد البشرية (لو 1: 68 – 78) وقد أخلى ذاته آخذًا صورة عبد وأطاع حتى الموت موت الصليب (في 2: 7، 8).

    6- الخلاص: أرسل الله موسى ليخلص شعبه من عبودية فرعون (خر 3) وفعلًا خلص موسى شعبه وعبر بهم إلى أرض الحرية.

    وجاء السيد المسيح ليخلص البشرية من عبودية الشيطان (يو 3: 16، 17) وفعلًا خلصنا وعبر بنا من الموت للحياة.

    7- الصوم: صام موسى النبي على الجبل أربعين يومًا قبل استلام الشريعة (تث 9: 9).

    وصام السيد المسيح على الجبل أربعين يومًا قبل بدء خدمته (مت 4: 2).

    8– الرعاية: عمل موسى راعيًا لغنم يثرون حماه لمدة أربعين عامًا (خر 3: 1).

    والسيد المسيح هو الراعي الصالح (يو 10: 11).

    9- النصرة: انتصر موسى على عماليق وهو يصلي باسطًا ذراعيه على مثال الصليب (خر 17: 8 – 16).

    وانتصر السيد المسيح على الشيطان وقوات الشر الروحية بالصليب وأشهرهم جهارًا ظافرًا بهم (كو 2: 15).

    10– الشريعة: تلقى موسى شريعة العهد القديم من الله على جبل سيناء (خر 20)، ويعتبر موسى هو مؤسس كنيسة العهد القديم.

    وألقى السيد المسيح العظة على جبل التطويبات دستورًا للحياة المسيحية (مت 5، 6، 7) فالسيد المسيح أكمل ناموس موسى ” ما جئت لأنقض بل لأكمل” (مت 5: 17).. ” لأن الناموس بموسى أُعطي. أما النعمة والحق فبسيوع المسيح صارا” (يو 1: 17)، والسيد المسيح هو مؤسس كنيسة العهد الجديد.

    11- لمعان الوجه: نزل موسى من على الجبل وإذ بوجهه يلمع، مما اضطره إلى وضع برقع على وجهه (خر 34: 29).

    وعندما تجلى السيد المسيح على الجبل أضاء وجهه كالشمس (مت 17: 2).

    12- بين الحيَّة النحاسية والصليب: رفع موسى الحيَّة النحاسية فكان من لُدغ من الحيَّات المحرقة ونظر إليها يحيا (عد 21: 9).

    وارتفع السيد المسيح على الصليب وكل من لُدغ من شر الخطية ونظر إليه يُشفى (يو 3: 14، 15).

    13- المعجزات: صنع الله بموسى معجزات عظام مثل الضربات العشر، وشق البحر الأحمر، وتفجير الماء من صخرة صماء.. إلخ. (خر 7 – 17).

    وصنع السيد المسيح معجزات عجيبة إذ شفى جميع الأمراض، وطرد الشياطين، وفتح أعين العميان، وأشبع الجموع، وأقام الموتى، وخلق عينين للمولود أعمى، وحول الماء إلى خمرًا ممتازًا، وأظهر سلطانه على الطبيعة فانتهر الرياح وأسكت الأمواج.. ألخ.

    14- كليم الله وكلمة الله: فقال الله عن موسى ” فمًا إلى فم أتكلم معه” (عد 12: 8) وقال موسى ” وجهًا لوجه تكلَّم الرب معنا في الجبل من وسط النار” (تث 5: 4).. ” ويكلم الرب موسى وجهًا لوجه كما يكلم الرجل صاحبه” (خر 33: 11) وقال يشوع بن نون ” الذي عرفه الرب وجهًا لوجه” (تث 34: 10) إذًا موسى الوحيد الذي دُعي كليم الله.

    والسيد المسيح هو كلمة الله (يو 1: 1، 14).

    15- الوداعة: “كان الرجل موسى حليمًا جدًا أكثر من جميع الناس” (عد 12: 3)، وغفر لأخيه هرون وأخته مريم اللذين تكلما عليه.

    وقال السيد المسيح “تعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب” (مت 11: 29)، وغفر لليهود والرومان.

    16- القدرة في الأقوال والأفعال: قال الكتاب عن موسى ” فتهذب موسى بكل حكمة المصريين وكان مقتدرًا في الأقوال والأعمال” (أع 7: 22).

    وقيل عن السيد المسيح ” تعجب اليهود قائلين كيف هذا يعرف الكتب وهو لم يتعلَّم” (يو 7: 15).. ” كان يعلّمهم في مجمعهم حتى بُهتوا وقالوا من أين لهذا هذه الحكمة والقوات” (مت 13: 54).. ” المذخَّر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم” (كو 2: 3).

    17- اختيار السبعين: اختار موسى سبعين شيخًا ليساعدوه في عمله الرعوي للشعب (عد 11: 24، 25).

    واختار السيد المسيح سبعين رسولًا وأرسلهم للكرازة (لو 10: 1).

    18- الشفاعة: كان موسى شفيعًا ووسيطًا بين الله وشعبه (خر 32: 31، 32، عد 4: 11 – 20، تث 5: 5).

    والسيد المسيح هو الشفيع لنا لدى الله الآب (1 تي 2: 5، عب 8: 6، 9: 15، 12: 24، 1 يو 2: 1، 2).

    19- الخطاب الأخير: يعتبر سفر التثنية ثلاث خطابات وجهها موسى النبي لشعبه قبل موته بنحو شهرين، وهي أشبه بخطاب السيد المسيح الوداعي لتلاميذه (يو 15 – 17).

    20- البركة الأخيرة: بارك موسى شعبه قبل موته (تث 33).

    والسيد المسيح قبل صعوده للسماء أخرج تلاميذه إلى بيت عنيا ” ورفع يديه وباركهم” (لو 24: 50).

    21- الموت على مكان مرتفع: طلب الله من موسى أن يصعد إلى جبل نبو لكيما يموت هناك (تث 34: 1 – 6).

    ومات السيد المسيح بالجسد وهو معلقًا على خشبة الصليب فوق ربوة الجلجثة (مت 27: 33).

    22- الظهور بعد الموت: ظهر موسى النبي بعد موته على جبل التجلي مع إيليا النبي (مت 17: 13).

    والسيد المسيح ظهر بعد موته وقيامته مرارًا وتكرارًا (مت 28: 9، مر 16: 9، 12، 14، لو 24: 13 – 52، يو 20: 15 – 28، 21: 5 – 22، 1كو 15: 5، 6) إلخ.(18).

    _____

    (1) الشيخ رحمت الله بن خليل العثماني – إظهار الحق جـ 2 ص 203، وأحمد ديدات – ماذا يقول الكتاب المقدَّس عن محمد؟ ص 36، 37.

    (2) البهريز جـ 1 س332، جـ4 س85.

    (3) راجع نقد التوراة ص 196 – 206.

    (4) هل تنبأ الكتاب المقدَّس عن نبي آخر بعد المسيح ص 57.

    (5) من أبحاث النقد الكتابي.

    (6) راجع نقد التوراة ص 199.

