أنا يوحنا رأيت المدينة المقدسة أورشليم الجديدة، نازلة من السماء من عند الله، مهيأة كعروس مزينة لرجلها” (رؤ ۲۱: ۲). رأى يوحنا الرسول ما أعده الله لنا أو رآنا بروح النبوة ونحن في المجد، وإذ عاد ليخبرنا بما رأى لم تسعفه اللغة البشرية، إذ يعلم مدى اشتياقنا للمعرفة، وفي نفس الوقت يريد الروح القدس أن نعرف، لهذا سجل لنا ما رآه خلال رموز بسيطة، فقال إنه رأى “المدينة”. إنه كطفل بالكاد يعرف اللغة، لم ير طائرات من قبل، دخل مطارا ضخما فرأى مئات الطائرات، فعاد ليقول “رأيت حماما كبيرا على الأرض”. هكذا يقول الرسول عن الأبدية إنها “المدينة”. هي في حقيقتها مسكن الله مع الناس، لهذا سماها “المدينة”.
وإذ أدرك أحضان قدوس القديسين المفتوحة للقاء قديسيه، دعا ذلك اللقاء المدينة المقدسة”. إنها امتداد للكنيسة المقدسة التي جاهدت على الأرض، إذ حالت فيها القدوس.
وحينما أراد أن يعطيها اسما دعاها “أورشليم الجديدة”، أي مدينة الله الجديدة، وتبقى جديدة، لأن ما هو أخروي جديد، ويبقى جديدًا لا يصيبه القِدم، لأنه لا يوجد زمن يجعلها تشيخ، ولا عوامل فناء ولا فيها ما يفقدها جمالها وضياءها المتقد بنور الرب.
أما سر قداستها وجدتها فهو أنها نازلة من السماء من عند الله”. ومع أنها هي السماوات بعينها لكنها “تازلة من السماء” كالأم الحنون التي تفتح أحضانها وتركض لتحتضن طفلتها التي طالما اشتاقت إليها. هكذا تتوق الأبدية إلينا لأننا لسنا غرباء عنها بل أعضاء فيها. بنزولها من السماء من عند الله، تقدم لنا رجاء في أننا أبناء لها وأعضاء أحياء فيها، فلا يراودنا اليأس بحجة ضعفنا أننا لا نصلح لها.
في نزولها من عند الله تعلن حب الله للبشر واشتياقه إلى اللقاء معهم، فهو دائما المبادر بالحب. وهو الذي يهتم بهم، إذ أن الله لا يستحي أن يدعى إلههم، لأنه أعد لهم مدينة” (عب 11: 16). وقد المس إبراهيم أب الآباء في الأبدية عمل الله تجاهه، فقيل عنه أنه كان ينتظر المدينة التي لها الأساسات التي صانعها وبارئها الله” (عب ۱۱: ۱۰).
وأخيرا إذ رأى الرسول أن كل ما في المدينة يتلألأ جمالا لم يعرف بماذا يصفها فقال: “مهيأة كعروس مزينة لرجليها”. إنها عروس واحدة مزينة بزينة عريسها التي أهداها لها.
لقد سبق فنزل كلمة الله إلينا متجسدا كي يحمل خطايانا على الصليب، ويبررنا أمام الأب الذي پرانا أيقونة للمخلص. والآن تنزل مدينته المقدسة، وتفتح أبوابها لمن حملوا صورة العريس السماوي كي يتمتعوا بغرس سماوي لا يقدم نزل السماوي إذ يريد أن الكل يخلصوا، وها هي مدينته تنزل لأنها تعتز بالعروس المحبوبة لدى عريسها.
القمص تادرس يعقوب ملطي
أنا يوحنا رأيت المدينة المقدسة أورشليم الجديدة، نازلة من السماء من عند الله، مهيأة كعروس مزينة لرجلها” (رؤ ۲۱: ۲). رأى يوحنا الرسول ما أعده الله لنا أو رآنا بروح النبوة ونحن في المجد، وإذ عاد ليخبرنا بما رأى لم تسعفه اللغة البشرية، إذ يعلم مدى اشتياقنا للمعرفة، وفي نفس الوقت يريد الروح القدس أن نعرف، لهذا سجل لنا ما رآه خلال رموز بسيطة، فقال إنه رأى “المدينة”. إنه كطفل بالكاد يعرف اللغة، لم ير طائرات من قبل، دخل مطارا ضخما فرأى مئات الطائرات، فعاد ليقول “رأيت حماما كبيرا على الأرض”. هكذا يقول الرسول عن الأبدية إنها “المدينة”. هي في حقيقتها مسكن الله مع الناس، لهذا سماها “المدينة”.
وإذ أدرك أحضان قدوس القديسين المفتوحة للقاء قديسيه، دعا ذلك اللقاء المدينة المقدسة”. إنها امتداد للكنيسة المقدسة التي جاهدت على الأرض، إذ حالت فيها القدوس.
وحينما أراد أن يعطيها اسما دعاها “أورشليم الجديدة”، أي مدينة الله الجديدة، وتبقى جديدة، لأن ما هو أخروي جديد، ويبقى جديدًا لا يصيبه القِدم، لأنه لا يوجد زمن يجعلها تشيخ، ولا عوامل فناء ولا فيها ما يفقدها جمالها وضياءها المتقد بنور الرب.
أما سر قداستها وجدتها فهو أنها نازلة من السماء من عند الله”. ومع أنها هي السماوات بعينها لكنها “تازلة من السماء” كالأم الحنون التي تفتح أحضانها وتركض لتحتضن طفلتها التي طالما اشتاقت إليها. هكذا تتوق الأبدية إلينا لأننا لسنا غرباء عنها بل أعضاء فيها. بنزولها من السماء من عند الله، تقدم لنا رجاء في أننا أبناء لها وأعضاء أحياء فيها، فلا يراودنا اليأس بحجة ضعفنا أننا لا نصلح لها.
في نزولها من عند الله تعلن حب الله للبشر واشتياقه إلى اللقاء معهم، فهو دائما المبادر بالحب. وهو الذي يهتم بهم، إذ أن الله لا يستحي أن يدعى إلههم، لأنه أعد لهم مدينة” (عب 11: 16). وقد المس إبراهيم أب الآباء في الأبدية عمل الله تجاهه، فقيل عنه أنه كان ينتظر المدينة التي لها الأساسات التي صانعها وبارئها الله” (عب ۱۱: ۱۰).
وأخيرا إذ رأى الرسول أن كل ما في المدينة يتلألأ جمالا لم يعرف بماذا يصفها فقال: “مهيأة كعروس مزينة لرجليها”. إنها عروس واحدة مزينة بزينة عريسها التي أهداها لها.
لقد سبق فنزل كلمة الله إلينا متجسدا كي يحمل خطايانا على الصليب، ويبررنا أمام الأب الذي پرانا أيقونة للمخلص. والآن تنزل مدينته المقدسة، وتفتح أبوابها لمن حملوا صورة العريس السماوي كي يتمتعوا بغرس سماوي لا يقدم نزل السماوي إذ يريد أن الكل يخلصوا، وها هي مدينته تنزل لأنها تعتز بالعروس المحبوبة لدى عريسها.