ما هو اسم سفر الخروج في اللغة العبرية، واليونانية، ومن هو كاتب السفر؟ ومتى كُتب؟ وبأي لغة كُتب؟
هل نسيت كلمة المرور؟ الرجاء إدخال بريدك الإلكتروني، وسوف تصلك رسالة عليه حتى تستطيع عمل كلمة مرور جديدة.
أول وأكبر موقع للأسئلة والأجوبة المسيحية والذي يخدم جموع الشعب الناطقين باللغة العربية في كل بقاع العالم.
إسم السفر: دُعي سفر الخروج في اللغة العبريـة ” وإله شيموت ” أي ” وهذه أسماء ” وهما أول كلمتان يبدأ بهما السفر كما دُعي في العبرية أيضاً ” حوميش شنى ” أي ” الثاني من الخمسة “، فترتيب سفر الخروج هو التالي لسفر التكوين من توراة موسى النبي التي تشمل الأسفار الخمسة الأولى.
ودُعي السفر في اللغة اليونانية ” أكسودوس ” Exodus أي الخروج أو الإرتحال أو الهجرة أو النزوح، ورغم أن الخروج يشغل أقل من نصف السفر، إلاَّ أنه الحدث الأهم في تاريخ شعب الله، ولذلك دُعي السفر كله بالخروج.
كاتب السفر: شكَّك بعض النُقَّاد في نسبة سفر الخروج لموسي النبي، فقال البعض ” لا حاجة لأن نفترض أن شخصاً كتب سفر الخروج كله، فعلى الأقل السفر نفسه لا يدَّعي هذا. وقد يكون من المستحسن أن نفهم أن مزيجاً من مصادر موسوية مكتوبة، ومادة شفوية نقلاً عن موسى، تم توحيدها بعد ذلك في السفـر الــذي نعرفه باسم سفر الخروج ” (1).
والحقيقة أن موسى النبي هو كاتب السفر، وما أكثر الأدلة على ذلك، ويكفي أن نسوق منها الآتي:
أولاً : الأدلة الداخلية
1– شهادة النصوص المقدَّسة: التي نصت صراحة بأن الله أمر موسى النبي بالكتابة، فمثلاً عقب الإنتصار على حرب عماليق ” فقـال الرب لموسى أكتب هذا تذكاراً في الكتاب ” (خر 17: 14) وعندما دعى الله موسى للصعود للجبل ” فكتب موسى جميع أقوال الرب ” (خر 24: 4) وعندما أعطى الله التحذيرات من عبادة الآلهة الغريبة وقطع عهد مع شعوب الأرض ” قال الرب لموسى أكتب لنفسك هذه الكلمات ” (خر 34: 27).
2- الكاتب شاهد عيان للأحداث بدليل ما ذكره من تفصيلات عديدة مثل:
أ – إرسال ريح شرقية حملت الجراد إلى مصر (خر 1.: 13).
ب- إرسال ريح غريبة شديدة حملت الجراد وطرحته في بحر سوف (خر 1.: 19).
جـ- إرسال ريح شرقية شديدة أظهرت اليابسة وسط البحر (خر 14: 21).
د – صنع الفصح في اليوم الرابع عشر من الشهر الأول (نيسان) (خر 12: 18) والخروج في اليوم الخامس عشر من نفس الشهر، والرحيل من إيليم إلى برية سين في اليوم الخامس عشر من الشهر الثاني (خر 16: 1).
هـ- الوصف الدقيق للمن (خر 16: 14).
و – الوصف الدقيق التفصيلي لخيمة الإجتماع (خر 25 – 31).
3- ذكر الكاتب أحداث شخصية مثل:
أ – قتل موسى للرجل المصري سراً، وفضح الأمر بواسطة الرجل الإسرائيلي في اليوم التالي (خر 3).
ب- ظهور الله في العليقة، وتفصيل الحديث الذي دار بين الله وموسى، ومحاولات موسى المتكررة للإستعفاء من الإرسالية، وإصرار الله على إرساله (خر 3، 4).
جـ- قصة عودة موسى مع زوجته وولديه، وما حدث من محاولة الله لقتله، وختان إبنه (خر 4).
