لقد اخترتُ بإرادتي الاستقلال عن الله ليكون لي كيان خاص بي، بعيدا عن أبية محبة الله. هذه هي خطية آدم الأولى، بل وكل خطية نرتكبها. فقد فصلت نفسي عن مصدر سعادتها وشبعها وحياتها، وسقطت تحت نير الخطية، ووقعت تحت سطوة ظلمها. إذ اخترت الخطية بإرادتي، قدمت لي كل ما عندها ورغما عني، وماذا لدي الخطية إلا الحرمان والظلم والموت الخ.
ا. حرمان: قدمت لي تفاحة من الشجرة جيدة للأكل، بهجة للعيون، وشهية للنظر”، لكنها أفقدتني الشبع، وحرمتني من الفردوس، أبعدتني عن السلام والفرح والخير والمعرفة الحقيقية.
ب. ظلم: الخطية لا تعرف قانونًا ولا ناموا. إن كان لها قانون، فهو التشويش والظلم عينه.
ج. موت: الخطية هي انفصال عن الله خالق كل شيء. هي حرمان للنفس عن الله واهب الحياة.
هذا ما وصلت إليه النفس البشرية بإرادتها. انحرفت الصورة عن أصلها، فتلاشى جمالها، وفسدت طبيعتها، وزال سلطانها، ولم تعد قادرة على الحياة أو اللقاء مع الله مصدر حياتها.
ارتبك الإنسان وارتعب، ولكن عبثا يحاول أن يخضع نفسه لإلهه بقوته الذاتية. لقد حاول آدم أن يصلح خطأه بذاته، فأكد رغبته بالأكثر في استقلاله عن الله بذاتيته الخاصة، مما أضاف إلى النتيجة الأولى نتائج متوالية. فإذ صنع لنفسه لباشا من ورق التين، جف الورق، وكان اللباس في ذاته كافيا ليؤكد للإنسان عريه، ويفضح جريمته أمام نفسه. لقد فلت زمام الأمر من يدي الإنسان، وصار لابد أن يتدخل الله ليمحو نتائج ما ارتكبه الإنسان بإرادته.
هل يتدخل الله على حساب العدالة فيغفر، ولكن كيف تتحقق العدالة التي بلا حدود. هل يمكن لإله هذا هو حبه ورحمته، أن يترك الإنسان يشقى ويهلك هلاكًا أبديا؟! هناك حاجة إلى عملية مصالحة بين الله والإنسان، فيها يدفع الله أجرة الخطية دون أن يتنازل عن عدالته، ويحقق العدالة في أعماق حبه!
يقول القديس مقاريوس الكبير: أمور النعمة، يصحبها فرح وسلام ومحبة وحق… أما أشكال الخطية، فيصحبها اضطراب وليس محبة ولا فرح نحو الله.] كما يقول: (النفس في ذاتها لا هي من طبيعة اللاهوت، ولا هي من طبيعة ظلمة الخبث، بل هي خليقة عاقلة، جميلة، عظيمة، وحسنة كمثال الله وصورته. وإنما عن طريق التعدي دخل فيها خبث أهواء الظلمة’.
ويقول القديس أغسطينوس: [أما الإنسان الذي له طبيعة تميل بين الطبيعة الملائكية والحيوانية، فإن الله خلقه هكذا، حتى إذا بقيّ خاضعا لخالقه، كمن له بحق، ويحفظ وصاياه بورع، تصير له شركة مع الملائكة، وينال خلوا مباركا أبديا، دون أن يصيبه الموت. أما إذا عصى الرب إلهه باستخدامه حرية إرادته بعجرفة وفي عصياني، فإنه يخضع للموت، ويسلك عبدا للشهوة، وحكم عليه بالموت الأبدي.
