يقول القديس أغسطينوس: أنزل من أجلنا، لنصعد نحن من أجله. هو وحده نزل وصعد، ذاك الذي يقول: “ليس أحد صعد إلى السماء، إلا الذي نزل من السماء” (يو 3: ۱۳). ألا يصعد هؤلاء الذين جعلهم أبناء الله إلى السماء ؟ بالتأكيد يصعدون، هذا هو الوعد المقدم لنا: “سيكونون كملائكة الله”. إذن كيف لا يصعد أحد إلا الذي نزل؟ لأنه واحد فقط هو الذي نزل، وواحد هو الذي يصعد. وماذا عن البقية؟
رجاء البقية هو هذا، أنه نزل لكي ما يصيروا فيه وبه واحدا، هؤلاء الذين يلزم صعودهم به… هنا تظهر وحدة الكنيسة. ويل للذين يبغضون الوحدة، ويجعلون من أنفسهم أحزابا من البشر!
يليق بنا أن نرحل، لكن هذه الرحلة لا تحتاج إلى دهن الأقدام (للسير بها)، ولا إلى طلب حيوان (نمتطيه)، ولا إلى سفينة. ليتك تجري بعاطفة القلب، لتسير في الرحلة، في رفقة الحب، لتصعد بالمحبة. لماذا تبحث عن الطريق؟ التصق بالمسيح الذي بنزوله جعل من نفسه “الطريق”.
أتريد أن تصعد؟ تمسك بذاك الذي يصعد.
بذاتك لن تقدر أن ترتفع… إن كان لا يصعد أحد إلا الذي نزل، أي ابن الإنسان، ربنا يسوع المسيح، فهل تريد أن تصعد أنت أيضا؟ كن عضوا في ذاك الذي وحده يصعد.
لا يصعد إلا الذي يكون عضوا في جسده، فيتحقق القول: “لا يقدر أحد أن يصعد إلا الذي نزل”…
لقد ترك أباه وأمه والتصق بزوجته لكي يصير الاثنان واحدا (أف 5: ۳۱). لقد ترك أباه لا لكي يظهر نفسه مساويا للأب، وإنما لكي يخلي نفسه آخذا شكل العبد (في ۲: ۷).
لقد ترك أمه أيضا، المجمع الذي منه وُلد حسب الجسد. لقد التصق بزوجته التي هي كنيسته.
لقد أظهر أن رباط الزواج لا ينحل (مت 16: 4)… اليسا بعد اثنين، بل جسد واحد”، هكذا “لا يصعد أحد إلا الذي نزل”.
لكي تعرفوا أن العريس والعروس هما واحد حسب جسد المسيح، وليس حسب لاهوته… لكي تعرفوا أن هذا الكامل هو مسیح واحد، قال بإشعياء: “وضع عمامة علي كعريس، وكساني بالزينة كعروس” (إش 61: ۱۰LXX) .
القمص تادرس يعقوب ملطي
يقول القديس أغسطينوس: أنزل من أجلنا، لنصعد نحن من أجله. هو وحده نزل وصعد، ذاك الذي يقول: “ليس أحد صعد إلى السماء، إلا الذي نزل من السماء” (يو 3: ۱۳). ألا يصعد هؤلاء الذين جعلهم أبناء الله إلى السماء ؟ بالتأكيد يصعدون، هذا هو الوعد المقدم لنا: “سيكونون كملائكة الله”. إذن كيف لا يصعد أحد إلا الذي نزل؟ لأنه واحد فقط هو الذي نزل، وواحد هو الذي يصعد. وماذا عن البقية؟
رجاء البقية هو هذا، أنه نزل لكي ما يصيروا فيه وبه واحدا، هؤلاء الذين يلزم صعودهم به… هنا تظهر وحدة الكنيسة. ويل للذين يبغضون الوحدة، ويجعلون من أنفسهم أحزابا من البشر!
يليق بنا أن نرحل، لكن هذه الرحلة لا تحتاج إلى دهن الأقدام (للسير بها)، ولا إلى طلب حيوان (نمتطيه)، ولا إلى سفينة. ليتك تجري بعاطفة القلب، لتسير في الرحلة، في رفقة الحب، لتصعد بالمحبة. لماذا تبحث عن الطريق؟ التصق بالمسيح الذي بنزوله جعل من نفسه “الطريق”.
أتريد أن تصعد؟ تمسك بذاك الذي يصعد.
بذاتك لن تقدر أن ترتفع… إن كان لا يصعد أحد إلا الذي نزل، أي ابن الإنسان، ربنا يسوع المسيح، فهل تريد أن تصعد أنت أيضا؟ كن عضوا في ذاك الذي وحده يصعد.
لا يصعد إلا الذي يكون عضوا في جسده، فيتحقق القول: “لا يقدر أحد أن يصعد إلا الذي نزل”…
لقد ترك أباه وأمه والتصق بزوجته لكي يصير الاثنان واحدا (أف 5: ۳۱). لقد ترك أباه لا لكي يظهر نفسه مساويا للأب، وإنما لكي يخلي نفسه آخذا شكل العبد (في ۲: ۷).
لقد ترك أمه أيضا، المجمع الذي منه وُلد حسب الجسد. لقد التصق بزوجته التي هي كنيسته.
لقد أظهر أن رباط الزواج لا ينحل (مت 16: 4)… اليسا بعد اثنين، بل جسد واحد”، هكذا “لا يصعد أحد إلا الذي نزل”.
لكي تعرفوا أن العريس والعروس هما واحد حسب جسد المسيح، وليس حسب لاهوته… لكي تعرفوا أن هذا الكامل هو مسیح واحد، قال بإشعياء: “وضع عمامة علي كعريس، وكساني بالزينة كعروس” (إش 61: ۱۰LXX) .