أولا: رفع القلب للسماء، حيث تلتقي النفس بالسماوي، فيزداد شوقها للحياة السماوية. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: “حين ترفع ستر الهيكل، فثق أن السماء قد انفتحت أبوابها.”
بالنسبة للعبادة الخاصة بتقديس يوم الرب (الأحد) يسند القديس إكليمنضس السكندري العمل الليتورجي خلال السلوك الروحي الحي والتأمل المستمر في السماويات من أجل التمتع بأمجاد قيامة الرب. يقول: احفظ يوم الرب بتنفيذ الوصية حسب الإنجيل بترك الإنسان الشر… ممجدا قيامة الرب في نفسه. بالأحرى عندما يتمتع بإدراك التأملات الحقيقية، فيبدو كمن رأى الرب، موجها أنظاره نحو غير المنظورات. كما يقول: ((الإنسان الروحي) يحفظ يوم الرب… ممجدا قيامة الرب في نفسه… يكون طاهرا على الدوام مستعدا للصلاة. يصلي مع جوقة الملائكة، لأنه قد صار في الرتبة الملائكة، محفوظا على الدوام بعنايتهم المقدسة. حينما يصلي وحده يقف مع صفوف القديسين… صلاته هي شكر من أجل الماضي والحاضر والمستقبل، لأنه يرى المستقبل بالإيمان حاضرا أمامه… يقم الشكر لله على الدوام، على مثال ما قاله إشعياء بخصوص تسبيح المخلوقات الحية.
يقول القديس باسيليوس الكبير: اسجدوا للرب في هيكل قدسة”… كثيرون يقفون للصلاة،. ولكنهم ليسوا في الهيكل، فأفكارهم تجوب في الأمور الباطلة خارجا… وللهيكل مفهوم أسمى، إذ يشير إلى الحياة في السماء، من أجل المغروسين في بيت الله، كنيسة الله الحي (۱ تي 3: 15)، يزهرون في بیت الله إن كانوا ضمن جماعة المؤمنين.
كما يقول: “صوت الرب بقوة، صوت الرب بجلال عظيم”… الجلال فضيلة عظيمة جدا، فالجلال صفة ذاك الذي يكرس كل نشاطه للأعمال العظيمة، والنفس التي لا تستعبد للأفكار الجسدية، بل تحيا في العظمة والكرامة التي لها من الله، فتسمع “صوت الله”، أيضا الذين ارتفعت أفكارهم نحو الله، ويتأملون في سمو أهداف الخليقة ليستخلصوا منها – ولو بالقدر البسيط – عظم مجد عناية الله. وهم أيضا الذين لا يعيشون في رغد العيش، بل يسرعون للتخفيف من آلام الفقراء. أولئك جميعا ينطبق عليهم صفة الجلال وصوت الرب يسكن فيهم. والإنسان الذي يتصف بالجلال، لا يهتم كثيرا بالأمور المادية، ويعتبرها نفاية بالنسبة للخيرات غير المرئية، مثل هذا الإنسان لا يستسلم للألم لأي سبب. فلا تؤثر فيه التعبيرات أو الاحتقار أو الكراهية التي تصدر عن الأقزام. هو أيضا لا يتأثر بشهوات الجسد التي تحط من شأن الإنسان، لأنها لا تعنيه، إذ أن أفكاره قد سمت إلى الأعالي إلى فوق.
ثانيا: أن يعرف المؤمن نفسه. فيعرف أنه قد نال البنوة لله بالمعمودية، وأنه عضو في جسد الابن الوحيد الجنس، وأنه هيكل الله يسكن فيه روح الله القدوس، فيتحدث مع الثالوث القدوس، ويسلك في عبادته بما يليق به، واثقا في الشركة مع الله. يقول القديس أنبا أنطونيوس الكبير: “من عرف نفسه عرف الله، ومن عرف الله يستحق أن يعبده بالحق.” ويقول لاكتانتیوس: “التقوى ليست سوى التعرف على الله أنه أب.”
ثالثا: أن يعرف المؤمن رسالته. يقول لاكتانتیوس: إن سأل أحد إنسانا حكيما لماذا ولد، فإنه يجيب بغير خوف ولا تردد أنه ولد لكي يعبد الله.”
