- أنبا بموا القس:
إن العجائب والآيات العظيمة التي ظهرت من أبينا القديس أنبا كاراس السائح ، وخاصة في يوم نياحته ، قد شهد بها القديس أنبا بموا القس كاهن كنيسة جبل شيهيت ، هذا القديس الذي استحق أن يكفن جسد القديسة إيلارية إبنة الملك المحب للرب يسوع زينون ، وقد كتب الأنبا بموا ما رآه من سيرة وقصة نياحة الأنبا كاراس السائح ، والتي تبدأ من هذا الصوت.
- صوت ينادى الأنبا بموا:
يقول أنبا بموا اعلمكم يا أخوتي وأحبائي بما جرى في يوم من الأيام. فقد سمعت صوتاً يقول لي « يا بموا ، يا بموا يا بموا »، وهنا لفت انتباهي أن هذا الصوت صوت من السماء وغير مألوف لدى ، إذ لم يناديني أحد باسمي كثيراً ، فرفعت عيني إلى السماء وقلت: تكلم يا رب لأن عبدك سامع ، فقال لى الصوت : « قم يا بموا وأسرع عاجلاً إلى البرية الجوانية ( عمق الصحراء ) وهناك سوف تلتقى بالأنبا كاراس السائح ، فتأخذ بركته لأنه مكرم عندي جداً أكثر من كل أحد لأنه كثيراً ما تعب من أجلى ، وجاهد في حياته الروحية. قم وأمضى سريعاً ، وسلامى يكون معك ” فنهضت سريعاً وخرجت من کنیستی وحسب أمر الصوت سرت في البرية وحدي ، ونفسي
في فرح عظيم وتهلل كبير ، وكنت أصلي وأرتل في الطريق وأنشد بتسابيح ومزاميركثيرة ، وكنت أسير وأنا لست أعلم الطريق ولا إلى أين أمضى ، أو إلى أي مكان ينبغي أن أصل ، حيث يوجد القديس الأنبا كاراس ، ومكثت على هذا الحال يوماً كاملاً ولم أصل بعد إلى هدف واضح ، ومع هذا كان لى يقين ثابت أن الرب الذي أمرني أن أقوم وأمضى سريعاً إلى البرية الجوانية سوف يرشدني إلى الطريق ، وبهذا الإيمان وهذا الفرح جاء اليوم الثاني وذهب دون جدوى للوصول إلى مكان أنبا كاراس ، وهكذا أيضاً كان حال اليوم الثالث وأنا أسير في الطريق وحدي .
- مع أنبا سمعان القلاع:
في اليوم الرابع لوجودي بالبرية الجوانية ، وصلت إلى إحدى المغاير وكان الباب مغلقاً بحجر كبير ، فتقدمت إلى الباب وطرقته کعادة الإخوة الرهبان ، وقلت أغابي ( أي محبة ) بارك على يا أبي القديس ، وللوقت سمعت صوتاً من الداخل يقول لي : جيد أن تكون هنا اليوم یا بموا كاهن كنيسة جبل شيهات، والذي استحق أن يكفن جسد القديسة الطوباوية إيلارية إبنة الملك العظيم زينون. ثم فتح لى الباب ودخلت وقبلني وقبلته. ثم جلسنا نتحدث بعظائم الله ومجده ، فقلت له يا أبي القديس هل يوجد في هذا الجبل قديس أخر يشبهك ، فتطلع إلى وجهی وأخذ يتنهد ثم قال لي : يا أبي الحبيب يوجد في البرية الجوانية قديس عظيم ، والحق أقول لك إن العالم لايستحق وطأة واحدة من قدميه. فقلت له : وما هو اسمه يا أبي ؟ قال إنه الأنبا كاراس ، وهنا وقفت ثم قلت له : وما هو إسمك إذن يا أبي الحبيب ؟ وكم من السنين لك وأنت ساكن في هذه المغارة ؟ وبماذا تعيش وتقتات طوال وجودك هنا ؟ فقال لي : إسمي سمعان القلاع. ولى اليوم ستون سنة في هذه البرية لم أنظر وجه إنسان ، وأقتات في كل سبت بخبزة واحدة أجدها موضوعة على هذا الحجر الذي تراه خارج المغارة ، وهذه الخبزة بنعمة المسيح تكفيني إلى السبت الذي يليه ، فقلت له : باركني يا أبي القديس ، وصل لأجلى لكي أرحل وأسير في طريقى إلى الأنبا كاراس .
