“هل في الضربة الثالثة تحوَّل التراب إلى بعوض كما جاء في التوراة العبرانية أم تحوَّل إلى قمل كما جاء في التوراة السامرية ؟ وكيف ” كل تراب الأرض صار بعوضًا في جميع أرجاء مصر” (خر 8: 17)؟
هل نسيت كلمة المرور؟ الرجاء إدخال بريدك الإلكتروني، وسوف تصلك رسالة عليه حتى تستطيع عمل كلمة مرور جديدة.
أول وأكبر موقع للأسئلة والأجوبة المسيحية والذي يخدم جموع الشعب الناطقين باللغة العربية في كل بقاع العالم.
1- جاءت الضربة الثالثة في بعض الترجمات على أنها ضربة القمل، ففي الترجمة القبطية جاءت (هان ليليم) وتعني القمل، وفي الترجمة البيروتية جاءت بعوض وأشير إليها في الهامش ” أو قملاً “. وجاء في كتاب السنن القويم ” أختلف العلماء في الضربة الثالثة فقال بعضهم أنها ضربة القمل وقال بعضهم أنها ضربة البعوض. وذهب يوسيفوس واليهود إلى القول الأول، وذهب إلى الثاني مترجموا السبعينية والفولجاتا وفيلو وأرتابانوس وأوريجانوس والقديس أغسطينوس.. والكلمة العبرانية ” كينيم (ورسمها كِنم) وإسم البعوض في اللغة المصرية القديمة كينيم أو خينيم.. وهذا يُرجِح أن اللفظة مصرية فلم يبق الأمر ذا شأن في قول يوسيفوس واليهود بخلاف ما لو كانت عبرانية وذكر هيرودتس أن البعوض كثيراً ما يكون مصاباً عظيماً للمصريين في الجزيرة المعروفة اليوم بالدلتأ. وقال فرسكال أنه يؤذيهم كثيراً في تشرين الأول وأنه يلسع الجلد ويدخل الأنوف والأذان والعيون ويلسعهأ. وظن بعضهم أنه لا يلسع البهائم والواقف مناف لذلك، فقد أثبت كالسخ أنه يؤذي البهائم كالبقر والخيل ” (1).
2- قول الكتاب أن كل تراب الأرض صار بعوضاً فهو إشارة للكثرة، فقد تذهب للسوق وتشتري أشياء كثيرة، وتعود لتقول أنني أشتريت كل شئ، والحقيقة أنك لم تشتري كل شئ، إنما أشتريت كل ما تحتاج إليه، وقد يكون المقصود بكل تراب الأرض هو كل ذرات التراب العالقة بالهواء، ويقول الأسقف أيسيذورس ” أن { كل } تستعمل تارة للتخصيص وتكون بمعنى البعض، وتارة للتكثير والمبالغة، وتارة للإشتمال والإحاطة، وتارة للتعميم، وقد وردت بهذه المعاني في الأسفار المقدَّسة ” (2).
3- تغافل النُقَّاد عن جوهـر الموضوع حيث حوَّل الله حبات التراب إلى كائنات حية، وتمسكوا بالقشور متجاهلين قول الكتاب أن الحرف يقتل وأما الروح فيحيى.
(1) السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم جـ 1 ص 336
(2) مشكاة الطلاب في حل مشكلات الكتاب ص 83