لماذا صمتت الآثار المصرية عن ذكر قصة الخروج؟
هل نسيت كلمة المرور؟ الرجاء إدخال بريدك الإلكتروني، وسوف تصلك رسالة عليه حتى تستطيع عمل كلمة مرور جديدة.
أول وأكبر موقع للأسئلة والأجوبة المسيحية والذي يخدم جموع الشعب الناطقين باللغة العربية في كل بقاع العالم.
يقول ليوتاكسل أن التاريخ المصري لم يسجل الكوارث العشر الشهيرة التي حلت بالمصريين، ولا الكارثة المفجعة التي راح ضحيتها فرعون مصر وجنوده، وإن إحتج البعض بأن الشعور الوطني المصري هو الذي منع المؤرخين المصريين عن تأريخ الأحداث المأسوية فلماذا لم يسجلها المؤرخون غير المصريين، ولاسيما أنه ترتب على غرق فرعون مصر تحرير 115 ملكاً كانوا يؤدون الجزية لأمنحوتيب فرعون مصر، حتى هيروديت لم يقل كلمة واحدة عن هذه الأحداث (راجع التوراة كتاب مقدَّس أم جمع من الأساطير ص 167).
ج : 1- إعتاد المصريون على تسجيل ما هو موضع إعتزازهم وفخرهم، فسجلوا إنتصاراتهم دون إنكساراتهم، وحيث أن المصريين ذاقوا الأمرين من الضربات العشر التي إنصبت عليهم ولاسيما موت أبكارهم، وغرق ملكهم مع جيشهم في البحر الأحمر، لذلك لم يرغبوا في تسجيل هذا التاريخ البغيض بالنسبة لهم0 كما إنه لا يوجد الدافع لدى المؤرخ غير المصري لتسجيل هذا الحدث الذي لا يخصه. أما اليهود الذين كانوا طرفاً في النزاع فقد سجل كتابهم كل شئ بالتفصيل، ولا ننسى أن قصة الخروج من مصر قد ذكرت في القرآن والتراث الإسلامي .
2- يقول الأستاذ سليم حسن ” هذه هي قصة خروج بني إسرائيل كما حدثتنا بها التوراة وكما تتبعناها على الآثار الباقية بقدر المستطاع، ونريد هنا أن نكرر القول : بأن هذا الحادث كان ثانوياً بالنسبة للمصريين، حيويَّاً عند الإسرائيليين، ولذلك لم نجده في النقوش المصرية إلاَّ عَرضاً على حين فُصلت آياته في التقاليد العبرية تفصيلاً تاماً، وتدل الأصول كلها على أن هذا الحادث قد وقع فعلاً، غير أن تفاصيله قد دوّنت على حسب العقل والتفكير والتقاليد الإسرائيلية، ولذلك يصعب علينا نخله وتمحيصه من الوجهة التاريخية المحضة ” (1).
3- يقول القس صموئيـل يوسـف ” ويبـدو غريباً بأنه لم ترد أية إشارة إلى تاريخ مصر القديم عن موسى والعبرانيين وهروبهــم من بطش فرعون. وصمتْ التاريــخ المصـري القديــم لــم يكــن بغريــب كمــا يرى ك0 أ. كتشن (K. A. Kitchen, The Bible in Its World, Archaeology and the Bible Today) لأن كل ما جاء عن إقامة رمسيس الثاني في الدلتا ومعابده الصخرية والحصينة وقصره الملكي قد إندثر تماماً مع الأرشيفات وما إحتوته من سجلات عن العبيد العبرانيين وتمرد قائدهم موسى. لقد فُقدت جميعها دون معرفة أسباب ذلك ” (2).
(1) مصر القديمة جـ 7 ص 138
(2) المدخل إلى العهد القديم ص 132