    (7) نقد التوراة ص 200.

    (8) من أبحاث النقد الكتابي.

    (9) راجع نقد التوراة ص 200، 201.

    (10) نقد التوراة ص 201.

    (11) هل تنبأ الكتاب المقدَّس عن نبي آخر يأتي بعد المسيح ص 61.

    (12) إكليريكية شبين الكوم.

    (13) من أبحاث النقد الكتابي.

    (14) راجع نقد التوراة ص 202.

    (15) راجع نقد التوراة ص 202.

    (16) راجع نقد التوراة ص 206.

    (17) هل تنبأ الكتاب المقدَّس عن نبي آخر يأتي بعد المسيح ص 63، 64.

    (18) راجع أيضًا الأرشيدياكون نجيب جرجس – تفسير الكتاب المقدَّس – سفر التثنية ص 457 – 474.

    ‫قراءة أقل
    • شارك
      شارك
      • شارك على فيسبوك
      • شارك على تويتر
      • شارك على لينكد إن
      • شارك على واتس آب
  5. سأل: مارس 21, 2020

    هل نصيب الكاهن من الذبيحة الساعد والفكين والكرش أم من نصيبه الصدر والساق اليمنى؟

    Youssef Fayez

    Youssef Fayez

    • Cairo, مصر
    • 6ألف سؤال
    • 17 ‫إجابة
    • 0 أفضل إجابة
    زيارة الملف الشخصي
    Youssef Fayez
    ‫أضاف ‫‫إجابة يوم مارس 21, 2020 في 1:09 am

    1- جاء بسفري الخروج واللاويين نصيب الكاهن الصدر والساعد اليمنى من الذبيحة " لأن صدر الترديد وساق الرفيعة قد أخذتهما من بني إسرائيل من ذبائح سلامتهم وأعطيتها لهرون الكاهن ولبنيه فريضة دهرية من بني إسرائيل" (لا 7: 34) وجاء في سفر التثنية " وهذا يكون حق الكهنة من الشعب من الذين يذبحون الذبائح بقرًا كان‫اقرأ المزيد

    1- جاء بسفري الخروج واللاويين نصيب الكاهن الصدر والساعد اليمنى من الذبيحة ” لأن صدر الترديد وساق الرفيعة قد أخذتهما من بني إسرائيل من ذبائح سلامتهم وأعطيتها لهرون الكاهن ولبنيه فريضة دهرية من بني إسرائيل” (لا 7: 34) وجاء في سفر التثنية ” وهذا يكون حق الكهنة من الشعب من الذين يذبحون الذبائح بقرًا كانت أو غنمًا يعطون الكاهن الساعد والفكين والكرش” (تث 18: 3) والحقيقة أن ما دعاه ساق الرفيعة في اللاويين هو ما دعاه الساعد في التثنية، وكان يمثل جزء أساسي من نصيب الكاهن، أما الجزء الآخر الأساسي فهو الصدر، وكلاهما يمثل نصيب الكاهن من ذبيحة السلامة، أما الفكين والكرش فإنهما يمثلان أجزاء هامشية من الذبيحة، وقد أضافها سفر التثنية إلى نصيب الكاهن، وجاء في كتاب السنن القويم ” الساعد والفكين والكرش هذا من ذبيحة السلامة، أما الساعد فذُكِر بلفظ الساق اليمنى في لا 17: 32، 33 (قابل بهذا عد 18: 18) وأما الفكان والكرش لم يُذكرا في غير هذا الموضع قبلًا والكرش لم يُذكر في غير هذا الموضع ولا يُذكر في غيره. وهذه هي الأجزاء غير الثمينة”(1).

    2- يقول القمص تادرس يعقوب ” يقول النُقَّاد أن ما ورد في تثنية مختلف عما ورد في الخروج والعدد فلا يمكن أن يكون الكاتب هو موسى النبي. يُرد على ذلك أن ما ورد في سفر التثنية لم يقل أن هذا هو كل نصيب الكهنة، إنما هو إضافة لما سبق أن وُهب لهم. فوضع الكهنة واللاويين أثناء تجوالهم مع الشعب في البرية، يشتركون معهم في عطايا الله المجانية كالمن والماء الخارج من الصخر، ولم يكن الكل محتاجًا إلى ثياب أو أحذية إلخ جعل احتياجات الكهنة واللاويين قليلة. أما وقد جاء وقت الدخول إلى أرض الموعد وسينال الشعب ميراثًا ضخمًا دون الكهنة واللاويين، صاروا في حاجة إلى نصيب أكبر يعوضهم عن عدم نوالهم نصيب من الرب”(2) كما يقول القمص تادرس يعقوب أيضًا ” يرى كل من يوسيفوس وفيلون والتلمود أن ما ورد هنا (تث 18: 3) لا يُقصد به الذبائح في هيكل الرب، وإنما ذبح الحيوانات في البيوت للاستعمال الخاص.. في سفر اللاويين (7: 32 – 34) أعطى الكهنة الحق في الصدر والساق اليمنى، هنا يضيف الفكين والكرش. كان أفضل نصيب من الذبيحة يُقدم لله على المذبح الناري، وما هو أقل يُقدم للكهنة واللاويين، ويكتفي مُقدم الذبيحة بما تبقى. هذا مع استثناء ذبيحة المحرقة فإنها تقدم بأكملها لله”(3).

    3- يقول الأرشيدياكون نجيب جرجس أن الله ” قد أوضح لهم (لبني إسرائيل) سابقًا نصيبهم من ذبائح السلامة وهو:

    (أ) ساق الرفيعة (لا 7: 34) ويسميها هنا الساعد (تث 18: 3) وهي الساق الأمامية اليمنى من الذبيحة.

    (ب) وصدر الترديد (خر 29: 27، 28، لا 7: 3- 34).

    (ج) ويضيف هنا (الفكين والكرش) والفكان جزء يؤخذ من الرأس، والكرش يعني الأمعاء. وربما لم يذكر هذين الجزأين فيما سبق لأنهما من الأجزاء الزهيدة والقليلة القيمة ولأن الشعب كان يعلم جيدًا أنهما من حق الكاهن، فلئلا يهملوا إعطاءهما للكاهن لتفاهتهما ذكرهما لهم هنا”(4).

    _____

    (1) السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم جـ 2 ص 433.

    (2) تفسير سفر التثنية ص 35.

    (3) تفسير سفر التثنية ص 369.

    (4) تفسير الكتاب المقدَّس – سفر التثنية ص 228، 229.