4- حوى السفر معلومات لا يعرفها إلاَّ الذي عاصر الأحداث مثل:
أ – عندما شاهد موسى النبي العليقة قال ” أميل الآن لأنظر هذا المنظر العظيم. لماذا لا تحترق العليـقة ” (خر 3: 3) وعندما طرح العصا إلى الأرض ” فصارت حية. فهرب موسى منها ” (خر 4: 3) وعندما ترك أرض مديان ” فأخذ موسى امرأته وبنيه وأركبهم على الحمير ورجع إلى أرض مصر ” (خر 4: 2.) وعندما إلتقاه الرب في الطريق وطلب أن يقتله ” فأخذت صفورة صوَّانه وقطعت غُرلة إبنها ومسَّت رجليه. فقالت أنك عريس دم لي ” (خر 4: 25) وعندما حارب عماليق إسرائيل ووقف على التلة يصلي ثقلت يداه ” فلما صارت يدا موسى ثقيلتين أخذا حجراً ووضعاه تحته فجلس عليه. ودعم هرون وحور يديه ” (خر 17: 12) وذكر موسى النبي سبب تسمية إبنيه ” أحدهما جرشوم لأنه قال كنتُ نزيلاً في أرض غريبة. وإسم الآخر أليعازر لأنه قال إله أبي كان عوني وأنقذني من سيف فرعون ” (خر 18: 3، 4).. إلخ.
ب – في ضربة البرد ذكر تتابع المحاصيل الزاعية ” فالكتان والشعير ضُربا لأن الشعير كان مُسبّلاُ والكتاب مُبزّراً. وأما الحنطة والقطاني فلم تُضرب لأنها كانت متأخرة ” (خر 9: 3.، 31).
جـ – ذكر نمو الحلفا على حافة النهر (خر 2: 3).
د – توافر خشب السنط القوي في صحراء سيناء، وهو ما صُنع منه خشب خيمة الإجتماع (خر 25: 5).
هـ – ذكر غطاء الخيمة الأعلى من جلود التُخَس، وهو عبارة عن جلد حيوان بحري يُدعى (الأطوم) وهو حيوان ثديي يعيش في البحر الأحمر.
5- لأن موسى النبي هو كاتب السفر لم ينسب العظمة لنفسه، ولو كان الكاتب شخص يهودي آخر مثل هرون أو حور أو يشوع أو غيرهم لعظم موسى ورفعه إلى درجة أعلى من الكواكب، ولكننا نجد العكس أن السفر يذكر ضعفات موسى النبي وأخطاءه بصراحة ووضوح، مثل قتله للرجل المصري (خر 2: 12) وخوفه وهروبـه من أرض مصر (خر 2: 14، 15) ومحاولة إستعفاءه من الإرسالية التي كلفه بها الله (خر 4: 1 – 14) وعندما أتت المقابلة الأولى مع فرعون بثمار عكسية عاتب الله (خر 5: 22، 23) ولما دعاه الله ليدخل إلى فرعون ثانية ذكر ضعفه وعجزه (خر 6: 12).
ثانياً : الأدلة الخارجية
(راجع مدارس النقد جـ 1 ص 186 – 194، والأستاذ رأفت شوقي – دراسة علمية في سفر الخروج).
زمن كتابة السفر: قال بعض النُقَّاد ” بعض الكتَّاب اللاهوتيين يقولون أن عملية التدوين النهائية كانت في أيام يشوع، والبعض الآخر يقول أنها كانت في عهد صموئيل النبي، وعلى جانب آخر هناك من يفضلون أيام عزرا. وقد تبنى كل رأي من هذه الآراء كاتب أو أكثر ” (1).
وهكـذا شأن النُقَّاد هو الإختلاف في القضايا، وعدم إعطاء رأي واضح وصريح، وما دمنا مقتنعين بأن موسى هو كاتب السفر وليس شخص آخر، إذاً لابد أنه كُتب في زمـن موسـى النبي، وهذا واضح من الأوامر الإلهية الصادرة لموسى بالكتابة (خر 17: 14، 34: 27) أن موسى هو الذي دوَّن هذا السفر مع بدايات رحلة البرية.