ويقول: يا لشقائي… لقد سادت على الظلمة، ومع أنك أنت النور، إلا أنني حجبت وجهي عنك ! يا لشقائي… أصابتني جراحات كثيرة، ومع أنك أنت المعزي واهب السلام، غير أنني ابتعدت عنك ! يا لشقائي… لقد انتابتني حماقات جمة، ومع أنك أنت هو الحق، غير أنني لم أطلب منك المشورة! يا لشقائي… لقد تعددت طرق ضلالي، ومع أنك أنت هو الطريق، إلا أنني ابتعدت عنك ! يا لشقائي، فالموت يحطمني بضربات كثيرة، ومع أنك أنت الحياة، لكنني لم أكن معك أبدا!
يا لشقائي، فإنني أسقط في الشر والعدم كثيرا، ومع أنك أنت هو “الكلمة” الذي به كان كل شيء، إلا أنني انفصلت عنك، يا من بدونك لم يكن لي وجود!
أيها الكلمة ملكي، أيها الكلمة إلهي، أيها النور الخالق، أيها الطريق والحق والحياة… يا مبدد الظلمة والشر والضلال والموت…
أيها النور بدونك يصير الكل في ليل دامسي. أيها الطريق بدونك لا يوجد سوى الضلال. أيها الحق الذي بدونك لا يوجد سوى الباطل. أيها الحياة الذي بدونك يخيم الموت على الكل.
الآن ما هو موقف الله بعد أن حطمت الخطية كل كيان الإنسان؟ حتما لن يقف متفرجا على محبوبه، بل سبق فوضع خطة لأجل خلاصه ليتمتع بغفران خطاياه، ويحمل البر الإلهي، وينطلق إلى الأحضان الإلهية ويستقر فيها. ما هي هذه الخطية، وما هو دور الثالوث القدوس فيها؟ وكيف أعد البشرية لإدراكها والتفاعل معها. وكيف تحققت؟ وكيف ننعم بها؟
هذا ما يدعونا إلى الحديث عن حاجتنا إلى الخلاص والمخلص الإلهي.
القمص تادرس يعقوب ملطي
لقد اخترتُ بإرادتي الاستقلال عن الله ليكون لي كيان خاص بي، بعيدا عن أبية محبة الله. هذه هي خطية آدم الأولى، بل وكل خطية نرتكبها. فقد فصلت نفسي عن مصدر سعادتها وشبعها وحياتها، وسقطت تحت نير الخطية، ووقعت تحت سطوة ظلمها. إذ اخترت الخطية بإرادتي، قدمت لي كل ما عندها ورغما عني، وماذا لدي الخطية إلا الحرمان والظلم والموت الخ.
ا. حرمان: قدمت لي تفاحة من الشجرة جيدة للأكل، بهجة للعيون، وشهية للنظر”، لكنها أفقدتني الشبع، وحرمتني من الفردوس، أبعدتني عن السلام والفرح والخير والمعرفة الحقيقية.
ب. ظلم: الخطية لا تعرف قانونًا ولا ناموا. إن كان لها قانون، فهو التشويش والظلم عينه.
ج. موت: الخطية هي انفصال عن الله خالق كل شيء. هي حرمان للنفس عن الله واهب الحياة.
هذا ما وصلت إليه النفس البشرية بإرادتها. انحرفت الصورة عن أصلها، فتلاشى جمالها، وفسدت طبيعتها، وزال سلطانها، ولم تعد قادرة على الحياة أو اللقاء مع الله مصدر حياتها.
ارتبك الإنسان وارتعب، ولكن عبثا يحاول أن يخضع نفسه لإلهه بقوته الذاتية. لقد حاول آدم أن يصلح خطأه بذاته، فأكد رغبته بالأكثر في استقلاله عن الله بذاتيته الخاصة، مما أضاف إلى النتيجة الأولى نتائج متوالية. فإذ صنع لنفسه لباشا من ورق التين، جف الورق، وكان اللباس في ذاته كافيا ليؤكد للإنسان عريه، ويفضح جريمته أمام نفسه. لقد فلت زمام الأمر من يدي الإنسان، وصار لابد أن يتدخل الله ليمحو نتائج ما ارتكبه الإنسان بإرادته.
