أولا: موقف القديس چیروم. أشار في تعليقه على إنجيل مت ۱۹: ۲۹-۳۰ إلى التمييز بين حديث بعض الآباء عن الملك الألفي وبين الذين سقطوا في التعليم الخاطئ لهذا الفكر. لقد قال : بالنسبة للآباء الأولين الذين قبلوا هذا التعليم لم يبدي أي منهم أدنى إشارة إلى الاستمرار في الإنجاب خلال الملك الألفي. وعلى العكس يرى كرينتورس Cerintorus الهرطوقي أن فترة الألفية تكون فترة مسرات مادية حيث يستمر الإنسان في الإنجاب.
هنا يليق أن نتساءل: إن كانت الألفية هي لقاء مع السيد المسيح كملك ينقذ الأبرار من الضيقة العظيمة، تبقى أسئلة كثيرة تمس خلاصنا بالمسيح المصلوب القائم من الأموات والصاعد إلى السماوات، من بينها الأسئلة التالية: أ. إذ قال السيد المسيح لبيلاطس بنطس إن مملكته ليست من هذا العالم (يو ۱۸: ۳۹)، فهل يعود ويملك مع المؤمنين على الأرض؟
ب. بماذا يجيبون عن قول الرسول بولس: “إن كنا نتألم معه لكي نتمجد أيضا معه” (رو ۸: ۱۷)، فهؤلاء الذين لا يتألمون في الألف سنة كيف يتمجدون مع الرب أبدا؟!
ج. إن كان السيد المسيح سيملك على الأرض ويحفظ مؤمنیه، فلماذا قال إنه من أجل المختارين سيقصر أيام ضد المسيح حتى لا يضلوا (مر ۱۳: ۲۰)؟
أشار القديس چيروم أكثر من خمسين مرة خطأ هذا التعليم، خاصة في تفسيره للأنبياء، وقام بمناقشته. في مناقشته لهذا التعليم غالبا ما يربط بين اليهود المؤيدين لمملكة المسا على الأرض وبين المنادين من المسيحيين لهذا التعليم.
ثانيا: القديس أغسطينوس. يرى في كتابه “مدينة الله” أن الفترة ما بين الخليقة ومجيء السيد المسيح حوالي 6000 سنة، ولما كانت الألف سنة عند الرب كيوم واحد (۲ بط ۳: ۸)، فهذه الفترة تشير إلى ستة أيام الخليقة، ومن قيامة المسيح إلى القيامة العامة تحسب اليوم السابع، أو يوم الرب. فالألف سنة هي فترة تذوق المؤمنين للقيامة في حياتهم الداخلية.
هكذا يرى القديس أغسطينوس أن حياة الأبرار على الأرض هي عربون الأبدية، إذ تتمتع نفوسهم بعذوبة القيامة. بهذا ينادي بأن الذين يرون في الملك الألفي كملك على الأرض لا يقبلها أصحاب الفكر الروحي، بل أصحاب الفكر الجسداني المادي.
التفسير الثاني للملك الألفي عند القديس أغسطينوس أن السيد المسيح وعد أن من يترك كل شيء يأخذ مئة ضعف (مت ۱۹: ۲۹). فإن كان ما يملكه يرمز له برقم ۱۰ فإن ما يتركه ينال مئة ضعف ۱۰۰x۱۰ فالمحصلة هي الألف.
بهذا يرى القديس أغسطينوس أن رقم ۱۰۰۰ يشير إلى المؤمنين الحقيقيين الذين يعيشون في عربون السماويات عبر كل الأجيال ينالون الوعد الإلهي، عبثا يحاول الشيطان أن يتسلل إلى قلوبهم.
يرى القديس أغسطينوس أيضا أن طرح إبليس وتقييده ألف سنة والختم عليه يشير أنه في خلال هذا الزمن حيث يختبر المؤمنون عربون السماء، ليس لإبليس سلطان على أولاد الله المجاهدين، أما الإغلاق عليه في الهاوية والختم عليه فيشير إلى أنه في خلال الألف سنة لا يستطيع أحد أن يعرف من الذين هم مع إبليس ومن هم مع المخلص.
فإذا رأينا إنسانا ساقطا لا نحكم عليه لأنه قد يقدم توبة صادقة، وأيضا قد نظن في إنسان أنه بار وتنتهي حياته بالسقوط في الخطية. لكن الله يعلم الذين هم له (۲ تي ۲: ۱۹).