    ‫قراءة أقل
    • شارك
      شارك
      • شارك على فيسبوك
      • شارك على تويتر
      • شارك على لينكد إن
      • شارك على واتس آب
  6. سأل: مارس 21, 2020

    لماذا غضب الله على بني اسرائيل عندما طلبوا ملكا عليهم وهو الذي وضع شروطا لاختيار الملك؟

    Youssef Fayez

    Youssef Fayez

    • Cairo, مصر
    • 6ألف سؤال
    • 17 ‫إجابة
    • 0 أفضل إجابة
    زيارة الملف الشخصي
    Youssef Fayez
    ‫أضاف ‫‫إجابة يوم مارس 21, 2020 في 1:09 am

    1- ما جاء في سفر التثنية ليس أمرًا إلهيًّا لبني إسرائيل لإقامة ملكًا عليهم، ولا يُعبر هذا عن المشيئة الإلهيَّة، ولكن الله بسابق علمه يعرف أن بني إسرائيل سيطلبون تنصيب ملكًا عليهم، لذلك أوصاهم الله من جهة هذا الملك قائلًا " متى أتيت إلى الأرض.. فإن قلتَ اجعل عليَّ ملكًا كجميع الأمم الذين حولي. فإنك ت‫اقرأ المزيد

    1- ما جاء في سفر التثنية ليس أمرًا إلهيًّا لبني إسرائيل لإقامة ملكًا عليهم، ولا يُعبر هذا عن المشيئة الإلهيَّة، ولكن الله بسابق علمه يعرف أن بني إسرائيل سيطلبون تنصيب ملكًا عليهم، لذلك أوصاهم الله من جهة هذا الملك قائلًا ” متى أتيت إلى الأرض.. فإن قلتَ اجعل عليَّ ملكًا كجميع الأمم الذين حولي. فإنك تجعل عليك ملكًا الذي يختاره الرب إلهك. من وسط إخوتك تجعل عليك ملكًا.. لا يُكثر له الخيل.. ولا يُكثر له نساء.. وعندما يجلس على كرسي مملكته يكتب لنفسه نسخة من الشريعة..” (تث 17: 14-20) وهذا ما حدث بالفعل إذ تذمر بنو إسرائيل على حكم القضاة الذين يختارهم الرب، وطالبوا بإقامة ملكًا لهم قائلين ” فالآن اجعل لنا ملكًا يقضي لنا كسائر الشعوب. فساء الأمر في عيني صموئيل.. فقال الرب لصموئيل اسمع لصوت الشعب في كل ما يقولون لك. لأنهم لم يرفضوك أنت بل إياي رفضوا حتى لا أملك عليهم” (1 صم 7: 5 – 7).

    2- يقول القمص تادرس يعقوب ” بروح النبوءة علم موسى النبي أن الشعب سيُصر على إقامة ملك لهم مثل سائر الشعوب، وجاء الحديث هنا يضع الخطوط العريضة لما يلتزم به الملك. لم يعدهم الله بملك ولا أمرهم أن يختاروا لهم ملكًا، بل جاءت الشريعة تنظم وتكشف عن سمات من يكون ملكًا. لقد أراد الله أن يكون هذا الشعب هو خاصته، يميزهم عن سائر الشعوب. وينسبهم إليه بكونه ملكهم. فإن اشتهوا أن يكون لهم ملك، يُسمح لهم بشرط أن يحقق إرادة الله، وأن يكون ظلًا ورمزًا للملك المسيا”(1).

    3- وتجدر الملاحظة هنا أنه لو أن سفر التثنية كُتب في أيام يوشيا الملك كقول بعض النُقَّاد، ما كان هناك داعٍ لكتابة هذه الفقرة، إذ كيف يتحدث عن إقامة ملك كأمر محتمل في المستقبل بعد دخول أرض الموعد، والشعب قد دخل هذه الأرض من مئات السنين، وقد مَلَكَ عليه عشرات الملوك؟! ومن يكتب هذه الفقرة في عصر يوشيا الملك في القرن السابع قبل الميلاد ولا يشير إلى سليمان أعظم ملوك إسرائيل وأكثرهم غنى، وكيف كثرت له الجياد (1 مل 11: 26) وكيف كثرت له النساء حتى ” كان له سبع مئة من النساء السيدات وثلاث مئة من السراري” (1 مل 11: 3)؟!

    _____

    (1) تفسير سفر التثنية ص 356، 357.

    ‫قراءة أقل
    • شارك
      شارك
      • شارك على فيسبوك
      • شارك على تويتر
      • شارك على لينكد إن
      • شارك على واتس آب
  7. سأل: مارس 21, 2020

    هل كان اللاويون يعيشون كغرباء عند أبواب البيوت (تث 14: 27) أم كان لهم مدن ومسارح لمواشيهم (عد 35: 1-8)؟

    Youssef Fayez

    Youssef Fayez

    • Cairo, مصر
    • 6ألف سؤال
    • 17 ‫إجابة
    • 0 أفضل إجابة
    زيارة الملف الشخصي
    Youssef Fayez
    ‫أضاف ‫‫إجابة يوم مارس 21, 2020 في 1:07 am

    1- أوصى الله موسى أن يُعطي اللاويين عند امتلاك أرض كنعان ثمانية وأربعون مدينة منها ست مدن للملجأ، بالإضافة إلى مسارح لمواشيهم (راجع عد 53: 1- 8) وهؤلاء اللاويون كانوا يسكنون في مدنهم، وكانوا يخدمون بيت الرب بالتتابع، كما كانوا يُعلّمون الشعب الشريعة، ولذلك كانوا ينتشرون وسط مدن إسرائيل، وهذا ما نلاح‫اقرأ المزيد

    1- أوصى الله موسى أن يُعطي اللاويين عند امتلاك أرض كنعان ثمانية وأربعون مدينة منها ست مدن للملجأ، بالإضافة إلى مسارح لمواشيهم (راجع عد 53: 1- 8) وهؤلاء اللاويون كانوا يسكنون في مدنهم، وكانوا يخدمون بيت الرب بالتتابع، كما كانوا يُعلّمون الشعب الشريعة، ولذلك كانوا ينتشرون وسط مدن إسرائيل، وهذا ما نلاحظه في بداية حكم يهوشافاط الذي أرسل رسله ” يُعلّموا في مدن يهوذا. ومعهم اللاويون” (2 أخ 17: 7، 8) ويوشيا الملك ” قال للاويين الذين كانوا يُعلّمون كل إسرائيل” (2 أخ 35: 3) [راجع أيضًا نح 8: 7] وجاء في دائرة المعارف ” فقد كان اللاويون كالملح للأمة. لهم تأثيرهم في الحفظ من الفساد.. كان اللاويون مكلفين بخدمة تعليم شرائع الله (أنظر مثلًا 2 أخ 35: 3) وبدون هذا التعليم، انحدر شعب يربعام إلى الوثنية وممارستها الشريرة. وفي أثناء حكم يهوشافاط -ملك يهوذا- كلف يهوشافاط رؤساءه واللاويون {أن يُعلّموا في مدن يهوذا.. فعلَّموا في يهوذا ومعهم سفر شريعة الرب. وجالوا في جميع مدن يهوذا وعلَّموا الشعب} (2 أخ 17: 7 – 9).. وعندما تولى الملك يوشيا عرش يهوذا، وجد من السهل عليه أن يحرك القوى التي تضمن له النهضة، لأن اللاويون كانوا قد مهدوا الأرض له بأمانة غير معهودة (2 أخ 34: 12، 13) وبما قاموا به من تعليم الشعب.. وفي أيام عزرا، وُضِعت مسئوليات أكثر على اللاويين، فكانوا تحت تصرفه، ومن كل قلوبهم قاموا بخدمة التعليم”(1).

