الحب الحقيقي هو الذي يؤهل المؤمن للعمل الكهنوتي والرعوي، لهذا اختص ربنا يسوع بعد قيامته معلمنا بطرس، بهذا السؤال: “يا سمعان بن يونا، أتحبني؟… ارع غنمي” (يو ۲۱: 16). لقد عين الرب حقيقة مفهوم حب رسوله له، وطبيعته، وهدف هذا الحب. فالحب الذي كان يصدر عن معلمنا بطرس قبل حلول الروح القدس، كان حبا حسب طبيعته ومفهومه البشريين، بدليل أنه بمقتضى هذا الحب انتهر ربنا يسوع لكي لا يسلم نفسه للصليب، كما في مكابرته بحبه أراد أن يضع نفسه عن ربه، لكنه للأسف أنكره بقسم ولئن أمام جارية، وفي مرارة نفسه بكي بكاء مرا، مدركًاأن حبه لم يكن إلا نفاية. وفي يوم الخمسين من قيامة الرب، بينما كان التلاميذ والرسل مجتمعين بنفس واحدة حل عليهم الروح القدس شبه ألسنة نار (أع ۲: 3-4)، فامتلأ بطرس كبقية التلاميذ من روح هذا الحب الإلهي، الذي أعطاهم صورة الفادي الحقيقية، والراعي الصالح نفسها. هذا هو الحب الإلهي، الذي كانوا منتظرين موعده، لينقذوا هذه الكلمات: “أتحبني… ارع غنمي”.
فإذ حل فيهم روح الحب أمكن أن يكون لهم حق الرسولية والتبشير في المسكونة كلها، لرعاية غنم الرب، نفوس البشر، موضع حبه وهدفه. ما كان يمكن أن تكون للرعاية وجود، بدون هذا الروح، لأنها هي عمل الله “الحب” بمن اختارهم رعاة لشعبه، وهي تهدف أولا وأخيرا إلى نمو الرعاة والرعية بحياة الحب الحقيقي، بالروح القدس، في شخص الفادي الحبيب.
فالراعي لا يقدر أن يتسلم عصا الرعاية، وهي الصليب، إلا إذا لبس أولا المسيح الحبيب، وإلا سرعان ما تثقل أتعاب الرعية ظهره، وتعيي نفسه، فيتحول إلى خادم متذمر يائس، يضيق بالخدمة وصاحبها، ويود الهروب منها. فإن كان ممن اختلسوها خلسة، فلا غرابة إذا أضحى أجيرا أو لا، لا راعيا. وإذا استهان بطول أناة الله ولم يتب، زحزحت النعمة منارته، وأخذ إكليله آخر، وأسرع بتهاونه إلى الدينونة الرهيبة (خر 34)، كما رسم الروح القدس لمن يستهين بمحبته.
السمات المطلوبة في المرشح لأي درجة كهنوتية، في نظر القديس باسيليوس هي الاتي:
أولا: أن يكون من الساكنين في بيت الله، الذين يعملون بغيرة مقدسة. إذا كان قوم ساكنين في بيت الله، يجب عليهم أن يسعوا فيه بلا حس ولا عثرة.
ثانيا: معرفة الكتاب المقدس. لا يسام أحد قسا وهو لا يعرف كلام الكتب جيدا، وبالأكثر الإنجيل.
ثالثا: تشهد حياته لإيمانه العملي، إذ يقول: (الذي يختار ليكون أسقفا يجب أن يكون رجلا عفيفا، بشوشا، خائف (الرب)، يجاهد عن المظلومين، لا يحابي أحدا من الناس، بل يقول الحق. ولا يخشى غنيا. ولا يكون محبا للقنية، لأن هذه خطية تغري كل الناس، ولاسيما لمن هم في هذه الرتبة”.
رابعا: عدم البهرجة في ملابسه. يليق بالأسقف أن يذكر الجياع والعراة بين شعبه، فلا يستطيع أن يعيش في ترف.
خامسا: يحمل روح الأبوة. يجب على الأسقف أن يقاتل من أجل الحق حتى الموت. ويكون أبا للأرامل والأيتام. ويتزين بالنقاوة لكي يريح الناظرين إليه، ويبت بلطف، ويصعد وينزل، وكلامه حازم ومملح. ولا يكون سكيرا، ولا يحسد أحدا. ولا يحب الذهب، ويحسب كل ما لهذا العالم لا شيء. ولا يكون محبا لربح باطل، بل يهرب من كل زينة فارغة. سادسا: غير متزوج من المحرمات ولا تزوج زيجة ثانية. من شروط المرشح لخدمة الكهنوت، أسقفا كان أو قسا أو شماشا، ألا يكون قد سبق له الزواج من المحرمات حتى إن تاب (1 تي 3: ۲-6).