رابعا: أن يدرك المؤمن أنه ابن النور، لن يستريح في الظلمة أو الجهالة. يتحدث القديس إكليمنضس السكندري عن الاتجاه للشرق أثناء الصلاة، حيث يؤكد لنا ميلادنا الجديد في المسيح يسوع شمس البر المشرق علينا. ليصلون في اتجاه الشرق، لأن الشروق هو رمز لميلادنا، إذ منه يخرج النور مشرقا على الظلمة. هكذا يشرق يوم المعرفة مثل الشمس على المدفونين في الجهالة الظلمة.
خامسا: الاهتمام بالنقاوة الداخلية والخارجية. يقول القديس إكليمنضس السكندري: يليق بالنساء والرجال أن يذهبوا إلى الكنيسة في هدوء ونظام وسكون، وتكون فيهم محبة صادقة، يكونون أطهارا حسب الجسد والقلب، مؤهلين للصلاة أمام الله. وعلى النساء – بوجه الخصوص – أن يهتممن بالأكثر بهذا الأمر، وتكون المرأة مغطاة بالكامل وإلا تبقى في بيتها، فإن ملبسها له خطورته، إذ يقيها من نظرات الآخرين. إن وضعت التواضع نصب عينيها لا تسقط أبدا… هكذا يليق بمن كرس نفسه للسيد المسيح أن يسلك في حياته كلها بذات السلوك الذي يراعيه داخل الكنيسة. قيل إنه يلزمنا أن نتقدم إلى الذبيحة والصلوات ونحن مغتسلون، أنقياء وفي بهاء، إننا نمارس هذه الزينة الخارجية والتطهيرات الخارجية كعلامة. فإن النقاوة هي أن تكون أفكارنا مقدسة… والتقديس – كما أدركه – هو نقاوة الكاملة للذهن والأعمال والأفكار والكلمات، وتصل إلى كمال درجتها حين لا نخطئ في الأحلام. النقاوة الكافية للإنسان هي – كما أحسب – التوبة الصادقة الأكيدة.
سادسا: الالتزام بحياة الشكر والتسبيح، فتتمتع النفس بالفرح الحقيقي. يقول القديس أنطونيوس الكبير: عندما تنام على سريرك، تذكر بركات الله، وعنايته بك، واشكره على هذا، فإذ تمتلئ بهذه الأفكار تفرح في الروح. وعندئذ يكون في نوم الجسد سموا لنفسك، وإغلاق عينيك بمثابة معرفة حقيقة الله، وصمتك وأنت مشحون بمشاعر صالحة هو تمجید لله القدير من كل القلب وكل القوة، مقدما لله تسبيحا يرتفع إلى الأعالي. لأنه عندما لا يوجد شر في الإنسان، فإن الشكر وحده يرضي الله أكثر من تقدمات ثمينة، هذا الذي له المجد إلى دهر الدهور. آمين. كما يقول: اعلم أن الأمراض الجسدية هي أمر طبيعي بالنسبة للجسد، إذ هو مادي وقابل للفساد. لذلك إن حل به المرض، فإنه يجب على النفس المتعلمة (الصلاح) أن تشجع وتصبر بشكر دون أن تتذمر على الله الذي خلق لها الجسد.
يقول القديس إكليمنضس السكندري لوكل ما عملتم بقول أو فعل فاعملوا الكل باسم الرب يسوع شاكرين الله والآب به” (كو 3: 17). هذا هو احتفالنا المملوء شكرا. إن أردت الترثم واللعب على عود أو قيثارة فليس من لوم عليك.. ويقول: فإنك بهذا تمتثل بالملك العبراني في تقديمه الشكر لله، إذ تقول النبوة: “أهتفوا أيها الصديقون بالرب. بالمستقيمين يليق التسبيح. احمدوا الرب بالعود، بقيثارة ذات عشرة أوتار رنموا له. وغتوا له أغنية جديدة” (مز ۳۳: ۱-۳). ما هذه القيثارة ذات العشرة أوتار إلا كلمة “يسوع” التي أعلنت خلال حرف عشرة (وهو حرف اليوتا الذي يمل رقم 10 في اليونانية وأول حروف كلمة يسوع أو إيسوس.
