لماذا لم يذكر موسى شيئًا عن الحضارة المصرية ولا حتى أسماء الفراعنة عند دخول بني إسرائيل لأرض مصر أو اضطهادهم أو خروجهم من مصر؟
هل نسيت كلمة المرور؟ الرجاء إدخال بريدك الإلكتروني، وسوف تصلك رسالة عليه حتى تستطيع عمل كلمة مرور جديدة.
أول وأكبر موقع للأسئلة والأجوبة المسيحية والذي يخدم جموع الشعب الناطقين باللغة العربية في كل بقاع العالم.
يقول ليوتاكسل ” أن موسى لم ينوه بكلمة واحدة إلى تاريخ الدولة المصرية، وسياستها، أو ديانتها، أو قوانينها، أو أخلاقها، أو آثارها، وهو الذي عاش في قصر ملكها سنين طويلة، وهي التي كانت تتربع على عرش حضارات تلك الأزمنة .. أما فيما يخص حكام مصر إنئذ فإن المؤلِف ” المقدَّس ” يدعوهم فراعنة كلهم على حد سواء، غير عارف أن فرعون ليس إسماً، فمن المعروف أن المصريين دعوا ملوكهم ” بالفراعنة ” تماما كما يدعو اليابانيون حكامهم اليوم ” بالميكادو ” .. ” (1).
ثم يواصل ليوتاكسل سخريته بالكاتب واصفاً إياه بالجهل وتضليل الناس، ويتساءل كيف يذكر في سفر التكوين أقل الحكام شأناً وأسماء مدن وهمية ليس بها وجود مثل سدوم وعمورة، بينما يتغافل عن ذكر أسماء فراعنة مصر العظام (راجع المرجع السابق ص 165، 166).
ج : 1- لا يطيق ليوتاكسيل الله ولا رجاله القديسين، بل ويطلق لسانه بالسخرية والألفاظ البذيئة على الكل، متجاهلاً أن موسى رئيس الأنبياء تهذَّب بكل حكمة إلهيَّة من خلال أمه التي أرضعته الإيمان مع اللبن، كما تهذَّب بكل حكمة المصريين، موسى كليم الله، والمملوء غيرة على الحق الإلهي، كيـف يصفه ليوتاكسل بأنه إنسان جاهل ومُضلّل، بينما سيرة موسى المقدَّسة، وخدمته، وتعاليمه المقدَّسة طالما أنارت الطريق للسائرين في دروب الفضيلة وطريق الملكوت.
2- لم يكن الكتاب المقدَّس كتاب تاريخ، يجمع تاريخ الحضارات المختلفة، إنما هو كتاب الحياة الأبدية، الذي يوضح معاملات الله مع الإنسان منذ البداية وحتى النهاية.
3- كان اليهود المعاصرون لموسى النبي يعرفون كل شئ عن الحضارة المصرية التي عاشوا في ظلالها مئات السنين، ويعرفون أسماء الفراعنة، ولذلك لم يجد موسى ضرورة لذكر هذه الأمور وهو يكتب لشعبه. وإن إحتج أحد قائلاً بأن موسى لم يكتب لمعاصريه فقط بل كتب لكل الأجيال، فإننا نقول أن موسى الذي تربى في قصر فرعون يعرف جيداً كيف كان المصريون يسجلون تاريخهم وأسماء ملوكهم، ولهذا لم يهتم بهذا الجانب ولاسيما أنه ليس بيت القصيد في الكتاب المقدَّس.
(1) التوراة كتاب مقدَّس أم جمع من الأساطير ص 165