    2- أوصى الله الشعب باللاويين قائلًا عن الولائم الطقسية ” بل أمام الرب إلهك تأكلها في المكان الذي يختاره الرب إلهك أنت وأبنك وأبنتك وعبدك وآمتك واللاوي الذي في أبوابك.. احترز أن تترك اللاوي كل أيامك على أرضك” (تث 12: 18، 19).. ” واللاوي الذي في أبوابك لا تتركه لأنه ليس له قسم ولا نصيب معك” (تث 14: 27) وقد سبق الرب وأوصى هرون ” وقال الرب لهرون لا تنال نصيبًا في أرضهم ولا يكون لك قسم في وسطهم. أنا قسمك ونصيبك في وسط بني إسرائيل” (عد 18: 20) وتكرر المعنى في (تث 18: 1، 2).

    ويقول الأرشيدياكون نجيب جرجس ” لم يكن للاويين نصيب في الأرض بالقرعة مثل باقي الأسباط بل كانوا يسكنون في المدن التي منحتهم إياها الأسباط، فكان على الشعب ألا (يتركوهم) أي لا ينسوا أن يعطوهم العُشر من كل شيء وهو العُشر الأول المقرَّر لهم ويشركوهم أيضًا في ولائم الفرح التي يأكلون فيها العُشر الثاني مع الفقراء”(2).

    3- في وجود اللاويين في مدنهم خارج بقية مدن إسرائيل يبدون وكأنهم على أبواب مدن إسرائيل ، فيقول القمص تادرس يعقوب “ليس للاويين نصيب في الأرض، وأن هذه المدن مأخوذة من أنصبة الأسباط الأخرى ليسكن فيها اللاويون مع حيواناتهم، لهذا فمع وجودهم في هذه المدن هم خارج مدن بقية الأسباط كمن عند أبوابهم. ويلتزم الأسباط بإعالتهم”(3).

    _____

    (1) دائرة المعارف الكتابية جـ 7 ص 15، 16.

    (2) تفسير الكتاب المقدَّس – سفر التثنية ص 197.

    (3) تفسير سفر التثنية ص 35.

    ‫قراءة أقل
    • شارك
      شارك
      • شارك على فيسبوك
      • شارك على تويتر
      • شارك على لينكد إن
      • شارك على واتس آب
  8. سأل: مارس 21, 2020

    هل أباح الله المُسكِر (تث 14: 26) أم أنه حرَّمه (1كو 6: 10)؟

    Youssef Fayez

    Youssef Fayez

    • Cairo, مصر
    • 6ألف سؤال
    • 17 ‫إجابة
    • 0 أفضل إجابة
    زيارة الملف الشخصي
    Youssef Fayez
    ‫أضاف ‫‫إجابة يوم مارس 21, 2020 في 1:06 am

    1- قال سفر التثنية " وأنفق الفضة في كل ما تشتهي نفسك في البقر والغنم والخمر والمسكر وكل ما تطلب منك نفسك وكُلْ هناك أمام الرب إلهك وافرح أنت وبيتك" (تث 14: 26) فكان الهدف أن يفرح الإنسان عندما يذهب إلى بيت الرب ليقدم عبادته " وتأكلون هناك أمام الرب إلهكم وتفرحون بكل ما تمتد إليه أيديكم أنتم وبيوتكم‫اقرأ المزيد

    1- قال سفر التثنية ” وأنفق الفضة في كل ما تشتهي نفسك في البقر والغنم والخمر والمسكر وكل ما تطلب منك نفسك وكُلْ هناك أمام الرب إلهك وافرح أنت وبيتك” (تث 14: 26) فكان الهدف أن يفرح الإنسان عندما يذهب إلى بيت الرب ليقدم عبادته ” وتأكلون هناك أمام الرب إلهكم وتفرحون بكل ما تمتد إليه أيديكم أنتم وبيوتكم كما بارككم الرب إلهكم” (تث 12: 7).. ” وتفرح بجميع الخير الذي أعطاه الرب إلهك لك ولبيتك أنت واللاوي والغريب الذي في وسطك” (تث 26: 11).

    والله لم يُحرّم المادة لكنه حرَّم الاستخدام الخاطئ لهذه المادة، وجاء في كتاب السنن القويم ” المسكر هذا يدل على أن شرب المسكر ليس بمحرَّم بالنظر إلى نفسه، بل بالنظر إلى الإكثار منه إلى حد السُكر”(6) وما أكثر الآيات التي حرَّمت الاستخدام الخاطئ للمسكر (أم 20: 1، 23: 29، 30، أش 5: 11، 28: 7، هو 4: 11، لو 1: 15، 6: 10، أف 5: 18، 1تي 3: 3، تي 1: 7، 2: 3، 1بط 4: 3) وكان النذير لا يشرب الخمر ” فعن الخمر والمسكر يفترز ولا يشرب خل الخمر ولا خل المسكر” (عد 6: 3) وبشر ملاك الرب زوجة منوح العاقر أنها ستلد، وقد أوصاها قائلًا ” والآن فاحذري ولا تشربي خمرًا ولا مسكرًا ولا تأكلي شيئًا نجسًا” (قض 13: 4) وقال الملاك عن يوحنا المعمدان ” لأنه يكون عظيمًا أمام الرب وخمرًا ومسكرًا لا يشرب” (لو 1: 15).

    2- يقول القس منسى يوحنا ” قرَّر علماء الكتاب المقدَّس أنه يوجد نوعان من الخمر. منه ما هو مُسكر لاشتماله على الكحول ومنه ما هو غير مُسكر، والنوعان مترجمان إلى اللغة العربية واللغات الأخرى بلفظ ” خمر ” وكانت هذه المشروبات معروفة عند قدماء اليهود، وقد عرَّف سليمان نوعًا من الخمر المسكر بقوله {لا تنظر إلى الخمر إذا أحمرت التي تظهر حبابها في الكأس في الآخر تلسع كالحية وتلدغ كالأفعوان} هذه هي الخمر المسكرة.

    وفي اللغة العبرانية التي كُتب بها العهد القديم قد ذُكرت أنواع كثيرة من الخمر وكلها تُرجمت بكلمة واحدة. وأما الكلمات الرئيسية المستعملة فهي “ياين” و”سكر” و”تيروش”. “ياين” حسب قول الباحثين في التوراة تشير إلى عصير العنب تحت أشكاله حامضًا كان أو حلوًا، مختمرًا كان أو غير مختمر. و” سُكر ” كلفظة السكر باللغة العربية تشير إلى عصير حلو مأخوذ مما حوى العنب وقد تُرجمت أحيانًا عسلًا ويقصد بها غالبًا عصير التمر وهي مثل ” ياين ” تحتوي على العصير المختمر، أما ” تيروش ” فقد أُطلقت على ثمر العنب الناضج وعصير العنب قبل الاختمار وفيه تُترجم عادة بالخمر الجديدة أو السلافة (أع 2: 13).

