لماذا يوجد أحيانا نوع من كآبة القلب والندامة في مخافة الرب تحل على النفس دون مجهود كبير، وفي مرات أخرى يوجد في النفس نوع من البلادة، حتى إن غصب الإنسان نفسه، لا يستطيع أن يشعر بأية ندامة للقلب؟
أول وأكبر موقع للأسئلة والأجوبة المسيحية والذي يخدم جموع الشعب الناطقين باللغة العربية في كل بقاع العالم.
القمص تادرس يعقوب ملطي
يجيب القديس باسيليوس الكبير : مثل هذه الندامة هي عطية من الله حيث تثير الرغبة، فتتذوق النفس عذوبة مثل هذه الندامة التي ثار، فتتبناها (تتبنى النعمة الموهوبة لها). أو لتبرهن أن النفس قادرة خلال الغيرة الشديدة أن تكون في ندامة دائمة. بهذا فإن من يفقد هذه النعمة خلال تراخيه ليس له عذر.
لكننا أحيانا نغصب أنفسنا على الندامة، ومع هذا نعجز عن اقتنائها، كدليل على إهمالنا السابق في دفعات أخرى. فإنه يستحيل أن ينجح الإنسان في عملي بمجرد أن يأتي إليه دون أن يعطيه عناية شديدة مع تدريب باجتهاد مع آخرين، ويظهر أن نفسه تشمئز من الرذائل والأهواء التي تعوق ممارسة ما هو لائق. وبحسب التعليم الذي نطق به الرسول القائل : أما أنا فجسدي مبيع تحت الخطية، لأني لست أعرف ما أفعله. إذ لست أفعل ما أريده، بل ما أبغضه فإياه أفعل” (رو ۷: 14۱۰). مرة أخرى يقول: “لست بعد أفعل ذلك أنا، بل الخطية الساكنة في” (رو ۷: 17). يسمح الله أن يحدث هذا عينه معنا بهدف صالح، حتى أننا بواسطة الأمور التي تعاني منها النفس لا إراديا، تدرك الأمور التي تسطو عليها، وإذ تتعرف على الطرق التي بها صارت مستعدة للخطية بغير إرادتها (رو 6: ۲۰) تصحو من جديد، وتتحقظ من شباك إبليس (۱ تي 3: 7؛ 6: 9) كما تكتشف أن رحمة الله تحث على مساندة أولئك الذين بحق يتوبون.