وللإجابة على هذه الأسئلة أقول: ليس صعباً على العظيم أن يتنازل، ولكن من الصعب والمستحيل على الفقير أن يتعاظم. فرئيس الجمهورية يستطيع أن يلبس زي شحاذ، أو فراش، أو عامل نظافة وينزل إلى الشارع ليعرف ظروف الناس ومشاكلهم، ولكن الفراش لا يستطيع أن يلبس بدلة ويدخل القصر الجمهوري ويقول أنا الرئيس. من السهل على اللامحدود أن يظهر بأية صورة يريدها، وهذا لا يؤثر على وجوده في كل مكان. تخيل عزيزي القارئ أنني قادر على كل شئ، فهل يكون من الصعب عليّ مثلاً أن أظهر في سوهاج وأقضي بعض الوقت مع أحد الأشخاص وأتناول الطعام معه، وأشرب القهوة، وفي نفس الوقت أكون في مكتبي في القاهرة؟ كلاّ. بل الغير منطقي هو أن أكون غير محدود، وقادر على كل شئ، ولا أقدر أن أشرب ماء مثلاً، أو أتناول بعض الطعام! فلا شك في أن الرب قادرٌ أن يظهر للبشر بالطريقة التي يريدها، سواء في صورة ملاك أو إنسان. ولو شاء لجعل الإنسان ملاكاً والملاك إنساناً، فهو قادر على كل شئ. ويستطيع أن يفعل أي شئ فلا يوجد ما يمنع يده.
ولكن عندما يظهر الرب للبشر فإنه يظهر في صورة تتناسب مع طبيعتنا المادية، ويتعامل معنا أيضاً بما يتناسب مع طبيعتنا المادية، لذلك عندما ظهر الرب والملائكة لإبراهيم أكلوا وشربوا ولكن بطريقة سرية معجزية، فالموقف كله مملوء بالمعجزات. والرب قادر بلا شك أن يحول هذا الأكل إلى لا شئ، فكما أن الأجساد التي ظهروا بها كانت مؤقتة انتهت بانتهاء المهمة التي قاموا بها، كذلك الطعام تلاشى تماماً، وهذا ليس صعباً ولا مستحيلاً على القادر على كل شئ.
وإن كان قد ظهر لإبراهيم في صورة ملاك على هيئة رجل، فقد ظهر ليعقوب في صورة إنسان وصارعه حتى طلوع الفجر، ولما عرف يعقوب قوة المصارع طلب منه أن يباركه (تكوين 32:22-29). وظهر لموسى بلهيب نار في وسط العلَّيقة، وعندما مال موسى ليرى المنظر العجيب، ناداه الرب من وسط العليقة وقال له: «اخْلَعْ حِذَاءَكَ مِنْ رِجْلَيْكَ، لأَنَّ الْمَوْضِعَ الَّذِي أَنْتَ وَاقِفٌ عَلَيْهِ أَرْضٌ مُقَدَّسَةٌ» (خر1:3-6). وظهورات الرب فى العهد القديم هيأت ذهن البشرية لقبول فكرة التجسد الإلهى فيما بعد، وعندما ظهر الرب في المسيح، متجسِّداً في صورة إنسان، و »عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ« (1تي16:3). وقال لنا: »اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ « (يو9:14). كان يأكل ويشرب ويتعب ويستريح بحسب الناسوت، أى كإنسان يحتاج لهذه الأمور، أما اللاهوت فهو منزَّه عن كل هذا.
القس عزت شاكر
القس عزت شاكر
وللإجابة على هذه الأسئلة أقول: ليس صعباً على العظيم أن يتنازل، ولكن من الصعب والمستحيل على الفقير أن يتعاظم. فرئيس الجمهورية يستطيع أن يلبس زي شحاذ، أو فراش، أو عامل نظافة وينزل إلى الشارع ليعرف ظروف الناس ومشاكلهم، ولكن الفراش لا يستطيع أن يلبس بدلة ويدخل القصر الجمهوري ويقول أنا الرئيس. من السهل على اللامحدود أن يظهر بأية صورة يريدها، وهذا لا يؤثر على وجوده في كل مكان. تخيل عزيزي القارئ أنني قادر على كل شئ، فهل يكون من الصعب عليّ مثلاً أن أظهر في سوهاج وأقضي بعض الوقت مع أحد الأشخاص وأتناول الطعام معه، وأشرب القهوة، وفي نفس الوقت أكون في مكتبي في القاهرة؟ كلاّ. بل الغير منطقي هو أن أكون غير محدود، وقادر على كل شئ، ولا أقدر أن أشرب ماء مثلاً، أو أتناول بعض الطعام! فلا شك في أن الرب قادرٌ أن يظهر للبشر بالطريقة التي يريدها، سواء في صورة ملاك أو إنسان. ولو شاء لجعل الإنسان ملاكاً والملاك إنساناً، فهو قادر على كل شئ. ويستطيع أن يفعل أي شئ فلا يوجد ما يمنع يده.
ولكن عندما يظهر الرب للبشر فإنه يظهر في صورة تتناسب مع طبيعتنا المادية، ويتعامل معنا أيضاً بما يتناسب مع طبيعتنا المادية، لذلك عندما ظهر الرب والملائكة لإبراهيم أكلوا وشربوا ولكن بطريقة سرية معجزية، فالموقف كله مملوء بالمعجزات. والرب قادر بلا شك أن يحول هذا الأكل إلى لا شئ، فكما أن الأجساد التي ظهروا بها كانت مؤقتة انتهت بانتهاء المهمة التي قاموا بها، كذلك الطعام تلاشى تماماً، وهذا ليس صعباً ولا مستحيلاً على القادر على كل شئ.
وإن كان قد ظهر لإبراهيم في صورة ملاك على هيئة رجل، فقد ظهر ليعقوب في صورة إنسان وصارعه حتى طلوع الفجر، ولما عرف يعقوب قوة المصارع طلب منه أن يباركه (تكوين 32:22-29). وظهر لموسى بلهيب نار في وسط العلَّيقة، وعندما مال موسى ليرى المنظر العجيب، ناداه الرب من وسط العليقة وقال له: «اخْلَعْ حِذَاءَكَ مِنْ رِجْلَيْكَ، لأَنَّ الْمَوْضِعَ الَّذِي أَنْتَ وَاقِفٌ عَلَيْهِ أَرْضٌ مُقَدَّسَةٌ» (خر1:3-6). وظهورات الرب فى العهد القديم هيأت ذهن البشرية لقبول فكرة التجسد الإلهى فيما بعد، وعندما ظهر الرب في المسيح، متجسِّداً في صورة إنسان، و »عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ« (1تي16:3). وقال لنا: »اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ « (يو9:14). كان يأكل ويشرب ويتعب ويستريح بحسب الناسوت، أى كإنسان يحتاج لهذه الأمور، أما اللاهوت فهو منزَّه عن كل هذا.