    وقد أطلق العبرانيون لفظة ” ياين ” على الخمر المأخوذ من العنب مهما كانت حالته سواء كان مختمرًا أو غير مختمر، وهذا يكفي لإثبات نوعين من الخمر يُسمى كل منهما باسمين مختلفين يذكرهما الكتاب المقدَّس، الواحد غير مختمر وغير مسكر وهو الذي يظهر في بعض آيات الكتاب أن شربه مباح، والآخر مختمر وهو الذي تحرمه آيات كثيرة”(3).

    3- تقول الأخت الإكليريكية مريم عادل نصر(5) ” في اللغة العبرية توجد عدة كلمات للدلالة على الخمر، وأكثر هذه الكلمات استخدامًا هي:

    1. ياين Yayin: وقد ذُكرت 134 مرة، ويبدو أنها استُخْدِمَت في البداية للدلالة على أي نوع من الخمر سواء من عصير العنب الطازج أو الشراب الكثيف القوام أو الخمور القوية المركزة، فاسْتُخْدِمَت للتعبير عن الخمر الذي أسكر نوح (تك 9: 21) والخمر الذي قدمه ملكي صادق (تك 14: 18) وخمر السكيب الذي كان يُقدم مع الذبائح للرب (خر 29: 40).
    2. سكيرا Skyra: وتشير للخمر المُسكِر.
    3. تيروش Tirosh: وتشير إلى عصير العنب الطازج غير المختمر، وقد ذكرت 38 مرة.
    4. إرب Erp: وتشير للخمر غير المُسكِر.
    5. أونيوس Oinos: وهي الكلمة الوحيدة اليونانية التي اسْتُخْدِمَت في العهد الجديد للتعبير عن الخمر غالبًا في جميع حالاته واستُخْدِمَت الكلمة 33 مرة.

    وقد ميَّز الكتاب في آيات كثيرة بين الخمر والمُسكِر، كما هو واضح في الآيات الآتية:

    – قول الله لهارون “خمرًا ومُسكرًا لا تشرب أنت وبنوك” (لا 10: 9).

    – قول الملاك لأم شمشون “لا تشربي خمرًا ولا مُسكرًا” (قض 13: 4، 7).

    – قول الملاك عن يوحنا المعمدان “خمرًا ومُسكرًا لا يشرب” (لو 1: 15).

    والفارق الأساسي بين الخمر والمُسكِر هو نسبة الكحول في كل منهما، وهو الفارق بين ما يتم تصنيعه بالتخمير وما يتم تصنيعه بالتقطير، فالخمر التي تُصنع بطريقة التخميز لا تزيد نسبة الكحول فيها عن 5 % أو 6 % وهي غير مُسكِرة، مثل الأباركة aparxh. أما الخمر التي يتم تجهيزها بالتقطير فإن نسبة الكحول فيها تصل إلى 50 % وهذه تدخل تحت عنوان المُسكِر، وهذه تُحرّمها المسيحية ليس كمادة، ولكن بسبب تأثيرها السيئ على من يتعطاها”(4).

    _____

    (1) البهريز جـ 3 س304.

    (2) راجع أساطير التوراة ص 21.

    (3) ردود كتابية منطقية على مزاعم وإفتراءات خيالية ص 50، 51 .

    (4) من أبحاث النقد الكتابي.

    (5) إكليريكية شبين الكوم.

    (6) السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم جـ2 ص 420.

    ‫قراءة أقل
    • شارك
      شارك
      • شارك على فيسبوك
      • شارك على تويتر
      • شارك على لينكد إن
      • شارك على واتس آب
  9. سأل: مارس 21, 2020

    كيف يأمر الرب بأن يعطوا جثث الحيوانات للإنسان الغريب الأجنبي (تث 14: 21) ليأكلها؟

    Youssef Fayez

    Youssef Fayez

    • Cairo, مصر
    • 6ألف سؤال
    • 17 ‫إجابة
    • 0 أفضل إجابة
    زيارة الملف الشخصي
    Youssef Fayez
    ‫أضاف ‫‫إجابة يوم مارس 21, 2020 في 1:05 am

    1- جاء في سفر التثنية " لا تأكلوا جثة ما. تعطيها للغريب الذي في أبوابك فيأكلها أو يبيعها لأجنبي. لأنك شعب مقدَّس للرب إلهك" (تث 14: 21) والمقصود بالجثث هنا جثث الحيوانات النافقة التي ماتت ولم يسفك دمها، وكانت بعض الشعوب المحيطة ببني إسرائيل تحل أكل لحوم الحيوانات النافقة من الماشية والأغنام، وكذلك ا‫اقرأ المزيد

    1- جاء في سفر التثنية ” لا تأكلوا جثة ما. تعطيها للغريب الذي في أبوابك فيأكلها أو يبيعها لأجنبي. لأنك شعب مقدَّس للرب إلهك” (تث 14: 21) والمقصود بالجثث هنا جثث الحيوانات النافقة التي ماتت ولم يسفك دمها، وكانت بعض الشعوب المحيطة ببني إسرائيل تحل أكل لحوم الحيوانات النافقة من الماشية والأغنام، وكذلك الطيور. حتى أن بعض اليهود كانوا يأكلون لحوم هذه الحيوانات النافقة ربما بدون علم منهم، ولذلك جاء في سفر اللاويين أن الإنسان اليهودي لو أكل من هذه الحيوانات الميتة عليه أن يغسل ثيابه ويتطهر ” كل إنسان يأكل ميتةً أو فريسة وطنيًّا كان أو غريبًا يغسل ثيابه ويستحم بماء ويبقى نجسًا إلى المساء ثم يكون طاهرًا” (لا 17: 15) ونهى الرب أيضًا عن أكل لحم الحيوان الذي تعرض للافتراس ” ميتة أو فريسة لا يأكل فيتنجس بها. أنا الرب” (لا 22: 8).. ” وتكونون لي أناسًا مقدَّسين. ولحم فريسة في الصحراء لا تأكلوا. للكلاب تطرحونه” (خر 22: 31) وقال حزقيال النبي ” آه يا سيد الرب ها نفسي لم تتنجس ومن صباي إلى الآن لم آكل لحم ميتة أو فريسة ولا دخل في فمي لحم نجس” (حز 4: 14) وجاء في فرائض الكهنة ” لا يأكل الكاهن من ميتةٍ ولا من فريسة طير كانت أو بهيمة” (حز 44: 31).

    2- عندما سمح الله لشعبه بإعطاء الجثث للإنسان الغريب ليأكلها أو يبيعها للأجنبي، لم يكن هناك أي وجه للإكراه ولم تكن هذه عنصرية بغيضة من الله، لأن كل من الغريب والأجنبي كان يأكلها بملء إرادته كما اعتاد على هذا وبحسب ثقافة البيئة التي عاش فيها. بل أنه كان هناك إقبالًا على مثل هذه الجثث لرخص سعرها، ولهذا كان الغريب يستطيع أن يبيعها للأجنبي ويقبض ثمنها، ولماذا نتعجب ولليوم قد يحدث أحيانًا عندما تقترب ماشية من الموت في الريف يسرعون بذبحها، ويسرع بعض التجار فاسدي الذمة في شرائها وبيع لحومها. وعلى كلٍ لا ينبغي أن نحكم بمعايير اليوم على ما كان سائدًا منذ ثلاثين قرنًا من الزمان حيث لم يكن هناك قانونًا يجرم مثل هذه الأمور.