- مع أنبا أبامود القلاع:
بعد أن تباركت من أبي القديس أنبا سمعان القلاع ، سرت في البرية ثانياً ثلاثة أيام وثلاث ليال بين الفرح والتهليل ، وبين الصلاة والتسبيح والمزامير والترتيل ، حتى وصلت إلى مفارة أخرى وكان بابها مغلقاً ، فقرعت على الباب ، وقلت : بارك على يا أبي القديس فإنك عظيم جداً ، فأجابني صوت من الداخل مملوء فرحاً وبهجةً قائلاً لی : حسناً قدومك إلينا يا قديس الله أنبا بموا الذي استحق أن يكفن جسد القديسة إيلارية ابنة الملك زينون ، أدخل بسلام ، الرب يكون معك ، فدخلت إليه ، وقبلنا بعضنا بعضاً بقبلة المحبة ، وتبارکت منه ، ثم جلسنا نتكلم عن الرب يسوع وقديسيه العظام ، وقلت له لقد علمت أن في هذه البرية قديس آخر يشبهك ، فإذا به يقف ويتنهد بشدة وأخذ يضرب بيديه بعضهما على بعض ، ثم قال : الويل لي يا أبي القديس ، أعرفك أن داخل هذه البرية قديس عظيم ، العالم بأسره لا يستحقه ، و صلواته تبطل الغضب الذي يأتي من السماء على الأرض ، والرب يستجيب لصلواته سريعاً ، فقلت له : ألعلك أنت يا أبي القديس هو الأنبا كاراس ؟ فقال لى ومن أكون أنا المسكين حتى أكون أنبا كاراس هذا الذي هو حقاً شريك للملائكة وشريكاً للطبيعة الإلهية. فقلت له ؟ وما هو إسمك أنت يا أبي القديس ؟ فقال لي : إسمي أبامود القلاع. فقلت له : وكم لك من السنين هنا في هذه البرية ؟ وكيف تقتات في هذا الجبل. فقال لي : لقد سكنت في هذه البرية وفي هذا الموضع منذ تسعة وسبعين سنة ، وأعيش على هذا النخيل الذي يطرح لي التمر فآخذ منه كفايتي وأشكر المسيح. فطلبت منه أن يصلى من أجلى ويباركني ، فقال لي : أذهب والرب يسهل لك خطواتك ، ويرسل لك ملائكته لتحرسك في طريقك ، فخرجت من عنده بكل فرح وسلام
- التقابل مع الأنبا كاراس :
وما أن خرجت من مغارة أنبا أبامود القلاع ، وسرت قليلاً في البرية حتى سمعت صوتاً عظيماً ، فتوقفت عن السير وإذ بي أجد أني لا أستطيع أن أنظر الطريق أمامي ، وكان عينى قد فقدتا البصر ، وبقيت على هذا الحال عدة ساعات وأنا لا أقدر أن أنظر ولا أستطيع أن أسير في الطريق ، وبعد مضى بعض الوقت فتحت عينيي فوجدت نفسي أمام مغارة في صخرة من جبل، وعليها حجر عظيم، فتقدمت ناحية الباب وقرعته ، وقلت : أغابی ، بارك على يا أبي القديس البار، وللوقت تكلم معي صوت من الداخل قائلا : حسنا إنك أتيت اليوم يا أنبا بموا قديس الله ، الذي أستحق أن يكفن جسد القديسة إيلارية ابنة الملك زينون ، أدخل بسلام الرب ، فدخلت داخل المغارة وقلت السلام لك يا أبانا القديس. فقال : السلام لك ، ثم إلتفت لي وأخذت أنظر إليه لمدة طويلة لأنه كان ذا هيبة شديدة ووقار عظيم . فكان إنساناً منيراً جداً ونعمة الله على وجهه ، وعيناه مضيئتان