كما يقول: في الخدمة الإلهية يترنم الروح…
“سبحوه بصوت البوق”، لأنه بصوت البوق يقيم الأموات.
“سبحوه بالمزمار”، فإن اللسان هو مزمار الرب.
“سبحوه بالقيثارة، هنا يقصد الفم الذي تركه الروح كالوتر.
“سبحوه بطبول ورقص”، مشيرا إلى الكنيسة التي تتأمل القيامة من الأموات خلال وقع الضرب على الجلود (إشارة إلى الأموات).
“سبحوه بالأوتار والأرغن”، يدعو جسدنا أرغنا، وأعصابه هي الأوتار التي يضرب عليها الروح فتعطي أصواتا بشرية منسجمة.
سبحوه بصنوج حسنة الصوت”: يدعو اللسان صنا إذ يعطي الصوت خلال الشفتين.
لذلك يصرخ إلى البشرية قائلا: “كل نسمة فلتسبح اسم الرب”، لأنه يعتني بكل مخلوق يتنفس. حقا إن الإنسان هو آلة السلام”.
يقول القيس باسيليوس الكبير: يلزم أن قم تشكرات الله المهوب الممجد القدوس. ولا يمارس شيء بروح الجدال والمجد الباطل (في ۲: ۳)، وإنما من أجل مجد الله ومسرته. فإن الله يبدد عظام الذين يسرون البشر” (مز 53: 5).
سابعا: الصلاة عمل يتم في ضمير الإنسان. يقول القديس باسيليوس الكبير : لا يحتاج الله إلى طب رنانة، ولا إلى كلمات فصيحة، إذ يعرف ما هو مفيد لنا. وهكذا يمكننا أن نحد الصلاة بأنها عمل يتم في ضمير الإنسان وفي داخله، وهي عمل يمتد إلى كل الأعمال التي تنسج حياة الإنسان.
القمص تادرس يعقوب ملطي
أولا: رفع القلب للسماء، حيث تلتقي النفس بالسماوي، فيزداد شوقها للحياة السماوية. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: “حين ترفع ستر الهيكل، فثق أن السماء قد انفتحت أبوابها.”
بالنسبة للعبادة الخاصة بتقديس يوم الرب (الأحد) يسند القديس إكليمنضس السكندري العمل الليتورجي خلال السلوك الروحي الحي والتأمل المستمر في السماويات من أجل التمتع بأمجاد قيامة الرب. يقول: احفظ يوم الرب بتنفيذ الوصية حسب الإنجيل بترك الإنسان الشر… ممجدا قيامة الرب في نفسه. بالأحرى عندما يتمتع بإدراك التأملات الحقيقية، فيبدو كمن رأى الرب، موجها أنظاره نحو غير المنظورات. كما يقول: ((الإنسان الروحي) يحفظ يوم الرب… ممجدا قيامة الرب في نفسه… يكون طاهرا على الدوام مستعدا للصلاة. يصلي مع جوقة الملائكة، لأنه قد صار في الرتبة الملائكة، محفوظا على الدوام بعنايتهم المقدسة. حينما يصلي وحده يقف مع صفوف القديسين… صلاته هي شكر من أجل الماضي والحاضر والمستقبل، لأنه يرى المستقبل بالإيمان حاضرا أمامه… يقم الشكر لله على الدوام، على مثال ما قاله إشعياء بخصوص تسبيح المخلوقات الحية.
يقول القديس باسيليوس الكبير: اسجدوا للرب في هيكل قدسة”… كثيرون يقفون للصلاة،. ولكنهم ليسوا في الهيكل، فأفكارهم تجوب في الأمور الباطلة خارجا… وللهيكل مفهوم أسمى، إذ يشير إلى الحياة في السماء، من أجل المغروسين في بيت الله، كنيسة الله الحي (۱ تي 3: 15)، يزهرون في بیت الله إن كانوا ضمن جماعة المؤمنين.
