يقول القديس باسيليوس الكبير: إني أعرف جيدا إنني محتاج إلى مساعدة كل واحلي من الإخوة أكثر مما تحتاج اليد إلى اليد الأخرى. فالرب يعلمنا من خلال تكويننا الجسدي ضرورة الصحبة. وعندما أنظر إلى أطرافي، وأرى كل منها لا يستطيع أن يكتفي بذاته، كيف أعتبر أنني قادر على تنفيذ واجبات الحياة بنفسي (وحدي؟ لا تستطيع إحدى القدمين أن تمشي بمفردها دون مساعدة القدم الأخرى. ولا تستطيع العين الواحدة أن ترى جيدا دون مساعدة الأخرى، التي تنظر إلى الأشياء في اتحاد معها. يصبح السمع أكثر دقة عندما يتلقى الصوت من خلال القناتين. ويكون إحكام القبضة أكثر قوة عن طريق صحبة الأصابع، فكل ما يحدث نتيجة اتحاد الطبيعة لن يتحقق إلا عند انسجام القوة المتصاحب. يقول لنا الرب إنه سيكون في وسط اثنين أو ثلاثة يدعونه في اتفاق معا”.
من يتطلع بعين فاحصة لموقف الكنيسة في وسط اضطهادها يدرك أن المسيحيين قد أحبوا البشرية، حتى المضطهدين لهم، ومارسوا ما استطاعوا لخدمة المؤمنين وغير المؤمنين. يمكننا القول إن إيجابية الكنيسة سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، في خدمة الجميع، لم يعطها القدرة على البقاء فحسب، وإنما على كسب غير المؤمنين إلى الإيمان، وتحدي الكثيرين للموت، حتى بالنسبة للموعوظين الذين لم يكونوا بعد قد نالوا العماد. يقول الشهيد يوستين: نحن الذين كنا قبلا نضع طرق اكتساب الثروة والممتلكات فوق كل اعتبار، الآن نقدم ما لدينا لصندوق الشركة، ونشارك كل محتاج”.
يقول العلامة ترتليان: في أيام الأحاد، كل واحد إن أراد يقدم تبرعا صغيرا، حسب مسرته، وبحسب قدرته، إذ لا يوجد إلزام، كل شيء بكامل الحرية، تقدم هذه العطايا كما لو كانت وديعة تقوى. فإنها لا تؤخذ لتنفق على ولائم ومباريات شرب، ومطاعم، وإنما لمساندة الفقراء ودفنهم، وتقديم المعونة للأولاد والبنات المحرومين من وسائل العيش والمحرومين من والديهم، والشيوخ الملازمين بيوتهم، وأيضا الذين يعانون من غرق سفنهم، ومن وجدوا في المناجم أو المنفى في جزائر أو المحبوسين في السجون، لا الشيء إلا من أجل إخلاصهم لكنيسة الله واعترافهم بالإيمان. وهي في جوهرها أعمال محبة نبيلة، حتى يحسبها كثيرون أنها العلامة المميزة لنا. يقولون: انظروا كيف يحب الواحد الآخر، إذ هم أنفسهم مفعمون بالبغضة المشتركة! يقولون: كيف هم على استعداد للتضحية بحياتهم من أجل بعضهم البعض.
القمص تادرس يعقوب ملطي
يقول القديس باسيليوس الكبير: إني أعرف جيدا إنني محتاج إلى مساعدة كل واحلي من الإخوة أكثر مما تحتاج اليد إلى اليد الأخرى. فالرب يعلمنا من خلال تكويننا الجسدي ضرورة الصحبة. وعندما أنظر إلى أطرافي، وأرى كل منها لا يستطيع أن يكتفي بذاته، كيف أعتبر أنني قادر على تنفيذ واجبات الحياة بنفسي (وحدي؟ لا تستطيع إحدى القدمين أن تمشي بمفردها دون مساعدة القدم الأخرى. ولا تستطيع العين الواحدة أن ترى جيدا دون مساعدة الأخرى، التي تنظر إلى الأشياء في اتحاد معها. يصبح السمع أكثر دقة عندما يتلقى الصوت من خلال القناتين. ويكون إحكام القبضة أكثر قوة عن طريق صحبة الأصابع، فكل ما يحدث نتيجة اتحاد الطبيعة لن يتحقق إلا عند انسجام القوة المتصاحب. يقول لنا الرب إنه سيكون في وسط اثنين أو ثلاثة يدعونه في اتفاق معا”.
من يتطلع بعين فاحصة لموقف الكنيسة في وسط اضطهادها يدرك أن المسيحيين قد أحبوا البشرية، حتى المضطهدين لهم، ومارسوا ما استطاعوا لخدمة المؤمنين وغير المؤمنين. يمكننا القول إن إيجابية الكنيسة سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، في خدمة الجميع، لم يعطها القدرة على البقاء فحسب، وإنما على كسب غير المؤمنين إلى الإيمان، وتحدي الكثيرين للموت، حتى بالنسبة للموعوظين الذين لم يكونوا بعد قد نالوا العماد. يقول الشهيد يوستين: نحن الذين كنا قبلا نضع طرق اكتساب الثروة والممتلكات فوق كل اعتبار، الآن نقدم ما لدينا لصندوق الشركة، ونشارك كل محتاج”.
يقول العلامة ترتليان: في أيام الأحاد، كل واحد إن أراد يقدم تبرعا صغيرا، حسب مسرته، وبحسب قدرته، إذ لا يوجد إلزام، كل شيء بكامل الحرية، تقدم هذه العطايا كما لو كانت وديعة تقوى. فإنها لا تؤخذ لتنفق على ولائم ومباريات شرب، ومطاعم، وإنما لمساندة الفقراء ودفنهم، وتقديم المعونة للأولاد والبنات المحرومين من وسائل العيش والمحرومين من والديهم، والشيوخ الملازمين بيوتهم، وأيضا الذين يعانون من غرق سفنهم، ومن وجدوا في المناجم أو المنفى في جزائر أو المحبوسين في السجون، لا الشيء إلا من أجل إخلاصهم لكنيسة الله واعترافهم بالإيمان. وهي في جوهرها أعمال محبة نبيلة، حتى يحسبها كثيرون أنها العلامة المميزة لنا. يقولون: انظروا كيف يحب الواحد الآخر، إذ هم أنفسهم مفعمون بالبغضة المشتركة! يقولون: كيف هم على استعداد للتضحية بحياتهم من أجل بعضهم البعض.