يقدم لنا الرسول بولس شخص السيد المسيح بكونه آدم الجديد، الذي احتل مركز آدم الأول، لكي يقدم للبشرية ما فشل في تقديمه أبوهم الأول، ويصلح ما ورثوه عنه من فساد (1 كورنثوس 15: ۲۱- ۲۲؛ 49 – 44 ). “من أجل ذلك كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم، وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس، إذ أخطأ الجميع. فإنه حتى الناموس كانت الخطية في العالم، على أن الخطية لا تحسب، إذ لم يكن ناموس. لكن قد ملك الموت من آدم إلي موسى، وذلك على الذين لم يخطئوا على شبه تعدي آدم الذي هو مثال الآتي” (رومية 2: ۱۲-14).
آدم الأول كرأس للبشرية حسب الجسد قدم لها الخطية ودخل بها إلى الموت. أما السيد المسيح، رأس البشرية حسب الروح، فقدم بنعمته الإلهية بالصليب والقيامة والصعود المصالحة مع الآب، واهيا إيانا ببره الإلهي، ودخل بنا إلى الحياة الأبدية. لا نعجب إن كان الرسول بولس في مواقف كثيرة يؤكد حقيقة ناسوت المسيح، فقد صار بالحق آدم الأخير، وخضع تماما للأب في طاعة كاملة حتى موت الصليب (في ۲: 8). بهذه الطاعة انسحبنا من نسبنا لأدم الأول الذي بعصيانه دخلت الخطية المفسدة، وانتسبنا لآدم الجديد الذي بطاعته نتمتع بالخلاص. لو لم يأخذ مسيحنا جسدا حقيقيا ونفسا بشرية ما كان يمكنه أن يطيع حتى الموت، وما كانت أعماله حقيقية، وبالتالي ما تحقق خلاصنا به.
يقول القديس أمبروسيوس: [في آدم أنا سقطت، في آدم طردت من الفردوس، في آدم أنا مت. كيف يردني الله ما لم يجدني في آدم الجديد؟ فكما في آدم أنا مجرم ومدين حتى الموت، هكذا في المسيح أتبرر”. ويقول القديس إيرينيؤس : لقد حكم الله أن الإنسان الأول يحمل طبيعة حيوانية، على أساس أنه يخلص بالطبيعة الروحانية”. يقول القديس أغسطينوس: كل البشر الذين مات المسيح لأجلهم، ماتوا في خطية آدم الأول، والذين يعتمدون في المسيح يموتون عن الخطية. يقول القديس جيروم: في معصية آدم طردنا جميعا من الفردوس بالخطية (تك ۳: ۲۳-۲۶). يعلمنا الرسول أنه حتى نحن الذين جئنا مؤخرا سقط آدم فينا. لذلك في المسيح، في آدم السماوي، نؤمن أننا نحن الذين سقطنا من الفردوس بخطية آدم الأول رجعنا إليه ببر آدم الثاني.. يقول القديس كيرلس السكندري: إنه دعي آدم الأخير، لأنه من آدم بحسب الجسد، وقد صار بداية ثانية للذين على الأرض ففيه عادت طبيعة الإنسان إلى حياة جديدة في التقديس وعدم الفساد بالقيامة من الأموات. فإنه هكذا قد نقض الموت، إذ لم يحتمل الذي هو الحياة بطبعه أن يخضع جسده للفساد، فإن المسيح “لم يكن ممكنا أن يمسك منه” (أعمال الرسل ۲: 24) بحسب كلمات بطرس الإلهية. وهكذا انتقلت بركات هذه النصرة منه إلينا.
آدم الجديد يهبنا الحياة الجديدة: يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن السيد المسيح بكونه الحياة، أو مصدر الحياة، لا يمكن إلا أن يكون أزليا، وإلا فمن وهب الحياة إن كان هو نفسه غير موجود في وقتٍ ما؟ إنه يقول: (هو الحياة… التي بلا بداية ولا نهاية، فإنها بهذا تكون بالحقيقة الحياة كما يلزم. فإنه إن كان يوجد وقت ما لم تكن فيه الحياة، فكيف يمكنها أن تكون حياة للآخرين إن كانت هي نفسها غير موجودة؟!] ويقول القديس أغسطينوس: نصير بالحقيقة أحرارا عندما يدبر الله حياتنا، أي يشكلنا ويخلقنا الا ككائنات بشرية، فإن هذا قد صنعه بالفعل، بل يجعلنا شعبا صالحا، الأمر الذي يفعله الآن بنعمته، حتى نصير خلائق جديدة في المسيح يسوع. لهذا نقدم الصلاة: “قلبا نقيا، اخلقه في يا الله” (مزمور 51: 10).
