كيف يمدح موسى نفسه ” وأيضًا الرجل موسى كان عظيمًا جدًا في أرض مصر في عيون عبيد فرعون وعيون الشعب” (خر 11: 3) بينما يقول سفر الأمثال ” ليمدحك الغريب لا فمك. الأجنبي لا شفتيك” (أم 27: 2) وتكرَّر المديح ” وأما الرجل موسى فكان حليمًا جدًا أكثر من جميع الناس الذين على وجه الأرض” (عد 12: 3)؟
سبق الإجابة على هذا التساؤل، فيرجى الرجوع إلى سؤال: هل مدح موسى لنفسه أكثر من مرة يعد دليلًا على أنه لم يكتب التوراة؟
1- سبق الإجابة على هذا التساؤل هنا.
2- لو رجعنا للآيتين السابقتين على هذه الآية لوجدنا النص يقول ” وتكلمت مريم وهرون على موسى بسبب المرأة الكوشية التي أتخذها.. فقالا هل كلَّم الرب موسى وحده. ألم يكلمنا نحن أيضًا. فسمع الرب. وأما الرجل موسى فكان حليمًا جدًا..” (عد 12: 1 – 3) هنا ذكر موسى طول أناته على أخته وأخيه اللذين هما من لحمه ودمه، فاحتمل نقدهما اللاذع، حتى أن الله عندما ضرب مريم بالبرص تأديبًا، لم يشمت موسى ولم يقل في نفسه أنها مستحقة هذه العقوبة حتى لا تتطاول على نبي الله، إنما ” صرخ موسى إلى الرب قائلًا اللهم أشفها” (عد 12: 13) وعندما يعلن موسى عن حلمه وطول أناته فهو يمجد اسم الله الذي منحه هذه الفضيلة. كما أن هذا الأمر لا يعد أمرًا فريدًا في الكتاب المقدَّس، فقد قارن بولس الرسول نفسه بالرسل وقال ” لأني أحسب أني لم أنقص شيئًا عن فائقي الرسل” (2 كو 11: 5).. ” أهم خدام المسيح. أقول كمختل العقل. فأنا أفضل” (2 كو 11: 23). ولم يكن هذا كبرياء من بولس الرسول إنما كان دفاعًا عن إرساليته التي شكَّك فيها البعض.
3- موسى الذي ذكر طول أناته في هذا الموقف، ذكر ضعفاته في مواقف أخرى مثل قتله للمصري، ومحاولة استعفاءه من الإرسالية إلى مصر، وغضبه ومخالفته الوصية عندما ضرب الصخرة للمرة الثانية.. إلخ.
_____
(1) فيُرجى الرجوع إلى مدارس النقد جـ 1 س 32.
(2) نقد التوراة والأناجيل الأربعة بين انقطاع السند وتناقض المتن ص 77.