تعتير الكنيسة كما الشعب بالاحتفال بأعياد تكريس الكنائس مثل تكريس كنيسة الشهيد مار جرجس باللد (۷ هاتور). فما هي غاية الاحتفال؟ وأين وضع ربنا يسوع في الاحتفال؟
أولا: إن كان الله يكرم شهداءه وقديسيه، إنما يطلب تكريم كل مؤمني، قائلا: “أكرم الذين يكرمونني، والذين يحتقرونني يصغرون” (1 صم ۲: ۳۰). ففي تكريس الكنيسة بيت الله باسم أحد الشهداء أو القديسين، حسب نوعا من التكريم من قبل الله للقديس. مع كل احتفال لتكريس كنيسة نمجد الله كمحب للبشر، فينعم قديسوه بكرامة حسب مسيرته الإلهية، وليست حسب مجد العالم. لهذا احتفالنا بتكريس كنيسة ما يدعونا إلى تركيز بصيرتنا الداخلية إلى جحد الكرامات الزمنية وطلب الكرامة التي يقدمها الرب لمحبوبيه.
ثانيا: مسرة الله أن يسكن في وسط شعبه، بل وفي أعماق كل مؤمن، فاحتفالنا بتكريس أية كنيسة يدفعنا بالأكثر إلى طلب سكناه الدائم فينا. فتتحول قلوبنا إلى سماء ثانية، بل نشتهي أن تتحول كل قلوب البشرية إلى هيكل للرب وروح الله يسكن فيها (1 كو 3: 16؛ ۲ کو 6: 16).
لا يكف آباء الكنيسة عن الكشف عن الكنيسة كجماعة المؤمنين أو الإنسان الداخلي للمؤمن بكونها سماء مقدسة موضع سرور الله. يقول القديس أغسطينوس: كنيسة الله هي السماء.
في حديث القديس يوحنا الذهبي الفم عن الذين يواظبون على اجتماعات الكنيسة يقول: ليليق بنا أن نخرج من هذا الموضع نحمل ما يليق به كموضع مقدس، كأناس هابطين من السماء عينها!… علموا الذين في الخارج أنكم كنتم في صحبة السيرافيم، محصيين مع السمائيين، معدين مع صفوف الملائكة، تتحدثون مع الرب وتكونون في صحبة السيد المسيح.
ثالثا: في هذه الأعياد يليق بكل مؤمن ألا يقف فارغا أمام الرب، بل يأتي إلى بيت الرب ببعض التقدمات. فقد طلب الله من موسى أن يسأل الشعب كي يقم كل إنسان حسبما يسمح قلبه (خر ۳۵: 5)، أي يساهم قدر ما تسمح محبته في التقدمة التي تستخدم في صنع المقوس” الذي يسكن فيه الرب وسط شعبه: “هذه هي التقدمة التي تأخذونها منهم: ذهب وفضة ونحاس وإسمانجوني وأرجوان وقرمز وبوص وشعر معزی وجلود كباش محمرة وجلود تخس وخشب سنط وزيت للمنارة وأطياب لدهن المسحة وللبخور العطر وحجارة جزع وحجارة ترصيع للرداء والصدرة” (خر ۲۵: ۳-۷).
أ. الذهب: يرى العلامة أوريجينوس أن تقديم الذهب هو الإيمان الذي يجعل من القلب سماء، لذا يشير الذهب إلى السماويات، كما يشير إلى القديسين بكونهم سماء يسكن الله في قلوبهم.
ب. الفضة: تقديم الفضة هو ممارسة كلمة الكرازة، لأن كلمة الله كالفضة مصفاة ممحوصة سبع مرات (مز ۱۲۰: 6). إن كان الذهب يشير إلى البتولية، فالآباء يرون في الفضة إشارة إلى عفة الزواج.
ج. النحاس: شير تقديمه إلى ممارسة الصبر بروح القوة التي تتحدى أشواك الخطية. فالسيد المسيح، ظهرت يداه حلقتان من ذهب (نش 5: 14)، لأن أعماله سماوية، أما رجلاه فشبه النحاس النقي كأنهما محميتان في أتون (رو 1: ۱۰)، بهما نذك كل أشواك هذه الحياة وضيقاتها بلا خوف!