القمص تادرس يعقوب ملطي
الحب الحقيقي هو الذي يؤهل المؤمن للعمل الكهنوتي والرعوي، لهذا اختص ربنا يسوع بعد قيامته معلمنا بطرس، بهذا السؤال: “يا سمعان بن يونا، أتحبني؟… ارع غنمي” (يو ۲۱: 16). لقد عين الرب حقيقة مفهوم حب رسوله له، وطبيعته، وهدف هذا الحب. فالحب الذي كان يصدر عن معلمنا بطرس قبل حلول الروح القدس، كان حبا حسب طبيعته ومفهومه البشريين، بدليل أنه بمقتضى هذا الحب انتهر ربنا يسوع لكي لا يسلم نفسه للصليب، كما في مكابرته بحبه أراد أن يضع نفسه عن ربه، لكنه للأسف أنكره بقسم ولئن أمام جارية، وفي مرارة نفسه بكي بكاء مرا، مدركًاأن حبه لم يكن إلا نفاية. وفي يوم الخمسين من قيامة الرب، بينما كان التلاميذ والرسل مجتمعين بنفس واحدة حل عليهم الروح القدس شبه ألسنة نار (أع ۲: 3-4)، فامتلأ بطرس كبقية التلاميذ من روح هذا الحب الإلهي، الذي أعطاهم صورة الفادي الحقيقية، والراعي الصالح نفسها. هذا هو الحب الإلهي، الذي كانوا منتظرين موعده، لينقذوا هذه الكلمات: “أتحبني… ارع غنمي”.
فإذ حل فيهم روح الحب أمكن أن يكون لهم حق الرسولية والتبشير في المسكونة كلها، لرعاية غنم الرب، نفوس البشر، موضع حبه وهدفه. ما كان يمكن أن تكون للرعاية وجود، بدون هذا الروح، لأنها هي عمل الله “الحب” بمن اختارهم رعاة لشعبه، وهي تهدف أولا وأخيرا إلى نمو الرعاة والرعية بحياة الحب الحقيقي، بالروح القدس، في شخص الفادي الحبيب.
فالراعي لا يقدر أن يتسلم عصا الرعاية، وهي الصليب، إلا إذا لبس أولا المسيح الحبيب، وإلا سرعان ما تثقل أتعاب الرعية ظهره، وتعيي نفسه، فيتحول إلى خادم متذمر يائس، يضيق بالخدمة وصاحبها، ويود الهروب منها. فإن كان ممن اختلسوها خلسة، فلا غرابة إذا أضحى أجيرا أو لا، لا راعيا. وإذا استهان بطول أناة الله ولم يتب، زحزحت النعمة منارته، وأخذ إكليله آخر، وأسرع بتهاونه إلى الدينونة الرهيبة (خر 34)، كما رسم الروح القدس لمن يستهين بمحبته.
السمات المطلوبة في المرشح لأي درجة كهنوتية، في نظر القديس باسيليوس هي الاتي:
أولا: أن يكون من الساكنين في بيت الله، الذين يعملون بغيرة مقدسة. إذا كان قوم ساكنين في بيت الله، يجب عليهم أن يسعوا فيه بلا حس ولا عثرة.
ثانيا: معرفة الكتاب المقدس. لا يسام أحد قسا وهو لا يعرف كلام الكتب جيدا، وبالأكثر الإنجيل.
ثالثا: تشهد حياته لإيمانه العملي، إذ يقول: (الذي يختار ليكون أسقفا يجب أن يكون رجلا عفيفا، بشوشا، خائف (الرب)، يجاهد عن المظلومين، لا يحابي أحدا من الناس، بل يقول الحق. ولا يخشى غنيا. ولا يكون محبا للقنية، لأن هذه خطية تغري كل الناس، ولاسيما لمن هم في هذه الرتبة”.
رابعا: عدم البهرجة في ملابسه. يليق بالأسقف أن يذكر الجياع والعراة بين شعبه، فلا يستطيع أن يعيش في ترف.
خامسا: يحمل روح الأبوة. يجب على الأسقف أن يقاتل من أجل الحق حتى الموت. ويكون أبا للأرامل والأيتام. ويتزين بالنقاوة لكي يريح الناظرين إليه، ويبت بلطف، ويصعد وينزل، وكلامه حازم ومملح. ولا يكون سكيرا، ولا يحسد أحدا. ولا يحب الذهب، ويحسب كل ما لهذا العالم لا شيء. ولا يكون محبا لربح باطل، بل يهرب من كل زينة فارغة. سادسا: غير متزوج من المحرمات ولا تزوج زيجة ثانية. من شروط المرشح لخدمة الكهنوت، أسقفا كان أو قسا أو شماشا، ألا يكون قد سبق له الزواج من المحرمات حتى إن تاب (1 تي 3: ۲-6).