كما يقول: “صوت الرب بقوة، صوت الرب بجلال عظيم”… الجلال فضيلة عظيمة جدا، فالجلال صفة ذاك الذي يكرس كل نشاطه للأعمال العظيمة، والنفس التي لا تستعبد للأفكار الجسدية، بل تحيا في العظمة والكرامة التي لها من الله، فتسمع “صوت الله”، أيضا الذين ارتفعت أفكارهم نحو الله، ويتأملون في سمو أهداف الخليقة ليستخلصوا منها – ولو بالقدر البسيط – عظم مجد عناية الله. وهم أيضا الذين لا يعيشون في رغد العيش، بل يسرعون للتخفيف من آلام الفقراء. أولئك جميعا ينطبق عليهم صفة الجلال وصوت الرب يسكن فيهم. والإنسان الذي يتصف بالجلال، لا يهتم كثيرا بالأمور المادية، ويعتبرها نفاية بالنسبة للخيرات غير المرئية، مثل هذا الإنسان لا يستسلم للألم لأي سبب. فلا تؤثر فيه التعبيرات أو الاحتقار أو الكراهية التي تصدر عن الأقزام. هو أيضا لا يتأثر بشهوات الجسد التي تحط من شأن الإنسان، لأنها لا تعنيه، إذ أن أفكاره قد سمت إلى الأعالي إلى فوق.
ثانيا: أن يعرف المؤمن نفسه. فيعرف أنه قد نال البنوة لله بالمعمودية، وأنه عضو في جسد الابن الوحيد الجنس، وأنه هيكل الله يسكن فيه روح الله القدوس، فيتحدث مع الثالوث القدوس، ويسلك في عبادته بما يليق به، واثقا في الشركة مع الله. يقول القديس أنبا أنطونيوس الكبير: “من عرف نفسه عرف الله، ومن عرف الله يستحق أن يعبده بالحق.” ويقول لاكتانتیوس: “التقوى ليست سوى التعرف على الله أنه أب.”
ثالثا: أن يعرف المؤمن رسالته. يقول لاكتانتیوس: إن سأل أحد إنسانا حكيما لماذا ولد، فإنه يجيب بغير خوف ولا تردد أنه ولد لكي يعبد الله.”
رابعا: أن يدرك المؤمن أنه ابن النور، لن يستريح في الظلمة أو الجهالة. يتحدث القديس إكليمنضس السكندري عن الاتجاه للشرق أثناء الصلاة، حيث يؤكد لنا ميلادنا الجديد في المسيح يسوع شمس البر المشرق علينا. ليصلون في اتجاه الشرق، لأن الشروق هو رمز لميلادنا، إذ منه يخرج النور مشرقا على الظلمة. هكذا يشرق يوم المعرفة مثل الشمس على المدفونين في الجهالة الظلمة.
خامسا: الاهتمام بالنقاوة الداخلية والخارجية. يقول القديس إكليمنضس السكندري: يليق بالنساء والرجال أن يذهبوا إلى الكنيسة في هدوء ونظام وسكون، وتكون فيهم محبة صادقة، يكونون أطهارا حسب الجسد والقلب، مؤهلين للصلاة أمام الله. وعلى النساء – بوجه الخصوص – أن يهتممن بالأكثر بهذا الأمر، وتكون المرأة مغطاة بالكامل وإلا تبقى في بيتها، فإن ملبسها له خطورته، إذ يقيها من نظرات الآخرين. إن وضعت التواضع نصب عينيها لا تسقط أبدا… هكذا يليق بمن كرس نفسه للسيد المسيح أن يسلك في حياته كلها بذات السلوك الذي يراعيه داخل الكنيسة. قيل إنه يلزمنا أن نتقدم إلى الذبيحة والصلوات ونحن مغتسلون، أنقياء وفي بهاء، إننا نمارس هذه الزينة الخارجية والتطهيرات الخارجية كعلامة. فإن النقاوة هي أن تكون أفكارنا مقدسة… والتقديس – كما أدركه – هو نقاوة الكاملة للذهن والأعمال والأفكار والكلمات، وتصل إلى كمال درجتها حين لا نخطئ في الأحلام. النقاوة الكافية للإنسان هي – كما أحسب – التوبة الصادقة الأكيدة.