    3- نهى الله شعبه عن أكل جثث الحيوانات ليشعر هذا الشعب أنه مميز عن بقية الشعوب ومقدَّس للرب، ويقول ماكينتوش ” فعلاقة إسرائيل بالرب إلهه ميزته عن جميع الأمم الذي تحت الشمس، فلم يكن بنو إسرائيل في ذواتهم أحسن وأقدس من غيرهم، ولكن الرب إلههم قدوس وهم شعبه، فينبغي أن يكون شعبًا مقدَّسًا {كونوا قديسين لأني أنا قدوس}“(2).

    4- ردًا على التساؤل الخاص بالإنهاء عن طبخ الجدي بلبن أمه، فقد سبق الإجابة عليه(3)، ونُضيف هنا قول أبينا الحبيب القمص تادرس يعقوب حيث يقول ” جاءت وصية عدم ذبح جدي بلبن أمه لمنع السحر. كان الكنعانيون يطبخون الجدي بلبن أمه كسحر ورقيَّة لزيادة الخصب. وأيضًا لمراعاة الاعتبارات الطبيعية بين الوالدين والصغار حتى بين الحيوانات والطيور، مثل منع ذبح البقرة أو الشاة وابنها في يوم واحد (لا 22: 18) أو أحد الطيور الحاضنة مع صغارها (تث 22: 6).. لقد خلق الله الحيوانات من أجل الإنسان، وسُمح له أن يذبحها ويأكلها، لكنه يفعل هذا مع مراعاة مشاعر الأم (من الحيوانات والطيور) كأن الله يدفع مؤمنيه نحو الترفق بكل الخليقة حتى غير العاقلة، مراعيًا مشاعرها ما استطاعوا”(4).

    _____

    (1) التوراة ص 43، 44.

    (2) مذكرات على سفر التثنية ص 442.

    (3) فيُرجى الرجوع إلى مدارس النقد جـ6 س711.

    (4) تفسير سفر التثنية ص 291، 292.

    ‫قراءة أقل
    • شارك
      شارك
      • شارك على فيسبوك
      • شارك على تويتر
      • شارك على لينكد إن
      • شارك على واتس آب
  10. سأل: مارس 21, 2020

    كيف يأمر الله بقتل النبي المرتد والحالم (تث 13: 1-5) أو الإنسان العادي المرتد (تث 13: 6-11) دون استتابة؟

    Youssef Fayez

    Youssef Fayez

    • Cairo, مصر
    • 6ألف سؤال
    • 17 ‫إجابة
    • 0 أفضل إجابة
    زيارة الملف الشخصي
    Youssef Fayez
    ‫أضاف ‫‫إجابة يوم مارس 21, 2020 في 1:05 am

    1- جاء في سفر التثنية " إذا قام في وسطك نبي أو حالم حلمًا وأعطاك آيةً أو أعجوبةً. ولو حدثت الآية أو الأعجوبة التي كلمك عنها قائلًا لنذهب وراء آلهة أخرى لم تعرفها وتعبدها. فلا تسمع لكلام ذلك النبي أو الحالم.. ذلك النبي أو الحالم ذلك الحلم يُقتل لأنه تكلم بالزيغ" (تث 13: 1 - 5). فأولًا: عمل النبي هو أ‫اقرأ المزيد

    1- جاء في سفر التثنية ” إذا قام في وسطك نبي أو حالم حلمًا وأعطاك آيةً أو أعجوبةً. ولو حدثت الآية أو الأعجوبة التي كلمك عنها قائلًا لنذهب وراء آلهة أخرى لم تعرفها وتعبدها. فلا تسمع لكلام ذلك النبي أو الحالم.. ذلك النبي أو الحالم ذلك الحلم يُقتل لأنه تكلم بالزيغ” (تث 13: 1 – 5).

    فأولًا: عمل النبي هو أن يجتذب الشعب لله، فإذا فعل عكس وظيفته وأزاغ الشعب عن طريق الحياة، فلا يستحق هذا النبي أن يحيا، ومن العدل أن يُقتل وتنتهي حياته حتى لا يضل الشعب وراءه ويحرمه من الملكوت، وليكن عبرة للأجيال، ولاسيما أن الشعب كان في مرحلة الطفولة ومن السهل التأثير عليه، ولهذا قتل إيليا النبي أنبياء البعل الذين أضلوا الشعب وراء عبادة الأصنام (1 مل 18: 40).

    ثانيًا: لا يمكن أن نحكم بمعايير القرن الواحد والعشرين على أحداث جرت في القرن الخامس عشر قبل الميلاد وما بعده، ولنذكر مثلًا أنه عندما تأثر آسا الملك بنبوءة عوديد النبي تحرك قلبه ونزع الرجاسات عن أرض يهوذا، واجتمع مع الشعب في أورشليم ” ودخلوا في عهد أن يطلبوا الرب إله آبائهم بكل قلوبهم وكل أنفسهم. حتى أن كل من لا يطلب الرب إله إسرائيل يُقتل من الصغير إلى الكبير من الرجال والنساء” (2 أي 15: 12، 13) فها هم البشر يقطعون عهدًا على أنفسهم بمفاهيم ذلك العصر وذلك باستئصال ليس الشر فقط، بل أيضًا الشرير الذي يتمسك بشره وعناده ويغوي غيره.

    ثالثًا: من الممكن أن يستغل الشيطان أي إنسان حتى لو كان نبيًا يضعف أمامه، فيجرفه عن الإيمان المستقيم، بل ويصنع بواسطته عجائب خارقة لكيما يضل الشعب، فهكذا فعل الشيطان مع سيمون الساحر الذي فتن أهل السامرة من الصغير للكبير، حتى أنهم دعوه قوة الله العظيمة (أع 8: 9، 10) فالتوراة تعلمنا أنه لا ينبغي قط أن ننخدع بالآيات والعجائب والخوارق، وما أجمل قول السيد المسيح لتوما الرسول ” طوبى للذين آمنوا ولم يروا” (يو 20: 29) فليكن إذًا جل اهتمامنا هو التمسك بالإيمان المستقيم الذي يربطنا بالله ويصل بنا للملكوت.

