أولا: يقيم منهم أبناء شبه سمائيين. يسكن فيهم، فيحملون الفكر السماوي، ويمارسون الحياة شبه السماوية. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: إذ كان يرسلهم كمعلمين للعالم كله، لهذا جعلهم وهم بشر ملائكة، محررا إياهم من كل اهتمام أرضي، حتى لا ينشغلوا إلا باهتمام واحد وهو التعليم، بل بالأحرى أراد أن يحررهم حتى من هذا الأمر بقوله: “لا تهتموا كيف أو بما تتكلمون” (مت۱۹:۱۰ ).
كما يقول: (من يرغب في اختبار الأمور الخاصة بعهد النعمة فسيجدها قليلة لكنها مخيفة ومملوءة رهبة. إنك ترى في عهد النعمة) الرب كفدية على المذبح، والكاهن يقف مصليا الذبيحة، وكل المتعبدين يتلمسون ذاك الدم الثمين. إذن هل تتصور أيها الكاهن أنك لازلت من بين البشر، وأنك ما زلت على الأرض واققا؟! أما اجتزت إلى السماء باستقامة، قاطعا كل فكر جسداني بعيدا عن الروح؟! ألست أنت الآن بروح مجردة عن الجسد وبعقلي نقي تتأمل الأمور السمائية؟! آه! یا لها من أعجوبة! يا لعظم حب الله للإنسان! إن الجالس في الأعالي مع الآب يحمل في تلك الساعة في أيدي الكل، ويعطي ذاته للراغبين في احتضانه ونواله!!.
هل يمكن أن تزدري بهذه الأمور أو تفتخر عليها؟!” يكال الماء الخارج من الينابيع الطبيعية بالأواني والدلو، أما الماء النابع من الينابيع الروحية، فيقاس بفهمنا ورغبتنا المتقدة ووقارنا، بهذا نقترب إليها. من يسلك بهذا الترتيب يحمل في الحال بركات لا تعد، حيث تعمل نعمة الله فيه بطريقة غير منظورة، وتخفف عبء ضميره، وتأتي به إلى أماني وفير، وتعده بعد ذلك لكي ينسحب من شاطئ الأرض، ويحمل مرساة السماء. فإنه يمكن للإنسان الذي لا يزال يحتضن جسده ألا يكون له شيء يتعلق بالأرض، بل يضع أمام عينيه كل مباهج السماء ويتأملها بلا انقطاع. (عظمة الكهنوت وكرامته يرتفعان فوق كل ما هو أرضي وبشري.
إنه خدمة الملائكة، ولذلك وجب على الكهنة أن يكونوا أطهارا كالملائكة. الكهنوت في التدبير القديم كان نبيلا ومهيبة، لكنه يحسب تافها بلا معنى إن قورن بتدبير العهد الجديد. هنا الرب الإله نفسه يقدم ذبيحة! يا لعجب محبة الله. ذاك الذي هو متوج مع الأب في السماء، يسمح لنفسه في الذبيحة المقدسة أن تلمسه أيدي الجميع، وتراه أعينهم. عندما قدم إيليا ذبيحة، نزلت نار من السماء (1 مل ۱۸ : ۳۸)، أما هنا فعند صلاة الكاهن، الروح القدس نفسه ينزل ليشعل النفوس بالذبيحة.
ثانيا: يقتدي بمخلصه محب البشر. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: الكاهن بما أنه وكيل الله، يلزمه أن يهتم بسائر البشر لكونه أبا للعالم كله. ويحسب الشماس أو الخادم أنه أخ للعالم كله.
ثالثا: يدرك أن السيد المسيح هو العامل في كهنته وخدامه. يدخل الكاهن إلى الهيكل، العرش الإلهي، ليس عن بني فيه، ولا من أجل جهاده الذاتي، وإنما مختفيا في ذاك الذي هو موضع سرور الأب، المسيا سر تقديسه. لهذا يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: لحين تنظر الكاهن مقدم الذبيحة، تأمل يد السيد المسيح ممتدة بنوع غير ملحوظ”. كما يقول: لنتشبه بأهل عرس قانا الجليل الذين دعوا المسيح إلى عرسهم، وأجلسوه في وسطهم (1 مل 18: 38).
