1- فرعون كملك لمصر يعتبر هو المسئول عن حماية شعبه، ودائماً يتحمل الشعب نتائج قرارات الملك، فقد يخوض الملك حرباً خاسرة ويدفع الشعب فلذات أكباده نتيجة خطأ القرار، ولذلك فإن فرعون هو صاحب المسئولية في قتل أبكار المصريين، بسبب تكبره وتشامخه على إله إسرائيل ورفضه أن يرسل شعب الله للحرية.

2- جاءت هذه الضربة مقابل ما فعله فرعون وشعبه ببني إسرائيل، إذ سفكوا دماء أطفال العبرانيين الذين أغرقوهم في نهر النيل، ويصوّر ف. ب. ماير هذا الموقف فيقول ” وفجأة قطع حبل الصمت صراخ أم أندفعت من بيتها لتخبر بأن ملاك الموت بدأ عمله، فأجابتها أم أخرى بعويلها ونحيبها على إبنها البكر ثم ثالثة ورابعة. كان غير مجدٍ أن يُدعى الكهنة أو الأطباء، السحرة أو المنجمون، فكيف يستطيع أن يعين غيره من لم يقدر أن يدفع الموت عن فلذة كبده؟ أشتركت الخادمة التي تطحن على الرحى مع سيدتها الثرية في حزن مشترك لم يميز بين شخص وآخر ” لم يكن بيت ليس فيه ميت ” بل ولم يعفَ من الموت قصر فرعون نفسه فسرعان ما ذاعت الأنباء بسرعة البرق بأن ولي العهد مات ” كان صراخ عظيم في مصر ” أه يامصر، مهما كانت تلك الليلة مريرة فإنها لا تعادل الإساءات التي لقيها إسرائيل على أيدك أجيالاً طويلة. لم تكن دموعك سوى قناة صغيرة بالنسبة لأنهار الدموع التي أنسكبت من أعين ذلك الشعب الشجاع الذي أُجبر على تحويل التراب إلى لبن دون أن ينال أجراً سوى ضرب السياط.. ومهما كان صراخك أيما يمزق القلب فليس سوى همس بالنسبة لعويل الأمهات وتنهداتهن إذ كان أطفالهن ينتزعن من أحضانهن ” (1).

(1) حياة موسى ص 77 ، 87