يقول القيس أغسطينوس: تتمم الملائكة مشيئة الله، فهل نتمم نحن مشيئته؟! كما أن ملائكتك لا تعارضك، هكذا ليتنا نحن لا نعارضك أيضا. كما أن ملائكتك تخدمك في السماء، هكذا لنخدمك نحن على الأرض. ملائكته القديسون يطيعونه، إنهم لا يخطئون إليه، بل يؤذون وصاياه لمحبتهم له. ونحن نصلي لكي تنقذ أيضا وصاياه في حب.
ويقول الأب إسحق: لا يمكن أن توجد صلاة أعظم من الاشتياق أن تكون الأمور الأرضية سماوية، لأنه ماذا يعني القول “لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض” سوى السؤال من أجل البشر ليكونوا مثل الملائكة؟ فكما تتم مشيئة الله بواسطتهم في السماء هكذا ليت الذين على الأرض لا يفعلون مشيئتهم الذاتية بل مشيئة الله.
وأيضا القديس جيروم: كما تطيعك الملائكة في السماء وتخدمك الخليقة السماوية، هكذا ليخدمك البشر أيضا”.
ويقول العلامة أوريجينوس: ليتنا نحن الذين لا تزال على الأرض وتدرك أن إرادة الله تتم في السماء بواسطة سكان السماء، تصلي کي تتم إرادته بواسطتنا نحن أيضا على الأرض في كل الأشياء… عندما تتحقق إرادة الله بواسطتنا نحن الذين على الأرض كما تتحقق في الذين في السماء نتشبه بالسمائيين إذ نحمل مثلهم صورة السماوي (1 کو 15: 49) ونرث ملكوت السماوات (مت ۲۰: 34). ويأتي الذين بعدنا وهم على الأرض يصلون لكي يتشبهوا بنا، إذ نكون نحن في السماء الفردوس).
ثانيا: الروح (أو العقل) والجسد.
يقول القديس أغسطينوس: حين يتفق الجسد مع العقل، وتبتلع الموت إلى غلبة (1 كو 15: 54) حتى لا تبقى بعد شهوات جسدية يصارع معها العقل، ينتهي الصراع الأرضي وتعبر الحرب القلبية المكتوب عنها: “لأن الجسد يشتهي ضد الروح، والروح ضد الجسد. وهذان يقاوم أحدهما الآخر حتى تفعلون ما لا تريدون” (غل 5: ۱۷). أقول، عندما ينتهي هذا الصراع وتتحول كل الشهوات إلى محبة ولا يبقى في الجسد ما يضاد الروح، ولا يبقى فيه شيئا ليقمع أو يلجم أو يطأ تحت الأقدام، بل يصير الكل في وفاق متجها نحو البر… حينئذ تكون مشيئة الله في السماء كذلك على الأرض… إننا إذ نصلي بهذه الطلبة إنما نشتهي الكمال… كما تبتهج عقولنا بوصاياك ليت أجسادنا أيضا ترضى بها، وبهذا ينتهي الصراع الذي وصفه الرسول… ويتحول الصراع إلى نصرة مستقبلة!
ويقول القديس كبريانوس: إذ لنا الجسد من الأرض والروح من السماء، فنحن أنفسنا أرض وسماء، وفي كليهما – أي في الجسد والروح – نصلي لكي تتم مشيئة الله. يوجد صراع بين الجسد والروح، نزاع يومي، كما لو كان الواحد لا يتفق مع الآخر، حتى أننا لا نقدر أن نفعل ما نريده (غل 5: ۲۲ – ۱۷ ). تطلب الروح الأمور السماوية الإلهية بينما يشتهي الجسد الأمور الأرضية الزمنية، لذا نطلب معونة الله ومساعدته حتى يتم التوافق بين الطبيعتين، فتتم مشيئة الله في الروح وفي الجسد، وتحفظ النفس المولودة ثانية بواسطته.
