إذ حل الفساد بالطبيعة الإنسانية في آدم الأول خرجت البشرية كلها من الفردوس، وفارقها روح الرب، الذي هو سر حياتها وصلاحها بل وهو كنزها المخفي. فصارت الحاجة إلى آدم الجديد الذي وحده يقدر أن يبارك طبيعتنا فيه، كقول القديس غريغوريوس الثيؤلوغوس؟، هذا الذي وحده لن يفارقه روح الرب، لأنه روحه. بهذا قدم لطبيعتنا مجدها الأول بعودة الروح القدس إليها وثباته فيها. فلم يكن ممكنا تجديد طبيعتنا إلا في المسيح يسوع، الذي حل وسطنا وتوجنا بمجد عدم الخطيئة، وأغنى طبيعتنا بروحه القدوس، مقدما على الصليب ثمن هذا العمل الإلهي. وللقديس كيرلس السكندري عبارات رائعة في هذا الأمر، نقتطف منها الآتي: (بسبب تعدي آدم “ملكت الخطيئة على الكل” (رومية 5: 14)، وفارق الروح القدس الطبيعة البشرية التي صارت مريضة في كل البشر. ولكي تعود الطبيعة البشرية من جديد إلى حالتها الأولى احتاجت إلى رحمة الله، لكي تحسب بموجب رحمة الله مستحقة للروح القدس. لذلك صار الابن الوحيد كلمة الله إنسانا، وظهر للذين على الأرض بجسد من الأرض لكنه خالي من الخطيئة، حتى فيه وحده تتوج الطبيعة البشرية بمجد عدم الخطيئة، وتغتني بالروح القدس، وتتجدد بالعودة إلى الله بالقداسة.
يدعونا القديس مقاريوس الكبير أن نتمتع بكنز الروح القدس المخفي، فيقول: إذا كان إنسان غني في هذا العالم وعنده كنز مخفي، فمن ذلك الكنز والغني الذي له يمكنه أن يشتري أي شيء يشتهيه. وبسهولة يجمع كل الأشياء النادرة التي يشتهيها في هذا العالم ويكدسها، معتمدا على كنزه… بنفس الطريقة فإن الذين يطلبون ويسعون إلى الله، وقد وجدوا الكنز السماوي، أي حصلوا على كنز الروح، الذي هو الرب نفسه، مضيئا في قلوبهم، فإنهم يتممون كل بر الفضائل، وكل غنى الصلاح الذي أوصى به الرب، وذلك من كنز المسيح الذي فيهم.
وبواسطة ذلك الكنز يتممون كل فضائل البر، معتمدين على مجموع الغني الروحي الكثير المتجمع في داخلهم، ويعملون بسهولة كل وصايا الرب بواسطة غنى النعمة غير المنظور الذي فيهم. يقول الرسول: “لنا هذا الكنز في أواني خزفية” (۲ كورنثوس 7:4). أي الكنز الذي أعطى لهم في هذه الحياة ليقتنوه في داخل نفوسهم، “الذي صار لنا حكمة من الله وبرا وقداسة وفداء” (1 كورنثوس ۳۰ : ۱ ). فمن وجد واقتني في داخله كنز الروح السماوي هذا، يتمم به كل بر الوصية وكل تتميم الفضائل بنقاوة وبلا لوم، بل بسهولة وبدون تغصب.
لذلك لنتضرع إلى الله، ونسأله ونطلب منه بشعور الاحتياج، أن ينعم علينا بكنز روحه، لكي ما نستطيع أن نسلك في وصاياه كلها بطهارة وبلا لوم، ونتمم كل بير الروح بنقاوة وكمالي، بواسطة الكنز السماوي، الذي هو المسيح…
فليغصب كل واحد منا نفسه ليطلب من الرب أن يحسب أهلا أن ينال وأن يجد كنز الروح السماوي. لكي ما يستطيع أن يتهيأ بدون صعوبة، أن يعمل كل وصايا الرب بنقاوة وبلا لوم، تلك الوصايا التي لم ينجح قبل ذلك في أن يعملها مهما غصب نفسه.
