في مت 3: 16، لماذا انتظر المسيح حتّى وصل إلى سن الثلاثين لكي يحصل على نعمة الروح القدس في معموديته على يد يوحنا المعمدان؟ بينما يوحنا المعمدان كان مملوء من الروح القدس من وقت الحبل به (لو1: 15)!
أول وأكبر موقع للأسئلة والأجوبة المسيحية والذي يخدم جموع الشعب الناطقين باللغة العربية في كل بقاع العالم.
المسيح لم يحصل على الروح القدس وقت معموديته، لان يوحنا المعمدان اعلن ذلك حين قال له: وَلكِنْ يُوحَنَّا مَنَعَهُ قَائِلًا: «أَنَا مُحْتَاجٌ أَنْ أَعْتَمِدَ مِنْكَ، وَأَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ!» فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «اسْمَحِ الآنَ، لأَنَّهُ هكَذَا يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُكَمِّلَ كُلَّ بِرّ». حِينَئِذٍ سَمَحَ لَهُ. (مت3: 14، 15).
لكن معمودية المسيح كانت إستعلان لان هذا هو المسيا الآتي، فنزول الروح عليه لم يكن لتقديسه لانه ولد بالروح القدس (مت1)، وجسده مقدس لانه مولود بالروح القدس ومتحد بالله الكلمة، إلا ان معموديته كانت مجرد اشارة على ان هذا هو الشخص المميز المنتظر ااو المسيا الآتي.
ولم تكن فقط لإستعلان الله الإبن بل ايضًا لان تكون اشارة إلى تقديس او بدء وتأسيس المعمودية لمن سيتبعون يسوع ويعتمدون على مثاله، فيكتب ق. كيرلس الاورشليمي:
لقد قدس يسوع المعموديه باعتماده بنفسه, ان كان ابن الله قد اعتمد فكيف يمكن ان يكون ورعًا من يحتقر العماد. انه لم يعتمد لنوال غفران الخطايا إذ هو بلا خطيه. لكنه اذ هو هكذا بلا خطيه اعتمد ليهب المعمدين نعمه سماويه علويه ( عب 2 : 14 ) . حتّى اذ تشاركنا بحضوره في الجسد نصير شركاء معه في نعمته الالهية. هكذا اعتمد يسوع لكي شركنا معه نتقبل الخلاص والكرامه[1] .
[1] مقالات لطالبي العماد، ترجمة القمص تادرس يعقوب مالطي 3: 11 … ص 73 , 74