    2- ما ينطبق على النبي ينطبق على الإنسان العادي، مادام متمسكًا بضلاله وإضلاله للآخرين، فالإنسان الذي يصر على غواية غيره ويجتذبه لعبادة الأصنام، فهو يمثل مصدر خطر عظيم، مثله مثل الساحر الذي أعطى الله فيه حكمًا قائلًا ” لا تدع ساحرة تعيش” (خر 22: 18) حتى لو كان هذا الإنسان هو ” أخوك ابن أمك أو ابنك أو ابنتك أو امرأة حضنك أو صاحبك” (تث 13: 6) كما أكدت الوصية على ضرورة فحص الأمر جيدًا قبل إصدار الحكم ” إذا وُجد في وسطك.. رجل أو امرأة يفعل شرًا في عيني الرب إلهك بتجاوز عهده. ويذهب ويعبد آلهة أخرى.. وأُخبرت وسمعت وفحصت جيدًا وإذا الأمر صحيح أكيد عُمِل ذلك الرجس في إسرائيل. فأخرج ذلك الرجل أو تلك المرأة.. وارجمه بالحجارة حتى يموت” (تث 17: 2 – 5).

    3- ما ينطبق على النبي والحالم والإنسان العادي ينطبق أيضًا على أي مدينة، فضلال عدد كبير لا يبرر الموقف، وهذه الوصية هي التي حرَّكت بني إسرائيل الذين ملكوا في غرب الأردن لمحاربة أخوتهم الذين استوطنوا شرق الأردن، عندما ظنوا أنهم أقاموا مذبحًا عظيمًا غير مذبح الرب لإصعاد المحرقات والذبائح عليه، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ولكن عندما تحققوا الخبز فهموا الحقيقة أن سبطي رأوبين وجاد ونصف سبط منسى قد أقاموا هذا المذبح شبه مذبح الرب كشاهد على نسبتهم لهذه الأمة (يش 22) فجاء الحكم الإلهي بأن المدينة التي تضل وتعبد الأصنام تُحرق لكيما تكون عبرة لبقية المدن. وهذه الوصية تُظهر بشاعة خطية إضلال الآخرين. ولعل هذه الوصية تذكرنا بما حدث فيما بعد لأهل جبعة الذي بلغ بهم الشر والشذوذ ما بلغ، فاجتمع عليهم كل بني إسرائيل وقالوا لسبط بنيامين ” سلّموا القوم بني بليعال الذين في جبعة لكي نقتلهم وننزع الشر من إسرائيل” (قض 20: 13) ورفض البنيامنيون، فصارت حرب عظيمة قُتل فيها عشرات الألوف من بني إسرائيل ومن سبط بنيامين، وضُربت جيعة بحد السيف وأُحرقت بالنار (قض 20: 37 – 48).

    وتقول الأخت الإكليركية مريم جرجس سليمان عزيز(5) ” مادامت التهمة قد ثبتت على المدينة، فكان على جنود الشعب أن يحاربوها ويضربونها بالسيف ويحرموا أهلها حسب الشريعة ويحرقونها بالنار، بل يهدمون المدينة بكل ما فيها لتصير كومة عالية من التراب والأنقاض ولا يتقدم أحد لبنائها من جديد لتصر عبرة على مدى الأجيال، مثلها مثل المدن الوثنية كمدينة أريحا التي حرَّمها يشوع بأمر إلهي (يش 6) وكذلك مدينة عاي (يش 8)، ونلاحظ أن الرب كان يشدّد على شعبه بالقضاء على كل بادرة للوثنية، وإعدام المتمسكين بها سواء أشخاص أو جماعات، وذلك للأسباب الآتية(4):

    أ – غيرة على مجده.

    ب- لكي ينزع العثرة من بين شعبه.

    جـ- حتى يكون هؤلاء الأشرار عبرة لغيرهم، فلا يحاولوا أن يضلوا الآخرين”.

    4- اهتم الله جدًا بوحدة إسرائيل كأمة واحدة، فالأرغفة الاثني عشر التي كانت توضع على المائدة الذهبية بخيمة الاجتماع في الحضرة الإلهية (لا 24: 5، 6) كانت رمزًا لهذه الوحدة، والاثني عشر حجرًا التي كانت في صدرة هرون (خر 28: 17 – 21) كانت رمزًا لوحدة الشعب، والاثني عشر حجرًا التي نصَّبها يشوع في وسط نهر الأردن (يش 4: 9) والاثني عشر حجرًا التي نصَّبها يشوع أيضًا في الجلجال (يش 4: 20) والاثني عشر حجرًا التي أقامها إيليا على جبل الكرمل (1 مل 18: 31) كانت كل هذه رموز لهذه الوحدة التي لا ينبغي أن ينفصم عراها، والذبائح التي أقيمت أيام حزقيا الملك كانت للتكفير عن كل إسرائيل بدون استثناء (2 أي 29: 24) ومن هنا ندرك خطورة استقلال مدينة وعبادتها لآلهة وثنية، من جهة تأثيرها على هذه الوحدة المقدَّسة، ولا سيما أن مدن إسرائيل كانت متصلة، يتأثر بعضها بالبعض تأثرًا كبيرًا.

    5- يناقش القمص تادرس يعقوب هذه المشكلة فيقول:

    أ – ” الآن يوجه حديثه عن الذين يغوون أخوتهم نحو الوثنية. الله ليس عنده محاباة.. فإذا بدت (الوصية) قاسية، فلنذكر أنه كان يجب تطهير الأرض من عبادة الأصنام، بإهلاك الوثنيين الكنعانيين، ويجب أن يلقىَ كل إسرائيلي نفس المصير إذا وقع في نفس الخطأ. لهذا بعد أن تحدث عن إبادة كل أثر للعبادة الوثنية وتهيئة الجو للعبادة لله الحي وحده، عالج موضوع الذين يدَّعون النبوءة كذبًا أو الذين يغوون الآخرين نحو العبادة الوثنية، سواء كان هؤلاء يدَّعون النبوءة وعمل المعجزات، أو كانوا من أقرب الأقرباء، أو يمثلون مدينة بأكملها”(6).

    ب – ” يظهر الله هنا كطبيب عجيب يعلم أن النبي الكاذب كخلية السرطان إن تُركت في الجسم دمرته، لهذا يلزم استئصاله من وسط شعبه.. إذ كان وباء انتشار الوثنية خطيرًا لذلك طالبت الشريعة بقتل من يغوي على العبادة الوثنية، مهما كانت درجة قرابة الإنسان الذي يحاول الإغواء سرًا، أو مهما بلغت صداقته له.. بنفس الروح (نفهم) ” من أحب أبًا أو أمًا أكثر مني فلا يستحقني. ومن أحب ابنًا أو ابنة أكثر مني فلا يستحقني” (مت 10: 37)..”(7).

    جـ- ” يرى بعض الكتَّاب اليهود أنه إذا أُتهم إنسان أنه يغوي إلى العبادة الوثنية فإنه يُقدم للمحاكمة لدى محكمة صغرى، أما إذا اتُهِمَت مدينة بذلك فتُقدم أمام مجمع السنهدريم، فإذا تيقن المجمع من صدق الأمر أرسل اثنين متعلمين للنصح والإرشاد، فإن قبلت المدينة النصح، وقدمت توبة تُقبل، وتصير المدينة في سلام. وإن رفضت وأصرت على العبادة الوثنية يقيمون حربًا ضدها لإبادتها منعًا من تسرب أفكارها الوثنية إلى غيرها من مدن إسرائيل.. إن وُجدت قلة قليلة مؤمنة فإنها تخرج من المدينة، كما من مكان خطر”(8).

