خلال أحداث تفجيرات الكنائس المتكررة في نهاية عصر الرئيس السابق حسني مبارك والسنوات التالية تأكد أدراكنا لمفهوم إنجيلنا وكتابات الآباء للتوبة أنها تدفع بالأكثر إلى جو من السلام والفرح الحقيقي والشجاعة والرجاء وتحدي الموت، كما تبعث فينا شهوة خلاص كل البشرية، حتى الذين يضطهدون الكنيسة ويقاومون الإيمان. فالتوبة دعوة لخبرة عربون السماء والشركة مع محب كل البشر!
يفتتح القديس مار يعقوب السروجي ميمره عن “التوبة” بعبارات تكشف عن المفهوم الإنجيلي المفرح للتوبة، بكونها وإن صاحبتها الندامة والحزن على الضعف البشري، لكنها في حقيقتها هي لقاء عذب مع السيد المسيح نفسه وتمتع بإمكانياته العجيبة التي يقدمها للتائبين.
في هذه المقدمة، إذ يختبر القديس حياة التوبة كرحلة تمتد العمر كله، يدعونا إلى الحديث الصريح مع المسيح، بكونه الباب العظيم المفتوح لكل البشرية، والطريق الذي يقودنا إلى أحضان الآب.
إنه يرى ابن الله المتجسد باسطا يديه على الصليب ليحتضن التائب مع اللص اليمين، فيدخل به بكونه الباب (یو ۱۰: ۹)، ويسلك فيه بكونه الطريق (يو 14: 6)، وهو يرافقه في كل الطريق، يسير معه كما مع تلميذي عمواس، فيقول معهما: ألم يكن قلبنا ملتهبا فينا، إذ كان يكلمنا في الطريق؟” (لو 24: 32)
يقول القديس مار يعقوب السروجي: يا ابن الله افتح لي بحبك الباب العظيم؛ أنت هو الباب وطريق الحياة للسائرين فيك. أيها الصديق الصالح، معك أسير إلى الذي أرسلك؛ لأن الشرير بالتصاقه بالعالم صحبه كثيرون. بك أتقدم للحديث معك، يا معلم الحياة، لأن بدونك لا يستطيع إنسان أن ينظر أبيك.. طريق التوبة يرفع المؤمن عن طريق الإثم. مسيحنا يجتذبه إليه ويتحدث معه ويهبه حياته عاملة فيه، لكي بنعمته يرى جماله الإلهي الفائق. لا يخشى عدو الخير الذي يود أن يلتصق به كل أحد، يخدع البشرية خلال محبة العالم الزائل.
يقول القديس باسيليوس الكبير عن النفس: ليلزمها في المكان الأول أن تبغض طريق حياتها القديم الباعث على الأسى، وترتعد وتشمئز من مجرد ذكراه، إذ مكتوب: “أبغضت الإثم ومقته، أما شريعتك فأحببتها” (مز ۱۱۹: ۱۹۳). ثانيا؛ تحسب التهديد بالدينونة الأبدية والعقاب معلما للخوف، وتتعرف على زمن الدموع كزمن التوبة كما علمنا داود في المزمور السادس (مز 6: ۷۹)، فتسلك هكذا في فيض الدموع، تغسل خطايانا خلال دم المسيح بعظمة مراحم الرب وكثرة حنوه، القائل: إن كانت خطاياكم كالقرمز اجعلها تبيض كالثلج، وإن كانت كالدودي أجعلها بيضاء كالصوف” (إش 1: 18). وبعد أن تنال القوة والقدرة أن تسر الله، تقول: “عند المساء يبيت البكاء، وفي الصباح ترنم” (مز ۳۰: 5) حولت قرعات الصدر إلى فرح لي، حللت مسحي، ومنطقتني فرحا لكي يتم لك مجدي (مز ۳۰: ۱۱-۱۲). بهذا تقترب إلى الرب مغنية بالمزامير، قائلة: “أعظمك يا رب، لأنك نشلتني، ولم تشمت بي أعدائي” (مز ۳۰: ۱).