تعد النعمة الإلهية الأنبياء والرسل والمبشرين والرعاة والمعلمين لهذه الدعوة الإلهية، وتعمل بهم، فإن أهملها أحدهم يسقط من دعوته. يقول العلامة أوريجينوس: لرعاية الخدام في الكنيسة يدركها الفشل ما لم يرع المسيح معهم “. كما يقول: الكي تكون “معلما”، فهذه نعمة مجانية حسب عطية المسيح”، لذا فإنه من الواضح أن الراعي الذي يرعى قطيعه بحكمة، يحتاج إلى نعمة مجانية تعمل فيه. كيف يمكن أن يصير إنسان إنجيليا، أو تكون قدماه جميلتين؟ مثل هذا يلزمه أن يهبه الله الجمال. ويقول: المهام الصحيحة للكاهن تكون ذات طبيعة مزدوجة. وهي أن يتعلم من الله خلال القراءة الدائمة في الكتاب المقدس والتأمل فيها؛ وأن يعلم الشعب. ويلزم أن يعلم ما تعلمه من الله، “لا من تلقاء قلبه الذاتي” (انظر حز ۱۳: ۲)، ولا من خلال فهمه البشري، بل ما يرشده إليه الروح القدس. هكذا نحن إذ نتأمل في (قصص العهد القديم)، فإننا نتذكرها نهارا ولية، ونصلي على الدوام طالبين من الله أن يعلن لنا عن المعرفة الحقيقية لما نقرأه، وأن يظهر لنا كيف نحفظ الناموس الروحي في فهمنا كما في أعمالنا. هكذا ليتنا نتأهل للنعمة الروحية، ونستنير بناموس الروح القدس.
هكذا عد النعمة الإلهية الأنبياء والرسل والمبشرين والرعاة والمعلمين لهذه الدعوة الإلهية، وتعمل بهم، فإن أهملها أحدهم يسقط من دعوته.
رابعا: الشعور بالحاجة إلى التعلم المستمر وأيضا التعليم يرى القديس كبريانوس أنه يليق بكل مؤمن سواء كان من رجال الدين أو من الشعب ألا يتوقف عن التعلم المستور، فإنه ليس أحد قادر أن يعلم دون حاجة إلى التعلم سوى الله نفسه. وجاءت رسالة القديس باسيليوس إلى أمفيلوخيوس أسقف أيقونية Iconium يمتدحه فيها، لأنه في تواضع يريد وهو معلم أن يتعلم من القديس باسيليوس. أما رئيس الأساقفة باسيليوس ففي تواضع يحسب نفسه جاهلا يطلب أن يتعلم. يقول القديس باسيليوس الكبير: هذا هو حالي، فإنني أشكر الله، فغالبا إذ أستلم رسالة منك أيها المجاهد، نصير أكثر تعلما وحكمة عما كنا عليه سابقا، فبمجرد إثارة أسئلة، نتعلم أشياء كثيرة لم نكن نعرفها. وباهتمامنا بالإجابة عليها تصير أشبه بمعلم لنا. بالتأكيد في الوقت الحاضر، بالرغم من أنني لم أعط اهتماما للنقاط التي تثيرها، ألتزم أن أجد إجابة دقيقة، وأن أراجع في ذهني ما أسمعه من الشيوخ، وبهذا أتعلم أن أكون في التزام مع دروسهم. إنني مندهش تماما لرغبتك في التعلم بتواضعك. إنك مؤتمن على وظيفة المعلم، ومع هذا تتنازل أن تتعلم مني، أنا الذي يبدو بلا معرفة عظيمة. ومع ذلك إذ أنت مقتنع من أجل مخافة الرب، فتفعل ما يتردد آخرون أن يفعلوه. فإنني مرتبط من جانبي أن أبذل أكثر من طاقتي أن أسند غيرتك التقية والمهيأة لذلك.
أما عن تعليم الشعب فيقول: مثل الكباش التي تقود القطعان، هكذا قادة قطيع المسيح. إنهم يقودوهم نحو القوت المزدهر العطر للتعاليم الروحية، وترويهم المياه الحية بمعونة الروح، تقيمهم وتقوتهم حتى يأتوا بثمر. عندئذ تقودهم إلى الراحة والسلام من الذين ينصبون لهم شباك.
خامسا: لا يقل على الشعب. يقول القديس باسيليوس الكبير : لا يزد أحد من القسوس ثقلا على الشعب خارجا عن قوانين آبائنا الرسل.
سادسا: ليختبر الكاهن ما يعلم به. يليق بالكاهن أن يختبر عمليا بما يكرز ويعلم، لأجل خلاص نفسه وخلاص من يخدمهم، ولكي لا يتعثروا فيه. يقول القديس باسيليوس الكبير: إذا كان قس أو أسقف يعلم أناشا، فليفتش نفسه قبل أن يتكلم لئلا يعثر نفوا كثيرة بتعليمه.
