بعد عودة إبراهيم من انتصاره على أربعة ملوك ورد لوط وذويه، يقول الكتاب ” فخرج ملك سدوم لاستقباله بعد رجوعه ” [تك14/17] فكيف خرج ملك سدوم الذي سقط في الحرب ” فهرب ملكا سدوم وعمورة وسقطا هناك ” [تك14/10]؟
هل نسيت كلمة المرور؟ الرجاء إدخال بريدك الإلكتروني، وسوف تصلك رسالة عليه حتى تستطيع عمل كلمة مرور جديدة.
أول وأكبر موقع للأسئلة والأجوبة المسيحية والذي يخدم جموع الشعب الناطقين باللغة العربية في كل بقاع العالم.
1- لم يقل سفر التكوين أن ملك سدوم سقط في الحرب وقتل مع ملك عمورة، بل جاء في السفر ” وعمق السديم كان فيه آبار حُمَر كثيرة. فهرب ملكا سدوم وعمورة وسقطا هناك” (تك 14: 10) فلم يصرح السفر إنهما قتلا، بل صرح بأنهما سقطا، فلابد أنهما سقطا في آبار الحُمَر، ثم أُنقذ ملك سدوم فعاد إلى مدينته، وبعد انتصار إبراهيم على كدر لعومر ومن معه ” فخرج ملك سدوم لاستقباله” (تك 14: 17).
2- الحُمَر هو الأسفلت، وقال السفر من قبل عن أهل بابل ” وقال بعضهم لبعض. هلمَّ نصنع لبنًا ونشويه شيًّا. فكان لهم اللبن مكان الحجر وكان لهم الحُمَر مكان الطين” (تك 11: 13) وجاء في دائرة المعارف ” حُمَر وهي بالعبرية ” حِمَر”، وتُرجمت في السبعينية بالكلمة اليونانية ” أسفلتوس ” أي ” أسفلت ” والكلمة العبرية شبيهة بالكلمتين المصرية القديمة والقبطية وجميعها تعني ” القار” (البتومين) وكانت من المواد التجارية في الشرق الأوسط منذ 2500 ق.م.، وتوجد بكثرة في البحر الميت وما حوله، لذلك أطلق ديودور الصقلي وسترابو المؤرخان ” بحر الأسفلت” (aspholtitis) على البحر الميت.. وقد أمر الرب نوحًا أن يطلي الفلك من داخل ومن خارج ” بالقار” (تك 6: 14).. وقد أُستخدم ” الحُمَر ” في بناء برج بابل إذ استخدموا ” الحُمَر مكان الطين” (تك 11: 3).. كما أن يوكابد أم موسى ” أخذت له سفطًا من البردي وطلته بالحُمَر والزفت” (خر 2: 13)”(1).
3- يقول أبونا أغسطينوس الأنبا بولا ” لم يقل الكتاب المقدَّس أن ملك سدوم مات بل قال أنه سقط في بئر، وليس كل من يسقط في بئر يموت، ربما يخرج بطريقة أو بأخرى. فليس غريبًا أن يكون مازال حيًّا ويستقبل إبراهيم بعد عودته منتصرًا”(2).
4- يقول أحد الآباء الرهبان بدير مار مينا العامر ” سقط ملك سدوم في آبار الحُمر ولم يمت، والحُمر هو القار وهو كالزفت أو القطران وهو موجود للآن بهذه المنطقة. وكانوا يعتمدون على آبار الحُمر هذه كحماية طبيعية لهم تحميهم من هجوم الأعداء لكنهم سقطوا فيها، ولم يذكر الكتاب أنهم ماتوا، ولكنهم سقطوا وأُنقذوا. ولذلك بعد انتصار أبونا إبراهيم على الملوك الأعداء خرج إليه ملك سدوم بعد إنقاذه”(3).
5- يقول أبونا تيموثاوس السرياني ” إن وادي السديم كان به عدد كبير من آبار الأسفلت فهرب ملك سدوم وعمورة وسقط هناك، كل منهما في بئر من تلك الآبار، وكلمة ” سقطا هناك ” في الأصل العبري هي نفس كلمة ” نبش آبار” (تك 26: 18) وهي نفسها ” ينقروا أبارًا” (أر 2: 13) أما باقي الجيش فهرب إلى الجبل، وانتهت الحرب فخرج ملك سدوم ورجع إلى بلاده”(4).
6- يقول الأرشيدياكون نجيب جرجس ” وبالرغم من أن آبار الحُمر كانت كتحصينات طبيعية للبلاد ضد الأعداء إلاَّ أن ملكي سدوم وعمورة في هروبهم سقطا فيها، ولا بُد أنه سقط معهما جنود كثيرون. ولكن يظهر أن الملكين أو على الأقل ملك سدوم، قد أُنتشل وأُنقذ في الحال. وفي نفس الوقت هرب بقية الملوك الخمسة والجنود إلى الجبل”(5).
7- تقول الدكتورة نبيلة توما ” لم يقل الكتاب أنهما قُتلا، فقد يسقط الإنسان في الحرب من الإعياء، أو يسقط جريحًا، أو قد يدَّعي السقوط، وفي هذا الحالات يمكن أن يعود سليمًا”(6).
_____
الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:
(1) دار المعارف الكتابية جـ 3 ص 163.
(2) من إجابات أسئلة سفر التكوين.
(3) من إجابات أسئلة سفر التكوين.
(4) من إجابات أسئلة سفر التكوين.
(5) تفسير سفر التكوين ص 154.
(6) من إجابات أسئلة سفر التكوين.