يقول القديس ثيوفيلس الأنطاكي: دُعي المسيحيون بهذا الاسم، لأنهم ممسوحون بزيت الله”.
ويقول القديس كبريانوس: أمن اعتمد يلزم أن يمسح أيضا، لكي يصير بواسطة المسحة ممسوكا الله ويأخذ نعمة المسيح.
ويقول القديس أغسطينوس: إن اسم المسيح من المسحة، فكل مسيحي يقبل المسحة، إنما ذلك ليس للدلالة على أنه صار شريكا في الملكوت فقط، بل صار من المحاربين للشيطان.
يقول القديس كيرلس الأورشليمي بحق دعيتم للمسيح، وعنكم قال الله: “لا تمسوا مسحائي، ولا تسيئوا إلى أنبيائي” (مز 15 : ۱۰۰ ). جعلتم مسحاء بقبولكم نموذج الروح القدس. وكل الأشياء عملت فيكم اقتداء بالمسيح) لأنكم صورة المسيح. هو اغتسل في نهر الأردن ونشر معرفة ألوهيته في الماء. وصعد من النهر) وأضاء عليه الروح القدس في تمام وجوده وحلك كذلك عليه. ولكم أنتم فشبه ذلك بعد أن صعدتم من الينابيع المقدسة صار لكم دهن شبه الذي مسح به المسيح. وهذا هو الروح القدس الذي قال عنه المطوب إشعياء في نبوته عن شخص الرب: “روح السيد الرب علي، لأن الرب مسحني” (إش 1 : 61). لأنه لم يمسح المسيح من بشر بزيت أو دهني مادي، لكن الأب عنه من قبل ليكون مخلصا للعالم أجمع، كما قال بطرس: “يسوع الذي من الناصرة، كيف مسحه الله بالروح القدس” (أع ۳۸ : ۱۰ )، صرخ داود النبي أيضا قائلا: “كرسيك يا الله إلى دهر الدهور، قضيب استقامة قضيب ملكك. أحببت البر وأبغضت الإثم من أجل ذلك مسحك الله إلهك بدهن الابتهاج أكثر من رفقائك ” (مز 45: 6-7). وإذ طلب المسيح ودفن وقام حقا، أنتم في العماد حُسبتم جديرين أن تصلبوا ودفنوا وتقوموا معه على مثاله: هكذا في الدهن أيضا. وكما مسح بزيت مثالي، زيت الابتهاج، لأنه منشئ الفرح الروحي، هكذا أنتم مسحتم بدهن، إذ أصبحتم شركاء للمسيح وأتباعه.
لكن احذروا أيضا لئلا تظنوه دهنا بسيطا، لأنه كما في خبز الإفخارستيا بعد حلول الروح القدس لا يصير خبرا عاديا بعد، بل جسد المسيح، هكذا هذا الدهن لا يكون دهنا بسيطا أو عاديا بعد الصلاة، لكن هي موهبة المسيح بالنعمة وبحلول الروح القدس أصبح لائقا لعمل طبيعته الإلهية.
وشمت على الجبهة كأنك تتخلص من العار الذي حمله الإنسان الأول معه في كل مكان، وأنه بوجه مكشوف كما في مرآة ناظرين مجد الرب (۲ کو ۱۸۰۳). ثم على آذانك حتى تتقبل الآذان سريعا سماع الأسرار الإلهية التي قال عنها إشعياء النبي: “أعطاني الرب أذنا للسمع” (إش 50: 4). وقال سيدنا الرب يسوع المسيح: “من له أذنان للسمع فليسمع” (مت ۱۰ : ۱۱ ؛ مت ۹ ۱۳، 43؛ مر ۹ : 4، ۲۳؛ لو ۳۰ : ۱۹ ). ثم على الأنف حيث تتقبل الدهن المقدس، فيمكنك أن تقول: “لأننا رائحة المسيح الذكية، لله في الذين يخلصون” (۲ کو 15:۲ ). بعد ذلك على صدرك، حيث قد لبستم درع البر” (أف 14 : 6 )، حتى تقدروا “أن تثبتوا ضد مكايد إبليس” (أف1۱:6 ).
لأن المسيح بعد عماده وحلول الروح القدس ذهب وغلب الشرير، هكذا أنتم أيضا بعد العماد المقدس والمسحة السرية، إذ البستم كل سلاح الروح القدس، لكي تقفوا ضد قوة الشرير وتقهروه قائلين: “أستطيع كل شي في المسيح الذي يقويني” (في 13:4).
