لم تتوقف طلبات موسي من إلهه، إذ لم يطمع في عطاياه فحسب، إنما سأله في جرأة: “أرني وجهك” (خروج ۳۳: ۱۸). وكانت إجابة الرب له هكذا: “لا تقدر أن ترى وجهي، لأن الإنسان لا يراني ويعيش” (خروج ۲۰ : ۳۳ ). أخيرا أجاب الرب موسى سؤاله بقوله: “هوذا عندي مكان، فتقف على الصخرة، ويكون متى اجتاز مجدي إني أضعك في نقرة من الصخرة، وأسترك بيدي حتى أجتاز، ثم أرفع يدي فتنظر ورائي، وأما وجهي فلا يرى” (خروج ۳۳: ۲۱۔۲۲).
هذا الحديث كما يقول القديس أمبروسيوس يشير إلى التجسد الإلهي، فقوله “هوذا عندي مكان”، كأنما يعني، لقد حققت طلبك بالقدر الذي تحتمله، فإني أحملك إلى سر التجسد، فتقف على الصخرة، أي ترتكز على السيد المسيح (الصخرة الحقيقية). أما قوله تنظر ورائي فيشير إلى ملء الأزمنة حيث يجتاز الله على العالم معلا حبه، فنرى الله خلال التجسد الإلهي، كمن هو في سترة يد الله (المسيح) يرى مجد اللاهوت (في نقرة من الصخرة)، فيقول مع الرسول يوحنا: “ورأينا مجده مجدا كما لوحيد من الأب” (يوحنا 1: 14).
ويعلق القديس جيروم على عبارات السيد المسيح الخاصة بالبناء على الصخر أو على الرمل (متى ۷: ۲۶-۲۷)، قائلا: [المطر الذي يعمل على هدم البيت بلا رحمة هو الشيطان، والأنهار تشير هنا إلى أضداد المسيح، والرياح إلى قوات الشر الروحية التي في الهواء، “فإن مصارعتنا ليست مع دم ولحم، بل مع الرؤساء، مع السلاطين، مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر، مع أجناد الشر الروحية في السماويات” (أفسس 6: ۱۲). هذه وقعت على ذلك البيت فلم يسقط، لأنه كان مؤسسا على الصخرة. على هذه الصخرة (الإيمان بالسيد المسيح) أسس الله كنيسته، ومنها استمد الرسول بطرس اسمه: “أنت بطرس وعلى هذه الصخرة ابني كنيستي” (متى 16: ۱۸).
على هذه الصخرة لا يوجد أثر اللحية، لذا يقول النبي في ثقة: “وأقام على صخرة رجلي” (مزمور 40: 2)، وفي موضع آخر يقول: الصخور ملجأ للوبار” (مزمور 104: 18). فالوبار يلجأ إلى الصخور بكونه خائفا… (وموسى النبي إذا كان كالوبار صغيرا) قال له الرب بعد خروجه من أرض مصر: “إني أضعك في نقرة من الصخرة، واسترك بيدي حتى اجتاز، ثم أرفع يدي، فتنظر ورائي” (خروج ۳۳: ۲۲-۲۳).
القمص تادرس يعقوب ملطي
لم تتوقف طلبات موسي من إلهه، إذ لم يطمع في عطاياه فحسب، إنما سأله في جرأة: “أرني وجهك” (خروج ۳۳: ۱۸). وكانت إجابة الرب له هكذا: “لا تقدر أن ترى وجهي، لأن الإنسان لا يراني ويعيش” (خروج ۲۰ : ۳۳ ). أخيرا أجاب الرب موسى سؤاله بقوله: “هوذا عندي مكان، فتقف على الصخرة، ويكون متى اجتاز مجدي إني أضعك في نقرة من الصخرة، وأسترك بيدي حتى أجتاز، ثم أرفع يدي فتنظر ورائي، وأما وجهي فلا يرى” (خروج ۳۳: ۲۱۔۲۲).
هذا الحديث كما يقول القديس أمبروسيوس يشير إلى التجسد الإلهي، فقوله “هوذا عندي مكان”، كأنما يعني، لقد حققت طلبك بالقدر الذي تحتمله، فإني أحملك إلى سر التجسد، فتقف على الصخرة، أي ترتكز على السيد المسيح (الصخرة الحقيقية). أما قوله تنظر ورائي فيشير إلى ملء الأزمنة حيث يجتاز الله على العالم معلا حبه، فنرى الله خلال التجسد الإلهي، كمن هو في سترة يد الله (المسيح) يرى مجد اللاهوت (في نقرة من الصخرة)، فيقول مع الرسول يوحنا: “ورأينا مجده مجدا كما لوحيد من الأب” (يوحنا 1: 14).
ويعلق القديس جيروم على عبارات السيد المسيح الخاصة بالبناء على الصخر أو على الرمل (متى ۷: ۲۶-۲۷)، قائلا: [المطر الذي يعمل على هدم البيت بلا رحمة هو الشيطان، والأنهار تشير هنا إلى أضداد المسيح، والرياح إلى قوات الشر الروحية التي في الهواء، “فإن مصارعتنا ليست مع دم ولحم، بل مع الرؤساء، مع السلاطين، مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر، مع أجناد الشر الروحية في السماويات” (أفسس 6: ۱۲). هذه وقعت على ذلك البيت فلم يسقط، لأنه كان مؤسسا على الصخرة. على هذه الصخرة (الإيمان بالسيد المسيح) أسس الله كنيسته، ومنها استمد الرسول بطرس اسمه: “أنت بطرس وعلى هذه الصخرة ابني كنيستي” (متى 16: ۱۸).
على هذه الصخرة لا يوجد أثر اللحية، لذا يقول النبي في ثقة: “وأقام على صخرة رجلي” (مزمور 40: 2)، وفي موضع آخر يقول: الصخور ملجأ للوبار” (مزمور 104: 18). فالوبار يلجأ إلى الصخور بكونه خائفا… (وموسى النبي إذا كان كالوبار صغيرا) قال له الرب بعد خروجه من أرض مصر: “إني أضعك في نقرة من الصخرة، واسترك بيدي حتى اجتاز، ثم أرفع يدي، فتنظر ورائي” (خروج ۳۳: ۲۲-۲۳).