كيف يمكن أن يتضاعف عدد بني إسرائيل في أرض مصر من 75 نفس إلى أكثر من مليوني شخص، مع أن فرعون كان يقتل أطفالهم؟
هل نسيت كلمة المرور؟ الرجاء إدخال بريدك الإلكتروني، وسوف تصلك رسالة عليه حتى تستطيع عمل كلمة مرور جديدة.
أول وأكبر موقع للأسئلة والأجوبة المسيحية والذي يخدم جموع الشعب الناطقين باللغة العربية في كل بقاع العالم.
1- عندما دخل يعقوب إلى مصر مع بنيه وأحفاده ركز على الذكور فقط، ومن الطبيعي أن أولاد يعقوب كان لهم بنات، فلم يُذكر إسم واحدة منهن، ولا ذُكر أسماء أزواجهن. كما صاحب يعقوب أيضاً غلمانه وعبيده، لأنه ليس من المعقول أن يهاجر هو إلى مصر ويترك عبيده في أرض كنعان، ولا ننسى أن جده إبراهيم عندما خاض حرب كدرلعومر كان معه 318 غلاماً متدرباً على الحرب، هذا بخلاف من تركهم لحراسة بيته، فأين ذهبوا هؤلاء وأولادهم إن لم يكونوا قد إنضموا لإبنه إسحق وحفيده يعقوب؟! وكان عبيد إبراهيم مختونين يعبدون إله إبراهيم، ومن يشك في هذا فليتأمل الكلمات الحلوة التي نطق بها لعازر الدمشقي في مهمته لخطب رفقة لإسحق، وعندما قتل شمعون ولاوي كل رجال شكيم فغالباً كان معهما بعض العبيد، وعندما حارب يعقوب الأموريين وهم شعب قوي وإستعاد الأرضي التي أغتصبوها (تك 48 : 22) من الطبيعي أنه كان معه عبيده، لذلك نستطيع القول ونحن مستريحين البال أن مئات من العبيد كانوا مع هؤلاء الآباء، وهذا يفسر لنا كيف خشى سكان الأرض إسحق وهو رجل وحيد، حتى أن أبيمالك ملك جرار ذهب إليه ومعه أحُزَّات صديقه، ونيكول رئيس جيشه وقطعوا معه عهداً قائلين ” أن لا تصنع بنا شراً. كما لم نمسَّك وكما لم نصنع بك إلاَّ خيراً وصرفناك بسلام. أنت الآن مبارك الرب ” (تك 26 : 29).. كل هذا يؤكد لنا أن مئات العبيد أصطحبوا سيدهم يعقوب في نزولهم إلى مصر، وأنهم كانوا مختونين، فما المانع أن يحسبوا من شعب الله؟!
2- شهد الكتاب المقدَّس على نمو بني إسرائيل بمعدل كبير فقال ” وأما بنو إسرائيل فأثمروا وتوالدوا ونموا وكثـروا كثيراً جداً وإمتلأت الأرض منهم ” (خر 1 : 7) وشهد فرعون بكثرة عدد بني إسرائيل، الأمر الذي أدى لقلقه ” فقال لشعبه هوذا بنو إسرائيل شعب أكثر وأعظم منا ” (خر 1 : 9) وهكذا تحقق الوعد الإلهي لإبراهيم عندما قال له الله ” أنظر إلى السماء وعد النجوم إن أستطعت أن تعدَّها. وقال له هكذا يكون نسلك ” (تك 15 : 5) وصدق المرنم عندما قال ” جعل شعبه مثمراً جداً وأعزه على أعدائه ” (مز 105 : 24).
3- عند خروج بني إسرائيل من أرض مصر خرج معهم عدد ليس بقليل من المصريين الذين عاينوا قوة وعجائب إله إسرائيل ” وصعد معهم لفيف كثير أيضاً ” (خر 12 : 38) ويقول عاطف عبد الغني نفسه ” نحن نعتقد أن الذين خرجوا مع موسى لم يكونوا بني إسرائيل فقط ولكن كان بينهم غرباء كثيرون، بل كان فيهم أيضاً مصريون آمنوا بدعوة موسى التوحيدية، وخرجوا معه خوفاً من بطش فرعون وهرباً بدينهم، والدليل أن الشريعة الموسوية ذكرت دائماً في نصوصها ذلك الغريب الذي ليس من نسل إسرائيل ” (1).
4- عدد بني إسرائيل هذا يتناسب مع كم السلوى الذي بلغ نحو ذراعين فوق الأرض ” فخرجت ريح من قِبل الرب وساقت سلوى من البحر وألقتها على المحلة نحو مسيرة يوم من هنا ومسيرة يوم من هناك حوالي المحلة ونحو ذراعين فوق وجه الأرض ” (عد 11 : 31) وهذا العدد يتمشى مع موقف شعب موآب الذي خشى هذا الشعب ” فزع موآب من الشعب جداً لأنه كثير وضجر موآب من قِبل بني إسرائيل. فقال موآب لشيوخ مديان الآن يلحس الجمهور كل ما حولنا كما يلحس الثور خضرة الحقل.. هوذا شعب قد خرج من مصر هوذا قد غشى وجه الأرض ” (عد 22 : 3 – 5) وهذا العدد يتوافق أيضاً مع التعداد الذي قام به داود الملك بعد نحو أربعمائة عام إذ تضاعف العدد رغم الأعداد الرهيبة التي سقطت في برية سيناء، ثم بعد ذلك في الحروب المختلفة، وما قاساه بنو إسرائيل من الشعوب المحيطة أثناء فترة القضاة ” فكان إسرائيل ثمان مئة ألف رجل ذي بأسٍ مستل السيف ورجال يهوذا خمس مئة ألف رجل ” (2 صم 24 : 9).
5- جاء في التراث الإسلامي عدد الخارجين من مصر، فقد ” أجمع علماء الإسلام على أن عدد بني إسرائيل الذين خرجوا من مصر هم ستمائة ألف، فورد في مروج الذهب ما نصه بالحرف الواحد : وكان بنو إسرائيل لما ساروا من مصر ستمائة ألف وعشرين ألفاً إلى أن قال وضرب موسى البحر بعصاه فانفلق فكان من كل فرق كالطود وصار فيه إثنا عشر طريقاً لكل سبط طريق.. إلخ وقس على ذلك أقوال المفسرين0 قال الخازن في الجزء الأول صحيفة 58 : وخرج موسى في بني إسرائيل وهم ستمائة ألف وعشرون ألفاً لا يعدون أبن عشرين سنة لصغره، ولا أبن ستين سنة لكبره، وكانوا يوم دخلوا مصر مع يعقوب أثنين وسبعين إنساناً ما بين رجل وامرأة ” (1).
(1) أساطير التوراة ص 94
(1) الهدايا جـ 1 – طبع بمعرفة المرسلين الأمريكان سنة 1900م ص 1.