يدعو الكتاب المقدس جميع الأمم للهتاف والتسبيح (مز 47: ۱؛ ۹۸: 4)، لعل كل الأرض تتحول إلى سماء متهللة بالرب. هذه الدعوة موجهة على وجه الخصوص لمستقيمي القلوب (مز ۳۲: ۱۱؛ ۳۳: ۱)، كما هي موجهة لكل مؤمن كعطية شخصية (مز 9: ۲). يشعر المؤمن أن كل الأمور تسير على ما يرام، ليس عندما يتمتع بصحة جيدة أو ينال نجاحا في عمل ما، إنما عندما يدرك أنه اقتني الله مصدر الشبع والحكمة والفرح والتهليل. فيصرخ قلبه في كل صباح قائلا: “للتعرف لك الشعوب يا الله، فلتعرف لك الشعوب كلها، لتفرح الأمم وتبتهج” (مز 66 LXX)..
يقول القديس باسيليوس الكبير : “هتفوا أيها الصديقون بالرب، بالمستقيمين يليق التسبيح” (مز ۳۳: ۱). كثيرا ما نسمع عن صرخات الهتاف في الكتاب المقدس، التي تعبر عن حالة النفس السعيدة جدا، والمملوءة فركا. ليس لأن كل شيء يسير على ما يرام، وليس لأجل صحة جسدية، ولا لأن الحقول أتت بالثمار من كل نوع، بل لأنكم اقتنيتم الرب. فهو الجميل، الطيب والحكيم! ألا يكفيكم هذا الفرح الذي ملأكم به؟ يجب إذن أن يبتهج الإنسان عندما يمتلئ بالفرح والتهليل، لأجل هذا الخير ويعمل لحفظها.)
هذا ما تغنى به المرتل قبل مجيء المخلص، قائلا “وفي كل الأمم خلاصك” (مز ۹۷: ۲)، وما ملا قلب سمعان الشيخ بالفرح، حين حمله على ذراعيه، وسبحه قائلا: “لأن عيني قد أبصرتا خلاصك، الذي أعددته قدام جميع الشعوب” (لو ۲: ۳۰-۳۱).
يقول القديس أغسطينوس: (اسمعوا العبارة التالية كيف يتحدث ليس في جزئية: “يحمدك الشعوب كلهم” (مز 17: 3) لتسيروا في الطريق مقا مع كل الأمم؛ سیروا في الطريق مقا مع كل الشعوب، يا أبناء السلام، أبناء الكنيسة الواحدة الكاثوليكية (الجامعة). سیروا في الطريق متطلعين، وأنتم تسيرون.
الذين يخافون اللصوص يغنون في الطريق فكم بالأكثر وأنتم في أمان تغنون في المسيح! هذا الطريق ليس فيه لصوص إلا إذا تركتم الطريق فإنكم تسقطون في أيدي اللصوص.
يقول الأب أنسيمس الأورشليمي: إيدعو النبي كافة الناس إلى التوبة والاعتراف بإحسان اللله. فقوله: “الشعوب كلهم” (مز 67: 5) يحتوي على نبوة أنه مزمع بكل مكان أن يقترب لله ذبيحة التسبيح والصلاة، وليس عند اليهود وفي أورشليم فقط.
ونحن كمؤمنين يلزم أن تتهلل قلوبنا بالرب على الدوام. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم:
لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى، وأنتم بكل حكمة معلمون ومنذرون بعضكم بعضا بمزامير وتسابيح وأغاني روحية بنعمة، مترنمين في قلوبكم للرب” (كو 3: 16)…
تأملوا مراعاة بولس لمشاعر الآخرين، فإذ يرى أن القراءة مجهدة، تثير الضجر إلى حد بعيد، فإنه لم يوجه أنظارهم إلى الأسفار التاريخية بل إلى المزامير، حتى تبهجوا نفوسكم بالترنيم وبرقة تستون رفقاءكم، إذ يقول “بترانيم وأغاني روحية” لكن أولادكم الآن يتفوهون بأغاني ورقصات الشيطان، فالطهاة والخدم والموسيقيون، ليس منهم أحد يعرف أي مزمور، لكنه أمر يخجلون منه بل ويسخرون منه ويتهكمون عليه. وهنا مكمن كل الشرور…
علمه أن يرنم تلك المزامير المملوءة بحب الحكمة، إذ تخص العفة أو بالحري ومثل كل شيء لا تجعله يصاحب الأشرار، ما إن يستهل قراءة الكتاب (سفر المزامير)…
وحينما يتعلم بواسطة المزامير، سيعرف الترانيم أيضا، كشيء مقدس. لأن القوات العلوية تنشد الترانيم، وليس المزامير. إذ يقول الجامعة: “إن الترنيمة ليست حلوة في فم الخاطئ
فما هي ترنيمة العلويين؟ يعرفها المؤمن. ماذا يقول الشاروبيم في العلاء؟ ماذا يقول الملائكة؟ “المجد لله في الأعالي” لهذا بعد الأبصلمودية (المزامير) تأتي الترانيم، كشيء أكثر كمالا…
حتى وإن كنتم في السوق، يمكن لكم أن تتماسكوا وترنموا لله دون أن يسمعكم أحد. لأن موسی أيضا قد صلي هكذا، وسمعه الله إذ يقول له الله، ما لك تصرخ إلى”؟ (خر 14:15 ) مع أنه لم يقل شيئا. بل صرخ بأفكاره، فلم يسمعه إلا الله وحده، إذ كان يصرخ بقلب منسحق. فليس محرما أن يصلي الإنسان بقلبه حتى وهو سائر على قدميه، إذ يسكن (بفكره) العلاء.
