أولا: تقديم الحب كما للمسيح نفسه. كشف المسيحيون عن حبهم للبشرية حتى لمضطهديهم. إيجابية الكنيسة سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، في خدمة الجميع، أعطاهم القدرة على كسب غير المؤمنين إلى الإيمان، وتحي الكثيرين للموت، حتى بالنسبة للموعوظين الذين لم يكونوا بعد قد نالوا العماد. يقول الشهيد يوستين: نحن الذين كنا قبلا نضع طرق اكتساب الثروة والممتلكات فوق كل اعتبار، الآن قم ما لدينا لصندوق الشركة، ونشارك كل محتاج”.] تنبع هذه الأعمال المملوءة حبا ليس عن عواطف بشرية مجردة، بل عن عواطف مقدسة وعن قلب ملتهب بالحب الإلهي، فقدموا بكل كيانهم من أعماقهم، وارتبط ذلك بالعبادة، وحسبوها مقدمة الله نفسه محب البشر.
ثانيا: ممارسة أعمال الحب هي تكملة للناموس. وضع السيد المسيح أساس الناموس السلوكي المسيحي: “وصية جديدة أنا أعطيكم: أن تحبوا بعضكم بعضا. كما أحببتكم أنا تحبون أنتم أيضا بعضكم بعضا. بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي: إن كان لكم حب بعضا لبعض” (يو 13: ۳۶-۳۵). يقول الرسول بولس: “لا تكونوا مديونين لأحد بشيء إلا بأن يحب بعضكم بعضا، لأن من أحب غيره فقد أكمل الناموس.” (رو ۱۳: ۸). لم يقم الرسل قوانين أخلاقية معينة، لكنهم قدموا الروح الذي به توضع القوانين، والتي تحكم السلوك المسيحي حسب الظروف القائمة. لقد ترك للكنيسة أن تقدم تفاصيل السلوك الروحي الحي قائما على الأسس الإنجيلية دون تقديم كثرة من القوانين: “أخيرا أيها الإخوة، كل ما هو حق، كل ما هو جليل، كل ما هو عادل، كل ما هو طاهر، كل ما هو مُسر، كل ما صيته حسن، إن كانت فضيلة، وإن كان مدح، ففي هذا افتكروا” (في 4: 8).
ثالثا: استخدام الإمكانيات الجديدة. ففي المعمودية نتمتع بالدفن مع السيد المسيح، نموت عن الخطية، ولا يكون لها سلطان علينا، إلا إذا قبلناها بإرادتنا ؛ كما صارت لنا البنوة لله، والتمتع بإمكانيات الثالوث القدوس: أبوة الآب المحب للبشر، ونعمة الابن واهب الغفران، وشركة الروح القدس الذي يقس ويجد حتى نصير أيقونة للسيد المسيح. قدمت لنا الديداكية كمثال، حق الخيار بين طريق الحياة وطريق الموت، لكنها لم تضع قائمة بالتفصيل عن الفضائل التي تحكمنا في سلوكنا في طريق الحياة، ولا قائمة كاملة بالرذائل التي تدفعنا إلى طريق الموت؟ جاء فيها: أيوجد طريقان: أحدهما للحياة والآخر للموت. لكن الفرق بين الطريقين عظيم. طريق الحياة هو هكذا: أولا، أحبب الله الذي خلقك (تث 6: 5). ثانيا، حب قريبك كنفسك (لا ۱۸ : ۱۹ ؛ مت ۲۲: ۳۷، ۳۹).
مالا تريد أن يفعله الناس بك لا تفعله أنت بالآخرين (طو 4: ۱۰؛ مت ۷: ۱۲؛ لو 6: ۳۱). إليك ما تحمله هذه الأقوال من تعليم: باركوا لاعنيكم، صلوا من أجل أعدائكم، وصوموا من أجل مضطهديكم. لأنه أي فضل لكم إن أحببتم الذين يحبونكم؟ أليس الوثنيون يفعلون ذلك؟! أما أنتم فأحبوا مبغضيكم، فلا يكون لكم عدو (مت 5:47 – 45 ؛ لو 6: ۲۷-۳۱). ابتعدوا عن الشهوات الجسدية (1 بط ۲: ۱۱) الزمنية (عالمية). “من الطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضا” (مت 5: ۳۹؛ لو 6: ۲۹). وكن كاملا (مت 5: 4۸).