القمص تادرس يعقوب ملطي
خلال أحداث تفجيرات الكنائس المتكررة في نهاية عصر الرئيس السابق حسني مبارك والسنوات التالية تأكد أدراكنا لمفهوم إنجيلنا وكتابات الآباء للتوبة أنها تدفع بالأكثر إلى جو من السلام والفرح الحقيقي والشجاعة والرجاء وتحدي الموت، كما تبعث فينا شهوة خلاص كل البشرية، حتى الذين يضطهدون الكنيسة ويقاومون الإيمان. فالتوبة دعوة لخبرة عربون السماء والشركة مع محب كل البشر!
يفتتح القديس مار يعقوب السروجي ميمره عن “التوبة” بعبارات تكشف عن المفهوم الإنجيلي المفرح للتوبة، بكونها وإن صاحبتها الندامة والحزن على الضعف البشري، لكنها في حقيقتها هي لقاء عذب مع السيد المسيح نفسه وتمتع بإمكانياته العجيبة التي يقدمها للتائبين.
في هذه المقدمة، إذ يختبر القديس حياة التوبة كرحلة تمتد العمر كله، يدعونا إلى الحديث الصريح مع المسيح، بكونه الباب العظيم المفتوح لكل البشرية، والطريق الذي يقودنا إلى أحضان الآب.
إنه يرى ابن الله المتجسد باسطا يديه على الصليب ليحتضن التائب مع اللص اليمين، فيدخل به بكونه الباب (یو ۱۰: ۹)، ويسلك فيه بكونه الطريق (يو 14: 6)، وهو يرافقه في كل الطريق، يسير معه كما مع تلميذي عمواس، فيقول معهما: ألم يكن قلبنا ملتهبا فينا، إذ كان يكلمنا في الطريق؟” (لو 24: 32)
يقول القديس مار يعقوب السروجي: يا ابن الله افتح لي بحبك الباب العظيم؛ أنت هو الباب وطريق الحياة للسائرين فيك. أيها الصديق الصالح، معك أسير إلى الذي أرسلك؛ لأن الشرير بالتصاقه بالعالم صحبه كثيرون. بك أتقدم للحديث معك، يا معلم الحياة، لأن بدونك لا يستطيع إنسان أن ينظر أبيك.. طريق التوبة يرفع المؤمن عن طريق الإثم. مسيحنا يجتذبه إليه ويتحدث معه ويهبه حياته عاملة فيه، لكي بنعمته يرى جماله الإلهي الفائق. لا يخشى عدو الخير الذي يود أن يلتصق به كل أحد، يخدع البشرية خلال محبة العالم الزائل.
يقول القديس باسيليوس الكبير عن النفس: ليلزمها في المكان الأول أن تبغض طريق حياتها القديم الباعث على الأسى، وترتعد وتشمئز من مجرد ذكراه، إذ مكتوب: “أبغضت الإثم ومقته، أما شريعتك فأحببتها” (مز ۱۱۹: ۱۹۳). ثانيا؛ تحسب التهديد بالدينونة الأبدية والعقاب معلما للخوف، وتتعرف على زمن الدموع كزمن التوبة كما علمنا داود في المزمور السادس (مز 6: ۷۹)، فتسلك هكذا في فيض الدموع، تغسل خطايانا خلال دم المسيح بعظمة مراحم الرب وكثرة حنوه، القائل: إن كانت خطاياكم كالقرمز اجعلها تبيض كالثلج، وإن كانت كالدودي أجعلها بيضاء كالصوف” (إش 1: 18). وبعد أن تنال القوة والقدرة أن تسر الله، تقول: “عند المساء يبيت البكاء، وفي الصباح ترنم” (مز ۳۰: 5) حولت قرعات الصدر إلى فرح لي، حللت مسحي، ومنطقتني فرحا لكي يتم لك مجدي (مز ۳۰: ۱۱-۱۲). بهذا تقترب إلى الرب مغنية بالمزامير، قائلة: “أعظمك يا رب، لأنك نشلتني، ولم تشمت بي أعدائي” (مز ۳۰: ۱).