يقدم لنا القديس مقاريوس الكبير في إيجاز دور الروح القدس في تمتعنا بالحرية الحقيقية:
أ. الحرية عند القديس مقاريوس هي انطلاق المؤمن بقلبه وفكره وسلوكه نحو السماويات.
ب. لا يقف إبليس ساكنا أمام هذا الانطلاق بل يقاومه، أما المؤمن فيجاهد بالروح القدس الساكن فيه.
ج. علامة تمتعنا بالحرية هي التحرر من روح القلق والاضطراب تحت أية ظروفي.
د. نتذوق عذوبة الحرية الحقيقية حين ننطلق إلى الأعماق، ولا نتوقف عند المظاهر الخارجية الحرفية في العبادة.
ه. لا يتمتع أهل العالم بهذه الحرية، لأنهم ينشغلون بمظاهر التدين في حرفية قاتلة، بينما يقيدون أنفسهم بمحبة الزمنيات.
و. يهبنا الروح القدس أن نتمتع ببر المسيح الذي يسترنا فلا نوجد عراة.
ز. سيكشف يوم الرب عن النفوس التي وهبها الروح القدس الغني وهي تجاهد بروح الإيمان.
قلب المسيحي وعقله وطريقة تفكيره هي دائما في المجال السماوي. فالمسيحيون الحقيقيون ينظرون الخيرات الأبدية كما في مرآة، وذلك بسبب حصولهم على الروح القدس وشركته، لكونهم مولودين من الله من فوق، ولأنهم نالوا الامتياز أن يصيروا أولاد الله بالحق وبالفعل، إذ يصلون بعد حروب وأتعاب لفترة طويلة إلى حالة ثابتة مستقرة من الحرية والتحرر من الاضطراب، حالة الراحة، فلا يعودون يغربلون ويموجون بالأفكار القلقة الباطلة.
العلامة المميزة للمسيحيين ليست هي في الأساليب والأشكال الخارجية، فكثيرون يظنون أن الفرق الذي يميزهم عن العالم هو في الشكل أو الأساليب الظاهرة. ويا للأسف فإنهم في عقولهم وتفكيرهم هم مثل أهل العالم، إذ يضطربون بقلق الأفكار غير الثابتة، في عدم الإيمان والحيرة والاختلاط والخوف مثل كل الناس الآخرين.
قد يختلفون عن العالم في الشكل الخارجي والمظهر، ويختلفون عنه أيضا في نقطة قليلة من الممارسات الدينية، ولكن في القلب والعقل هم مقيدون بالرباطات الأرضية، إذ لم يحصلوا أبدا على الراحة في الله وسلام الروح السماوي في قلبهم، لأنهم لم يطلبوها من الله، ولم يؤمنوا أنه سيمنح لهم هذه الأشياء.
يقول الرسول: “وإن كنا لابسين، لا توجد عراة” (۲ كورنثوس ۳ : 5)، يعني عراة من شركة الروح القدس والاندماج فيه، هذا الروح الذي فيه وحده تستطيع النفس المؤمنة أن تجد راحة.
فلنسغ إذن بالإيمان والحياة الفاضلة أن نقتني ذلك اللباس هنا، حتى حينما نخلع الجسد لا توجد عراة، إذ لا يكون هناك شيء في ذلك اليوم يجعل جسدنا غير ممجد. لأن كل واحد بقدر ما يحسب أهلا، بواسطة الإيمان والاجتهاد ليصير شريكا للروح القدس يتمجد جسده في ذلك اليوم. فكل ما خزنته النفس في داخلها في هذه الحياة الحاضرة، سوف يعلن حينئذ وينكشف من الخارج ظاهرا في الجسد.
القمص تادرس يعقوب ملطي
يقدم لنا القديس مقاريوس الكبير في إيجاز دور الروح القدس في تمتعنا بالحرية الحقيقية:
أ. الحرية عند القديس مقاريوس هي انطلاق المؤمن بقلبه وفكره وسلوكه نحو السماويات.
ب. لا يقف إبليس ساكنا أمام هذا الانطلاق بل يقاومه، أما المؤمن فيجاهد بالروح القدس الساكن فيه.
ج. علامة تمتعنا بالحرية هي التحرر من روح القلق والاضطراب تحت أية ظروفي.
د. نتذوق عذوبة الحرية الحقيقية حين ننطلق إلى الأعماق، ولا نتوقف عند المظاهر الخارجية الحرفية في العبادة.
ه. لا يتمتع أهل العالم بهذه الحرية، لأنهم ينشغلون بمظاهر التدين في حرفية قاتلة، بينما يقيدون أنفسهم بمحبة الزمنيات.
و. يهبنا الروح القدس أن نتمتع ببر المسيح الذي يسترنا فلا نوجد عراة.
ز. سيكشف يوم الرب عن النفوس التي وهبها الروح القدس الغني وهي تجاهد بروح الإيمان.
قلب المسيحي وعقله وطريقة تفكيره هي دائما في المجال السماوي. فالمسيحيون الحقيقيون ينظرون الخيرات الأبدية كما في مرآة، وذلك بسبب حصولهم على الروح القدس وشركته، لكونهم مولودين من الله من فوق، ولأنهم نالوا الامتياز أن يصيروا أولاد الله بالحق وبالفعل، إذ يصلون بعد حروب وأتعاب لفترة طويلة إلى حالة ثابتة مستقرة من الحرية والتحرر من الاضطراب، حالة الراحة، فلا يعودون يغربلون ويموجون بالأفكار القلقة الباطلة.
العلامة المميزة للمسيحيين ليست هي في الأساليب والأشكال الخارجية، فكثيرون يظنون أن الفرق الذي يميزهم عن العالم هو في الشكل أو الأساليب الظاهرة. ويا للأسف فإنهم في عقولهم وتفكيرهم هم مثل أهل العالم، إذ يضطربون بقلق الأفكار غير الثابتة، في عدم الإيمان والحيرة والاختلاط والخوف مثل كل الناس الآخرين.
قد يختلفون عن العالم في الشكل الخارجي والمظهر، ويختلفون عنه أيضا في نقطة قليلة من الممارسات الدينية، ولكن في القلب والعقل هم مقيدون بالرباطات الأرضية، إذ لم يحصلوا أبدا على الراحة في الله وسلام الروح السماوي في قلبهم، لأنهم لم يطلبوها من الله، ولم يؤمنوا أنه سيمنح لهم هذه الأشياء.
يقول الرسول: “وإن كنا لابسين، لا توجد عراة” (۲ كورنثوس ۳ : 5)، يعني عراة من شركة الروح القدس والاندماج فيه، هذا الروح الذي فيه وحده تستطيع النفس المؤمنة أن تجد راحة.
فلنسغ إذن بالإيمان والحياة الفاضلة أن نقتني ذلك اللباس هنا، حتى حينما نخلع الجسد لا توجد عراة، إذ لا يكون هناك شيء في ذلك اليوم يجعل جسدنا غير ممجد. لأن كل واحد بقدر ما يحسب أهلا، بواسطة الإيمان والاجتهاد ليصير شريكا للروح القدس يتمجد جسده في ذلك اليوم. فكل ما خزنته النفس في داخلها في هذه الحياة الحاضرة، سوف يعلن حينئذ وينكشف من الخارج ظاهرا في الجسد.