يقول المرتل: “تلذذ بالرب، فيعطيك سؤل قلبك” (مزمور ۳۷: 4). يوضح القديس مقاريوس الكبير كيف يوجه النار المادية المنظورة، وأيضا نار الروح القدس غير المنظورة، حسب سؤل قلوبنا.
أ. طرح الثلاثة فتية الأبرار في وسط أتون النار، وإذا بالنار الإلهية التي في قلوبهم والعاملة في أفكارهم تحول نار الأتون المنظورة إلى ندى. لم يستطع الأتون أن يحرقهم ويهلكهم، بل صار يمجدهم حيث رأى الملك شخصا رابعا شبيه بابن الآلهة يحتضنهم ويتمشى معهم (دانيال ۳: 25)
ب. إذ عبد بنو إسرائيل الأوثان الزموا هرون أن يجمع أوانيهم وحلتيهم الذهبية. قال هرون لموسى أنه لما طرح الحلي الذهب في النار خرج هذا العجل الذهبي. هكذا صورت قصدهم، فخرج العجل الذهبي وعبدوه جهرا (خروج 32: 24).
ج. اشتهت قلوب الثلاثة فتية الفردوس، فتحولت نار الأتون لهم إلى شبه فردوس. واشتهى شعب إسرائيل عبادة عجل أبيس الذي في مصر فسبكت لهم النيران العجل الذهبي ليعبدوه.
بينما كان الثلاثة فتية الذين بسبب برهم طرحوا في الأتون في وسط النار المنظورة، كانوا حاصلين في قلوبهم على النار الإلهية السماوية عاملة في داخل أفكارهم، وفاعلة بقوتها فيهم… هذه النار السماوية كشفت نفسها من الخارج أيضا… فحجزت بينهم وبين النار المنظورة في الأتون، وأوقفتها حتى لا تحرق الأبرار، ولا تؤذيهم بأي نوع من الأذى.
كذلك حينما مال عقل شعب إسرائيل وأفكارهم بعيدا عن الله الحي، وتحولوا إلى عبادة الأوثان، ألزموا هارون بأن يجمع أوانيهم وحليهم الذهبية، وقال هارون لموسى إنه لما طرح الحلي الذهب في النار خرج هذا العجل كما لو أن النار قد صورت ما في نيتهم وكان هذا كأمر غريب… فإنهم في نيتهم وأفكارهم زاغوا إلى عبادة الصنم، وبحسب رغبتهم وقصدهم شكلت النار من حليهم عج مسبوقا من صناعتهم، وعبدوه جهرا (خروج ۳۲: 24).
وكما كان للثلاثة فتية أفكار البر، فقبلوا نار الله في داخلهم، وعبدوا الرب بالحق، كذلك الآن تنال النفوس المؤمنة النار الإلهية السماوية في إنسانها الداخلي، وهي في هذا العالم، تلك النار نفسها تطبع صورة سماوية في طبيعتهم البشرية.
كما يقول: كما صورت النار الأواني الذهبية، فصارت صنما (خروج ۳۲: 24)، كذلك يحقق الرب ويتمم مقاصد النفوس المؤمنة الصالحة، ويطبع ويصور في النفوس الآن الصورة السماوية الجديدة بحسب رغبتهم وشهوتهم. هذه الصورة ستظهر في القيامة من الخارج، وتمجد أجسادهم من الداخل ومن الخارج… وكما أن الأجساد في هذا الزمان تضمحل وتموت وتتحلل، هكذا تفسد الأفكار بعمل الشيطان، وتموت عن الحياة الحقيقية وتدفن في الطين والتراب لأن نفوسهم تهلك… وكما أن الإسرائيليين طرحوا الأواني الذهبية في النار، فصارت صنما، كذلك الإنسان متى سلم أفكاره النقية الصالحة للشر، فتندفن في وحل الخطية وتصير صنما… ما الذي يفعله الإنسان حتى يكتشفها ويعرفها ويميزها ويطرحها بعيدا عن ناره الخاصة؟… تحتاج النفوس إلى المصباح الإلهي، وهو الروح القدس، الذي ينير ويجدد البيت المظلم… تحتاج النفوس إلى شمس البر الساطعة، التي تضيء وتشرق على القلب، وهي السلاح الذي تكسب به المعركة.