وإن كان البعض قد إعترض على نسبة السفر لموسى النبي بحجة:
لغة السفر: قال الدكتور وسيم السيسي بأن موسى النبي لم يكتب التـوراة باللغة العبرانية، لأن هذه اللغة عُرفت بعد موت موسى بمائة عام (مقال بمجلة روز اليوسف بتاريخ 4/11/2..6م.
والحقيقة أنه سبق مناقشة هذا الموضوع (راجع مدارس النقد جـ5 س31.) حيث تم طرح الآراء المختلفة سواء آراء القائلين بأن التوراة كُتبت باللغـة المصرية القديمة، أو آراء القائلين أنها كُتبت بالخط المسماري، ورأي قسم ثالث أنها كُتبت بالأبجدية التي إستعملها السوموريون، وجزم البعض بأن موسى كتب التوراة باللغة العبرانية، ونضيف هنا تأييد الشماس الإكليريكي ناجي ونيس لهذا الرأي، حيث يقول للدكتور وسيم ” بإفتراض أن العبرية لم تُعرف إلاَّ بعد موسى بمائة سنة كما تدعي حضرتك.. ونحن نعرف أن أبينا إبراهيم يسبق موسى النبي بأكثر من أربعة قرون تقريباً، فكيف تبرر لي ياإستاذي الفاضل أن هناك الكثير من العبارات والأسماء العبرية، أي ذات المعاني العبرية في عصر إبراهيم وأولاده وأحفاده.
فعلى سبيل المثال وليس الحصر فحينما خرج إبراهيم من أور الكلدانيين كان إسمه إبرآم.. لما أطاع الله وخرج غير الله إسمه فيما بعد إلى إبراهيم، وإبراهيم من الكلمة العبرية ” أبوهام ” ومعناه في العبرية ” أب لجمور كثير ” فكيف يتسمى باسم عبري ذي معنى عبري ولا تكون هناك أساساً لغة عبرية.. وبذات القياس فإننا نجد أسماء أولاد إبراهيم تحمل معان عبرية.. فإبنه إسماعيل يحمل إسماً عبرياً معناه ” الله يسمع ” وكذلك إبنه إسحق يحمل إسماً عبرياً معناه ” يضحك “.. يعقوب يحمل إسماً عبرياً ومعناه ” يعقب ” أو يمسك العقب أو الكعب.. حينما ولدت ليئة زوجة يعقوب إبنها الثاني قالت (أن الرب قد سمع أني مكروهة فأعطاني هذا أيضاً فدعت إسمه شمعون) وشمعون هو إسم عبري معناه ” سماع ” فهل تكلمت بلغة ثم أطلقت إسماً على إبنها بلغة أخرى؟
كذلك في ولادة إبنها الثالث، فقد قالت (الآن هذه المرة يقترن بي رجُلي لأني ولدت لـه ثلاثة بنيــن لذلك دعـى إسمه (لاوي) ولاوي هو إسم عبري معناه ” مقترن ” وكذلك حينمــا ولدت إبنها الرابع قالت (هذه المرة أحمد الرب، لذلك دعت إسمه يهوذا) ويهوذا إسم عبري معناه ” حمد ” وكذلك لما ولدت جارية رحيل، قالت الأخيرة (قد صارعت أختي وغلبت فدعت إسمه نفتالي) ونفتال هو إسم عبري معناه ” مصارعتي “.. فهناك يسَّاكر وهو إسم عبري معنا ” سكن أو إقامة ” والسؤال الذي يفرض نفسه الآن: كيف تكون اللغة العبرية قد جاءت بعد موسى بمئة سنة – كما تدعي – ونجد هذه الأسماء العبرية، والتي تحمل معان موجودة قبل موسى بأكثر من 4.. سنة؟! ” (1).
(1) ترجمة نكلس نسيم – التفسير الحديث للكتاب المقدَّس – العهد القديم ص 5.
(1) ترجمة نكلس نسيم – التفسير الحديث للكتاب المقدَّس – العهد القديم ص 55
(1) محاولات سرقة أدب العهد القديم جـ 1 ص 45 – 47