وحدة الثالوث القدوس فريدة، ليست كامتزاج السوائل والمواد، ولا كوحدة نفس الإنسان بجسده، ولا كاتحاد لاهوت المسيح بناسوته.
كل أقنوم يملأ الأقنومين الآخرين وهو محتوى فيهما لكنه متمایز عنهما. يقول القديس أثناسيوس : كيف يمكن للواحد أن يكون محتويا في الآخر، والآخر فيه؟ “أنا والآب واحد” (يوحنا 10: ۳۰) ويضيف: لكي تعرفوا: “أني أنا في الآب، والأب في” (يوحنا ۱۰:14 ). علاوة على هذا يقول: “الذي رآني فقد رأى الأب” (يوحنا 9 : 14). المعنى واحد في هذه العبارات الثلاث. لأن من يعرف أن الأب والابن هما واحد يدرك أيضا أن الابن في الآب والآب في الابن، لأن لاهوت الابن هو ذات لاهوت الأب في الابن. ملء لاهوت الآب حال في كيان الابن، والابن هو الله الكامل. لاهوت الابن ونمطه ما هو إلا لاهوت الآب ونمطه. هذا ما قاله: “أنا في الآب”. وهكذا “الله كان في المسيح مصالحا العالم لنفسه” (۲ کو19 : ۵ ). لأن خاصية جوهر الأب هي للابن الذي فيه تصالحت الخليقة مع الله .]
كما يقول: [الثالوث القدوس المبارك غير قابل للتجزئة وهو واحد في ذاته. فإذا ما ذكرنا الآب نعني ضمنيا الابن الكلمة، كما نعني أيضا الروح القدس الذي في الابن. وإذا ذكرنا الابن فإن الآب في الابن والروح القدس ليس خارج الكلمة، لأنه توجد نعمة واحدة تتحقق من الأب بالابن في الروح القدس.]
ويقول القديس هيلاري أسقف بواتييه عن وحدانية الثالوث القدوس: جعل المسيح رسله يعمدون باسم الأب والابن والروح القدس، أي الاعتراف بالخالق والابن الوحيد الجنس والعطية. لأن الله الآب هو واحد منه كل شيء؛ وربنا يسوع المسيح الابن الوحيد الذي به كان كل شيء (1 كورنثوس ۸: 6) هو واحد؛ والروح عطية الله لنا، الذي يتخلل كل شيء هو أيضا واحد (أفسس 4: 4). هكذا الكل قد تعظم حسب القوى التي لهم والمنافع التي يمنحونها، القوة الواحدة التي منها الكل، الابن الواحد الذي به كل شيء، العطية الواحدة التي تهبنا رجاء كاملا. لا يمكن أن يوجد نقص في هذا الاتحاد السامي الذي يحتضن الآب والابن والروح القدس، غير محدود في سرمدية، مثاله في صورة تعبر عنه، وتمتعنا به في العطية”.
القمص تادرس يعقوب ملطي
وحدة الثالوث القدوس فريدة، ليست كامتزاج السوائل والمواد، ولا كوحدة نفس الإنسان بجسده، ولا كاتحاد لاهوت المسيح بناسوته.
كل أقنوم يملأ الأقنومين الآخرين وهو محتوى فيهما لكنه متمایز عنهما. يقول القديس أثناسيوس : كيف يمكن للواحد أن يكون محتويا في الآخر، والآخر فيه؟ “أنا والآب واحد” (يوحنا 10: ۳۰) ويضيف: لكي تعرفوا: “أني أنا في الآب، والأب في” (يوحنا ۱۰:14 ). علاوة على هذا يقول: “الذي رآني فقد رأى الأب” (يوحنا 9 : 14). المعنى واحد في هذه العبارات الثلاث. لأن من يعرف أن الأب والابن هما واحد يدرك أيضا أن الابن في الآب والآب في الابن، لأن لاهوت الابن هو ذات لاهوت الأب في الابن. ملء لاهوت الآب حال في كيان الابن، والابن هو الله الكامل. لاهوت الابن ونمطه ما هو إلا لاهوت الآب ونمطه. هذا ما قاله: “أنا في الآب”. وهكذا “الله كان في المسيح مصالحا العالم لنفسه” (۲ کو19 : ۵ ). لأن خاصية جوهر الأب هي للابن الذي فيه تصالحت الخليقة مع الله .]
كما يقول: [الثالوث القدوس المبارك غير قابل للتجزئة وهو واحد في ذاته. فإذا ما ذكرنا الآب نعني ضمنيا الابن الكلمة، كما نعني أيضا الروح القدس الذي في الابن. وإذا ذكرنا الابن فإن الآب في الابن والروح القدس ليس خارج الكلمة، لأنه توجد نعمة واحدة تتحقق من الأب بالابن في الروح القدس.]
ويقول القديس هيلاري أسقف بواتييه عن وحدانية الثالوث القدوس: جعل المسيح رسله يعمدون باسم الأب والابن والروح القدس، أي الاعتراف بالخالق والابن الوحيد الجنس والعطية. لأن الله الآب هو واحد منه كل شيء؛ وربنا يسوع المسيح الابن الوحيد الذي به كان كل شيء (1 كورنثوس ۸: 6) هو واحد؛ والروح عطية الله لنا، الذي يتخلل كل شيء هو أيضا واحد (أفسس 4: 4). هكذا الكل قد تعظم حسب القوى التي لهم والمنافع التي يمنحونها، القوة الواحدة التي منها الكل، الابن الواحد الذي به كل شيء، العطية الواحدة التي تهبنا رجاء كاملا. لا يمكن أن يوجد نقص في هذا الاتحاد السامي الذي يحتضن الآب والابن والروح القدس، غير محدود في سرمدية، مثاله في صورة تعبر عنه، وتمتعنا به في العطية”.