غرف البابا غريغوريوس (الكبير) بختيه لكتابات آباء الشرق مثل القديسين أثناسيوس وكيرلس الكبير، وقد شكل مجموعة لديه للترجمة من اليونانية إلى اللاتينية. إنه يقول: الآن إذ نمسح بالكامل هاتين الاثنتين (إثم اليد والظلم الذي في الخيمة)، نرفع وجوهنا بلا لوم لله. لأن النفس هي وجه الإنسان الداخلي، به نعرف خالقنا بالحب وبه ننظره. الآن رفع هذا الوجه عينه هو رفع النفس لله بممارسة الصلاة. أما الوصمة التي تفسد رفع الوجه فهي نية العمل… فإنها (النفس) في الحال تتحطم، وتفقد كل ثقة في الرجاء. وحينما تنشغل بالصلاة تلتصق بتذكر الخطية التي خضعت لها. تفقد الثقة في نوال ما تشتاق إليه، فتحمل في الذهن الرفض المستمر لممارسة ما تسمعه من الله.
لذلك يقول يوحنا: “أيها الأحباء إن لم تلمنا قلوبنا، فلنا ثقة من نحو الله، ومهما سألنا ننال منه” (1 يو ۳: ۲۱- ۲۲). ويقول سليمان: “من يحول أذنه عن سماع الشريعة فصلاته أيضا مكرهة” (أم ۲۸: 9). فإن قلبنا يلومنا في تقديم صلواتنا عندما نتذكر أنها تقف ضد وصاياه.
بالنسبة للذين يحسبون وصايا الرب كلا شيء، يقمون صلوات ولا يسمع الرب لهم قط. لذلك مكتوب: “من يصم أذنه عن سماع الناموس، فصلاته تكون رجسة” (أم ۲۸: ۹). مادام أليفاز يعتقد أن الطوباوي أيوب لم يسمع له، فإنه يصمم أنه قد مارس خطأ ما.) الله في عدله يرفض المعصية، ولا يقبل الإثم (أي ۱۷ : 14 )، لكنه إذ يدبر الخلاص، يشتاق إلى الإنسان عمل يديه. في وسط الشدة يصرخ أيوب إلى الله، وكأن الله لا يسمع له، أما إذ يحين وقت القيامة، فالله يدعوه أن يقوم فيستجيب أيوب، يلتقي مع الله الذي يشتهي إلى عمل يديه، حيث يحمل أيوب انعكاس بهاء مجد الله عليه.
تسألني، فأجيبك”… ما دمنا نخضع للفساد لا نجيب خالقنا بأية وسيلة، متطلعين إلى أن الفساد بعيد عن عدم الفساد، وليس من تشابه يليق بإجابتنا. أما عن هذا التغير فقد كتب: “عندما يظهر نصير مثله، لأننا سنراه كما هو” (1 يو 3: ۲). بالحقيقة سنجيب الله، الذي يدعو، لدى الأمر بعدم الفساد الأسمى”، نقوم في عدم فساد. ولأن المخلوق لا يقدر أن يتأهل لذلك بنفسه، إنما يتحقق هذا بعطية الله القدير وحده، وهو أن يتغير إلى مجد عدم الفساد الفائق، لذلك بحق أضاف: “ستبسط يمينك لعمل يديك”. وكأنه يقول بكلمات واضحة: لهذا السبب مخلوقك القابل للفساد قادر أن يمسك في عدم الفساد (1 كو 15: 53)، لأنه يرتفع بأيدي سلطانك، ويحفظ بنعمة اهتمامك. فإن المخلوق البشري، بهذا وحده، بكونه مخلوقا، يرث في ذاته الانهيار إلى أسفل مما هو عليه، لكن الإنسان ينال من خالقه أن يلتزم بأن يرتفع إلى ما هو أعلى منه وذلك بالتأمل، ويمسك في نفسه عدم الفساد. إنه يرتفع إلى الرسوخ في عدم التغير وذلك بيمين خالقه.
من يقدر أن يقر سخاء الرحمة الإلهية، أن يحضر الإنسان بعد الخطية إلى علو مجير كهذا؟ الله يضع في اعتباره الأمور الشريرة التي نفعلها، ولكن برأفته يغفرها في رحمة. وهكذا أضيف: “الآن تحصي خطواتي، وتصفح عن خطاياي” (أي 14: 1).