جداُ ، وهو متوسط القامة وذو لحية طويلة لم يتبق فيها إلا شعيرات سوداء قليلة بعد أن أصبحت بيضاء كالثلج ، وبالمثل شعر رأسه ،ويرتدي جلباباً بسيطاً ، وهو نحيف الجسم ذو صوت خفيف وفي يده عكاز، ثم تقدمت إليه ، فأخذني بالأحضان وقبلته وقبلني . ثم جلست بعد أن جلس أمامي ، وأخذ ينظر إلى جيداً ويفحص كل شئ حولى ، ثم قال لي: يا أخي الحبيب ، لقد أتيت اليوم إلىَّ وأحضرت معك الموت، لأن لى اليوم زمان طويل في إنتظارك أيها الحبيب ، ثم قلت له : وما هو إسمك يا أبي القديس ؟ قال اسمي کاراس فقلت له : وكم من السنين لك في هذه البرية ؟ فقال لي : إنني في هذه البرية داخل مغارتي منذ سبع وخمسين سنة . وخلال هذه المدة كلها لم انظر وجه إنسان قط ، وطوال هذا العمر كنت أنتظرك بكل فرح وصبر واشتياق كبير. ثم أخذنا نتكلم بعد ذلك عن عظائم الله في قديسيه ، ومكثت عنده يوماً ، وفي نهاية هذا اليوم مرض قديسنا أنبا كاراس بحمى شديدة ( أي مرض الموت ) وكان يتحرك هنا وهناك وهو يترنح كالسكران ، وذلك من شدة الحمى التي كانت عليه ، وكان يتنهد ويبكي ويقول : « الذي كنت أخاف منه عمري كله جاني اليوم. فيارب إلى أين أهرب ومن وجهك كيف أختفى ؟! حقاً ما أرهب تلك الساعة ، كرحمتك يارب وليس كخطایای » وکنت أتعجب كثيراً لهذا الكلام فإنه كان يشعر أنه خاطئ وغير مستحق أن يكون في السماء ، وقد مكثت معه ذلك اليوم وتلك الليلة وهو في أشد حالات الألم والتعب .
- زيارة رب المجد له:
ولما أشرقت شمس اليوم الثاني ، وبدأ نور الصباح يتسلل إلى داخل المغارة كان أنبا كاراس راقداً لا يستطيع الحراك ، وإذا بنور عظيم يضئ على باب المغارة ، وهذا النور ليس مثل الشمس والصباح، ولكنه نور أعظم جداً ، ثم دخل إنسان منير جداً ، يلبس ملابس بيضاء ناصعة كالشمس، وفي يده اليمنى صليب مضيء جداً ، وكنت في ذلك الحين جالساً عند قدمي القديس كاراس ، وقد تملكني الخوف والدهشة من شدة النور الذي يشع من هذا الإنسان الذي تقدم نحو الأنبا كاراس ، ووضع الصليب على وجهه ، ثم تكلم معه كلاماً كثيراً ، وأعطانا السلام وخرج من المغارة . فتقدمت إلى أبينا القديس أنبا كاراس ، وقلت له : من هذا يا سيدي القديس الذي له هذا المجد العظيم وهذا النور الساطع ؟ فقال لي بكل فرح وابتهاج وسرور يا بني هذا هو السيد المسيح ابن الله الحي الدائم إلى الأبد ، ولا تتعجب أن ترى هذا المنظر الجميل لأن هذه هي عادته معي كل يوم ، يأتي إلى لیبارکني ويتحدث معى ثم ينصرف ، فقلت له: يا أبي القديس إنني أشتهي أن يباركنى رب المجد بفمه المقدس ، فقال الى الشيخ ، ليكن لك حسب إيمانك ، فإن قبل أن تخرج من هذا المكان سوف ترى الرب يسوع في مجده العظيم ويباركك ويتكلم معك أيضا فماً لفم.