د. الخشب الذي لا يسوس: يشير إلى اهتمامنا الجاد بالعلم كما بالعفة التي لا تشيخ ولا تفسد.
ه. البوص (الكتان) المبروم: إذ يشير البوص إلى الجسد، فكونه مبروما أي تحت الضبط والقمع”، كقول الرسول “أقمع جسدي وأستعبده” (1 كو ۹: ۲۷). فكل جهاد لضبط الجسد والتحكم فيه في المسيح يسوع هو تقدمة بوص (كتان) مبروم لبيت الرب.
و. القرمز: إن كان الحبل القرمزي الذي أنقذ حياة راحاب وكل بيتها (يش ۲: ۱۸) يشير إلى دم السيد المسيح المخلص، فإن القرمز الذي تقترمه لبيت الرب هو شهادتنا له حتى الدم، من أجلك مات كل النهار” (رو ۸: ۳۹)؛ كان القرمز يشير إلى الاستشهاد أو حياة الإماتة اليومية من أجل الرب.
ز. الأرجوان: يري أوريجينوس أن الأرجوان يشير إلى ضياء المحبة”، وإلى النار. فالمسيحي الحقيقي يحمل في قلبه نار الروح القدس الذي ينير الطريق، والذي يحرق الأشواك الخانقة للنفس.
ح. شعر المعزی: يشير إلى الموت عن الخطية (خر 35: 6، لا 4: ۲۳). يقول العلامة أوريجينوس: تقديمه يُشير إلى تحطيم الخطية، وموتها فيه، فلا تملك بعد في أعضائه.
ط. جلود الكباش: إن كانت المعزي تشير إلى الخطية، فالكباش تشير إلى الغضب، فمن يقم جلودها، إنما يعلن أنه قد مات الغضب فيه، ولم يعد له سلطان عليه.
القمص تادرس يعقوب ملطي
تعتير الكنيسة كما الشعب بالاحتفال بأعياد تكريس الكنائس مثل تكريس كنيسة الشهيد مار جرجس باللد (۷ هاتور). فما هي غاية الاحتفال؟ وأين وضع ربنا يسوع في الاحتفال؟
أولا: إن كان الله يكرم شهداءه وقديسيه، إنما يطلب تكريم كل مؤمني، قائلا: “أكرم الذين يكرمونني، والذين يحتقرونني يصغرون” (1 صم ۲: ۳۰). ففي تكريس الكنيسة بيت الله باسم أحد الشهداء أو القديسين، حسب نوعا من التكريم من قبل الله للقديس. مع كل احتفال لتكريس كنيسة نمجد الله كمحب للبشر، فينعم قديسوه بكرامة حسب مسيرته الإلهية، وليست حسب مجد العالم. لهذا احتفالنا بتكريس كنيسة ما يدعونا إلى تركيز بصيرتنا الداخلية إلى جحد الكرامات الزمنية وطلب الكرامة التي يقدمها الرب لمحبوبيه.
ثانيا: مسرة الله أن يسكن في وسط شعبه، بل وفي أعماق كل مؤمن، فاحتفالنا بتكريس أية كنيسة يدفعنا بالأكثر إلى طلب سكناه الدائم فينا. فتتحول قلوبنا إلى سماء ثانية، بل نشتهي أن تتحول كل قلوب البشرية إلى هيكل للرب وروح الله يسكن فيها (1 كو 3: 16؛ ۲ کو 6: 16).
لا يكف آباء الكنيسة عن الكشف عن الكنيسة كجماعة المؤمنين أو الإنسان الداخلي للمؤمن بكونها سماء مقدسة موضع سرور الله. يقول القديس أغسطينوس: كنيسة الله هي السماء.
