لماذا يؤكد الكتاب المقدس أنه يلزمنا أن نعبد الله ونسجد له، لأنه إله غيور؟
هل نسيت كلمة المرور؟ الرجاء إدخال بريدك الإلكتروني، وسوف تصلك رسالة عليه حتى تستطيع عمل كلمة مرور جديدة.
أول وأكبر موقع للأسئلة والأجوبة المسيحية والذي يخدم جموع الشعب الناطقين باللغة العربية في كل بقاع العالم.
الله يريدنا أن تحبه ليملك على القلب تماما، ليس لأنه يريد أن يستعبدنا أو يذلنا، وإنما لأنه إله غيور”، لذلك أصر أن يصف نفسه هكذا “أنا الرب إلهك إله غيور” (تث 5: 9). وقد علق القديس يوحنا الذهبي الفم على هذه العبارة قائلا: قال الله هذا لكي نتعلم عظمة حبه. فلنحبه كما يحبنا هو، إذ قدم ذخيرة حب كهذه. فإننا إن تركناه يبقى يدعونا إليه، وإن لم نتغير يؤدبنا بغضبه، ليس من أجل التأديب في ذاته. انظر ماذا قال في حزقيال عن المدينة محبوبته التي احتقرته: “هانذا أجمع جميع محبيك…، وأسلمك ليدهم فيرجمونك بالحجارة ويقطعونك بسيوفهم…، فتنصرف غيرتي عنك، فأسكن ولا أغضب بعد” (راجع حز ۱۹: ۳۷-4۲). ماذا يمكن أن يقال أكثر من هذا بواسطة محب متقد احتقرته محبوبته، ومع هذا يعود ويحبها مرة أخرى بحرارة؟! لقد فعل الله كل شيء لكي نحبه، حتى أنه لم يشفق على ابنه من أجل أن نحبه، ومع هذا فنحن متراخون وشرسون.
ويعلق العلامة أوريجينوس على نفس العبارة قائلا: (انظروا محبة الله، فإنه يحتمل ضعفات البشر لكي يعلمنا ويدخل بنا إلى الكمال… كل امرأة مرتبطة برجلها تخضع له وإلا صارت زانية، تبحث عن الحرية لكي تخطئ. ومن يذهب إلى زانية يعرف أنه يدخل إلى امرأة زانية تسلم نفسها لكل من يقدم إليها، لذا فهو لا يغضب إن رأي آخرين عندها. أما المتزوج شرعيا فلا يحتمل أن يرى زوجته خطئ، وإنما يعمل دائما على ضبط طهارة زواجه، ليتأكد أنه الأب الشرعي للطفل ثمرة زواجه). إن فهمت هذا المثل تستطيع أن تقول إن النفس تتنجس مع الشياطين والأحباء الآخرين الكثيرين، فعادة يدخل عندها روح الزنا، وعند خروجه يدخل روح البخل ثم روح الكبرياء ثم روح الغضب ومحبة الزينة والمجد الباطل، ويدخل آخرون كثيرون يزنون مع النفس الخائنة دون أن يغير أحدهم من الآخر… ولا يطرد الواحد الآخر، بل بالعكس كل منهم يقدم الآخر… وكما رأينا الروح الشرير الذي يقول عنه الإنجيل: إن خرج من إنسان يرجع ومعه سبعة أرواح أشر منه” (يو ۱۱: ۲۹)، ويسكن هذه النفس. هكذا لا يغير الواحد الآخر في النفس التي تبيع ذاتها للزنا مع الشياطين.
أما إن اتحدت النفس مع زوج شرعي، العريس الذي يخطبه بولس للنفوس، قائلا: “إني خطبتكم الرجل واحد لأقيم عذراء عفيفة للمسيح” (۲ کو ۱۱: ۲)، هذا الزواج تكلم عنه الإنجيل قائلا: “إن ملكا صنع عرسا لابنه” (مت ۲۲: ۲)، تهب النفس ذاتها له وترتبط به شرعيا، حتى وإن كانت في ماضيها خاطئة وسلكت كزانية، لكنها متي ارتبطت به تتعهد ألا تخطئ مرة أخرى. النفس التي اختارته عريسا لها لا يحتمل أن تلهو مع الزناة. وهو أيضا يعير عليها، ويدافع عن طهارة حياته الزوجية.
يدعى الله إلها غيورا”، لأنه لا يحتمل أن ترتبط النفس التي وهبت ذاتها له بالشياطين.