في لقاء مع أحد الإخوة وهو قائد الجماعة منكري وجود الله قال لي: كثيرون يدعوننا ملحدين. إننا نؤمن بوجود قوة خارقة للفكر البشري. لكننا نرفض الإيمان بالله للأسباب التالية:
أ. نرفض وجود كائن خفي يتحكم في حياة البشر، ويطالبنا بما هو ليس في استطاعتنا، ويهددنا بعقوبات أبدية، هذا ما يصوره بعض المتدينون تحت اسم “الله”. إنهم لا يبرزون فيه روح الحب. يتعثر البعض في الإيمان بالله بسبب تشويه صورة أبوة الله، حتى بالنسبة للأطفال الصغار، حيث تقوم الأسرة أو الكاهن أو الخادم بتقديمه كقاض حازم للغاية، كمن يتلقط الخطأ، ويتجاهل ضعفاتنا. على النقيض، الوالدان أو القائد الذي يحمل روح الحب يجذب النفوس إلى الله الذي قيل عنه: “الله محبة”.
ب. إننا لسنا في حاجة إلى الإيمان بغيبيات غير ملموسة.
ج. من جهة سلوك المتدينين، إذ نرفض الارتباط بجماعة معينة، تضم أشخاصا يستخفون بمن لا يقبل إيمانهم، يحاورونهم بروح العجرفة.
أذكر في عام ۱۹۷۱ دخلت فتاة الكنيسة في لوس أنجيلوس في منتصف الليل تقريبا وكان مجموعة من الشباب معا. سألتها عن علاقتها بالله، فقالت لي: ومن هو الله؟ أجبتها: “إنه أبونا وأبوك” قالت: “ما معنى أنه أبونا؟” وإذ قلت لها مثل والدك، أجابت أنها لا تعرف أين يعيش هو أو والدتها، ولا تريد أن تعرف مسكنهما. لم تذق أبوة وأمومة والديها، ولا الحب الزيجي الذي بين والديها، فلم تستطع أن تتذوق حب الله، ولم يعد للإيمان به موضع في قلبها.
سألتها عن حياتها فأجابت علانية وسط الحاضرين إنني أعيش مع صديقي boyfriend.
سألتها: هل تفكرين في الزواج منه؟ أجابت: إنني أقضي معه فترة من اللهو والرقص والسكر، أستبدله بعد عدة أشهر بأخر.
سألتها: هل أنت سعيدة؟ أجابت علا: في المظهر أعيش في حياة تبدو مملوءة سعادة. وقد يحسبني البعض أنني أسعد إنسانة على وجه الأرض. والحقيقة إنني بائسة للغاية، لأن حياة اللهو بكل مظاهرها لا تهبني شبقا داخليا ولا سلاما ولا أمانا ولا فرحا حقيقيا.
هذا ما يجنيه البعض من أبنائنا وبناتنا، لأن الأسرة لا تحمل أيقونة السماء.
أروي قصة واقعية عاشها شاب بالإسكندرية في عام ۱۹۷۲: كان هذا الشاب طالبا في الثانوية العامة. أمسك بالإنجيل وألقاه على الأرض، وقال أمام الجميع: إن كان يوجد الله فليرفع قدمي من الإنجيل؛ أخذه زملاؤه المسيحيين وذهبوا به إلى كنيسة السيدة العذراء مريم بمحرم بك. بصق على أيقونتها، وقال لهم: إن كانت العذراء مريم موجودة فلتمسح البصاق من الأيقونة.
طلب مني زملاؤه أن أفتقده. وبالفعل ذهبت ومعي شماس خادم. عندما فتح والده الباب ورآني صرخ: “انقدني، سأموت بسبب ابني الوحيد. اثبت له أن الله موجود”. بهدوء طلبت منه أن يهدأ، وأنا سأتحدث معه. طلب الأب أن أبدأ المناقشة معه أمامه وأمام والدته. فأمسكت بيد الابن، وقلت للأب: سأجلس معه.
دخلت معه حجرته، وقلت له أنا سمعت عنك من زملائك، وقد جئت لا للنقاش معك، وإنما لأتحدث معك بروح المحبة لأجل سلامك الداخلي.