سابعا: أن يحسن الاستماع. يليق بالإكليريكي – أيا كانت درجته – ألا يحكم على أحد دون أن يسمع منه، أي يعطيه الفرصة لعرض وجهة نظره. الا يتكلم إكليريكي عن أحد بسوء قبل أن يسمع أولا منه. لأنه مكتوب أن الذي يبدأ بالكلام قبل أن يسمع، فهذا جهل وعار.
ثامنا: أن يساند التائبين. الدور الأول للأسقف هو رعاية الخاطيء، ومساندته بحنو لأجل شفائه من الخطية. إذا سقط شخص في خطية، واعترف بها وحزن، وكان متألم القلب، فلعن من كبير الإكليروس أو من الأسقف، ويعلم أن يتحفظ منها ويحزن على خطاياه الأولى (أم ۱۸: ۱۳).
تاسعا: أن يكون رجل صلاة ويطلب صلوات الآخرين. يكتب القديس باسيليوس في رسالة إلى بعض الأساقفة عن اقتدار مفعول الصلاة في زمن التجارب في عضد الجسد الواحد، فيقول: لأننا واثقون من أنه وإن لم تكونوا حاضرين بالجسد، مع هذا، بمعونة الصلاة أنتم تؤدون لنا فائدة أعظم في تلك الأوقات الأكثر صعوبة.)
عاشرا: لا يتطلع إلى الأطعمة والزواج أنهما نجاسة. جاء في قوانين الرسل ۲۰۲۰ “أي أسقف أو قس أو شماس أو واحد من الإكليروس تخلى عن الزيجة أو أكل اللحم أو شرب الخمر، ليس لأجل نسك، لأنها نجسة ناسيا ما قيل إن كل الأشياء صالحة جدا، فإما أن يكف عن ذلك وإلا فليقطع ويطرد من الكنيسة”. وجاء في قوانين الرسل ۲: ۳۷ “وصاروا سببا لشك الجماعة”. يقول القديس باسيليوس الكبير: لا ينجس قس أو أسقف شيئا من الأطعمة جملة، إلا أن يتركه وحده لله.
القمص تادرس يعقوب ملطي
أولا: يقيم منهم أبناء شبه سمائيين. يسكن فيهم، فيحملون الفكر السماوي، ويمارسون الحياة شبه السماوية. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: إذ كان يرسلهم كمعلمين للعالم كله، لهذا جعلهم وهم بشر ملائكة، محررا إياهم من كل اهتمام أرضي، حتى لا ينشغلوا إلا باهتمام واحد وهو التعليم، بل بالأحرى أراد أن يحررهم حتى من هذا الأمر بقوله: “لا تهتموا كيف أو بما تتكلمون” (مت۱۹:۱۰ ).
كما يقول: (من يرغب في اختبار الأمور الخاصة بعهد النعمة فسيجدها قليلة لكنها مخيفة ومملوءة رهبة. إنك ترى في عهد النعمة) الرب كفدية على المذبح، والكاهن يقف مصليا الذبيحة، وكل المتعبدين يتلمسون ذاك الدم الثمين. إذن هل تتصور أيها الكاهن أنك لازلت من بين البشر، وأنك ما زلت على الأرض واققا؟! أما اجتزت إلى السماء باستقامة، قاطعا كل فكر جسداني بعيدا عن الروح؟! ألست أنت الآن بروح مجردة عن الجسد وبعقلي نقي تتأمل الأمور السمائية؟! آه! یا لها من أعجوبة! يا لعظم حب الله للإنسان! إن الجالس في الأعالي مع الآب يحمل في تلك الساعة في أيدي الكل، ويعطي ذاته للراغبين في احتضانه ونواله!!.
هل يمكن أن تزدري بهذه الأمور أو تفتخر عليها؟!” يكال الماء الخارج من الينابيع الطبيعية بالأواني والدلو، أما الماء النابع من الينابيع الروحية، فيقاس بفهمنا ورغبتنا المتقدة ووقارنا، بهذا نقترب إليها. من يسلك بهذا الترتيب يحمل في الحال بركات لا تعد، حيث تعمل نعمة الله فيه بطريقة غير منظورة، وتخفف عبء ضميره، وتأتي به إلى أماني وفير، وتعده بعد ذلك لكي ينسحب من شاطئ الأرض، ويحمل مرساة السماء. فإنه يمكن للإنسان الذي لا يزال يحتضن جسده ألا يكون له شيء يتعلق بالأرض، بل يضع أمام عينيه كل مباهج السماء ويتأملها بلا انقطاع. (عظمة الكهنوت وكرامته يرتفعان فوق كل ما هو أرضي وبشري.