القمص تادرس يعقوب ملطي
إذ حل الفساد بالطبيعة الإنسانية في آدم الأول خرجت البشرية كلها من الفردوس، وفارقها روح الرب، الذي هو سر حياتها وصلاحها بل وهو كنزها المخفي. فصارت الحاجة إلى آدم الجديد الذي وحده يقدر أن يبارك طبيعتنا فيه، كقول القديس غريغوريوس الثيؤلوغوس؟، هذا الذي وحده لن يفارقه روح الرب، لأنه روحه. بهذا قدم لطبيعتنا مجدها الأول بعودة الروح القدس إليها وثباته فيها. فلم يكن ممكنا تجديد طبيعتنا إلا في المسيح يسوع، الذي حل وسطنا وتوجنا بمجد عدم الخطيئة، وأغنى طبيعتنا بروحه القدوس، مقدما على الصليب ثمن هذا العمل الإلهي. وللقديس كيرلس السكندري عبارات رائعة في هذا الأمر، نقتطف منها الآتي: (بسبب تعدي آدم “ملكت الخطيئة على الكل” (رومية 5: 14)، وفارق الروح القدس الطبيعة البشرية التي صارت مريضة في كل البشر. ولكي تعود الطبيعة البشرية من جديد إلى حالتها الأولى احتاجت إلى رحمة الله، لكي تحسب بموجب رحمة الله مستحقة للروح القدس. لذلك صار الابن الوحيد كلمة الله إنسانا، وظهر للذين على الأرض بجسد من الأرض لكنه خالي من الخطيئة، حتى فيه وحده تتوج الطبيعة البشرية بمجد عدم الخطيئة، وتغتني بالروح القدس، وتتجدد بالعودة إلى الله بالقداسة.
يدعونا القديس مقاريوس الكبير أن نتمتع بكنز الروح القدس المخفي، فيقول: إذا كان إنسان غني في هذا العالم وعنده كنز مخفي، فمن ذلك الكنز والغني الذي له يمكنه أن يشتري أي شيء يشتهيه. وبسهولة يجمع كل الأشياء النادرة التي يشتهيها في هذا العالم ويكدسها، معتمدا على كنزه… بنفس الطريقة فإن الذين يطلبون ويسعون إلى الله، وقد وجدوا الكنز السماوي، أي حصلوا على كنز الروح، الذي هو الرب نفسه، مضيئا في قلوبهم، فإنهم يتممون كل بر الفضائل، وكل غنى الصلاح الذي أوصى به الرب، وذلك من كنز المسيح الذي فيهم.
وبواسطة ذلك الكنز يتممون كل فضائل البر، معتمدين على مجموع الغني الروحي الكثير المتجمع في داخلهم، ويعملون بسهولة كل وصايا الرب بواسطة غنى النعمة غير المنظور الذي فيهم. يقول الرسول: “لنا هذا الكنز في أواني خزفية” (۲ كورنثوس 7:4). أي الكنز الذي أعطى لهم في هذه الحياة ليقتنوه في داخل نفوسهم، “الذي صار لنا حكمة من الله وبرا وقداسة وفداء” (1 كورنثوس ۳۰ : ۱ ). فمن وجد واقتني في داخله كنز الروح السماوي هذا، يتمم به كل بر الوصية وكل تتميم الفضائل بنقاوة وبلا لوم، بل بسهولة وبدون تغصب.
لذلك لنتضرع إلى الله، ونسأله ونطلب منه بشعور الاحتياج، أن ينعم علينا بكنز روحه، لكي ما نستطيع أن نسلك في وصاياه كلها بطهارة وبلا لوم، ونتمم كل بير الروح بنقاوة وكمالي، بواسطة الكنز السماوي، الذي هو المسيح…
فليغصب كل واحد منا نفسه ليطلب من الرب أن يحسب أهلا أن ينال وأن يجد كنز الروح السماوي. لكي ما يستطيع أن يتهيأ بدون صعوبة، أن يعمل كل وصايا الرب بنقاوة وبلا لوم، تلك الوصايا التي لم ينجح قبل ذلك في أن يعملها مهما غصب نفسه.