ويقول القديس أثناسيوس الرسولي: نزول الروح عليه في الأردن إنما كان نزوة علينا نحن، بسبب البسه جسدنا. وهذا لم يصر من أجل ترقي اللوغوس، بل من أجل تقديسنا من جديد، ولكي نشترك في محبته، ولكي يقال لنا: “أما تعلمون أنكم هيكل الله، وروح الله يسكن فيكم؟” (1 كو 3: 16). فحينما اغتسل الرب في الأردن كإنسان، كنا نحن الذين نغتسل فيه وبواسطته. وحينما اقتبل الروح، كنا نحن الذين صرنا مقتبلين للروح بواسطته. ولهذا السبب، فهو ليس كهارون أو داود أو الباقين، قد سح بالزيت هكذا، بل بطريقة مغايرة لجميع الذين هم شركاؤه، أي بزيت الابتهاج (مز 45: ۷-۸)، الذي سر أنه يعني الروح، قائلا: “كيف مسحه الله بالروح القدس” (أع 10: 38). متى قيلت عنه هذه الأشياء، إلا عندما صار في الجسد، واعتمد في الأردن، ونزل عليه الروح (مت 3: 16)؟ وحقا يقول الرب لتلاميذه إن “الروح يأخذ مما لي” (يو 16: 14)، و”أنا أرسله” (يو 16: ۷)، و”اقبلوا الروح القدس” (يو ۲۲ : ۲۰ ). إلا أنه في الواقع هذا الذي يعطي للآخرين ككلمة الآب وبهاءه، قال الآن أنه يتقدس يسوع، وهذا من حيث أنه قد صار إنسانا، والذي يتقدس هو جسده ذاته. إما كان لنا أن نصير شركاء الروح القدس ولا أن نتقدس لو لم يكن اللوغوس المتجسد، الذي هو واهب الروح قد مسح نفسه بالروح لأجلنا، ولهذا فمن المؤكد أننا كنا نحن الذين قبلنا الروح القدس حينما قيل انه مسح بالجسد. لأن جسده الخاص هو الذي تقدس أولا، وإذ قيل عنه كإنسان، إن جسده قد نال هذا (الروح)، فلأجل هذا ننال نحن نعمة الروح أخذين إياها “من ملئه”.
القمص تادرس يعقوب ملطي
يقول القديس ثيوفيلس الأنطاكي: دُعي المسيحيون بهذا الاسم، لأنهم ممسوحون بزيت الله”.
ويقول القديس كبريانوس: أمن اعتمد يلزم أن يمسح أيضا، لكي يصير بواسطة المسحة ممسوكا الله ويأخذ نعمة المسيح.
ويقول القديس أغسطينوس: إن اسم المسيح من المسحة، فكل مسيحي يقبل المسحة، إنما ذلك ليس للدلالة على أنه صار شريكا في الملكوت فقط، بل صار من المحاربين للشيطان.
يقول القديس كيرلس الأورشليمي بحق دعيتم للمسيح، وعنكم قال الله: “لا تمسوا مسحائي، ولا تسيئوا إلى أنبيائي” (مز 15 : ۱۰۰ ). جعلتم مسحاء بقبولكم نموذج الروح القدس. وكل الأشياء عملت فيكم اقتداء بالمسيح) لأنكم صورة المسيح. هو اغتسل في نهر الأردن ونشر معرفة ألوهيته في الماء. وصعد من النهر) وأضاء عليه الروح القدس في تمام وجوده وحلك كذلك عليه. ولكم أنتم فشبه ذلك بعد أن صعدتم من الينابيع المقدسة صار لكم دهن شبه الذي مسح به المسيح. وهذا هو الروح القدس الذي قال عنه المطوب إشعياء في نبوته عن شخص الرب: “روح السيد الرب علي، لأن الرب مسحني” (إش 1 : 61). لأنه لم يمسح المسيح من بشر بزيت أو دهني مادي، لكن الأب عنه من قبل ليكون مخلصا للعالم أجمع، كما قال بطرس: “يسوع الذي من الناصرة، كيف مسحه الله بالروح القدس” (أع ۳۸ : ۱۰ )، صرخ داود النبي أيضا قائلا: “كرسيك يا الله إلى دهر الدهور، قضيب استقامة قضيب ملكك. أحببت البر وأبغضت الإثم من أجل ذلك مسحك الله إلهك بدهن الابتهاج أكثر من رفقائك ” (مز 45: 6-7). وإذ طلب المسيح ودفن وقام حقا، أنتم في العماد حُسبتم جديرين أن تصلبوا ودفنوا وتقوموا معه على مثاله: هكذا في الدهن أيضا. وكما مسح بزيت مثالي، زيت الابتهاج، لأنه منشئ الفرح الروحي، هكذا أنتم مسحتم بدهن، إذ أصبحتم شركاء للمسيح وأتباعه.
