السؤال الأول يوجهه غير المؤمنين الذين يؤمنون بقيامة الأموات. وهو بأية قوة أو كيف يمكن تحقيق القيامة؟ لأن هذا في نظرهم مستحيل. والسؤال الثاني هو إن افترضنا أنها تتحقق، فهل يقوم بذات الشكل والأعضاء. السؤال الأول هو سؤال الملحدين العاجزين عن إدراك قوة الله لتحقيق القيامة، والسؤال الثاني هو سؤال فيه حب استطلاع المتشككين.
عوض القول كيف؟ وجب الإيمان بإمكانية قوة الله لتحقيق ذلك. فعندما سُئل حزقيال النبي عن إمكانية إقامة العظام الجافة، كانت إجابته: “يا سيد الرب أنت تعلم!” (حز ۳۷: 3).
إن كان الله صنع الشمس والقمر والكواكب بكلمة، فما هي المشكلة إن كان يقيم أجسادنا كأجساد جديدة.
يقول القديس أمبروسيوس: ربما يدهش أحد كيف يمكن للأجساد التي تحللت أن تعود سليمة، والأعضاء التي تبعثرت وتحطمت أن سترد. ومع هذا لا يعجب أحد من البذور الرقيقة التي تتحطم عندما تتبلل وتثقل بالتربة إذ بها تنمو وتعود خضراء. مثل هذه البذور حتما تتحلل باحتكاكها بالتربة، ولكن برطوبة التربة واهبة الحياة تنال البذور المدفونة والخفية نوعا من الحرارة المحيية، وتنال قوة واهبة الحياة لنمو النبات عندئذ بالتدريج تقوم بالطبيعة، فتظهر سنبلة نامية على الساق، وكأم معتنية بها تغلفها وهي في مرحلة ما قبل النضوج بأغطية تحميها من الدمار، من صقيع البرد أو حرارة الشمس، حتى تظهر البذور كما لو كانت أطفالا صغارا.
كما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: لماذا يقدم بولس برهانًا كهذا بدلا من أن يشير ببساطة لسامعيه عن قوة الله كما فعل في مواضع أخرى؟ هنا يتعامل مع شعب لا يؤمنون بما يقوله، لذلك قدم الهم براهین عقلية لما يقوله.
يجيب الرسول: “يا غبي الذي تزرعه لا يحيا إن لم يمت” (1 کو 15: 36). بالنسبة للجانب الأول يجيب الرسول بأن القيامة هي في إمكانية الله القدير الذي يعمل دوما بقوته الإلهية في حياتنا اليومية بما يشابه القيامة. فكما تنحل حبة القمح وتبدو كأنها قد هلكت تماما لتعود فتقدم ثمارا من ذات النوع، هكذا يحدث مع جسمنا. كأنه يقول لماذا في غباوة نجحد قوة الله واهب القيامة ونحن نختبر في كل يوم قوته المحيية لأشياء ميتة؟
يجيب الرسول بمثل واقعي يعرفه كل إنسان، فإن الاعتراض على إمكانية القيامة لا أساس له من خلال الواقع العملي. قيامة المسيح الذي مات من أجلنا لم تنزع عنا موت الجسد الذي حل بنا من آدم لكنه يحضرنا إليه لننعم بحياة جديدة سماوية خارجة من موته المحيي.
يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: إنه يحل مشكلة يقدمها الأمم ضد القيامة… فيقدم صعوبتين، إحداهما بخصوص طريقة القيامة، والثانية نوع الأجساد… لهذا يدعو الشخص غبيا إذ يجهل ما يحدث معه يوميا، يجهل أمورا تحدث معها القيامة، ومع هذا يشك في قدرة الله. لهذا يؤكد قائلا: “الذي تزرعه” يا أيها القابل للموت والهلاك…
ويقول القديس أمبروسيوس: يليق بنا ألا نشك فيما هو متفق مع الطبيعة وليس ضدها. فإنه طبيعيا كل الأشياء الحية تقوم، ودمارها أمر غير طبيعي.