القمص تادرس يعقوب ملطي
غرف البابا غريغوريوس (الكبير) بختيه لكتابات آباء الشرق مثل القديسين أثناسيوس وكيرلس الكبير، وقد شكل مجموعة لديه للترجمة من اليونانية إلى اللاتينية. إنه يقول: الآن إذ نمسح بالكامل هاتين الاثنتين (إثم اليد والظلم الذي في الخيمة)، نرفع وجوهنا بلا لوم لله. لأن النفس هي وجه الإنسان الداخلي، به نعرف خالقنا بالحب وبه ننظره. الآن رفع هذا الوجه عينه هو رفع النفس لله بممارسة الصلاة. أما الوصمة التي تفسد رفع الوجه فهي نية العمل… فإنها (النفس) في الحال تتحطم، وتفقد كل ثقة في الرجاء. وحينما تنشغل بالصلاة تلتصق بتذكر الخطية التي خضعت لها. تفقد الثقة في نوال ما تشتاق إليه، فتحمل في الذهن الرفض المستمر لممارسة ما تسمعه من الله.
لذلك يقول يوحنا: “أيها الأحباء إن لم تلمنا قلوبنا، فلنا ثقة من نحو الله، ومهما سألنا ننال منه” (1 يو ۳: ۲۱- ۲۲). ويقول سليمان: “من يحول أذنه عن سماع الشريعة فصلاته أيضا مكرهة” (أم ۲۸: 9). فإن قلبنا يلومنا في تقديم صلواتنا عندما نتذكر أنها تقف ضد وصاياه.
بالنسبة للذين يحسبون وصايا الرب كلا شيء، يقمون صلوات ولا يسمع الرب لهم قط. لذلك مكتوب: “من يصم أذنه عن سماع الناموس، فصلاته تكون رجسة” (أم ۲۸: ۹). مادام أليفاز يعتقد أن الطوباوي أيوب لم يسمع له، فإنه يصمم أنه قد مارس خطأ ما.) الله في عدله يرفض المعصية، ولا يقبل الإثم (أي ۱۷ : 14 )، لكنه إذ يدبر الخلاص، يشتاق إلى الإنسان عمل يديه. في وسط الشدة يصرخ أيوب إلى الله، وكأن الله لا يسمع له، أما إذ يحين وقت القيامة، فالله يدعوه أن يقوم فيستجيب أيوب، يلتقي مع الله الذي يشتهي إلى عمل يديه، حيث يحمل أيوب انعكاس بهاء مجد الله عليه.
تسألني، فأجيبك”… ما دمنا نخضع للفساد لا نجيب خالقنا بأية وسيلة، متطلعين إلى أن الفساد بعيد عن عدم الفساد، وليس من تشابه يليق بإجابتنا. أما عن هذا التغير فقد كتب: “عندما يظهر نصير مثله، لأننا سنراه كما هو” (1 يو 3: ۲). بالحقيقة سنجيب الله، الذي يدعو، لدى الأمر بعدم الفساد الأسمى”، نقوم في عدم فساد. ولأن المخلوق لا يقدر أن يتأهل لذلك بنفسه، إنما يتحقق هذا بعطية الله القدير وحده، وهو أن يتغير إلى مجد عدم الفساد الفائق، لذلك بحق أضاف: “ستبسط يمينك لعمل يديك”. وكأنه يقول بكلمات واضحة: لهذا السبب مخلوقك القابل للفساد قادر أن يمسك في عدم الفساد (1 كو 15: 53)، لأنه يرتفع بأيدي سلطانك، ويحفظ بنعمة اهتمامك. فإن المخلوق البشري، بهذا وحده، بكونه مخلوقا، يرث في ذاته الانهيار إلى أسفل مما هو عليه، لكن الإنسان ينال من خالقه أن يلتزم بأن يرتفع إلى ما هو أعلى منه وذلك بالتأمل، ويمسك في نفسه عدم الفساد. إنه يرتفع إلى الرسوخ في عدم التغير وذلك بيمين خالقه.
من يقدر أن يقر سخاء الرحمة الإلهية، أن يحضر الإنسان بعد الخطية إلى علو مجير كهذا؟ الله يضع في اعتباره الأمور الشريرة التي نفعلها، ولكن برأفته يغفرها في رحمة. وهكذا أضيف: “الآن تحصي خطواتي، وتصفح عن خطاياي” (أي 14: 1).