بعد حديث حول كلمات القديس أغسطينوس أن وراء كل إلحاد شهوة، قلت له: أنا أعلم أنك في أعماقك تريد أن تلتقي مع الله، ولكن ما يحجبك عنه إما أنك تريد الزواج بفتاة غير مؤمنة، أو أنك تعاني من شهوات تظن أنك عاجز عن الخلاص منها، أو في تشامخ تريد أن تبلغ إلى نجاح معين تحسبه أمرا مستحيلا.
أجابني: “لست أعاني من هذه الأمور، إنما ما دفعني لإنكار وجود الله هو والدي، فأنا ابن وحيد، وأبي وأمي يخنقانني بحبهم غير الحكيم، يريدان أن يحركانني كقطعة شطرنج. إنني أردت أن أكون قائدا ويلتف حولي البعض ويحسبونني بطلا.”
أجبته: ولماذا لا ترجع إلى الله، فهو يحبك ومات من أجلك. سأل: “هل يقبلني الله وقد وضعت قدمي على الإنجيل، وبصقت على أيقونة العذراء مريم؟” أجبته: “انهما يتطلعان إليك كطفلي تصرف في غضبه، ويبسط الرب يده لا ليعاتبك بل ليقبلك”. سأل ثانية: “متى أعترف؟”
أجبته: “أنت اعترفت، وإلهك يسر برجوعك إليه! سأل: “متى أعود إلى الكنيسة؟” أجبته: “أنت في حضن الكنيسة أمك الآن”. خرجنا من الحجرة، فسألني والده الشيخ: “هل ستبدأ النقاش؟” أجابه الشاب: “لو سمحت يا بابا، اتركني أتفاهم مع أبينا.”
مرة أخرى منذ حوالي خمس سنوات جاءني شاب تخرج في الجامعة، وطلب مني أن يعترف. قال : القد قررت إعلان إلحادي على كل أصدقائي. وفي اللحظات الأخيرة سألت نفسي: إذا رأيت والدتي الدائمة التهليل مع المسيح، ماذا سأفعل؟ إن تهليل والدتي الدائم وفرحها بغير انقطاع ردني إلى السيد المسيح، كي أكون معها في يوم الرب العظيم!”
القمص تادرس يعقوب ملطي
في لقاء مع أحد الإخوة وهو قائد الجماعة منكري وجود الله قال لي: كثيرون يدعوننا ملحدين. إننا نؤمن بوجود قوة خارقة للفكر البشري. لكننا نرفض الإيمان بالله للأسباب التالية:
أ. نرفض وجود كائن خفي يتحكم في حياة البشر، ويطالبنا بما هو ليس في استطاعتنا، ويهددنا بعقوبات أبدية، هذا ما يصوره بعض المتدينون تحت اسم “الله”. إنهم لا يبرزون فيه روح الحب. يتعثر البعض في الإيمان بالله بسبب تشويه صورة أبوة الله، حتى بالنسبة للأطفال الصغار، حيث تقوم الأسرة أو الكاهن أو الخادم بتقديمه كقاض حازم للغاية، كمن يتلقط الخطأ، ويتجاهل ضعفاتنا. على النقيض، الوالدان أو القائد الذي يحمل روح الحب يجذب النفوس إلى الله الذي قيل عنه: “الله محبة”.
ب. إننا لسنا في حاجة إلى الإيمان بغيبيات غير ملموسة.
ج. من جهة سلوك المتدينين، إذ نرفض الارتباط بجماعة معينة، تضم أشخاصا يستخفون بمن لا يقبل إيمانهم، يحاورونهم بروح العجرفة.
أذكر في عام ۱۹۷۱ دخلت فتاة الكنيسة في لوس أنجيلوس في منتصف الليل تقريبا وكان مجموعة من الشباب معا. سألتها عن علاقتها بالله، فقالت لي: ومن هو الله؟ أجبتها: “إنه أبونا وأبوك” قالت: “ما معنى أنه أبونا؟” وإذ قلت لها مثل والدك، أجابت أنها لا تعرف أين يعيش هو أو والدتها، ولا تريد أن تعرف مسكنهما. لم تذق أبوة وأمومة والديها، ولا الحب الزيجي الذي بين والديها، فلم تستطع أن تتذوق حب الله، ولم يعد للإيمان به موضع في قلبها.