القمص تادرس يعقوب ملطي
السؤال الأول يوجهه غير المؤمنين الذين يؤمنون بقيامة الأموات. وهو بأية قوة أو كيف يمكن تحقيق القيامة؟ لأن هذا في نظرهم مستحيل. والسؤال الثاني هو إن افترضنا أنها تتحقق، فهل يقوم بذات الشكل والأعضاء. السؤال الأول هو سؤال الملحدين العاجزين عن إدراك قوة الله لتحقيق القيامة، والسؤال الثاني هو سؤال فيه حب استطلاع المتشككين.
عوض القول كيف؟ وجب الإيمان بإمكانية قوة الله لتحقيق ذلك. فعندما سُئل حزقيال النبي عن إمكانية إقامة العظام الجافة، كانت إجابته: “يا سيد الرب أنت تعلم!” (حز ۳۷: 3).
إن كان الله صنع الشمس والقمر والكواكب بكلمة، فما هي المشكلة إن كان يقيم أجسادنا كأجساد جديدة.
يقول القديس أمبروسيوس: ربما يدهش أحد كيف يمكن للأجساد التي تحللت أن تعود سليمة، والأعضاء التي تبعثرت وتحطمت أن سترد. ومع هذا لا يعجب أحد من البذور الرقيقة التي تتحطم عندما تتبلل وتثقل بالتربة إذ بها تنمو وتعود خضراء. مثل هذه البذور حتما تتحلل باحتكاكها بالتربة، ولكن برطوبة التربة واهبة الحياة تنال البذور المدفونة والخفية نوعا من الحرارة المحيية، وتنال قوة واهبة الحياة لنمو النبات عندئذ بالتدريج تقوم بالطبيعة، فتظهر سنبلة نامية على الساق، وكأم معتنية بها تغلفها وهي في مرحلة ما قبل النضوج بأغطية تحميها من الدمار، من صقيع البرد أو حرارة الشمس، حتى تظهر البذور كما لو كانت أطفالا صغارا.
كما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: لماذا يقدم بولس برهانًا كهذا بدلا من أن يشير ببساطة لسامعيه عن قوة الله كما فعل في مواضع أخرى؟ هنا يتعامل مع شعب لا يؤمنون بما يقوله، لذلك قدم الهم براهین عقلية لما يقوله.
يجيب الرسول: “يا غبي الذي تزرعه لا يحيا إن لم يمت” (1 کو 15: 36). بالنسبة للجانب الأول يجيب الرسول بأن القيامة هي في إمكانية الله القدير الذي يعمل دوما بقوته الإلهية في حياتنا اليومية بما يشابه القيامة. فكما تنحل حبة القمح وتبدو كأنها قد هلكت تماما لتعود فتقدم ثمارا من ذات النوع، هكذا يحدث مع جسمنا. كأنه يقول لماذا في غباوة نجحد قوة الله واهب القيامة ونحن نختبر في كل يوم قوته المحيية لأشياء ميتة؟
يجيب الرسول بمثل واقعي يعرفه كل إنسان، فإن الاعتراض على إمكانية القيامة لا أساس له من خلال الواقع العملي. قيامة المسيح الذي مات من أجلنا لم تنزع عنا موت الجسد الذي حل بنا من آدم لكنه يحضرنا إليه لننعم بحياة جديدة سماوية خارجة من موته المحيي.
يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: إنه يحل مشكلة يقدمها الأمم ضد القيامة… فيقدم صعوبتين، إحداهما بخصوص طريقة القيامة، والثانية نوع الأجساد… لهذا يدعو الشخص غبيا إذ يجهل ما يحدث معه يوميا، يجهل أمورا تحدث معها القيامة، ومع هذا يشك في قدرة الله. لهذا يؤكد قائلا: “الذي تزرعه” يا أيها القابل للموت والهلاك…
ويقول القديس أمبروسيوس: يليق بنا ألا نشك فيما هو متفق مع الطبيعة وليس ضدها. فإنه طبيعيا كل الأشياء الحية تقوم، ودمارها أمر غير طبيعي.