الله العلي القدرة والكلي الصلاح خلق السماء والأرض وكل ما فيهما صالح. لم يكن الغنوصيون قادرين على إدراك أن كل ما خلقه الله صالح، فحسبوا أن الجسد والمادة والجنس والزواج وإنجاب الأطفال من صنع إله شرير أو إلى أقل من الإله السامي، وأن الخلاص يتحقق بالهروب من العالم المادي بواسطة حكمة سرية. هذا ما دفع الكنيسة أن تضع هذا البند في قانون الإيمان لكي ما يتطلع المؤمنون إلى كل الخليقة أنها صالحة. وهذا ما أوضحه الإنجيلي بقوله: “به كان كل شيء” (يوحنا 1: 3). يتساءل الغنوصيون: لماذا توجد شرور كثيرة في العالم؟ وتأتي إجابتهم: إنها من صنع إله شرير! هكذا يتطلع الغنوصيون إلى العالم أنه سجن شيطاني، وفي نظرهم كل العالم المادي شر بما فيه الجسد البشري، ويسعون للخلاص منه.
عوض إدراك أن الشر مصدره الإرادة الشريرة غير المقدسة ينادون بتحطيم كل ما هو مادي لأنه شرير، عوض المناداة أن الظلمة هي نتاج غياب النور، والشر هو ثمر انحراف الإرادة وإساءة استخدام المادة في الطريق المستقيم. يقول القديس غريغوريوس أسقف نيصص: لإن اختار شخص أن يغلق عينيه في موضع فسيح به نور النهار، فإن عجزه عن النظر ليس خطأ في الشمس.]
لو أن إنسانا ضرب شخصا بمصباح منير، فليس المصباح ولا قوة يديه شرا، إنما الشر في إرادة الشخص الذي أساء استخدام المصباح كما أساء قدرة يديه التي هي عطية من الله، وجود شرور كثيرة في العالم ليس علتها الخالق الصالح إنما انحراف البشر وحاجتهم إلى الشفاء. هذا هو الفارق بين المسيحية والغنوصية. يقول القديس كيرلس الأورشليمي: ارب قائل يعترض: إن كان جوهر اللاهوت لا يقع تحت الحواس، فلماذا نتحدث في هذه الأمور؟ نعم، هل لأنني لا أستطيع أن أشرب النهر كله يكون هذا سبيا في ألا أستقي منه باعتدال قدر ما يناسبني ؟! هل لأن عيني تعجزان عن استيعاب أشعة الشمس في كمالها لا أنظر إليها قدر ما احتاج؟! وإذا دخلت حديقة عظيمة ولم أقدر أن أكل كل ثمارها هل تريد مني أن أخرج منها جائعا؟! إذن، لأسبح الله خالقنا وأمجده، إذ وهبت لنا وصية إلهية تقول: اكل نسمة فلتسبح الرب” (مزمور . 6 : 15). إنني أسعى الآن لأقوم بتمجيده دون أن أصفه، عالما أنه بالرغم من عجزي عن القيام بتمجيده حسبما يستحق، لكن حتى هذا السعي هو من الأعمال التقوية. ويشجع الرب يسوع ضعفي بقوله: “الله لم يره أحد في أي زمان (يوحنا 1: ۱۸) “.] البند الثالث: “نؤمن برب واحلي يسوع المسيح، ابن الله الوحيد، المولود من الآب قبل كل الدهور، نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مساوي للآب في الجوهر، الذي به كان كل شي؟
القمص تادرس يعقوب ملطي
الله العلي القدرة والكلي الصلاح خلق السماء والأرض وكل ما فيهما صالح. لم يكن الغنوصيون قادرين على إدراك أن كل ما خلقه الله صالح، فحسبوا أن الجسد والمادة والجنس والزواج وإنجاب الأطفال من صنع إله شرير أو إلى أقل من الإله السامي، وأن الخلاص يتحقق بالهروب من العالم المادي بواسطة حكمة سرية. هذا ما دفع الكنيسة أن تضع هذا البند في قانون الإيمان لكي ما يتطلع المؤمنون إلى كل الخليقة أنها صالحة. وهذا ما أوضحه الإنجيلي بقوله: “به كان كل شيء” (يوحنا 1: 3). يتساءل الغنوصيون: لماذا توجد شرور كثيرة في العالم؟ وتأتي إجابتهم: إنها من صنع إله شرير! هكذا يتطلع الغنوصيون إلى العالم أنه سجن شيطاني، وفي نظرهم كل العالم المادي شر بما فيه الجسد البشري، ويسعون للخلاص منه.
عوض إدراك أن الشر مصدره الإرادة الشريرة غير المقدسة ينادون بتحطيم كل ما هو مادي لأنه شرير، عوض المناداة أن الظلمة هي نتاج غياب النور، والشر هو ثمر انحراف الإرادة وإساءة استخدام المادة في الطريق المستقيم. يقول القديس غريغوريوس أسقف نيصص: لإن اختار شخص أن يغلق عينيه في موضع فسيح به نور النهار، فإن عجزه عن النظر ليس خطأ في الشمس.]
لو أن إنسانا ضرب شخصا بمصباح منير، فليس المصباح ولا قوة يديه شرا، إنما الشر في إرادة الشخص الذي أساء استخدام المصباح كما أساء قدرة يديه التي هي عطية من الله، وجود شرور كثيرة في العالم ليس علتها الخالق الصالح إنما انحراف البشر وحاجتهم إلى الشفاء. هذا هو الفارق بين المسيحية والغنوصية. يقول القديس كيرلس الأورشليمي: ارب قائل يعترض: إن كان جوهر اللاهوت لا يقع تحت الحواس، فلماذا نتحدث في هذه الأمور؟ نعم، هل لأنني لا أستطيع أن أشرب النهر كله يكون هذا سبيا في ألا أستقي منه باعتدال قدر ما يناسبني ؟! هل لأن عيني تعجزان عن استيعاب أشعة الشمس في كمالها لا أنظر إليها قدر ما احتاج؟! وإذا دخلت حديقة عظيمة ولم أقدر أن أكل كل ثمارها هل تريد مني أن أخرج منها جائعا؟! إذن، لأسبح الله خالقنا وأمجده، إذ وهبت لنا وصية إلهية تقول: اكل نسمة فلتسبح الرب” (مزمور . 6 : 15). إنني أسعى الآن لأقوم بتمجيده دون أن أصفه، عالما أنه بالرغم من عجزي عن القيام بتمجيده حسبما يستحق، لكن حتى هذا السعي هو من الأعمال التقوية. ويشجع الرب يسوع ضعفي بقوله: “الله لم يره أحد في أي زمان (يوحنا 1: ۱۸) “.] البند الثالث: “نؤمن برب واحلي يسوع المسيح، ابن الله الوحيد، المولود من الآب قبل كل الدهور، نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مساوي للآب في الجوهر، الذي به كان كل شي؟