لماذا حل الروح القدس على الكنيسة بعد أن تمجد السيد بآلامه وصلبه وموته ودفنه وقيامته وصعوده إلى السماء؟
أول وأكبر موقع للأسئلة والأجوبة المسيحية والذي يخدم جموع الشعب الناطقين باللغة العربية في كل بقاع العالم.
القمص تادرس يعقوب ملطي
يقول الإنجيلي: لأنه لم يكن قد تمجد بعد”، ماذا يعني هنا بالمجد الذي لم يكن قد تحقق بعد؟ إنه لم يكن بعد أُقتيد إلى المحاكمة بإهانة وسخرية، ولم يكن بعد قد جلد وطلب ومات بالجسد، وبالتالي لم يكن قد دفن في القبر، ثم قام وصعد إلى السماوات”. إنه يحسب كل ما فعله السيد المسيح أو ما حل به هو مجد، لأن هذا كله لم يكن ثمرة خطية ارتكبها، إنما من أجل حبه ورغبته في خلاص الخطاة. يقول القديس كيرلس الكبير أنه ما فعله السيد المسيح هو لحسابنا.
أما دور الروح القدس فهو أن يأخذ مما للمسيح ويخبرنا، أي يجعله لحسابنا. فمن أجلنا أُقتيد للمحاكمة وأهم ظلما، ونحن إذ تحاكم ظلما تحسب شركاء المسيح المتألم. وكما حسبة المسيح مجدا له لأنه قبله بفرح لحسابنا نحسبه نحن أيضا مجدا لنا أن نشاركه آلام المحبة خاصة إن كانت ظلما.
من أجلنا جلد وطلب لنترتم بالروح القدس مع الرسول: “مع المسيح لبت، فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا في” (غل ۲: ۲۰). ومن أجلنا فن وعبرت نفسه إلى الهاوية لتحمل نفوس الراقدين على رجاء ويقدمها غنيمة يسر بها الآب، إذ صارت تحمل بر المسيح.
وما نقوله عن الصلب نقوله عن القيامة والصعود، فصارت السماوات بيتنا الأبدي.