إنه خدمة الملائكة، ولذلك وجب على الكهنة أن يكونوا أطهارا كالملائكة. الكهنوت في التدبير القديم كان نبيلا ومهيبة، لكنه يحسب تافها بلا معنى إن قورن بتدبير العهد الجديد. هنا الرب الإله نفسه يقدم ذبيحة! يا لعجب محبة الله. ذاك الذي هو متوج مع الأب في السماء، يسمح لنفسه في الذبيحة المقدسة أن تلمسه أيدي الجميع، وتراه أعينهم. عندما قدم إيليا ذبيحة، نزلت نار من السماء (1 مل ۱۸ : ۳۸)، أما هنا فعند صلاة الكاهن، الروح القدس نفسه ينزل ليشعل النفوس بالذبيحة.
ثانيا: يقتدي بمخلصه محب البشر. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: الكاهن بما أنه وكيل الله، يلزمه أن يهتم بسائر البشر لكونه أبا للعالم كله. ويحسب الشماس أو الخادم أنه أخ للعالم كله.
ثالثا: يدرك أن السيد المسيح هو العامل في كهنته وخدامه. يدخل الكاهن إلى الهيكل، العرش الإلهي، ليس عن بني فيه، ولا من أجل جهاده الذاتي، وإنما مختفيا في ذاك الذي هو موضع سرور الأب، المسيا سر تقديسه. لهذا يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: لحين تنظر الكاهن مقدم الذبيحة، تأمل يد السيد المسيح ممتدة بنوع غير ملحوظ”. كما يقول: لنتشبه بأهل عرس قانا الجليل الذين دعوا المسيح إلى عرسهم، وأجلسوه في وسطهم (1 مل 18: 38).
تعد النعمة الإلهية الأنبياء والرسل والمبشرين والرعاة والمعلمين لهذه الدعوة الإلهية، وتعمل بهم، فإن أهملها أحدهم يسقط من دعوته. يقول العلامة أوريجينوس: لرعاية الخدام في الكنيسة يدركها الفشل ما لم يرع المسيح معهم “. كما يقول: الكي تكون “معلما”، فهذه نعمة مجانية حسب عطية المسيح”، لذا فإنه من الواضح أن الراعي الذي يرعى قطيعه بحكمة، يحتاج إلى نعمة مجانية تعمل فيه. كيف يمكن أن يصير إنسان إنجيليا، أو تكون قدماه جميلتين؟ مثل هذا يلزمه أن يهبه الله الجمال. ويقول: المهام الصحيحة للكاهن تكون ذات طبيعة مزدوجة. وهي أن يتعلم من الله خلال القراءة الدائمة في الكتاب المقدس والتأمل فيها؛ وأن يعلم الشعب. ويلزم أن يعلم ما تعلمه من الله، “لا من تلقاء قلبه الذاتي” (انظر حز ۱۳: ۲)، ولا من خلال فهمه البشري، بل ما يرشده إليه الروح القدس. هكذا نحن إذ نتأمل في (قصص العهد القديم)، فإننا نتذكرها نهارا ولية، ونصلي على الدوام طالبين من الله أن يعلن لنا عن المعرفة الحقيقية لما نقرأه، وأن يظهر لنا كيف نحفظ الناموس الروحي في فهمنا كما في أعمالنا. هكذا ليتنا نتأهل للنعمة الروحية، ونستنير بناموس الروح القدس.
هكذا عد النعمة الإلهية الأنبياء والرسل والمبشرين والرعاة والمعلمين لهذه الدعوة الإلهية، وتعمل بهم، فإن أهملها أحدهم يسقط من دعوته.