في حديث القديس يوحنا الذهبي الفم عن الذين يواظبون على اجتماعات الكنيسة يقول: ليليق بنا أن نخرج من هذا الموضع نحمل ما يليق به كموضع مقدس، كأناس هابطين من السماء عينها!… علموا الذين في الخارج أنكم كنتم في صحبة السيرافيم، محصيين مع السمائيين، معدين مع صفوف الملائكة، تتحدثون مع الرب وتكونون في صحبة السيد المسيح.
ثالثا: في هذه الأعياد يليق بكل مؤمن ألا يقف فارغا أمام الرب، بل يأتي إلى بيت الرب ببعض التقدمات. فقد طلب الله من موسى أن يسأل الشعب كي يقم كل إنسان حسبما يسمح قلبه (خر ۳۵: 5)، أي يساهم قدر ما تسمح محبته في التقدمة التي تستخدم في صنع المقوس” الذي يسكن فيه الرب وسط شعبه: “هذه هي التقدمة التي تأخذونها منهم: ذهب وفضة ونحاس وإسمانجوني وأرجوان وقرمز وبوص وشعر معزی وجلود كباش محمرة وجلود تخس وخشب سنط وزيت للمنارة وأطياب لدهن المسحة وللبخور العطر وحجارة جزع وحجارة ترصيع للرداء والصدرة” (خر ۲۵: ۳-۷).
أ. الذهب: يرى العلامة أوريجينوس أن تقديم الذهب هو الإيمان الذي يجعل من القلب سماء، لذا يشير الذهب إلى السماويات، كما يشير إلى القديسين بكونهم سماء يسكن الله في قلوبهم.
ب. الفضة: تقديم الفضة هو ممارسة كلمة الكرازة، لأن كلمة الله كالفضة مصفاة ممحوصة سبع مرات (مز ۱۲۰: 6). إن كان الذهب يشير إلى البتولية، فالآباء يرون في الفضة إشارة إلى عفة الزواج.
ج. النحاس: شير تقديمه إلى ممارسة الصبر بروح القوة التي تتحدى أشواك الخطية. فالسيد المسيح، ظهرت يداه حلقتان من ذهب (نش 5: 14)، لأن أعماله سماوية، أما رجلاه فشبه النحاس النقي كأنهما محميتان في أتون (رو 1: ۱۰)، بهما نذك كل أشواك هذه الحياة وضيقاتها بلا خوف!
د. الخشب الذي لا يسوس: يشير إلى اهتمامنا الجاد بالعلم كما بالعفة التي لا تشيخ ولا تفسد.
ه. البوص (الكتان) المبروم: إذ يشير البوص إلى الجسد، فكونه مبروما أي تحت الضبط والقمع”، كقول الرسول “أقمع جسدي وأستعبده” (1 كو ۹: ۲۷). فكل جهاد لضبط الجسد والتحكم فيه في المسيح يسوع هو تقدمة بوص (كتان) مبروم لبيت الرب.
و. القرمز: إن كان الحبل القرمزي الذي أنقذ حياة راحاب وكل بيتها (يش ۲: ۱۸) يشير إلى دم السيد المسيح المخلص، فإن القرمز الذي تقترمه لبيت الرب هو شهادتنا له حتى الدم، من أجلك مات كل النهار” (رو ۸: ۳۹)؛ كان القرمز يشير إلى الاستشهاد أو حياة الإماتة اليومية من أجل الرب.
ز. الأرجوان: يري أوريجينوس أن الأرجوان يشير إلى ضياء المحبة”، وإلى النار. فالمسيحي الحقيقي يحمل في قلبه نار الروح القدس الذي ينير الطريق، والذي يحرق الأشواك الخانقة للنفس.
ح. شعر المعزی: يشير إلى الموت عن الخطية (خر 35: 6، لا 4: ۲۳). يقول العلامة أوريجينوس: تقديمه يُشير إلى تحطيم الخطية، وموتها فيه، فلا تملك بعد في أعضائه.
ط. جلود الكباش: إن كانت المعزي تشير إلى الخطية، فالكباش تشير إلى الغضب، فمن يقم جلودها، إنما يعلن أنه قد مات الغضب فيه، ولم يعد له سلطان عليه.