- نياحة أنبا شنوده رئيس المتوحدين :
ولما بلغنا اليوم السابع من شهر أبيب المبارك وجدت أبانا القديس أنبا كاراس يتنهد بحرقة شديدة ، وقد رفع عينيه إلى السماء وهي تنغمر بالدموع ، ونظر إلى السماء لمدة طويلة وهو بين الابتهاج والألم وبين الفرح والحزن ، وكنت أعجب لهذا المنظر الرهيب ، وبعد فترة أخذ أنبا كاراس يضرب كفاً على آخر مرة ويتنهد بشدة مرة أخرى ويبکی ثالثة، ثم قال لي : « بالحقيقة يا أخي الحبيب إن عموداً عظيماً قد سقط اليوم في صعيد مصر ، وخسرت الأرض قديساً عظيماً ورجلاً باراً لا يستحق العالم كله وطأة قدمه فقلت له وقد حزنت ، ومن هو هذا العمود الشامخ العظيم ؟ فأجابني في صوت ضعيف كاد يختنق من شدة البكاء والدموع : إنه القديس العظيم الأنبا شنوده رئيس المتوحدين ، وقد تنيح بسلام الرب اليوم ورأيت روحه الطاهرة صاعدة إلى علو السماء ، وسط تهليل الملائكة وتسبيح السيرافيم ، وسمعت بكاء وعويلاً على أرض صعيد مصر كلها ، وقد اجتمع الرهبان حول الجسد المقدس يتباركون منه ، وهو يشع نوراً وبركة والجميع في بكاء شديد لفقدهم رئيسهم العظيم الأنبا شنودة ، ولما سمعت من أبينا عن نياح أنبا شنودة رئيس المتوحدين ، أخذت أتكلم معه عن حياة قديسنا الراحل ، وكيف جاهد الجهاد الحسن و أكمل السعى وحفظ الإيمان وأخيراً وضع له إكليل البر، وكيف وضع للحياة الرهبانية نظام عظيماً ، وقد احتفظت بتاريخ نياحة الأنبا شنودة رئيس المتوحدين في السابع من شهر أبيب.
- زيارة رب المجد الثانية ونياحة القديس:
في اليوم التالي أي الثامن من شهر أبيب ، اشتد المرض على أبينا كاراس ولكن بدأ عليه فرح وارتياح شديد ، وأضاء وجهه بنور عظيم ، وفي منتصف هذا اليوم ظهر نور شديد يملا المغارة ، ودخل إلينا مخلص العالم وأمامه رؤساء الملائكة ميخائيل وغبريال ولفيف من الملائكة ذو الستة أجنحة ، يمهدون الطريق أمام رب الجنود وامتلأت المغارة بروائح ذكية ، وأصوات التسابيح هنا وهناك ، وكنت في ذلك الوقت جالساً عند قدمي الأنبا كاراس فتقدم السيد المسيح له المجد وقال « السلام لكما ، ثم جلس عند رأس القديس أنبا كاراس ، الذي أمسك بيد مخلصنا اليمني وقال : من أجلی یا ربي وإلهي بارك عليه لأنه قد أتي من كورة بعيدة لأجل هذا اليوم وهذه الساعة ، فنظر رب المجد إلي وقال « سلامي يكون معك يا بموا ، وتحل عليك برکاتی … الذي رأيته يا حبيبي وسمعته تقوله وتكتبه لأجل الانتفاع به » ، ثم نظر إلى أنبا كاراس وقال له : « یا کاراس حبيبي ، لا تحزن لأجل الموت لأن هذا ليس هو موت لك بل حياة أبدية وانتقال من الكورة الفانية إلى المدينة الباقية ومن المسكنة والحزن والألم إلى الغنى والفرح الدائم ، ومن العبودية إلى الحرية الكاملة ، ولقد أحضرت لك أنبا بموا من کورته البعيدة لكي يشهد لسيرتك الكريمة وجهادك العظيم ، حتى يعرف كل إنسان