الله محبة، وفي حبه لم يبخل على آدم في شيء، بل قدم له كل ما أمكن لسعادته، حتى يحيا في ملء السلام، مغمورا بالحب الإلهي من كل جانب. لكن يتساءل الكثيرون: لماذا سمح الله للشيطان، العدو المخادع، أن يجرب حواء وآدم ويمتحنهما؟! ولماذا لا يزال يسمح للشيطان المجرب، والعالم بمغرياته وآلامه، وللجسد بشهواته ورغباته، أن تحارب النفس البشرية؟
يمكننا القول إن السماح للشيطان أن يجرب حواء وآدم، هو لمسة من لمسات حب الله لهما. فبوجود هذه الحرب يعلن الله سلطان الإنسان وتقديره له، إذ وهبه حرية الإرادة. لو أن الله قدم لنا كل حب، ووهبنا ما نحتاج إليه، وتركنا ننعم في الفردوس بغير مجرب، لكُنَّا أشبه بقطع الشطرنج التي يحركها اللاعب. وعندئذ تصير الحياة بلا طعم، والفردوس بلا جمال، لعجزنا عن تقديم حب متبادل مع الله بإرادة حرة.
يقول العلامة ترتليان: أقدم الله فرصة للصراع، إذ كان يمكن للإنسان أن يحطم عدوه (الشيطان) بنفس الحرية التي بها استسلم له… وهكذا أيضا يصير الإنسان مستحقا لنوال خلاصه بالنصرة (بنعمة الرب)، ويصير في نفس الوقت للشيطان عقوبة أشد، بالرغم من نوال الإنسان نصرة بذاك الذي سبق فأضره (أي بغلبته على الشيطان). وفي نفس الوقت يظهر صلاح الله بصورة أعظم، حيث ينتقل الإنسان بعد حياته الحالية إلى فردوسي مجيد، مع حقه في جني ثمرة شجرة الحياة.
القمص تادرس يعقوب ملطي
الله محبة، وفي حبه لم يبخل على آدم في شيء، بل قدم له كل ما أمكن لسعادته، حتى يحيا في ملء السلام، مغمورا بالحب الإلهي من كل جانب. لكن يتساءل الكثيرون: لماذا سمح الله للشيطان، العدو المخادع، أن يجرب حواء وآدم ويمتحنهما؟! ولماذا لا يزال يسمح للشيطان المجرب، والعالم بمغرياته وآلامه، وللجسد بشهواته ورغباته، أن تحارب النفس البشرية؟
يمكننا القول إن السماح للشيطان أن يجرب حواء وآدم، هو لمسة من لمسات حب الله لهما. فبوجود هذه الحرب يعلن الله سلطان الإنسان وتقديره له، إذ وهبه حرية الإرادة. لو أن الله قدم لنا كل حب، ووهبنا ما نحتاج إليه، وتركنا ننعم في الفردوس بغير مجرب، لكُنَّا أشبه بقطع الشطرنج التي يحركها اللاعب. وعندئذ تصير الحياة بلا طعم، والفردوس بلا جمال، لعجزنا عن تقديم حب متبادل مع الله بإرادة حرة.
يقول العلامة ترتليان: أقدم الله فرصة للصراع، إذ كان يمكن للإنسان أن يحطم عدوه (الشيطان) بنفس الحرية التي بها استسلم له… وهكذا أيضا يصير الإنسان مستحقا لنوال خلاصه بالنصرة (بنعمة الرب)، ويصير في نفس الوقت للشيطان عقوبة أشد، بالرغم من نوال الإنسان نصرة بذاك الذي سبق فأضره (أي بغلبته على الشيطان). وفي نفس الوقت يظهر صلاح الله بصورة أعظم، حيث ينتقل الإنسان بعد حياته الحالية إلى فردوسي مجيد، مع حقه في جني ثمرة شجرة الحياة.