ثالثا: الإنسان الروحاني والإنسان الجسداني.
يقول القديس أغسطينوس: الإنسان الروحاني في الكنيسة هو السماء، أما الجسداني فهو الأرض. هكذا لتكن مشيئة الله كما في السماء كذلك على الأرض، وكأنه كما يخدمك الروحاني فليخدمك الجسداني بإصلاحه… كل الآباء القديسين والأنبياء والرسل والروحانيين إنما هم كالسماء… ونحن بالنسبة لهم الأرض، هكذا لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض.
ويقول العلامة أوريجينوس: إذا ما صارت إرادة الله على الأرض كما في السماء، فسنصير نحن سماء، لأن الجسد الذي لا ينفع (يو 6: 63) والدم المرتبط به، لا يقدران أن يرثا ملكوت الله (۱ کو15 : 50 ) إنما يقال إنهما يرثانه عندما يتحولان من جسد وأرض وتراب ودم إلى أمور سماوية.
رابعا: المؤمنون وغير المؤمنين.
يقول القديس أغسطينوس: الكنيسة في السماء وأعداؤها هم الأرض. ماذا تعني: “لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض”؟ أن يؤمن بك الأعداء كما نحن. إنهم الأرض لهذا هم ضدنا، فإن صاروا سماء يصيرون معنا!
ويقول القديس كبريانوس: يلزمنا أن نسأل من أجل الذين لا يزالون أرضا ولم يبدأوا بعد ليكونوا سماء لكي تتم مشيئة الله حتى في هؤلاء… كما تتم مشيئة الله في السماء – أي فينا نحن إذ صرنا سماء بإيماننا – هل تتم على الأرض، أي في الذين لم يؤمنوا بعد، هؤلاء الذين لا يزالوا أرضا بسبب ميلادهم الأول منها، فيولدون من الماء والروح ويبدأون أن يكونوا سماء “.
القمص تادرس يعقوب ملطي
يحمل السماء والأرض مفاهيم رمزية، نذكر منها الآتي:
أولا: الملائكة والبشر..
يقول القيس أغسطينوس: تتمم الملائكة مشيئة الله، فهل نتمم نحن مشيئته؟! كما أن ملائكتك لا تعارضك، هكذا ليتنا نحن لا نعارضك أيضا. كما أن ملائكتك تخدمك في السماء، هكذا لنخدمك نحن على الأرض. ملائكته القديسون يطيعونه، إنهم لا يخطئون إليه، بل يؤذون وصاياه لمحبتهم له. ونحن نصلي لكي تنقذ أيضا وصاياه في حب.
ويقول الأب إسحق: لا يمكن أن توجد صلاة أعظم من الاشتياق أن تكون الأمور الأرضية سماوية، لأنه ماذا يعني القول “لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض” سوى السؤال من أجل البشر ليكونوا مثل الملائكة؟ فكما تتم مشيئة الله بواسطتهم في السماء هكذا ليت الذين على الأرض لا يفعلون مشيئتهم الذاتية بل مشيئة الله.
وأيضا القديس جيروم: كما تطيعك الملائكة في السماء وتخدمك الخليقة السماوية، هكذا ليخدمك البشر أيضا”.
ويقول العلامة أوريجينوس: ليتنا نحن الذين لا تزال على الأرض وتدرك أن إرادة الله تتم في السماء بواسطة سكان السماء، تصلي کي تتم إرادته بواسطتنا نحن أيضا على الأرض في كل الأشياء… عندما تتحقق إرادة الله بواسطتنا نحن الذين على الأرض كما تتحقق في الذين في السماء نتشبه بالسمائيين إذ نحمل مثلهم صورة السماوي (1 کو 15: 49) ونرث ملكوت السماوات (مت ۲۰: 34). ويأتي الذين بعدنا وهم على الأرض يصلون لكي يتشبهوا بنا، إذ نكون نحن في السماء الفردوس).