سيرتك ، ويذكر اسمك على الأرض فيكون معه سلامى وأحسبه مع مجمع القديسين ، وكل إنسان يقدم خمراً أو قرباناً أو بخوراً أو زيتاً أو شمعاً تذكاراً لاسمك أنا أعوضهُ أضعافاً فى ملكوت السموات. وكل من يشبع جائعاً أو يسقى عطشاناُ أو یكسى عرياناً أو يأوى غريباً بإسمك أنا أعوضهُ أضعافاً في ملكوتي، ومن يكتب سيرتك المقدسة ، أكتب أسمه في سفر الحياة ، وكل من يعمل رحمة فى يوم تذكارك المقدس الذي هو الثامن من شهر أبيب ، أعطيه ما لم تره عين ومالم تسمع به أذن وما لم يخطر على قلب بشر » فقال الأنبا كاراس:« يا ربي لقد كنت أتلو المزامير ليلاً ونهاراً وتمنيت أن أنظر داود النبي وأنا في الجسد » وفي لمح البصر جاء داود وهو يمسك بيده قيثارته وينشد مزموره هذا هو اليوم الذي صنعه الرب فلنفرح ونبتهج فيه .. فقال الأنبا كاراس :« أنني أريد أن أسمع العشرة في دفعة واحدة والألحان والنغمات معاً » فحرك داوود قيثارته وقال “كريم أمام الرب موت أحباؤه” وبينما داود يترنم بالمزامير وقيثارته وصوته الجميل وبينما القديس أنبا كاراس في ابتهاج وفرح عظيم فإذ بنفس أبينا الأنبا كاراس تخرج من جسده المقدس إلى حضن مخلصنا الصالح وإلهنا يسوع المسيح الذي أخذها . ثم ذهبت أنا بموا وقبلت جسد القديس كاراس وتباركت منه وكفنته فأشار لي المخلص بالخروج من المغارة ، فخرجت ثم خرج رب المجد و الملائكة بتراتيل وتسابيح أمام نفس القديس. وتركنا الجسد في المغارة ، ووضع رب المجد يده عليها فصارت كأنَّ ليس لها باب! ثم أعطاني رب المجد السلام وصعد إلى علو سمانه بمجد عظيم ومعه الملائكة يرتلون ينشدون ومعهم نفس أبينا البار أنبا كاراس السائح ، وكان السيد المسيح فرحاً بنفسه المقدسة ، وهي صاعدة معه.
- في طريق العودة :
بقيت أنا وحدي واقفاً في هذا الموضع حتى غاب عني هذا المنظر الجميل ، ثم أغلقت عيني من شدة النور العظيم والمنظر البديع ، وعندما فتحت عيني وجدت نفسي أمام مغارة أنبا أبامود القلاع ، فأقمت معه ثلاثة أيام وثلاث ليالى ، وقلت له ما حدث في مغارة أنبا کاراس ثم تركته وذهبت إلى مغارة أنبا سمعان القلاع وتكلمت معه عما حدث وما شاهدتهُ بنفسي ومكثت معه ثلاثة أيام أخرى ، ثم تركته ورجعت إلى جبل شيهات حيث كنيستي ، فقبلت الإخوة كلهم من صغيرهم إلى كبيرهم ، وقلت لهم سيرة القديس الطوباوي أنبا كاراس السائح العظيم ، وما حدث لى طوال هذه الرحلة الجميلة ، وكلام قديسنا عن نياح أنبا شنوده رئيس المتوحدين ، وبعد خمسة أيام جاءت رسالة إلينا من صعيد مصر تقول : إن القديس أنبا شنوده رئيس المتوحدين قد تنيح بسلام في نفس اليوم الذي رآه فيه الأنبا كاراس صاعداً إلى السماء وسط تهليل الملائكة، فمجدت الله ، وشكرته على البركة العظيمة التي أعطاها لي في مقابلتي مع القديس العظيم الأنبا كاراس. و لالهنا المجد إلى الأبد آمين.