القمص تادرس يعقوب ملطي
يدعو الكتاب المقدس جميع الأمم للهتاف والتسبيح (مز 47: ۱؛ ۹۸: 4)، لعل كل الأرض تتحول إلى سماء متهللة بالرب. هذه الدعوة موجهة على وجه الخصوص لمستقيمي القلوب (مز ۳۲: ۱۱؛ ۳۳: ۱)، كما هي موجهة لكل مؤمن كعطية شخصية (مز 9: ۲). يشعر المؤمن أن كل الأمور تسير على ما يرام، ليس عندما يتمتع بصحة جيدة أو ينال نجاحا في عمل ما، إنما عندما يدرك أنه اقتني الله مصدر الشبع والحكمة والفرح والتهليل. فيصرخ قلبه في كل صباح قائلا: “للتعرف لك الشعوب يا الله، فلتعرف لك الشعوب كلها، لتفرح الأمم وتبتهج” (مز 66 LXX)..
يقول القديس باسيليوس الكبير : “هتفوا أيها الصديقون بالرب، بالمستقيمين يليق التسبيح” (مز ۳۳: ۱). كثيرا ما نسمع عن صرخات الهتاف في الكتاب المقدس، التي تعبر عن حالة النفس السعيدة جدا، والمملوءة فركا. ليس لأن كل شيء يسير على ما يرام، وليس لأجل صحة جسدية، ولا لأن الحقول أتت بالثمار من كل نوع، بل لأنكم اقتنيتم الرب. فهو الجميل، الطيب والحكيم! ألا يكفيكم هذا الفرح الذي ملأكم به؟ يجب إذن أن يبتهج الإنسان عندما يمتلئ بالفرح والتهليل، لأجل هذا الخير ويعمل لحفظها.)
هذا ما تغنى به المرتل قبل مجيء المخلص، قائلا “وفي كل الأمم خلاصك” (مز ۹۷: ۲)، وما ملا قلب سمعان الشيخ بالفرح، حين حمله على ذراعيه، وسبحه قائلا: “لأن عيني قد أبصرتا خلاصك، الذي أعددته قدام جميع الشعوب” (لو ۲: ۳۰-۳۱).
يقول القديس أغسطينوس: (اسمعوا العبارة التالية كيف يتحدث ليس في جزئية: “يحمدك الشعوب كلهم” (مز 17: 3) لتسيروا في الطريق مقا مع كل الأمم؛ سیروا في الطريق مقا مع كل الشعوب، يا أبناء السلام، أبناء الكنيسة الواحدة الكاثوليكية (الجامعة). سیروا في الطريق متطلعين، وأنتم تسيرون.
الذين يخافون اللصوص يغنون في الطريق فكم بالأكثر وأنتم في أمان تغنون في المسيح! هذا الطريق ليس فيه لصوص إلا إذا تركتم الطريق فإنكم تسقطون في أيدي اللصوص.
يقول الأب أنسيمس الأورشليمي: إيدعو النبي كافة الناس إلى التوبة والاعتراف بإحسان اللله. فقوله: “الشعوب كلهم” (مز 67: 5) يحتوي على نبوة أنه مزمع بكل مكان أن يقترب لله ذبيحة التسبيح والصلاة، وليس عند اليهود وفي أورشليم فقط.
ونحن كمؤمنين يلزم أن تتهلل قلوبنا بالرب على الدوام. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم:
لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى، وأنتم بكل حكمة معلمون ومنذرون بعضكم بعضا بمزامير وتسابيح وأغاني روحية بنعمة، مترنمين في قلوبكم للرب” (كو 3: 16)…
تأملوا مراعاة بولس لمشاعر الآخرين، فإذ يرى أن القراءة مجهدة، تثير الضجر إلى حد بعيد، فإنه لم يوجه أنظارهم إلى الأسفار التاريخية بل إلى المزامير، حتى تبهجوا نفوسكم بالترنيم وبرقة تستون رفقاءكم، إذ يقول “بترانيم وأغاني روحية” لكن أولادكم الآن يتفوهون بأغاني ورقصات الشيطان، فالطهاة والخدم والموسيقيون، ليس منهم أحد يعرف أي مزمور، لكنه أمر يخجلون منه بل ويسخرون منه ويتهكمون عليه. وهنا مكمن كل الشرور…
علمه أن يرنم تلك المزامير المملوءة بحب الحكمة، إذ تخص العفة أو بالحري ومثل كل شيء لا تجعله يصاحب الأشرار، ما إن يستهل قراءة الكتاب (سفر المزامير)…
وحينما يتعلم بواسطة المزامير، سيعرف الترانيم أيضا، كشيء مقدس. لأن القوات العلوية تنشد الترانيم، وليس المزامير. إذ يقول الجامعة: “إن الترنيمة ليست حلوة في فم الخاطئ
فما هي ترنيمة العلويين؟ يعرفها المؤمن. ماذا يقول الشاروبيم في العلاء؟ ماذا يقول الملائكة؟ “المجد لله في الأعالي” لهذا بعد الأبصلمودية (المزامير) تأتي الترانيم، كشيء أكثر كمالا…
حتى وإن كنتم في السوق، يمكن لكم أن تتماسكوا وترنموا لله دون أن يسمعكم أحد. لأن موسی أيضا قد صلي هكذا، وسمعه الله إذ يقول له الله، ما لك تصرخ إلى”؟ (خر 14:15 ) مع أنه لم يقل شيئا. بل صرخ بأفكاره، فلم يسمعه إلا الله وحده، إذ كان يصرخ بقلب منسحق. فليس محرما أن يصلي الإنسان بقلبه حتى وهو سائر على قدميه، إذ يسكن (بفكره) العلاء.