القمص تادرس يعقوب ملطي
يقدم لنا الرسول بولس شخص السيد المسيح بكونه آدم الجديد، الذي احتل مركز آدم الأول، لكي يقدم للبشرية ما فشل في تقديمه أبوهم الأول، ويصلح ما ورثوه عنه من فساد (1 كورنثوس 15: ۲۱- ۲۲؛ 49 – 44 ). “من أجل ذلك كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم، وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس، إذ أخطأ الجميع. فإنه حتى الناموس كانت الخطية في العالم، على أن الخطية لا تحسب، إذ لم يكن ناموس. لكن قد ملك الموت من آدم إلي موسى، وذلك على الذين لم يخطئوا على شبه تعدي آدم الذي هو مثال الآتي” (رومية 2: ۱۲-14).
آدم الأول كرأس للبشرية حسب الجسد قدم لها الخطية ودخل بها إلى الموت. أما السيد المسيح، رأس البشرية حسب الروح، فقدم بنعمته الإلهية بالصليب والقيامة والصعود المصالحة مع الآب، واهيا إيانا ببره الإلهي، ودخل بنا إلى الحياة الأبدية. لا نعجب إن كان الرسول بولس في مواقف كثيرة يؤكد حقيقة ناسوت المسيح، فقد صار بالحق آدم الأخير، وخضع تماما للأب في طاعة كاملة حتى موت الصليب (في ۲: 8). بهذه الطاعة انسحبنا من نسبنا لأدم الأول الذي بعصيانه دخلت الخطية المفسدة، وانتسبنا لآدم الجديد الذي بطاعته نتمتع بالخلاص. لو لم يأخذ مسيحنا جسدا حقيقيا ونفسا بشرية ما كان يمكنه أن يطيع حتى الموت، وما كانت أعماله حقيقية، وبالتالي ما تحقق خلاصنا به.
يقول القديس أمبروسيوس: [في آدم أنا سقطت، في آدم طردت من الفردوس، في آدم أنا مت. كيف يردني الله ما لم يجدني في آدم الجديد؟ فكما في آدم أنا مجرم ومدين حتى الموت، هكذا في المسيح أتبرر”. ويقول القديس إيرينيؤس : لقد حكم الله أن الإنسان الأول يحمل طبيعة حيوانية، على أساس أنه يخلص بالطبيعة الروحانية”. يقول القديس أغسطينوس: كل البشر الذين مات المسيح لأجلهم، ماتوا في خطية آدم الأول، والذين يعتمدون في المسيح يموتون عن الخطية. يقول القديس جيروم: في معصية آدم طردنا جميعا من الفردوس بالخطية (تك ۳: ۲۳-۲۶). يعلمنا الرسول أنه حتى نحن الذين جئنا مؤخرا سقط آدم فينا. لذلك في المسيح، في آدم السماوي، نؤمن أننا نحن الذين سقطنا من الفردوس بخطية آدم الأول رجعنا إليه ببر آدم الثاني.. يقول القديس كيرلس السكندري: إنه دعي آدم الأخير، لأنه من آدم بحسب الجسد، وقد صار بداية ثانية للذين على الأرض ففيه عادت طبيعة الإنسان إلى حياة جديدة في التقديس وعدم الفساد بالقيامة من الأموات. فإنه هكذا قد نقض الموت، إذ لم يحتمل الذي هو الحياة بطبعه أن يخضع جسده للفساد، فإن المسيح “لم يكن ممكنا أن يمسك منه” (أعمال الرسل ۲: 24) بحسب كلمات بطرس الإلهية. وهكذا انتقلت بركات هذه النصرة منه إلينا.
آدم الجديد يهبنا الحياة الجديدة: يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن السيد المسيح بكونه الحياة، أو مصدر الحياة، لا يمكن إلا أن يكون أزليا، وإلا فمن وهب الحياة إن كان هو نفسه غير موجود في وقتٍ ما؟ إنه يقول: (هو الحياة… التي بلا بداية ولا نهاية، فإنها بهذا تكون بالحقيقة الحياة كما يلزم. فإنه إن كان يوجد وقت ما لم تكن فيه الحياة، فكيف يمكنها أن تكون حياة للآخرين إن كانت هي نفسها غير موجودة؟!] ويقول القديس أغسطينوس: نصير بالحقيقة أحرارا عندما يدبر الله حياتنا، أي يشكلنا ويخلقنا الا ككائنات بشرية، فإن هذا قد صنعه بالفعل، بل يجعلنا شعبا صالحا، الأمر الذي يفعله الآن بنعمته، حتى نصير خلائق جديدة في المسيح يسوع. لهذا نقدم الصلاة: “قلبا نقيا، اخلقه في يا الله” (مزمور 51: 10).