جاء في المناظرة الثانية القديس يوحنا كاسيان: [هذا هو التمييز الذي لا يدعى فقط “نور الجسد”، بل و “الشمس”، إذ يقول الرسول: “لا تغرب الشمس على غيظكم” (أف 29: 4 ). ويدعى أيضا “سلطانا”، إذ لا يسمح لنا الكتاب المقدس أن نصنع شيئا بدونه. “مدينة منهدمة بلا سور، الرجل الذي ليس له سلطان على روحه” (أم 28: 25).
وبه تسكن الحكمة ويقطن الفهم والمعرفة، وبدونه لا يبني بيتنا الداخلي، ولا نستطيع أن نجمع الغنى الروحي الذي لنا، فقد قيل: “بالحكمة يبنى البيت، وبالفهم يثبت. بالمعرفة تمتلئ المخادع من كل ثروة كريمة ونفيسة” (أم 3: ۲۶-4). وهو “الغذاء الكامل” الذي يقتات به الكاملون في النمو والصحة، إذ قيل: “وأما الطعام القوي فللبالغين الذين بسبب التمرن قد صارت لهم الحواس مدربة على التمييز بين الخير والشر” (عب 14: 5 ).
وتظهر أهميته وضرورته بالنسبة لنا بمقدار ما لكلمة الله وقوتها من أهمية، إذ قيل: “لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميزة أفكار القلب ونياته” (عب ۱۲: 4 ). من هذا يظهر بوضوح أنه لا يمكن أن تكون لفضيلة ما كمالها المطلوب، أو تدوم، بدون نعمة التمييز.
وكما يقول الطوباوي أنطونيوس كغيره أيضا من الآباء، بأن التمييز هو الذي يقود الإنسان الشجاع بخطوات ثابتة نحو الله، ويحفظ له دوام سلامة الفضائل المشار إليها بغير سأم، حتى تبلغ أقصى ذروة الكمال. وبدونه لا يمكن الوصول إلى مرتفعات الكمال مهما كان الجهاد بكل رغبة. فالتمييز هو أهم كل الفضائل، وحارسها، ومنظمها.
القمص تادرس يعقوب ملطي
جاء في المناظرة الثانية القديس يوحنا كاسيان: [هذا هو التمييز الذي لا يدعى فقط “نور الجسد”، بل و “الشمس”، إذ يقول الرسول: “لا تغرب الشمس على غيظكم” (أف 29: 4 ). ويدعى أيضا “سلطانا”، إذ لا يسمح لنا الكتاب المقدس أن نصنع شيئا بدونه. “مدينة منهدمة بلا سور، الرجل الذي ليس له سلطان على روحه” (أم 28: 25).
وبه تسكن الحكمة ويقطن الفهم والمعرفة، وبدونه لا يبني بيتنا الداخلي، ولا نستطيع أن نجمع الغنى الروحي الذي لنا، فقد قيل: “بالحكمة يبنى البيت، وبالفهم يثبت. بالمعرفة تمتلئ المخادع من كل ثروة كريمة ونفيسة” (أم 3: ۲۶-4). وهو “الغذاء الكامل” الذي يقتات به الكاملون في النمو والصحة، إذ قيل: “وأما الطعام القوي فللبالغين الذين بسبب التمرن قد صارت لهم الحواس مدربة على التمييز بين الخير والشر” (عب 14: 5 ).
وتظهر أهميته وضرورته بالنسبة لنا بمقدار ما لكلمة الله وقوتها من أهمية، إذ قيل: “لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميزة أفكار القلب ونياته” (عب ۱۲: 4 ). من هذا يظهر بوضوح أنه لا يمكن أن تكون لفضيلة ما كمالها المطلوب، أو تدوم، بدون نعمة التمييز.
وكما يقول الطوباوي أنطونيوس كغيره أيضا من الآباء، بأن التمييز هو الذي يقود الإنسان الشجاع بخطوات ثابتة نحو الله، ويحفظ له دوام سلامة الفضائل المشار إليها بغير سأم، حتى تبلغ أقصى ذروة الكمال. وبدونه لا يمكن الوصول إلى مرتفعات الكمال مهما كان الجهاد بكل رغبة. فالتمييز هو أهم كل الفضائل، وحارسها، ومنظمها.