سادسا: الالتزام بحياة الشكر والتسبيح، فتتمتع النفس بالفرح الحقيقي. يقول القديس أنطونيوس الكبير: عندما تنام على سريرك، تذكر بركات الله، وعنايته بك، واشكره على هذا، فإذ تمتلئ بهذه الأفكار تفرح في الروح. وعندئذ يكون في نوم الجسد سموا لنفسك، وإغلاق عينيك بمثابة معرفة حقيقة الله، وصمتك وأنت مشحون بمشاعر صالحة هو تمجید لله القدير من كل القلب وكل القوة، مقدما لله تسبيحا يرتفع إلى الأعالي. لأنه عندما لا يوجد شر في الإنسان، فإن الشكر وحده يرضي الله أكثر من تقدمات ثمينة، هذا الذي له المجد إلى دهر الدهور. آمين. كما يقول: اعلم أن الأمراض الجسدية هي أمر طبيعي بالنسبة للجسد، إذ هو مادي وقابل للفساد. لذلك إن حل به المرض، فإنه يجب على النفس المتعلمة (الصلاح) أن تشجع وتصبر بشكر دون أن تتذمر على الله الذي خلق لها الجسد.
يقول القديس إكليمنضس السكندري لوكل ما عملتم بقول أو فعل فاعملوا الكل باسم الرب يسوع شاكرين الله والآب به” (كو 3: 17). هذا هو احتفالنا المملوء شكرا. إن أردت الترثم واللعب على عود أو قيثارة فليس من لوم عليك.. ويقول: فإنك بهذا تمتثل بالملك العبراني في تقديمه الشكر لله، إذ تقول النبوة: “أهتفوا أيها الصديقون بالرب. بالمستقيمين يليق التسبيح. احمدوا الرب بالعود، بقيثارة ذات عشرة أوتار رنموا له. وغتوا له أغنية جديدة” (مز ۳۳: ۱-۳). ما هذه القيثارة ذات العشرة أوتار إلا كلمة “يسوع” التي أعلنت خلال حرف عشرة (وهو حرف اليوتا الذي يمل رقم 10 في اليونانية وأول حروف كلمة يسوع أو إيسوس.
كما يقول: في الخدمة الإلهية يترنم الروح…
“سبحوه بصوت البوق”، لأنه بصوت البوق يقيم الأموات.
“سبحوه بالمزمار”، فإن اللسان هو مزمار الرب.
“سبحوه بالقيثارة، هنا يقصد الفم الذي تركه الروح كالوتر.
“سبحوه بطبول ورقص”، مشيرا إلى الكنيسة التي تتأمل القيامة من الأموات خلال وقع الضرب على الجلود (إشارة إلى الأموات).
“سبحوه بالأوتار والأرغن”، يدعو جسدنا أرغنا، وأعصابه هي الأوتار التي يضرب عليها الروح فتعطي أصواتا بشرية منسجمة.
سبحوه بصنوج حسنة الصوت”: يدعو اللسان صنا إذ يعطي الصوت خلال الشفتين.
لذلك يصرخ إلى البشرية قائلا: “كل نسمة فلتسبح اسم الرب”، لأنه يعتني بكل مخلوق يتنفس. حقا إن الإنسان هو آلة السلام”.
يقول القيس باسيليوس الكبير: يلزم أن قم تشكرات الله المهوب الممجد القدوس. ولا يمارس شيء بروح الجدال والمجد الباطل (في ۲: ۳)، وإنما من أجل مجد الله ومسرته. فإن الله يبدد عظام الذين يسرون البشر” (مز 53: 5).
سابعا: الصلاة عمل يتم في ضمير الإنسان. يقول القديس باسيليوس الكبير : لا يحتاج الله إلى طب رنانة، ولا إلى كلمات فصيحة، إذ يعرف ما هو مفيد لنا. وهكذا يمكننا أن نحد الصلاة بأنها عمل يتم في ضمير الإنسان وفي داخله، وهي عمل يمتد إلى كل الأعمال التي تنسج حياة الإنسان.