الفضيلة في قلب المؤمن الكنسي هي اتحاد مع العريس السماوي، وتمتع بالشركة معه في سماته السماوية، بقيادة روحه القدوس. ففي كل صباح، إذ يصلي المؤمن صلاة باكر ويسبح بها، يذكر قيامة السيد المسيح، العريس السماوي، فيدرك إمكانية قيامته فيه، بالتمتع بحياة جديدة سماوية متجددة لن تقدم ولا تشيخ. يتمتع بعربون الحياة المقامة في المسيح يسوع، في قلبه وفي سلوكه كربون الكمال السماوي. بفكر إنجيلي يكشف القديس يوحنا الذهبي الفم عن الفضيلة أنها ليست مجموعة أخلاقيات نلتزم بها، إنما أولا وقبل كل شيء هي اتحاد مع المسيح الذي صار لنا برا وقداسة وفداء (1 كو 1: ۳۰). يقول القديس كيرلس الكبير : لينبوع كل بركة هو المسيح الذي صار لنا حكمة من الله”، إذ فيه صرنا حكماء وامتلانا بالمواهب الروحية. الآن من كان متزن العقل يؤكد أن معرفة هذه الأشياء التي فيها نتقدم بكل وسيلة بالحياة المقدسة السامية والنمو في الفضيلة إنما هي عطية من الله، يتأهل الإنسان للفوز بها.
يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل” (مت 4۸ : 5 ). ينشر السيد اسم “السماوات” في كل مكان بغزارة رافعا أذهانهم.] ولقد نزل الله ليقدم الشريعة عندما صعد موسى إليه (على جبل سيناء)، أما هنا فالروح القدس ينزل عندما ارتقت طبيعتنا إلى السماء، أو بالأحرى إلى العرش الملوكي.
بينما ننتظر القيامة المقبلة يطلب منا قيامة أخرى، طريقة حياة جديدة في هذا العالم تنبع عن تغير في طرقنا القديمة. عندما يصير الزاني طاهرا، والطماع رحوما، والعنيف لطيفا. هنا أيضا قيامة، هي استباق للقيامة المقبلة. كيف يكون هذا قيامة؟ إنها قيامة، لأن الخطية تموت ويقوم البر، الإنسان القديم يتحطم والحياة الجديدة الملائكية تنتعش. عندما تسمع عن الحياة الجديدة تطلع إلى تغير واختلاف عظيم.
صار المسيح كل شيء بالنسبة لكم: المائدة والملبس والمنزل والرأس والأصل. ” فإنكم جميعا الذين اعتمدتم قد لبستم المسيح” (غل ۲۷ : ۳ ). انظروا كيف صار ملبسكم؟ أتريدون أن تعرفوا كيف صار طعامكم؟ يقول المسيح: “كما أنا حي بالآب، هكذا من يأكلني يحيا بي” (يو 5: 48)؟ وقد صار منزلكم: “من يأكل جسدي يثبت في وأنا فيه” (يو ۰۷ :6 ). ويظهر أنه هو أصلنا وأساسنا عندما يقول: “أنا هو الكرمة وأنتم الأغصان” (يو 5 : 15)، لكي يظهر أنه أخوكم وصديقكم وعريسكم، يقول: “لا أعود أدعوكم عبيدا، إذ أنتم أصدقائي” (يو 15 : 15 ). مرة أخرى يقول القديس بولس: اقد خطبتكم لرجل واحد، لأقدمكم عذراء عفيفة للمسيح” (۲ کو ۲۰۱۱). وأيضا “ليكون بكرا بين إخوة كثيرين” (رو ۲۹ : ۸ ). لم نصر فقط إخوته بل أولاده، إذ يقول: “هأنذا والأولاد الذين أعطانيهم الرب” (إش ۱۸۰۸). لم نصر أولاده فقط بل وأعضاءه وجسده (1 كو ۲۷ : ۱۲ ). إن كانت هذه الأمور التي أشرت إليها غير كافية لتبرهن على حبه ولطفه الذين يظهرهما لنا، يقم لنا شيئا آخر أكثر تقربًا من هذه عندما يتحدث عن نفسه أنه رأسنا.