هل يتدخل الله على حساب العدالة فيغفر، ولكن كيف تتحقق العدالة التي بلا حدود. هل يمكن لإله هذا هو حبه ورحمته، أن يترك الإنسان يشقى ويهلك هلاكًا أبديا؟! هناك حاجة إلى عملية مصالحة بين الله والإنسان، فيها يدفع الله أجرة الخطية دون أن يتنازل عن عدالته، ويحقق العدالة في أعماق حبه!
يقول القديس مقاريوس الكبير: أمور النعمة، يصحبها فرح وسلام ومحبة وحق… أما أشكال الخطية، فيصحبها اضطراب وليس محبة ولا فرح نحو الله.] كما يقول: (النفس في ذاتها لا هي من طبيعة اللاهوت، ولا هي من طبيعة ظلمة الخبث، بل هي خليقة عاقلة، جميلة، عظيمة، وحسنة كمثال الله وصورته. وإنما عن طريق التعدي دخل فيها خبث أهواء الظلمة’.
ويقول القديس أغسطينوس: [أما الإنسان الذي له طبيعة تميل بين الطبيعة الملائكية والحيوانية، فإن الله خلقه هكذا، حتى إذا بقيّ خاضعا لخالقه، كمن له بحق، ويحفظ وصاياه بورع، تصير له شركة مع الملائكة، وينال خلوا مباركا أبديا، دون أن يصيبه الموت. أما إذا عصى الرب إلهه باستخدامه حرية إرادته بعجرفة وفي عصياني، فإنه يخضع للموت، ويسلك عبدا للشهوة، وحكم عليه بالموت الأبدي.
ويقول: يا لشقائي… لقد سادت على الظلمة، ومع أنك أنت النور، إلا أنني حجبت وجهي عنك ! يا لشقائي… أصابتني جراحات كثيرة، ومع أنك أنت المعزي واهب السلام، غير أنني ابتعدت عنك ! يا لشقائي… لقد انتابتني حماقات جمة، ومع أنك أنت هو الحق، غير أنني لم أطلب منك المشورة! يا لشقائي… لقد تعددت طرق ضلالي، ومع أنك أنت هو الطريق، إلا أنني ابتعدت عنك ! يا لشقائي، فالموت يحطمني بضربات كثيرة، ومع أنك أنت الحياة، لكنني لم أكن معك أبدا!
يا لشقائي، فإنني أسقط في الشر والعدم كثيرا، ومع أنك أنت هو “الكلمة” الذي به كان كل شيء، إلا أنني انفصلت عنك، يا من بدونك لم يكن لي وجود!
أيها الكلمة ملكي، أيها الكلمة إلهي، أيها النور الخالق، أيها الطريق والحق والحياة… يا مبدد الظلمة والشر والضلال والموت…
أيها النور بدونك يصير الكل في ليل دامسي. أيها الطريق بدونك لا يوجد سوى الضلال. أيها الحق الذي بدونك لا يوجد سوى الباطل. أيها الحياة الذي بدونك يخيم الموت على الكل.
الآن ما هو موقف الله بعد أن حطمت الخطية كل كيان الإنسان؟ حتما لن يقف متفرجا على محبوبه، بل سبق فوضع خطة لأجل خلاصه ليتمتع بغفران خطاياه، ويحمل البر الإلهي، وينطلق إلى الأحضان الإلهية ويستقر فيها. ما هي هذه الخطية، وما هو دور الثالوث القدوس فيها؟ وكيف أعد البشرية لإدراكها والتفاعل معها. وكيف تحققت؟ وكيف ننعم بها؟
هذا ما يدعونا إلى الحديث عن حاجتنا إلى الخلاص والمخلص الإلهي.