لكن احذروا أيضا لئلا تظنوه دهنا بسيطا، لأنه كما في خبز الإفخارستيا بعد حلول الروح القدس لا يصير خبرا عاديا بعد، بل جسد المسيح، هكذا هذا الدهن لا يكون دهنا بسيطا أو عاديا بعد الصلاة، لكن هي موهبة المسيح بالنعمة وبحلول الروح القدس أصبح لائقا لعمل طبيعته الإلهية.
وإذ يرشم جسدك بالدهن المنظور تطهر نفسك بالروح القدس واهب الحياة.
وشمت على الجبهة كأنك تتخلص من العار الذي حمله الإنسان الأول معه في كل مكان، وأنه بوجه مكشوف كما في مرآة ناظرين مجد الرب (۲ کو ۱۸۰۳). ثم على آذانك حتى تتقبل الآذان سريعا سماع الأسرار الإلهية التي قال عنها إشعياء النبي: “أعطاني الرب أذنا للسمع” (إش 50: 4). وقال سيدنا الرب يسوع المسيح: “من له أذنان للسمع فليسمع” (مت ۱۰ : ۱۱ ؛ مت ۹ ۱۳، 43؛ مر ۹ : 4، ۲۳؛ لو ۳۰ : ۱۹ ). ثم على الأنف حيث تتقبل الدهن المقدس، فيمكنك أن تقول: “لأننا رائحة المسيح الذكية، لله في الذين يخلصون” (۲ کو 15:۲ ). بعد ذلك على صدرك، حيث قد لبستم درع البر” (أف 14 : 6 )، حتى تقدروا “أن تثبتوا ضد مكايد إبليس” (أف1۱:6 ).
لأن المسيح بعد عماده وحلول الروح القدس ذهب وغلب الشرير، هكذا أنتم أيضا بعد العماد المقدس والمسحة السرية، إذ البستم كل سلاح الروح القدس، لكي تقفوا ضد قوة الشرير وتقهروه قائلين: “أستطيع كل شي في المسيح الذي يقويني” (في 13:4).
ويقول القديس أثناسيوس الرسولي: نزول الروح عليه في الأردن إنما كان نزوة علينا نحن، بسبب البسه جسدنا. وهذا لم يصر من أجل ترقي اللوغوس، بل من أجل تقديسنا من جديد، ولكي نشترك في محبته، ولكي يقال لنا: “أما تعلمون أنكم هيكل الله، وروح الله يسكن فيكم؟” (1 كو 3: 16). فحينما اغتسل الرب في الأردن كإنسان، كنا نحن الذين نغتسل فيه وبواسطته. وحينما اقتبل الروح، كنا نحن الذين صرنا مقتبلين للروح بواسطته. ولهذا السبب، فهو ليس كهارون أو داود أو الباقين، قد سح بالزيت هكذا، بل بطريقة مغايرة لجميع الذين هم شركاؤه، أي بزيت الابتهاج (مز 45: ۷-۸)، الذي سر أنه يعني الروح، قائلا: “كيف مسحه الله بالروح القدس” (أع 10: 38). متى قيلت عنه هذه الأشياء، إلا عندما صار في الجسد، واعتمد في الأردن، ونزل عليه الروح (مت 3: 16)؟ وحقا يقول الرب لتلاميذه إن “الروح يأخذ مما لي” (يو 16: 14)، و”أنا أرسله” (يو 16: ۷)، و”اقبلوا الروح القدس” (يو ۲۲ : ۲۰ ). إلا أنه في الواقع هذا الذي يعطي للآخرين ككلمة الآب وبهاءه، قال الآن أنه يتقدس يسوع، وهذا من حيث أنه قد صار إنسانا، والذي يتقدس هو جسده ذاته. إما كان لنا أن نصير شركاء الروح القدس ولا أن نتقدس لو لم يكن اللوغوس المتجسد، الذي هو واهب الروح قد مسح نفسه بالروح لأجلنا، ولهذا فمن المؤكد أننا كنا نحن الذين قبلنا الروح القدس حينما قيل انه مسح بالجسد. لأن جسده الخاص هو الذي تقدس أولا، وإذ قيل عنه كإنسان، إن جسده قد نال هذا (الروح)، فلأجل هذا ننال نحن نعمة الروح أخذين إياها “من ملئه”.