ثانيا: الروح (أو العقل) والجسد.
يقول القديس أغسطينوس: حين يتفق الجسد مع العقل، وتبتلع الموت إلى غلبة (1 كو 15: 54) حتى لا تبقى بعد شهوات جسدية يصارع معها العقل، ينتهي الصراع الأرضي وتعبر الحرب القلبية المكتوب عنها: “لأن الجسد يشتهي ضد الروح، والروح ضد الجسد. وهذان يقاوم أحدهما الآخر حتى تفعلون ما لا تريدون” (غل 5: ۱۷). أقول، عندما ينتهي هذا الصراع وتتحول كل الشهوات إلى محبة ولا يبقى في الجسد ما يضاد الروح، ولا يبقى فيه شيئا ليقمع أو يلجم أو يطأ تحت الأقدام، بل يصير الكل في وفاق متجها نحو البر… حينئذ تكون مشيئة الله في السماء كذلك على الأرض… إننا إذ نصلي بهذه الطلبة إنما نشتهي الكمال… كما تبتهج عقولنا بوصاياك ليت أجسادنا أيضا ترضى بها، وبهذا ينتهي الصراع الذي وصفه الرسول… ويتحول الصراع إلى نصرة مستقبلة!
ويقول القديس كبريانوس: إذ لنا الجسد من الأرض والروح من السماء، فنحن أنفسنا أرض وسماء، وفي كليهما – أي في الجسد والروح – نصلي لكي تتم مشيئة الله. يوجد صراع بين الجسد والروح، نزاع يومي، كما لو كان الواحد لا يتفق مع الآخر، حتى أننا لا نقدر أن نفعل ما نريده (غل 5: ۲۲ – ۱۷ ). تطلب الروح الأمور السماوية الإلهية بينما يشتهي الجسد الأمور الأرضية الزمنية، لذا نطلب معونة الله ومساعدته حتى يتم التوافق بين الطبيعتين، فتتم مشيئة الله في الروح وفي الجسد، وتحفظ النفس المولودة ثانية بواسطته.
ثالثا: الإنسان الروحاني والإنسان الجسداني.
يقول القديس أغسطينوس: الإنسان الروحاني في الكنيسة هو السماء، أما الجسداني فهو الأرض. هكذا لتكن مشيئة الله كما في السماء كذلك على الأرض، وكأنه كما يخدمك الروحاني فليخدمك الجسداني بإصلاحه… كل الآباء القديسين والأنبياء والرسل والروحانيين إنما هم كالسماء… ونحن بالنسبة لهم الأرض، هكذا لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض.
ويقول العلامة أوريجينوس: إذا ما صارت إرادة الله على الأرض كما في السماء، فسنصير نحن سماء، لأن الجسد الذي لا ينفع (يو 6: 63) والدم المرتبط به، لا يقدران أن يرثا ملكوت الله (۱ کو15 : 50 ) إنما يقال إنهما يرثانه عندما يتحولان من جسد وأرض وتراب ودم إلى أمور سماوية.
رابعا: المؤمنون وغير المؤمنين.
يقول القديس أغسطينوس: الكنيسة في السماء وأعداؤها هم الأرض. ماذا تعني: “لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض”؟ أن يؤمن بك الأعداء كما نحن. إنهم الأرض لهذا هم ضدنا، فإن صاروا سماء يصيرون معنا!
ويقول القديس كبريانوس: يلزمنا أن نسأل من أجل الذين لا يزالون أرضا ولم يبدأوا بعد ليكونوا سماء لكي تتم مشيئة الله حتى في هؤلاء… كما تتم مشيئة الله في السماء – أي فينا نحن إذ صرنا سماء بإيماننا – هل تتم على الأرض، أي في الذين لم يؤمنوا بعد، هؤلاء الذين لا يزالوا أرضا بسبب ميلادهم الأول منها، فيولدون من الماء والروح ويبدأون أن يكونوا سماء “.