الكتاب المقدس مجموعة من الأسفار المقدسة أعلن الله فيها ذاتهُ للبشر. وهو يتضمن اعلان الله ذاتهُ أولاً للشعب العبراني بواسطة العهد القديم ثم أعلاناً أوضح واتمَّ في المسيح بواسطة العهد الجديد وليس الكتاب المقدس كتاباً واحداً بل هو كما سبق القول مجموعة كتب او اسفار متفرقة ضُمَّت في كتاب واحد وقد كتبها أفراد متباينون في الصفات الشخصية عاشوا في ازمنة مختلفة في خلال مدة تزيد عن ألف سنة. فهو بمثل صفوة ما اعلنهُ لله عن ذاتهُ إلى عقول متباينة وفي عصور متفاوتة والأسفار التي تتأَّلَّف منها هذه المجموعة مختلفة في موضوعاتها ونَفَس إنشائها. ففيها تواريخ وتراجم أفراد وشرائع وقوانين وفلسفة وشعر ومواعظ وحكم ونبؤَات ورسائل إلى أفراد ورسائل الى كنائس. إلا أنهُ على رغم هذا التنوُّع فالكتاب المقدس مرتبط الإجراء بوحدة شاملة، فلم يكن جمع هذه الأسفار في كتاب واحد وضمن جلدتي مجلد واحد نتيجة العرض والاتفاق ، بل يمكن تشبيه الكتاب وما يحتويهِ من الطرق المتعددة لإعلان روح الله وإرادتهِ بشجرة ذات أُرومة واحدة وفروع متعددة . ومن خلال ما كتبهُ كل فرد من الكتَّاب المختلفين نرى روحاً واحدة تشمل ماكتبوهْ كما أننا نجد أن الكتاب غرضاً واحداً عظيماً برمي اليهِ ومنهاجاً واحداً لإدراك هذا الغرض الذي هو الفدى. كتب الكتاب المقدس في بلاد الشرق فهو من بعض الاعتبارات کتاب شرقيّ وكان كل كانيهِ على وجه التقريب يهوداً. فهو مظهر حياة الشعب الساميّ وأفكارهِ ولكنهُ في الوقت نفسهِ کتاب ترتاح إليهِ قلوب جميع الشعوب من كل جنس وامة ولسان وفي كل عصر وزمان . وعلى رغم قِدم عهدهِ – اذ ان كتابتهُ تمَّت منذ ثمانية عشر قرناً – فهو لا يخلو من جِدَّة وطلاوة تروق لكل جيل. فليس هو اذاً أثراً قديماً من آثار الماضي ولكنهُ كتاب حيْ يحتوي على ما يشوق ويفيد ويلذّ ابناء الزمان الحاضر. فلا بدع اذا رأينا أنهُ قد طُبع في مئات من اللغات وأنهُ يباع منهُ اليوم أكثر ما يباع من أي كتاب آخر في تاريخ العالم . فهو الكتاب الذي يلجأُّ اليهِ الناس على اختلاف طبقاتم لطلب الالهام والتعزية و لاستمداد القوة والإرشاد وفوق ذلك كلهِ لمعرفة طريق الخلاص
المصدر : مرشد الطالبين الي الكتاب المقدس الثمين ( نسخة مصورة ) ط 7 ص 7-8