رابعا: الشعور بالحاجة إلى التعلم المستمر وأيضا التعليم يرى القديس كبريانوس أنه يليق بكل مؤمن سواء كان من رجال الدين أو من الشعب ألا يتوقف عن التعلم المستور، فإنه ليس أحد قادر أن يعلم دون حاجة إلى التعلم سوى الله نفسه. وجاءت رسالة القديس باسيليوس إلى أمفيلوخيوس أسقف أيقونية Iconium يمتدحه فيها، لأنه في تواضع يريد وهو معلم أن يتعلم من القديس باسيليوس. أما رئيس الأساقفة باسيليوس ففي تواضع يحسب نفسه جاهلا يطلب أن يتعلم. يقول القديس باسيليوس الكبير: هذا هو حالي، فإنني أشكر الله، فغالبا إذ أستلم رسالة منك أيها المجاهد، نصير أكثر تعلما وحكمة عما كنا عليه سابقا، فبمجرد إثارة أسئلة، نتعلم أشياء كثيرة لم نكن نعرفها. وباهتمامنا بالإجابة عليها تصير أشبه بمعلم لنا. بالتأكيد في الوقت الحاضر، بالرغم من أنني لم أعط اهتماما للنقاط التي تثيرها، ألتزم أن أجد إجابة دقيقة، وأن أراجع في ذهني ما أسمعه من الشيوخ، وبهذا أتعلم أن أكون في التزام مع دروسهم. إنني مندهش تماما لرغبتك في التعلم بتواضعك. إنك مؤتمن على وظيفة المعلم، ومع هذا تتنازل أن تتعلم مني، أنا الذي يبدو بلا معرفة عظيمة. ومع ذلك إذ أنت مقتنع من أجل مخافة الرب، فتفعل ما يتردد آخرون أن يفعلوه. فإنني مرتبط من جانبي أن أبذل أكثر من طاقتي أن أسند غيرتك التقية والمهيأة لذلك.
أما عن تعليم الشعب فيقول: مثل الكباش التي تقود القطعان، هكذا قادة قطيع المسيح. إنهم يقودوهم نحو القوت المزدهر العطر للتعاليم الروحية، وترويهم المياه الحية بمعونة الروح، تقيمهم وتقوتهم حتى يأتوا بثمر. عندئذ تقودهم إلى الراحة والسلام من الذين ينصبون لهم شباك.
خامسا: لا يقل على الشعب. يقول القديس باسيليوس الكبير : لا يزد أحد من القسوس ثقلا على الشعب خارجا عن قوانين آبائنا الرسل.
سادسا: ليختبر الكاهن ما يعلم به. يليق بالكاهن أن يختبر عمليا بما يكرز ويعلم، لأجل خلاص نفسه وخلاص من يخدمهم، ولكي لا يتعثروا فيه. يقول القديس باسيليوس الكبير: إذا كان قس أو أسقف يعلم أناشا، فليفتش نفسه قبل أن يتكلم لئلا يعثر نفوا كثيرة بتعليمه.
سابعا: أن يحسن الاستماع. يليق بالإكليريكي – أيا كانت درجته – ألا يحكم على أحد دون أن يسمع منه، أي يعطيه الفرصة لعرض وجهة نظره. الا يتكلم إكليريكي عن أحد بسوء قبل أن يسمع أولا منه. لأنه مكتوب أن الذي يبدأ بالكلام قبل أن يسمع، فهذا جهل وعار.
ثامنا: أن يساند التائبين. الدور الأول للأسقف هو رعاية الخاطيء، ومساندته بحنو لأجل شفائه من الخطية. إذا سقط شخص في خطية، واعترف بها وحزن، وكان متألم القلب، فلعن من كبير الإكليروس أو من الأسقف، ويعلم أن يتحفظ منها ويحزن على خطاياه الأولى (أم ۱۸: ۱۳).
تاسعا: أن يكون رجل صلاة ويطلب صلوات الآخرين. يكتب القديس باسيليوس في رسالة إلى بعض الأساقفة عن اقتدار مفعول الصلاة في زمن التجارب في عضد الجسد الواحد، فيقول: لأننا واثقون من أنه وإن لم تكونوا حاضرين بالجسد، مع هذا، بمعونة الصلاة أنتم تؤدون لنا فائدة أعظم في تلك الأوقات الأكثر صعوبة.)
عاشرا: لا يتطلع إلى الأطعمة والزواج أنهما نجاسة. جاء في قوانين الرسل ۲۰۲۰ “أي أسقف أو قس أو شماس أو واحد من الإكليروس تخلى عن الزيجة أو أكل اللحم أو شرب الخمر، ليس لأجل نسك، لأنها نجسة ناسيا ما قيل إن كل الأشياء صالحة جدا، فإما أن يكف عن ذلك وإلا فليقطع ويطرد من الكنيسة”. وجاء في قوانين الرسل ۲: ۳۷ “وصاروا سببا لشك الجماعة”. يقول القديس باسيليوس الكبير: لا ينجس قس أو أسقف شيئا من الأطعمة جملة، إلا أن يتركه وحده لله.