يقول القيس باسيليوس الكبير : ربما يؤجر الطلبة عن عمد لكي تتضاعف غيرتك ومجيئك إليه، ولكي تعرف ما هي عطية الله، وتحرص عليها بشغف عندما تنالها. ما يناله الإنسان بتعب شديد يجاهد على حفظه لئلا بفقده يفقد تعبه أيضا”.
ويقول القديس أغسطينوس: إن كان الذي لا يرغب في العطاء (قاضي الظلم لو ۱۸: ۲)، قد أعطى بسبب اللجاجة، فكم بالأكثر يعطي ذاك الصالح. وحده الذي يحتنا على الطلب منه، والذي لا يسر عندما لا نطلب منه؟! قد يبطئ الله في العطاء لكي تقر قيمة الأشياء الصالحة، وليس لعدم رغبته في العطاء. ما نشتاق إلى نواله بجهاد نفرح جدا بنواله، أما ما نناله سريعا فنحسبه شيئا زهيدا”. كما يقول: حقا تكون لنا طلبات الأمور معينة عندما نكون في المسيح، وتكون لنا طلبات أخرى لأننا لا نزال في هذا العالم… لذلك إذ نثبت فيه، عندما تثبت كلمته فينا، نطلب ما نريد فيكون لنا. لكن إن كنا نسأل ولم يتحقق سؤالنا، فإن ما نسأله لا يتعلق بثبوتنا فيه، بل برغبات الجسد الملحة وضعفاته، التي ليست في المسيح، والتي لا تثبت كلمات المسيح فيها. فبخصوص كلماته، في كل الأحوال، هي تنتمي إلى تلك الصلاة التي علمنا إياها حيث نقول: “أبانا الذي في السماوات” (مت 6: 9). ليتنا لا نسقط من كلمات هذه الصلاة ومعانيها في طلباتنا، فكل ما نسأله يكون لنا… أما إن كانت كلماته تسكن فقط في الذاكرة، وليس لها موضع في الحياة، فلا يحب الغصن ثابتا في الكرمة، إذ لا يستمد حياته من الأصل.
ويقول الأب إسحق تلميذ القديس أنبا أنطونيوس: أحيانا نسأل أمورا تضاد خلاصنا، وبواسطة عنايته الإلهية يرفض طلباتنا، لأنه يرى ما هو لصالحنا بحق أعظم مما نستطيع نحن. وهذا ما حدث مع معلم الأمم عندما صلى أن ينزع منه ملاك الشيطان الذي سمح به الرب لأجل نفعه. من جهة هذا تضرعت إلى الرب ثلاث مرات أن يفارقني، فقال لي: تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل” (۲ کو ۱۲: ۸-۹).
يقول البابا غريغوريوس (الكبير): لماذا سأل بولس الرب ثلاث مرات ولم يتأهل أن يسمع له (۲ کو ۱۲: ۸)؟ يطلب المسيح من المبشر العظيم أن يسأل باسم الابن؟
لماذا لم ينل ما سأله؟ اسم الابن هو يسوع الذي يعني “الخلاص”. من يسأل باسم المخلص يطلب ما يخص خلاصة الواقعي. فإن كان ما يسأله ليس لصالحه فإنه لا يطلب من الأب باسم يسوع. لهذا يقول الرب لرسله عندما كانوا لا يزالوا ضعفاء : “إلى الآن لم تطلبوا شيئا بإسمي” (يو 16: ۲۶). هذا هو السبب الذي لأجله لم يسمع لبولس. لو أنه تحرر من التجربة لما كان يوجد ما يعينه على خلاصه… لاحظوا طلباتكم. هل تسألون من أجل مباهج الخلاص؟ “اطلبوا أولا ملكوت الله وبره، وهذه كلها تزاد لكم” (مت 6: ۳۳).
القمص تادرس يعقوب ملطي
يقول القيس باسيليوس الكبير : ربما يؤجر الطلبة عن عمد لكي تتضاعف غيرتك ومجيئك إليه، ولكي تعرف ما هي عطية الله، وتحرص عليها بشغف عندما تنالها. ما يناله الإنسان بتعب شديد يجاهد على حفظه لئلا بفقده يفقد تعبه أيضا”.
ويقول القديس أغسطينوس: إن كان الذي لا يرغب في العطاء (قاضي الظلم لو ۱۸: ۲)، قد أعطى بسبب اللجاجة، فكم بالأكثر يعطي ذاك الصالح. وحده الذي يحتنا على الطلب منه، والذي لا يسر عندما لا نطلب منه؟! قد يبطئ الله في العطاء لكي تقر قيمة الأشياء الصالحة، وليس لعدم رغبته في العطاء. ما نشتاق إلى نواله بجهاد نفرح جدا بنواله، أما ما نناله سريعا فنحسبه شيئا زهيدا”. كما يقول: حقا تكون لنا طلبات الأمور معينة عندما نكون في المسيح، وتكون لنا طلبات أخرى لأننا لا نزال في هذا العالم… لذلك إذ نثبت فيه، عندما تثبت كلمته فينا، نطلب ما نريد فيكون لنا. لكن إن كنا نسأل ولم يتحقق سؤالنا، فإن ما نسأله لا يتعلق بثبوتنا فيه، بل برغبات الجسد الملحة وضعفاته، التي ليست في المسيح، والتي لا تثبت كلمات المسيح فيها. فبخصوص كلماته، في كل الأحوال، هي تنتمي إلى تلك الصلاة التي علمنا إياها حيث نقول: “أبانا الذي في السماوات” (مت 6: 9). ليتنا لا نسقط من كلمات هذه الصلاة ومعانيها في طلباتنا، فكل ما نسأله يكون لنا… أما إن كانت كلماته تسكن فقط في الذاكرة، وليس لها موضع في الحياة، فلا يحب الغصن ثابتا في الكرمة، إذ لا يستمد حياته من الأصل.
ويقول الأب إسحق تلميذ القديس أنبا أنطونيوس: أحيانا نسأل أمورا تضاد خلاصنا، وبواسطة عنايته الإلهية يرفض طلباتنا، لأنه يرى ما هو لصالحنا بحق أعظم مما نستطيع نحن. وهذا ما حدث مع معلم الأمم عندما صلى أن ينزع منه ملاك الشيطان الذي سمح به الرب لأجل نفعه. من جهة هذا تضرعت إلى الرب ثلاث مرات أن يفارقني، فقال لي: تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل” (۲ کو ۱۲: ۸-۹).
يقول البابا غريغوريوس (الكبير): لماذا سأل بولس الرب ثلاث مرات ولم يتأهل أن يسمع له (۲ کو ۱۲: ۸)؟ يطلب المسيح من المبشر العظيم أن يسأل باسم الابن؟
لماذا لم ينل ما سأله؟ اسم الابن هو يسوع الذي يعني “الخلاص”. من يسأل باسم المخلص يطلب ما يخص خلاصة الواقعي. فإن كان ما يسأله ليس لصالحه فإنه لا يطلب من الأب باسم يسوع. لهذا يقول الرب لرسله عندما كانوا لا يزالوا ضعفاء : “إلى الآن لم تطلبوا شيئا بإسمي” (يو 16: ۲۶). هذا هو السبب الذي لأجله لم يسمع لبولس. لو أنه تحرر من التجربة لما كان يوجد ما يعينه على خلاصه… لاحظوا طلباتكم. هل تسألون من أجل مباهج الخلاص؟ “اطلبوا أولا ملكوت الله وبره، وهذه كلها تزاد لكم” (مت 6: ۳۳).