ماذا يعني الرسول بقوله: “وكما لبسنا صورة الترابي، سنلبس أيضا صورة السماوي” (1 كو 15: ۶۹)؟
هل نسيت كلمة المرور؟ الرجاء إدخال بريدك الإلكتروني، وسوف تصلك رسالة عليه حتى تستطيع عمل كلمة مرور جديدة.
أول وأكبر موقع للأسئلة والأجوبة المسيحية والذي يخدم جموع الشعب الناطقين باللغة العربية في كل بقاع العالم.
في القيامة يلبس الجسم مجدا، فيصير كجسم السيد المسيح القائم من الأموات، يستطيع أن يخترق الحواجز الأرضية، ويعبر في الهواء، ويشرق ببهاء منعكس عليه من بهاء المسيح. كأبناء لآدم ولدنا على شبهه وخضعنا لما خضع له. الآن إذ اتحدنا بالسماوي ننعم بشبهه أيضا. بقوله: “سنلبس” يوضح أن صورة السماوي أشبه بثوب نرتديه ونختفي فيه، فجسدنا قائم لكنه يحمل طبيعة جديدة مشرقة ببهاء عظيم.
يقول العلامة أوريجينوس: إن كان أحد لا يزال يحمل صورة الترابي حسب الإنسان الخارجي، فإنه يتحرك بالشهوات الأرضية والحب الزمني. أما شهوة وحب ذاك الذي يحمل صورة السماوي في إنسانه الداخلي فهي سماوية. تتحرك النفس بالحب السماوي والاشتياق السماوي، إذ ترى بوضوح جمال كلمة الله وكماله فتسقط إلى الأعماق في حبه وتتقبل الكلمة نفسه كسهم معين يجرحها بالحب.
ويقول الأب أمبروسیاستر: هذه تعني أنه كما نحمل الجسد الفاسد الذي لآدم الترابي هكذا في المستقبل نحمل الجسد غير الفاسد شبه ذاك الذي للمسيح المقام.
يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: أن تحمل صورة (السماوي) ليس بالأمر الذي يخص الطبيعة، وإنما هو حسب اختيارنا وسلوكنا. كما يقول: أقصد بولس هو هكذا: إذ حملنا صورة الترابي، أي الأعمال الشريرة، لنحمل صورة السماوي، طريقة الحياة الفائقة بالسماويات. فإن كنا نتحدث عن الطبيعة، فإننا لا نحتاج إلى نصيحة أو حث إذ واضح أنه يتحدث هنا عن أسلوب حياتنا.
ويقول القديس أغسطينوس: لماذا خلقتني بهذه الكيفية؟ إن أردت أن تعرف هذه الأمور لا تكن طينا بل كن ابنا لله خلال رحمة ذاك الذي يعطي المؤمنين باسمه القوة أن يصيروا أبناء الله، وإن كان لم يعط بعد هكذا حسبما تريد للذين يرغبون في معرفة الإلهيات قبل أن يؤمنوا بها.