القمص تادرس يعقوب ملطي
أولا: موقف القديس چیروم. أشار في تعليقه على إنجيل مت ۱۹: ۲۹-۳۰ إلى التمييز بين حديث بعض الآباء عن الملك الألفي وبين الذين سقطوا في التعليم الخاطئ لهذا الفكر. لقد قال : بالنسبة للآباء الأولين الذين قبلوا هذا التعليم لم يبدي أي منهم أدنى إشارة إلى الاستمرار في الإنجاب خلال الملك الألفي. وعلى العكس يرى كرينتورس Cerintorus الهرطوقي أن فترة الألفية تكون فترة مسرات مادية حيث يستمر الإنسان في الإنجاب.
هنا يليق أن نتساءل: إن كانت الألفية هي لقاء مع السيد المسيح كملك ينقذ الأبرار من الضيقة العظيمة، تبقى أسئلة كثيرة تمس خلاصنا بالمسيح المصلوب القائم من الأموات والصاعد إلى السماوات، من بينها الأسئلة التالية: أ. إذ قال السيد المسيح لبيلاطس بنطس إن مملكته ليست من هذا العالم (يو ۱۸: ۳۹)، فهل يعود ويملك مع المؤمنين على الأرض؟
ب. بماذا يجيبون عن قول الرسول بولس: “إن كنا نتألم معه لكي نتمجد أيضا معه” (رو ۸: ۱۷)، فهؤلاء الذين لا يتألمون في الألف سنة كيف يتمجدون مع الرب أبدا؟!
ج. إن كان السيد المسيح سيملك على الأرض ويحفظ مؤمنیه، فلماذا قال إنه من أجل المختارين سيقصر أيام ضد المسيح حتى لا يضلوا (مر ۱۳: ۲۰)؟
أشار القديس چيروم أكثر من خمسين مرة خطأ هذا التعليم، خاصة في تفسيره للأنبياء، وقام بمناقشته. في مناقشته لهذا التعليم غالبا ما يربط بين اليهود المؤيدين لمملكة المسا على الأرض وبين المنادين من المسيحيين لهذا التعليم.
ثانيا: القديس أغسطينوس. يرى في كتابه “مدينة الله” أن الفترة ما بين الخليقة ومجيء السيد المسيح حوالي 6000 سنة، ولما كانت الألف سنة عند الرب كيوم واحد (۲ بط ۳: ۸)، فهذه الفترة تشير إلى ستة أيام الخليقة، ومن قيامة المسيح إلى القيامة العامة تحسب اليوم السابع، أو يوم الرب. فالألف سنة هي فترة تذوق المؤمنين للقيامة في حياتهم الداخلية.
هكذا يرى القديس أغسطينوس أن حياة الأبرار على الأرض هي عربون الأبدية، إذ تتمتع نفوسهم بعذوبة القيامة. بهذا ينادي بأن الذين يرون في الملك الألفي كملك على الأرض لا يقبلها أصحاب الفكر الروحي، بل أصحاب الفكر الجسداني المادي.
التفسير الثاني للملك الألفي عند القديس أغسطينوس أن السيد المسيح وعد أن من يترك كل شيء يأخذ مئة ضعف (مت ۱۹: ۲۹). فإن كان ما يملكه يرمز له برقم ۱۰ فإن ما يتركه ينال مئة ضعف ۱۰۰x۱۰ فالمحصلة هي الألف.
بهذا يرى القديس أغسطينوس أن رقم ۱۰۰۰ يشير إلى المؤمنين الحقيقيين الذين يعيشون في عربون السماويات عبر كل الأجيال ينالون الوعد الإلهي، عبثا يحاول الشيطان أن يتسلل إلى قلوبهم.
يرى القديس أغسطينوس أيضا أن طرح إبليس وتقييده ألف سنة والختم عليه يشير أنه في خلال هذا الزمن حيث يختبر المؤمنون عربون السماء، ليس لإبليس سلطان على أولاد الله المجاهدين، أما الإغلاق عليه في الهاوية والختم عليه فيشير إلى أنه في خلال الألف سنة لا يستطيع أحد أن يعرف من الذين هم مع إبليس ومن هم مع المخلص.
فإذا رأينا إنسانا ساقطا لا نحكم عليه لأنه قد يقدم توبة صادقة، وأيضا قد نظن في إنسان أنه بار وتنتهي حياته بالسقوط في الخطية. لكن الله يعلم الذين هم له (۲ تي ۲: ۱۹).