القمص تادرس يعقوب ملطي
الفضيلة في قلب المؤمن الكنسي هي اتحاد مع العريس السماوي، وتمتع بالشركة معه في سماته السماوية، بقيادة روحه القدوس. ففي كل صباح، إذ يصلي المؤمن صلاة باكر ويسبح بها، يذكر قيامة السيد المسيح، العريس السماوي، فيدرك إمكانية قيامته فيه، بالتمتع بحياة جديدة سماوية متجددة لن تقدم ولا تشيخ. يتمتع بعربون الحياة المقامة في المسيح يسوع، في قلبه وفي سلوكه كربون الكمال السماوي. بفكر إنجيلي يكشف القديس يوحنا الذهبي الفم عن الفضيلة أنها ليست مجموعة أخلاقيات نلتزم بها، إنما أولا وقبل كل شيء هي اتحاد مع المسيح الذي صار لنا برا وقداسة وفداء (1 كو 1: ۳۰). يقول القديس كيرلس الكبير : لينبوع كل بركة هو المسيح الذي صار لنا حكمة من الله”، إذ فيه صرنا حكماء وامتلانا بالمواهب الروحية. الآن من كان متزن العقل يؤكد أن معرفة هذه الأشياء التي فيها نتقدم بكل وسيلة بالحياة المقدسة السامية والنمو في الفضيلة إنما هي عطية من الله، يتأهل الإنسان للفوز بها.
يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل” (مت 4۸ : 5 ). ينشر السيد اسم “السماوات” في كل مكان بغزارة رافعا أذهانهم.] ولقد نزل الله ليقدم الشريعة عندما صعد موسى إليه (على جبل سيناء)، أما هنا فالروح القدس ينزل عندما ارتقت طبيعتنا إلى السماء، أو بالأحرى إلى العرش الملوكي.
بينما ننتظر القيامة المقبلة يطلب منا قيامة أخرى، طريقة حياة جديدة في هذا العالم تنبع عن تغير في طرقنا القديمة. عندما يصير الزاني طاهرا، والطماع رحوما، والعنيف لطيفا. هنا أيضا قيامة، هي استباق للقيامة المقبلة. كيف يكون هذا قيامة؟ إنها قيامة، لأن الخطية تموت ويقوم البر، الإنسان القديم يتحطم والحياة الجديدة الملائكية تنتعش. عندما تسمع عن الحياة الجديدة تطلع إلى تغير واختلاف عظيم.
صار المسيح كل شيء بالنسبة لكم: المائدة والملبس والمنزل والرأس والأصل. ” فإنكم جميعا الذين اعتمدتم قد لبستم المسيح” (غل ۲۷ : ۳ ). انظروا كيف صار ملبسكم؟ أتريدون أن تعرفوا كيف صار طعامكم؟ يقول المسيح: “كما أنا حي بالآب، هكذا من يأكلني يحيا بي” (يو 5: 48)؟ وقد صار منزلكم: “من يأكل جسدي يثبت في وأنا فيه” (يو ۰۷ :6 ). ويظهر أنه هو أصلنا وأساسنا عندما يقول: “أنا هو الكرمة وأنتم الأغصان” (يو 5 : 15)، لكي يظهر أنه أخوكم وصديقكم وعريسكم، يقول: “لا أعود أدعوكم عبيدا، إذ أنتم أصدقائي” (يو 15 : 15 ). مرة أخرى يقول القديس بولس: اقد خطبتكم لرجل واحد، لأقدمكم عذراء عفيفة للمسيح” (۲ کو ۲۰۱۱). وأيضا “ليكون بكرا بين إخوة كثيرين” (رو ۲۹ : ۸ ). لم نصر فقط إخوته بل أولاده، إذ يقول: “هأنذا والأولاد الذين أعطانيهم الرب” (إش ۱۸۰۸). لم نصر أولاده فقط بل وأعضاءه وجسده (1 كو ۲۷ : ۱۲ ). إن كانت هذه الأمور التي أشرت إليها غير كافية لتبرهن على حبه ولطفه الذين يظهرهما لنا، يقم لنا شيئا آخر أكثر تقربًا من هذه عندما يتحدث عن نفسه أنه رأسنا.