عندما وصل يعقوب إلى البئر الذي في الحقل وجد ” ثلاثة قطعان ” غنم رابضة عندها” (تك 29: 2) وكان الحجر الذي على فم البئر كبيرًا فلم يقدروا أن يرفعوه قائلين ” لا نقدر حتى تجتمع القطعان ويدحرجون الحجر عن فم البئر” (تك 29: 8) فهل اللفظ الصحيح بدل ” قطعان ” هو ” رعاة ” كما ورد في الترجمة السامرية واليونانية، لأن الرعاة هم الذين ينتظرون، وهم الذين يدحرجون الحجر، وليس قطعان الغنم؟
1- عندما ذكر الكتاب أنه كان على البئر ثلاثة قطعان، أو أنهم انتظروا حتى تجتمع جميع القطعان كان يشير بلا شك للرعاة، لأن الرعاة هم الذين سيدحرجون الحجر ويسقون الغنم، ومادام الرعاة كانوا مجتمعين عند البئر فلا بد أن قطعانهم كانت بصحبتهم.
2- تعتبر التوراة العبرية هي الأصل، وهي التي نلتزم بها، أما ما جاء في الترجمة السامرية أو السبعينية، فهو كان لمجرد توضيح المعنى، وقد رأى المترجم أن يوضح معنى النص دون أن يمس بنيانه أو سلامته، وهذا أمر متعارف عليه في الترجمة بدليل أن النسخة اليونانية تُرجمت من العبرانية وليس من السامرية، ومع هذا فإنها تطابقت في هذا الأمر مع السامرية.
3- قول الكتاب ثلاثة قطعان قول أكثر دقة من ثلاثة رعاة.. لماذا؟ لأنه ربما كان لأحد القطعان أو كل قطيع أكثر من راعي.
4- عندما قال الكتاب “وإذ في الحقل بئر وهناك ثلاثة قطعان رابضة عندها. لأنهم كانوا من تلك البئر يسقون القطعان” (تك 29: 2) نلاحظ أن فعل “كانوا” يعود على الرعاة، حتى ولو كان اسم الرعاة غير وارد في النص لكنه واضح في سياق النص، وهذا أسلوب متعارف عليه في اللغة.
5- وردت نصوص عدة في القرآن على نفس النهج السابقة، فعندما قال عن الشمس “حين توارت بالحجاب” (سورة ص 32) لم يرد اسم الشمس في النص، لا قبل هذه العبارة ولا بعدها. وعندما قال عن الأرض “كل ما عليها فانٍ” (سورة الرحمن 26) لم يرد اسم الأرض في النص لا قبل هذه العبارة ولا بعدها، وهلم جرا..