ثم جاء إلى واحد من السبعة الملائكة الذين معهم السبعة الجامات المملوءة من السبع الضربات الأخيرة، وتكلم معي قائلا: هلم فأريك العروس امرأة الخروف” (رؤ ۲۱: ۹). اختار الرب أن يرسل ملاكا من الذين معهم السبعة الجامات ليرى الرسول “العروس امرأة الخروف المقدسة”، وذلك ليظهر لنا حب هؤلاء الملائكة لنا وحنانهم تجاه البشر، فمع كونهم يسكبون الجامات لكنهم يتوقون إلى رؤية البشر في حالة تقديس كامل، ليس فقط هكذا بل ويريدون أن يعلنوا ذلك لكل أحد. ستكون الكنيسة في قداستها موضوع إعجاب الملائكة، فيترنمون مع المرتل، قائلين: “جعلت الملكة عن يمينك بذهب أوفير…”
ويناجيها العريس نفسه، إذ يرى فيها جمالا فائقا، فيقول: “ها أنت جميلة يا حبيبتي…” (نش ۱: ۱۰). هذا الجمال السماوي الذي هو القداسة المنعكسة عليها من الله، أما سر قداستها فهو:
أ. “علوها وسموها”: “وذهب بي الروح إلى جبل عظيم عالي، وأراني المدينة العظيمة أورشليم المقدسة” (رؤ ۲۱: ۱۰). إنها مرتفعة جدا، سماوية، لا يقدر أن يقترب إليها إبليس أو جنوده، لأنهم ملقون في البحيرة المتقدة.
ب. نازلة من عند الله” (رؤ ۲۱: ۱۰). سر قداستها إنها مرتفعة كما رأينا، وإنها “نازلة من السماء من عند الله”. ففي علوها لا يقدر أحد أن يصعد إليها، وبنزولها من السماء يعلن أن الله يصعدنا إليه. يقول القديس أغسطينوس” إنه لا يستطيع أحد أن يصعد إلى شركة أورشليم السمائية ما لم يؤمن أن صعوده لا يتم بقوته الذاتية بل بعمل الله، وبنزولها أيضا يعلن لنا أنه يجب علينا أن نختبر الحياة السماوية ونحن هنا على الأرض قبلما يأتي يوم الرب لنرتفع معه وبه. يقول القديس إكليمنضس الإسكندري إننا نستعيض عن الأرض بالسماء، إذ بالأعمال الصالحة نصير آلهة… وبسلوكنا في السماويات نصير كمن هم في السماء!
ج. لها مجد الله شبه أكرم حجر كحجر يشب بلوري” (رؤ ۲۱: ۱۱). مجدها ليس من ذاتها، بل هو مجد الله المشرق عليها. وهي كالبلور تستقبل الأمجاد الإلهية. فكما أنه في المنظر شبه حجر يشب” (رؤ 4: 3)، هكذا باتحادنا به وتقبلنا إشعاعات مجده نصير كحجر يشب بلوري. هو شمس البر يتلألأ جمالا، ونحن كالبلور الذي يحيط به من كل جانب حتى تختفي فينا ملامح البلور ولا يظهر إلا الإضاءات القوية من شمس البر علينا. إن كل واحد منا كالبلور يرى في أخيه مجد الله، ويرى أخوه فيه مجد الله. هكذا يصير الله الكل في الكل.
القمص تادرس يعقوب ملطي
ثم جاء إلى واحد من السبعة الملائكة الذين معهم السبعة الجامات المملوءة من السبع الضربات الأخيرة، وتكلم معي قائلا: هلم فأريك العروس امرأة الخروف” (رؤ ۲۱: ۹). اختار الرب أن يرسل ملاكا من الذين معهم السبعة الجامات ليرى الرسول “العروس امرأة الخروف المقدسة”، وذلك ليظهر لنا حب هؤلاء الملائكة لنا وحنانهم تجاه البشر، فمع كونهم يسكبون الجامات لكنهم يتوقون إلى رؤية البشر في حالة تقديس كامل، ليس فقط هكذا بل ويريدون أن يعلنوا ذلك لكل أحد. ستكون الكنيسة في قداستها موضوع إعجاب الملائكة، فيترنمون مع المرتل، قائلين: “جعلت الملكة عن يمينك بذهب أوفير…”
ويناجيها العريس نفسه، إذ يرى فيها جمالا فائقا، فيقول: “ها أنت جميلة يا حبيبتي…” (نش ۱: ۱۰). هذا الجمال السماوي الذي هو القداسة المنعكسة عليها من الله، أما سر قداستها فهو:
أ. “علوها وسموها”: “وذهب بي الروح إلى جبل عظيم عالي، وأراني المدينة العظيمة أورشليم المقدسة” (رؤ ۲۱: ۱۰). إنها مرتفعة جدا، سماوية، لا يقدر أن يقترب إليها إبليس أو جنوده، لأنهم ملقون في البحيرة المتقدة.
ب. نازلة من عند الله” (رؤ ۲۱: ۱۰). سر قداستها إنها مرتفعة كما رأينا، وإنها “نازلة من السماء من عند الله”. ففي علوها لا يقدر أحد أن يصعد إليها، وبنزولها من السماء يعلن أن الله يصعدنا إليه. يقول القديس أغسطينوس” إنه لا يستطيع أحد أن يصعد إلى شركة أورشليم السمائية ما لم يؤمن أن صعوده لا يتم بقوته الذاتية بل بعمل الله، وبنزولها أيضا يعلن لنا أنه يجب علينا أن نختبر الحياة السماوية ونحن هنا على الأرض قبلما يأتي يوم الرب لنرتفع معه وبه. يقول القديس إكليمنضس الإسكندري إننا نستعيض عن الأرض بالسماء، إذ بالأعمال الصالحة نصير آلهة… وبسلوكنا في السماويات نصير كمن هم في السماء!
ج. لها مجد الله شبه أكرم حجر كحجر يشب بلوري” (رؤ ۲۱: ۱۱). مجدها ليس من ذاتها، بل هو مجد الله المشرق عليها. وهي كالبلور تستقبل الأمجاد الإلهية. فكما أنه في المنظر شبه حجر يشب” (رؤ 4: 3)، هكذا باتحادنا به وتقبلنا إشعاعات مجده نصير كحجر يشب بلوري. هو شمس البر يتلألأ جمالا، ونحن كالبلور الذي يحيط به من كل جانب حتى تختفي فينا ملامح البلور ولا يظهر إلا الإضاءات القوية من شمس البر علينا. إن كل واحد منا كالبلور يرى في أخيه مجد الله، ويرى أخوه فيه مجد الله. هكذا يصير الله الكل في الكل.