جاء في فردوس الآباء : قال الأب أبرام الذي من المنطقة الشرقية: “إذا ثابر الإنسان على إماتة الجسد فهو يفوز بالنصرة ويعاين قوة الرب وعجائبه.
اذهب إنسان به شيطان مرة إلى الاسقيط، ومكث هناك مدة طويلة ولم يشف، ثم أشفق عليه أحد الشيوخ ورشمه بالصليب وشفاه. فاغتاظ الروح الشرير وقال للشيخ: “ها أنت قد طردتني فسآتي إليك”. فأجابه الشيخ: تعال، فهذا يسرني”. ثم ظل الشيخ اثنتي عشرة سنة في حراسة الروح الشرير وإماتة ذاته. ولم يكن يأكل كل يوم سوى اثنتي عشرة ثمرة بلح، وبعد ذلك هرب الشيطان وتركه، ورآه الشيخ وهو يرحل فقال له: “لماذا تهرب؟ أمكث أيضا”. فأجابه الروح الشرير: “إن الله يسيطر عليك، لأنه هو وحده الذي له القدرة عليك.
قال أنبا بيشوي: لا يمكن للإنسان أن يصلي للرب بمخافة إذا لم يمارس إماتة الذات والزهد، ولا يمكن للإنسان أن ينقي قلبه بدون زهير وتقشف. ولكنه إذا ثابر على زهده، فالرب يعطيه المخافة ونقاوة القلب ويمتلئ من نعم الرب.
سأل أخ أنبا بيمين: “هل يحاربكم الزنا، يا أبي، أنتم الشيوخ أيضا مثلنا نحن اليوم؟” فقال له أنبا بيمين: “نعم يا ابني، إلا أن الجوع والعطش لا يسمحان لنا أن نفكر في الزنا، فنحن نرقب الشمس حتى لحظة غروبها لكي نأكل خبزنا القليل ونشرب نصيبنا القليل من الماء. إننا في زماننا كنا لا نكفت عن أن نأكل عسلا بدلا من الخبز وشهد العسل بدلا من الماء، لأن إماتة الذات تغير الخبز في أفواهنا إلى عسل والماء إلى الشهد. ومع أننا لم نكن نقتل الجسد إذ كنا نجبره إلى ما يكفينا، كما أننا ما كنا تخضع الجسد إلى درجة زائدة عن الحد بل إلى قياس الدرجة المضبوطة التي من الرب.
القمص تادرس يعقوب ملطي
جاء في فردوس الآباء : قال الأب أبرام الذي من المنطقة الشرقية: “إذا ثابر الإنسان على إماتة الجسد فهو يفوز بالنصرة ويعاين قوة الرب وعجائبه.
اذهب إنسان به شيطان مرة إلى الاسقيط، ومكث هناك مدة طويلة ولم يشف، ثم أشفق عليه أحد الشيوخ ورشمه بالصليب وشفاه. فاغتاظ الروح الشرير وقال للشيخ: “ها أنت قد طردتني فسآتي إليك”. فأجابه الشيخ: تعال، فهذا يسرني”. ثم ظل الشيخ اثنتي عشرة سنة في حراسة الروح الشرير وإماتة ذاته. ولم يكن يأكل كل يوم سوى اثنتي عشرة ثمرة بلح، وبعد ذلك هرب الشيطان وتركه، ورآه الشيخ وهو يرحل فقال له: “لماذا تهرب؟ أمكث أيضا”. فأجابه الروح الشرير: “إن الله يسيطر عليك، لأنه هو وحده الذي له القدرة عليك.
قال أنبا بيشوي: لا يمكن للإنسان أن يصلي للرب بمخافة إذا لم يمارس إماتة الذات والزهد، ولا يمكن للإنسان أن ينقي قلبه بدون زهير وتقشف. ولكنه إذا ثابر على زهده، فالرب يعطيه المخافة ونقاوة القلب ويمتلئ من نعم الرب.
سأل أخ أنبا بيمين: “هل يحاربكم الزنا، يا أبي، أنتم الشيوخ أيضا مثلنا نحن اليوم؟” فقال له أنبا بيمين: “نعم يا ابني، إلا أن الجوع والعطش لا يسمحان لنا أن نفكر في الزنا، فنحن نرقب الشمس حتى لحظة غروبها لكي نأكل خبزنا القليل ونشرب نصيبنا القليل من الماء. إننا في زماننا كنا لا نكفت عن أن نأكل عسلا بدلا من الخبز وشهد العسل بدلا من الماء، لأن إماتة الذات تغير الخبز في أفواهنا إلى عسل والماء إلى الشهد. ومع أننا لم نكن نقتل الجسد إذ كنا نجبره إلى ما يكفينا، كما أننا ما كنا تخضع الجسد إلى درجة زائدة عن الحد بل إلى قياس الدرجة المضبوطة التي من الرب.