سألتها عن حياتها فأجابت علانية وسط الحاضرين إنني أعيش مع صديقي boyfriend.
سألتها: هل تفكرين في الزواج منه؟ أجابت: إنني أقضي معه فترة من اللهو والرقص والسكر، أستبدله بعد عدة أشهر بأخر.
سألتها: هل أنت سعيدة؟ أجابت علا: في المظهر أعيش في حياة تبدو مملوءة سعادة. وقد يحسبني البعض أنني أسعد إنسانة على وجه الأرض. والحقيقة إنني بائسة للغاية، لأن حياة اللهو بكل مظاهرها لا تهبني شبقا داخليا ولا سلاما ولا أمانا ولا فرحا حقيقيا.
هذا ما يجنيه البعض من أبنائنا وبناتنا، لأن الأسرة لا تحمل أيقونة السماء.
أروي قصة واقعية عاشها شاب بالإسكندرية في عام ۱۹۷۲: كان هذا الشاب طالبا في الثانوية العامة. أمسك بالإنجيل وألقاه على الأرض، وقال أمام الجميع: إن كان يوجد الله فليرفع قدمي من الإنجيل؛ أخذه زملاؤه المسيحيين وذهبوا به إلى كنيسة السيدة العذراء مريم بمحرم بك. بصق على أيقونتها، وقال لهم: إن كانت العذراء مريم موجودة فلتمسح البصاق من الأيقونة.
طلب مني زملاؤه أن أفتقده. وبالفعل ذهبت ومعي شماس خادم. عندما فتح والده الباب ورآني صرخ: “انقدني، سأموت بسبب ابني الوحيد. اثبت له أن الله موجود”. بهدوء طلبت منه أن يهدأ، وأنا سأتحدث معه. طلب الأب أن أبدأ المناقشة معه أمامه وأمام والدته. فأمسكت بيد الابن، وقلت للأب: سأجلس معه.
دخلت معه حجرته، وقلت له أنا سمعت عنك من زملائك، وقد جئت لا للنقاش معك، وإنما لأتحدث معك بروح المحبة لأجل سلامك الداخلي.
بعد حديث حول كلمات القديس أغسطينوس أن وراء كل إلحاد شهوة، قلت له: أنا أعلم أنك في أعماقك تريد أن تلتقي مع الله، ولكن ما يحجبك عنه إما أنك تريد الزواج بفتاة غير مؤمنة، أو أنك تعاني من شهوات تظن أنك عاجز عن الخلاص منها، أو في تشامخ تريد أن تبلغ إلى نجاح معين تحسبه أمرا مستحيلا.
أجابني: “لست أعاني من هذه الأمور، إنما ما دفعني لإنكار وجود الله هو والدي، فأنا ابن وحيد، وأبي وأمي يخنقانني بحبهم غير الحكيم، يريدان أن يحركانني كقطعة شطرنج. إنني أردت أن أكون قائدا ويلتف حولي البعض ويحسبونني بطلا.”
أجبته: ولماذا لا ترجع إلى الله، فهو يحبك ومات من أجلك. سأل: “هل يقبلني الله وقد وضعت قدمي على الإنجيل، وبصقت على أيقونة العذراء مريم؟” أجبته: “انهما يتطلعان إليك كطفلي تصرف في غضبه، ويبسط الرب يده لا ليعاتبك بل ليقبلك”. سأل ثانية: “متى أعترف؟”
أجبته: “أنت اعترفت، وإلهك يسر برجوعك إليه! سأل: “متى أعود إلى الكنيسة؟” أجبته: “أنت في حضن الكنيسة أمك الآن”. خرجنا من الحجرة، فسألني والده الشيخ: “هل ستبدأ النقاش؟” أجابه الشاب: “لو سمحت يا بابا، اتركني أتفاهم مع أبينا.”
مرة أخرى منذ حوالي خمس سنوات جاءني شاب تخرج في الجامعة، وطلب مني أن يعترف. قال : القد قررت إعلان إلحادي على كل أصدقائي. وفي اللحظات الأخيرة سألت نفسي: إذا رأيت والدتي الدائمة التهليل مع المسيح، ماذا سأفعل؟ إن تهليل والدتي الدائم وفرحها بغير انقطاع ردني إلى السيد المسيح، كي أكون معها في يوم الرب العظيم!”