القمص تادرس يعقوب ملطي
يقول المرتل: “تلذذ بالرب، فيعطيك سؤل قلبك” (مزمور ۳۷: 4). يوضح القديس مقاريوس الكبير كيف يوجه النار المادية المنظورة، وأيضا نار الروح القدس غير المنظورة، حسب سؤل قلوبنا.
أ. طرح الثلاثة فتية الأبرار في وسط أتون النار، وإذا بالنار الإلهية التي في قلوبهم والعاملة في أفكارهم تحول نار الأتون المنظورة إلى ندى. لم يستطع الأتون أن يحرقهم ويهلكهم، بل صار يمجدهم حيث رأى الملك شخصا رابعا شبيه بابن الآلهة يحتضنهم ويتمشى معهم (دانيال ۳: 25)
ب. إذ عبد بنو إسرائيل الأوثان الزموا هرون أن يجمع أوانيهم وحلتيهم الذهبية. قال هرون لموسى أنه لما طرح الحلي الذهب في النار خرج هذا العجل الذهبي. هكذا صورت قصدهم، فخرج العجل الذهبي وعبدوه جهرا (خروج 32: 24).
ج. اشتهت قلوب الثلاثة فتية الفردوس، فتحولت نار الأتون لهم إلى شبه فردوس. واشتهى شعب إسرائيل عبادة عجل أبيس الذي في مصر فسبكت لهم النيران العجل الذهبي ليعبدوه.
بينما كان الثلاثة فتية الذين بسبب برهم طرحوا في الأتون في وسط النار المنظورة، كانوا حاصلين في قلوبهم على النار الإلهية السماوية عاملة في داخل أفكارهم، وفاعلة بقوتها فيهم… هذه النار السماوية كشفت نفسها من الخارج أيضا… فحجزت بينهم وبين النار المنظورة في الأتون، وأوقفتها حتى لا تحرق الأبرار، ولا تؤذيهم بأي نوع من الأذى.
كذلك حينما مال عقل شعب إسرائيل وأفكارهم بعيدا عن الله الحي، وتحولوا إلى عبادة الأوثان، ألزموا هارون بأن يجمع أوانيهم وحليهم الذهبية، وقال هارون لموسى إنه لما طرح الحلي الذهب في النار خرج هذا العجل كما لو أن النار قد صورت ما في نيتهم وكان هذا كأمر غريب… فإنهم في نيتهم وأفكارهم زاغوا إلى عبادة الصنم، وبحسب رغبتهم وقصدهم شكلت النار من حليهم عج مسبوقا من صناعتهم، وعبدوه جهرا (خروج ۳۲: 24).
وكما كان للثلاثة فتية أفكار البر، فقبلوا نار الله في داخلهم، وعبدوا الرب بالحق، كذلك الآن تنال النفوس المؤمنة النار الإلهية السماوية في إنسانها الداخلي، وهي في هذا العالم، تلك النار نفسها تطبع صورة سماوية في طبيعتهم البشرية.
كما يقول: كما صورت النار الأواني الذهبية، فصارت صنما (خروج ۳۲: 24)، كذلك يحقق الرب ويتمم مقاصد النفوس المؤمنة الصالحة، ويطبع ويصور في النفوس الآن الصورة السماوية الجديدة بحسب رغبتهم وشهوتهم. هذه الصورة ستظهر في القيامة من الخارج، وتمجد أجسادهم من الداخل ومن الخارج… وكما أن الأجساد في هذا الزمان تضمحل وتموت وتتحلل، هكذا تفسد الأفكار بعمل الشيطان، وتموت عن الحياة الحقيقية وتدفن في الطين والتراب لأن نفوسهم تهلك… وكما أن الإسرائيليين طرحوا الأواني الذهبية في النار، فصارت صنما، كذلك الإنسان متى سلم أفكاره النقية الصالحة للشر، فتندفن في وحل الخطية وتصير صنما… ما الذي يفعله الإنسان حتى يكتشفها ويعرفها ويميزها ويطرحها بعيدا عن ناره الخاصة؟… تحتاج النفوس إلى المصباح الإلهي، وهو الروح القدس، الذي ينير ويجدد البيت المظلم… تحتاج النفوس إلى شمس البر الساطعة، التي تضيء وتشرق على القلب، وهي السلاح الذي تكسب به المعركة.