    6- ما قاله أحمد ديدات بشأن تبرئة الإسلام من قتل المرتد، وإن كان لا يوافقه على هذا جميع المسلمين الأصوليين، لكننا نقول أن لا شأن لنا بهذا الأمر، لأننا لا نبتغي قط الهجوم على عقائد الغير، إنما كل هدفنا هو إظهار الحق في كتابنا المقدَّس، وديننا السماوي، وفي هذا نتمم مشيئة الله لمجاوبة كل من يسألنا عن سبب الرجاء الذي فينا ” بل قدّسوا الرب الإله في قلوبكم مستعدين دائمًا لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم بوداعة وخوف” (1 بط 3: 15).

    ولا أستطيع يا صديقي أن أخفيك مشاعري إذ وأنا أسجل هذه السطور تُتابع أم النور تجلياتها فوق قباب عدة كنائس بالقاهرة أشهرها كنيستها بالوراق منذ 2 كيهك – ديسمبر 2009 م.، وكنيستها في مسرة مساء الثلاثاء 22/12/2009، فقد كان يوم الثلاثاء هذا يومًا لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية إذ ظهرت أسراب الحمام النوراني وبريق الأنوار السمائية في عدة كنائس، وعلى حد تعبير قداسة البابا شنودة الثالث في عظته الفريدة الأربعاء 24/12/2009م ” طوال الليل كل شوية ييجي تليفون عن الظهور في مكان معين ” وقد أرجع قداسة البابا هذه الظهورات إلى أن العذراء مريم تحن إلى مصر التي عاشت فيها عدة سنوات، فجاءت تحمل إليها رسالة السلام ودعى الشعب للفرح والتهليل بهذه الظهورات المجيدة، وأنا أرى بجوار هذه الرسالة السلامية فإن هذه الظهورات تعد شهادة سماوية تشهد لصحة إيماننا، وصدقت تلك الهتافات التي ترددت صداها على شاطئ النيل أمام كنيسة العذراء والملاك ميخائيل بالوراق ” يا عدرة يا أم النصارى.. إظهَري على المنارة”.. لقد جاءت لتضمد جراحات الذين تأذوا من جراء التطرف الديني في المنيا وفرشوط وغيرها، أولئك الذين أُحرقت ممتلكاتهم، وضربوا من أجل لا شيء غير أنهم مسيحيين.. أرى أن هذه الظهورات شهادة سماوية تشهد بصحة كتابنا المقدَّس ضد الأصوات التي إرتفعت تنادي بأنه كتاب مُحرَّف، ومن هذه الأصوات صوت الدكتور محمد عمارة الذي تُراجع كتبه وتصدر بمعرفة الأزهر، وأصدر في السابق ما يحل دماء وأموال أهل الكتاب لأنهم كفرة، وحديثًا نُشر كتابه الذي اعتبره بحثًا علميًا يُخطئ الكتاب المقدَّس، وتم توزيعه مجانًا مع مجلة الأزهري، بينما المستشار نجيب جبرائيل يجاهد عبر القنوات الفضائية لإثبات أن هذه الأمور تنطوي تحت عنوان الازدراء بالأديان الذي يجرمه الدستور والقانون المصري. أما الشعب المسيحي فيضع أمام عينيه كلمات سيده ” في العالم سيكون لكم ضيق. ولكن ثقوا. أنا قد غلبت العالم” (يو 16: 33) “على هذه الصخرة أبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها” (مت 16: 18).

    _____

    (1) البهريز جـ 1 س85، وراجع أيضًا س129.

    (2) البهريز جـ 2 س 398، وراجع أيضًا البهريز جـ 3 س 509، جـ 4 س 290، س 347.

    (3) ترجمة على الجوهري – عتاد الجهاد س 17.

    (4) من أبحاث النقد الكتابي.

    (5) إكليريكية طنطا.

    (6) تفسير سفر التثنية ص 269.

    (7) المرجع السابق ص 269 – 276.

    (8) تفسير سفر التثنية ص 279.

    ‫قراءة أقل
    • شارك
      شارك
      • شارك على فيسبوك
      • شارك على تويتر
      • شارك على لينكد إن
      • شارك على واتس آب
1 2

القائمة الجانبية

أسئلة عن:

آبائيات (37) أخطاء (12) الأخرويات (65) الإلحاد - الإيمان (12) الإيمان (65) الحياة المسيحية (23) القانونية (14) القوانين الكنسية (53) الكتاب المقدس (620) الكنيسة (36) النقد النصي (30) تاريخ (19) تفسير (128) تناقضات (10) روحية (46) طقس (7) عقيدة (155) لاهوت (25) يسوع المسيح (54) يهودية (297)

أكتشاف

  • الأكثر زيارة
  • آخر الأسئلة
  • الأكثر إجابات
  • الأكثر تقيما
  • لا إجابات
  • أسئلة لك
  • الإجابات
  • العشوائية
  • الأسئلة الجديدة
  • ‫الأسئلة المثبتة
  • ‫‫الأسئلة المتابعة
  • ‫الأسئلة ‫‫المفضلة
  • إجابات قد تعجبك
  • ‫‫‫‫‫الإجابات بالوقت

© 2020 Coptic-Answers.org. All Rights Reserved
With Love by Coptic-Answers.org.

ar Arabic
af Afrikaanssq Albanianam Amharicar Arabichy Armenianaz Azerbaijanieu Basquebe Belarusianbn Bengalibs Bosnianbg Bulgarianca Catalanceb Cebuanony Chichewazh-CN Chinese (Simplified)zh-TW Chinese (Traditional)co Corsicanhr Croatiancs Czechda Danishnl Dutchen Englisheo Esperantoet Estoniantl Filipinofi Finnishfr Frenchfy Frisiangl Galicianka Georgiande Germanel Greekgu Gujaratiht Haitian Creoleha Hausahaw Hawaiianiw Hebrewhi Hindihmn Hmonghu Hungarianis Icelandicig Igboid Indonesianga Irishit Italianja Japanesejw Javanesekn Kannadakk Kazakhkm Khmerko Koreanku Kurdish (Kurmanji)ky Kyrgyzlo Laola Latinlv Latvianlt Lithuanianlb Luxembourgishmk Macedonianmg Malagasyms Malayml Malayalammt Maltesemi Maorimr Marathimn Mongolianmy Myanmar (Burmese)ne Nepalino Norwegianps Pashtofa Persianpl Polishpt Portuguesepa Punjabiro Romanianru Russiansm Samoangd Scottish Gaelicsr Serbianst Sesothosn Shonasd Sindhisi Sinhalask Slovaksl Slovenianso Somalies Spanishsu Sudanesesw Swahilisv Swedishtg Tajikta Tamilte Teluguth Thaitr Turkishuk Ukrainianur Urduuz Uzbekvi Vietnamesecy Welshxh Xhosayi Yiddishyo Yorubazu Zulu