القمص تادرس يعقوب ملطي
أولا: تقديم الحب كما للمسيح نفسه. كشف المسيحيون عن حبهم للبشرية حتى لمضطهديهم. إيجابية الكنيسة سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، في خدمة الجميع، أعطاهم القدرة على كسب غير المؤمنين إلى الإيمان، وتحي الكثيرين للموت، حتى بالنسبة للموعوظين الذين لم يكونوا بعد قد نالوا العماد. يقول الشهيد يوستين: نحن الذين كنا قبلا نضع طرق اكتساب الثروة والممتلكات فوق كل اعتبار، الآن قم ما لدينا لصندوق الشركة، ونشارك كل محتاج”.] تنبع هذه الأعمال المملوءة حبا ليس عن عواطف بشرية مجردة، بل عن عواطف مقدسة وعن قلب ملتهب بالحب الإلهي، فقدموا بكل كيانهم من أعماقهم، وارتبط ذلك بالعبادة، وحسبوها مقدمة الله نفسه محب البشر.
ثانيا: ممارسة أعمال الحب هي تكملة للناموس. وضع السيد المسيح أساس الناموس السلوكي المسيحي: “وصية جديدة أنا أعطيكم: أن تحبوا بعضكم بعضا. كما أحببتكم أنا تحبون أنتم أيضا بعضكم بعضا. بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي: إن كان لكم حب بعضا لبعض” (يو 13: ۳۶-۳۵). يقول الرسول بولس: “لا تكونوا مديونين لأحد بشيء إلا بأن يحب بعضكم بعضا، لأن من أحب غيره فقد أكمل الناموس.” (رو ۱۳: ۸). لم يقم الرسل قوانين أخلاقية معينة، لكنهم قدموا الروح الذي به توضع القوانين، والتي تحكم السلوك المسيحي حسب الظروف القائمة. لقد ترك للكنيسة أن تقدم تفاصيل السلوك الروحي الحي قائما على الأسس الإنجيلية دون تقديم كثرة من القوانين: “أخيرا أيها الإخوة، كل ما هو حق، كل ما هو جليل، كل ما هو عادل، كل ما هو طاهر، كل ما هو مُسر، كل ما صيته حسن، إن كانت فضيلة، وإن كان مدح، ففي هذا افتكروا” (في 4: 8).
ثالثا: استخدام الإمكانيات الجديدة. ففي المعمودية نتمتع بالدفن مع السيد المسيح، نموت عن الخطية، ولا يكون لها سلطان علينا، إلا إذا قبلناها بإرادتنا ؛ كما صارت لنا البنوة لله، والتمتع بإمكانيات الثالوث القدوس: أبوة الآب المحب للبشر، ونعمة الابن واهب الغفران، وشركة الروح القدس الذي يقس ويجد حتى نصير أيقونة للسيد المسيح. قدمت لنا الديداكية كمثال، حق الخيار بين طريق الحياة وطريق الموت، لكنها لم تضع قائمة بالتفصيل عن الفضائل التي تحكمنا في سلوكنا في طريق الحياة، ولا قائمة كاملة بالرذائل التي تدفعنا إلى طريق الموت؟ جاء فيها: أيوجد طريقان: أحدهما للحياة والآخر للموت. لكن الفرق بين الطريقين عظيم. طريق الحياة هو هكذا: أولا، أحبب الله الذي خلقك (تث 6: 5). ثانيا، حب قريبك كنفسك (لا ۱۸ : ۱۹ ؛ مت ۲۲: ۳۷، ۳۹).
مالا تريد أن يفعله الناس بك لا تفعله أنت بالآخرين (طو 4: ۱۰؛ مت ۷: ۱۲؛ لو 6: ۳۱). إليك ما تحمله هذه الأقوال من تعليم: باركوا لاعنيكم، صلوا من أجل أعدائكم، وصوموا من أجل مضطهديكم. لأنه أي فضل لكم إن أحببتم الذين يحبونكم؟ أليس الوثنيون يفعلون ذلك؟! أما أنتم فأحبوا مبغضيكم، فلا يكون لكم عدو (مت 5:47 – 45 ؛ لو 6: ۲۷-۳۱). ابتعدوا عن الشهوات الجسدية (1 بط ۲: ۱۱) الزمنية (عالمية). “من الطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضا” (مت 5: ۳۹؛ لو 6: ۲۹). وكن كاملا (مت 5: 4۸).