إن كان التعبير في البدء” (تك 1: 1) لا يعني زمنا معينا، إذ لم يكن الزمن قد أوجد بعد، حيث لم تكن توجد الكواكب بنظمها الدقيقة، لكنه يعني أن العالم المادي له بداية، وليس كما ادعى بعض الفلاسفة أنه أزلي، يشارك الله أزليته. هذا ما أكده القديس باسيليوس في كتابه “الهكساميرون” أي “ستة أيام الخليقة”، إذ يقول إن تعبير “في البدء” لا يعني زمنا وإلا كان للبدء بداية ونهاية، وهكذا تكون لهذه البداية بداية وندخل في سلسلة لانهائية من البدايات، لكن “البدء” هنا يعني حركة أولى لا كما زمنيا، وذلك كالقول: “بدء الحكمة مخافة الله” (أم ۹: ۱۰). كما يقول: لا تظن يا إنسان أن العالم المنظور بلا بداية لمجرد أن الأجسام السماوية تتحرك في فلك دائري ويصعب على حواسنا تحديد نقطة البداية، أي متى تبدأ الحركة الدائرية، فتظن أنها بطبيعتها بلا بداية”، ويقول: (الذي بدأ بزمن ينتهي أيضا في زمن؟). هنا لا يعني وجود زمن في بداية الحركة للعمل، إنما يؤكد انتزاع فكرة الأزلية، فمع عدم وجود زمن لكنه وجدت بداية قبلها إذ كان العالم علما. وقد جاء العلم يؤكد عدم أزلية المادة.
ويأخذ كثير من الآباء بجانب هذا التفسير الحرفي أو التاريخي في البدء” التفسير الرمزي أو الروحي، فيرون أنه يعني في المسيح يسوع” أو “في كلمة الله” خُلقت السماوات والأرض، وفيما يلي بعض كلمات الآباء في هذا الشأن:
يقول القديس أغسطينوس: الابن نفسه هو البدء. فعندما سأله اليهود: من أنت؟ أجابهم: “أنا من البدء” (يو 8: ۲۰). هكذا في البدء خلق الله السماوات والأرض.
يقول العلامة أوريجينوس: من هو بدء كل شيء إلا ربنا ومخلص جميع الناس (1 تي 4: ۱۰) يسوع المسيح، “بكر كل خليقة” (كو ۱: ۱۰)؟ ففي هذا البدء، أي في كلمته “خلق الله السماوات والأرض”، وكما يقول الإنجيل يوحنا في بداية إنجيله: “في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله، هذا كان في البدء عند الله، كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان” (يو 1: 3 – 1 ). فالكتاب لا يتحدث عن بداية زمنية، إنما عن هذه البداية التي هي المخلص، إذ به ضيعت السماوات والأرض.
يقول القديس ديديموس الضرير: (يفكر البعض أن البدء” هو زمن، لكن من يتعمق في كلمة “البدء” يجد أنها لا تحمل معني واحدا بل أكثر من معنى. فأحيانا تعني العلة، فيكون المعني هنا أن السماوات والأرض متواجدة في العلة… بالحقيقة كل شيء صنعها الكلمة؛ ففي المسيح يسوع خلق كل ما على الأرض وما في السماء، الأمور المنظورة وغير المنظورة.
في اختصار نقول إن الله خلق العالم في بداية معينة ولم يكن العالم شريكا معه في الأزلية، ومن جانب آخر فإن كلمة الله هو البدء الذي بلا بداية خالق الكل!
القمص تادرس يعقوب ملطي
إن كان التعبير في البدء” (تك 1: 1) لا يعني زمنا معينا، إذ لم يكن الزمن قد أوجد بعد، حيث لم تكن توجد الكواكب بنظمها الدقيقة، لكنه يعني أن العالم المادي له بداية، وليس كما ادعى بعض الفلاسفة أنه أزلي، يشارك الله أزليته. هذا ما أكده القديس باسيليوس في كتابه “الهكساميرون” أي “ستة أيام الخليقة”، إذ يقول إن تعبير “في البدء” لا يعني زمنا وإلا كان للبدء بداية ونهاية، وهكذا تكون لهذه البداية بداية وندخل في سلسلة لانهائية من البدايات، لكن “البدء” هنا يعني حركة أولى لا كما زمنيا، وذلك كالقول: “بدء الحكمة مخافة الله” (أم ۹: ۱۰). كما يقول: لا تظن يا إنسان أن العالم المنظور بلا بداية لمجرد أن الأجسام السماوية تتحرك في فلك دائري ويصعب على حواسنا تحديد نقطة البداية، أي متى تبدأ الحركة الدائرية، فتظن أنها بطبيعتها بلا بداية”، ويقول: (الذي بدأ بزمن ينتهي أيضا في زمن؟). هنا لا يعني وجود زمن في بداية الحركة للعمل، إنما يؤكد انتزاع فكرة الأزلية، فمع عدم وجود زمن لكنه وجدت بداية قبلها إذ كان العالم علما. وقد جاء العلم يؤكد عدم أزلية المادة.
ويأخذ كثير من الآباء بجانب هذا التفسير الحرفي أو التاريخي في البدء” التفسير الرمزي أو الروحي، فيرون أنه يعني في المسيح يسوع” أو “في كلمة الله” خُلقت السماوات والأرض، وفيما يلي بعض كلمات الآباء في هذا الشأن:
يقول القديس أغسطينوس: الابن نفسه هو البدء. فعندما سأله اليهود: من أنت؟ أجابهم: “أنا من البدء” (يو 8: ۲۰). هكذا في البدء خلق الله السماوات والأرض.
يقول العلامة أوريجينوس: من هو بدء كل شيء إلا ربنا ومخلص جميع الناس (1 تي 4: ۱۰) يسوع المسيح، “بكر كل خليقة” (كو ۱: ۱۰)؟ ففي هذا البدء، أي في كلمته “خلق الله السماوات والأرض”، وكما يقول الإنجيل يوحنا في بداية إنجيله: “في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله، هذا كان في البدء عند الله، كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان” (يو 1: 3 – 1 ). فالكتاب لا يتحدث عن بداية زمنية، إنما عن هذه البداية التي هي المخلص، إذ به ضيعت السماوات والأرض.
يقول القديس ديديموس الضرير: (يفكر البعض أن البدء” هو زمن، لكن من يتعمق في كلمة “البدء” يجد أنها لا تحمل معني واحدا بل أكثر من معنى. فأحيانا تعني العلة، فيكون المعني هنا أن السماوات والأرض متواجدة في العلة… بالحقيقة كل شيء صنعها الكلمة؛ ففي المسيح يسوع خلق كل ما على الأرض وما في السماء، الأمور المنظورة وغير المنظورة.
في اختصار نقول إن الله خلق العالم في بداية معينة ولم يكن العالم شريكا معه في الأزلية، ومن جانب آخر فإن كلمة الله هو البدء الذي بلا بداية خالق الكل!