لماذا طلب الله من موسى أن ينزل ثانية ليُحذر الشعب (خر 19: 21)؟ ولماذا أصطحب موسى هرون في الصعود الثاني؟
ويقول ناجح المعموري لماذا نادى الإله موسى ليصعد إليه؟ هل لا يستطيع الحديث معه من على مسافة؟ ولماذا جعل موسى ينزل ثانية ليُحذر الشعب؟ ألم يكن في إستطاعة يهوه إخبار موسى بذلك، ليوفر عليه متاعب النزول والصعود ثانية؟ وهل صعد هرون مع موسى ليكون شاهداً على الحوار الدائر بين الإله وموسى؟ هل أدرك الإله ضعف شخص موسى فترك هرون يصعد معه كدعم معنوي لموسى؟ (راجع التوراة السياسي السلطة اليهودية ص 171، 172).
حلمي القمص يعقوب
1- دعى الله موسى ليرتقي الجبل حتى يشعر بالسمو عن الأرض، فهذا لقاء خاص مع الله ليتسلم الوصايا الإلهية التي تمثل الطريق للسمو والكمال، فيليق بها قمة الجبل وليس سفحه، إذاً الله دعى موسى للصعود للجبل ليس لأنه يعجز عن الحديث معه من على مسافة بعيدة، لأن الله كائن في كل مكان وكل زمان، إنما قصد الله أن يسمو بموسى ليتسلم هذه الوصايا العالية المقدار، ونظرة إلى حياة موسى ترى أن الله قد تكلم معه في مواضع مختلفة.. ألم يكلمه مراراً وتكراراً في أرض مصر؟!.. ألم يتكلم معه قبل وبعد عبور البحر الأحمر وعلـى مـدار أربعين عامـاً، وهـو ينتقـل بهم في مكان إلى آخر؟!!
2- أبلغ الله موسى في البداية لكيما يحذر الشعب فأوصاه قائلاً ” تقيم للشعب حدوداً من كل ناحية قائلاً أحترزوا من أن تصعدوا إلى الجبل أو تمسو طرفه كل من يمس الجبل يُقتل قتلاً ” (خر 19 : 12) وعندما نزل الله على الجبل، وبسبب محبته الشديدة لشعبه، أرسل موسى ثانية ليعيد التحذير، لئلا يتهور الشعب ويقترب من الجبل ” فقال الرب لموسى أنحدر حذر اشعب لئلا يقتحموا إلى الرب.. وليتقدس أيضاً الكهنة الذين يقتربون إلى الرب.. أذهـب أنحدر ثم أصعد أنت وهرون معك ” (خر 19 : 21 – 24).
3- صعد هرون مع موسى إلى الجبل ليس ليكون شاهد عيان على الحوار الدائر بين الله وموسى، وليس ليكون عضداً معنوياً لموسى ذو الشخصية الضعيفة، فشخصية موسى كانت قوية، وتشهد بهذا وقفاته أمام فرعون مصر، ولكن هرون صعد إلى الجبل بحسب قول الرب، وإذا قال الرب أن هرون يصعد إلى الجبل لحكمة يراها، وربما لا نعلمها نحن فمن يحتج على الله؟!.